تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أنه على الرغم من مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس يحيي السنوار لا يزال القتال في غزة ولبنان على أشده بين فصائل المقاومة والجيش الإسرائيلي بنحو تكاد معه احتمالات السلام القاتمة بالفعل تتلاشى نهائيًا.


وقالت الصحيفة (في سياق تقرير كتبه مُراسليها في غزة ولبنان) إن القوات الإسرائيلية قصفت مجددًا شمال القطاع في الساعات الأخيرة واستهدفت بلدة جباليا، مما أسفر عن مقتل 33 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، بينما أطلق حزب الله عشرات القذائف على أهداف إسرائيلية وأعلنت إسرائيل أنها حاصرت جباليا لمدة أسبوع لاستهداف مقاتلي حماس الذين تقول إنهم أعادوا تنظيم أنفسهم في المنطقة.

ومنذ أمس الأول، فر حوالي 20 ألف فلسطيني من الحي، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" هربًا من القصف الإسرائيلي. 
وقالت شركة بالتل، أكبر مزود للاتصالات في غزة، إن خدمة الإنترنت معطلة تمامًا في شمال غزة.
كما تصاعد القتال أيضًا في لبنان أمس السبت، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي عدة مناطق خارج بيروت في غارات جوية غطت المنطقة بسحب من الغبار. وجاءت عودة الهجمات، بعد عدة أيام من الهدوء النسبي، حذر قبلها حزب الله من "مرحلة جديدة ومتصاعدة" في الصراع مع إسرائيل. 
وفي غزة، أفادت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية استهدفت مدخل المختبر في مستشفى كمال عدوان، وهو منشأة رئيسية بالقرب من جباليا، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العديد من الآخرين وحذرت الوزارة من أزمة في مستشفيات غزة، مشيرة إلى نقص الوقود ونقص الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية.
كما وردت تقارير عن غارة جوية إسرائيلية ضربت مبنى سكني في بيت لاهيا بشمال غزة، حيث قال مسئولون من حماس إن العشرات من الناس قتلوا وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة مدحت عباس إن العشرات من الناس أصيبوا وفُقدوا، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه يفحص ما حدث وشكك في عدد القتلى الذي أصدره مسئولون من حماس، قائلًا إنه "لا يتوافق" مع التقييم الأولي للجيش.
واستهدفت القوات الإسرائيلية أيضًا المناطق القريبة من المستشفى الإندونيسي، وهو مركز طبي تم تمويله من قبل جمعيات خيرية من إندونيسيا ويقع على مشارف جباليا الشمالية. وقالت وزارة الصحة إن القوات الإسرائيلية أطلقت أعيرة نارية ومدفعية باتجاه المستشفى، مضيفة أن أكثر من 40 مريضًا بقوا في المنشأة.
وسلطت"نيويورك تايمز" الضوء في تقريرها على تصاعد القتال في غزة ولبنان في الأيام التي تلت مقتل السنوار وتبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية في جنوب غزة، وقالت الصحيفة إنه على الرغم من الآمال في أن يكون موت السنوار بمثابة انفراجة محتملة للمفاوضات التي من شأنها أن تنهي الحرب التي استمرت عامًا، لم تكن هناك مؤشرات على أن محادثات السلام كانت وشيكة بنحو بدت معه أحداث العنف على أشدها خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأشار مسئولون أمريكيون إلى أنهم سيحاولون تجديد المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بشأن اتفاق لوقف القتال، في مقابل إطلاق سراح العشرات من الرهائن المتبقين في غزة. ولكن نائب السنوار قال أمس الأول إن الحركة لن تخفف من مطالبها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة قبل وقف إطلاق النار بينما لم تظهر إسرائيل أي علامات على التراجع. 
ويوم أمس السبت، احتفل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقتل السنوار، الذي وصفه بأنه "العقل المدبر للإرهاب" بينما قدم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رسالة تعزية لأنصار السنوار وقال إن إيران ستواصل تقديم الدعم.. وأضاف في منشور له عبر وسائل التواصل الاجتماعي:" حماس على قيد الحياة وستبقى على قيد الحياة".
في الوقت نفسه، تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث خرجت طائرة بدون طيار يوم أمس السبت من قاعدة في لبنان وضربت مبنى بالقرب من مسكن نتنياهو الخاص، وفقًا لمكتبه. ولم يكن نتنياهو ولا زوجته في المنزل وقت الضربة، وفقًا لمكتب رئيس الوزراء، الذي قال إنه لم تقع إصابات. وكانت تلك الطائرة واحدة فقط من حوالي 180 قذيفة أُطلقت من لبنان إلى إسرائيل خلال الليل وحتى نهار أمس السبت، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وقال عمال الطوارئ إن معظمها تم اعتراضها أو السماح لها بالسقوط في مناطق غير مأهولة بالسكان، لكن وابلًا واحدًا أطلق باتجاه مدينتي حيفا وعكا قتل رجلًا وأصاب آخر. وفي الأسبوع الماضي، أسفر هجوم لحزب الله بطائرة بدون طيار عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة العشرات في قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل.
وأخيرًا، أكدت الصحيفة الأمريكية أن هذه الحوادث، إلى جانب الضربة الأخيرة التي استهدفت مقر إقامة رئيس الوزراء، تُظهر التحدي المستمر الذي تفرضه هذه النوعية من الطائرات على الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي طالما تتفاخر بها إسرائيل، ففي حين أن الأنظمة الدفاعية فعالة للغاية ضد الصواريخ والقذائف وبعض الطائرات بدون طيار، إلا أنها تواجه أحيانًا صعوبة في اكتشاف الطائرات بدون طيار بطيئة الحركة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتنبعث منها القليل من الحرارة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القتال في غزة لبنان فصائل المقاومة القوات الإسرائیلیة فی غزة ولبنان أمس السبت بدون طیار

إقرأ أيضاً:

معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة

قالت صحيفة معاريف العبرية، إنه بالتزامن مع مباحثات الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، تجري نقاشات أخرى مكثفة خلف الكواليس بشأن المرحلة التالية من خطة ترامب، وتحديدا تلك المتعلقة بإنشاء قوة أمنية إقليمية ودولية ستدخل القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.


وقالت الصحفية آنا بارسكي، في تقرير لها نشرته الصحيفة، إن هذا الملف يعد أحد أكثر المكونات حساسية وتعقيدًا في الخطة الشاملة لإعادة إعمار غزة، ومن المتوقع أن يكون محور المناقشات في قمة شرم الشيخ المنعقدة في مصر ، حيث أن الهدف من هذه القوة، هو منع حماس من العودة إلى السلطة، وتمكين الاستقرار الأمني في المنطقة، وتهيئة الأرضية لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة بعد فترة انتقالية تشرف عليها هيئة دولية.

وأضافت بارسكي، في المناقشات التي جرت خلال الأيام الأخيرة، تتضح إحدى أهم نقاط الخلاف وهي: هوية الدول التي ستشارك في القوة العربية والدولية في غزة، ووفقًا لمصادر مطلعة على المناقشات، أعربت إسرائيل عن استعدادها لضم دول خليجية وصفتها بالمعتدلة - بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين - رغم أنها لا تمتلك قوة عسكرية كبيرة لنشرها على الأرض، إضافة لمصر والأردن، حيث يُفترض أن تقودا العملية وتجندا قوة شرطة فلسطينية محلية.

من وجهة نظر إسرائيل، فإن مجرد وجود هذه الدول في غزة قد يضفي شرعية إقليمية على هذه الخطوة، ويقول مصدر إسرائيلي مطلع على هذه المناقشات: "ستكون مساهمتهم سياسية واقتصادية بالأساس، لكن وجودهم قادر على تحقيق الاستقرار".

في المقابل والكلام للصحفية آنا بارسكي، أعلنت حكومة نتنياهو، معارضتها القاطعة لمشاركة تركيا في القوة، وتنبع هذه المعارضة من مواقف أنقرة المتشددة تجاه إسرائيل، ودعمها العلني لحماس، والروابط الأيديولوجية الوثيقة بين إدارة أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين، يقول مصدر إسرائيلي: "لا يمكن لتركيا أن تكون جزءًا من كيان يهدف إلى نزع سلاح حماس، فالوجود التركي سيقوض العملية برمتها"، كما أن مصر لديها تحفظات على الفكرة، خوفًا من محاولة تركية لإعادة ترسيخ نفوذها في منطقة تعتبرها القاهرة جزءًا من مسؤوليتها الأمنية المباشرة.

وتضيف، لا تزال الأسئلة الأكثر صعوبة مطروحة، تطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس بالكامل كشرط للانسحاب الكامل، بينما تطالب حماس بوعد صريح بانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة حتى قبل بدء هذه العملية، في هذه المرحلة، ما يبدو ظاهريًا مجرد مخطط أمني إداري تقني، هو في الواقع صراعٌ على إعادة تعريف المنطقة بأسرها، حيث تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على السيطرة الأمنية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة في المفاوضات حول استمرار تنفيذ خطة ترامب، فيما تسعى حماس إلى البقاء سياسيًا، ولكن بالأساس عسكريًا وأيديولوجيًا، وتحاول الولايات المتحدة والدول العربية بناء جسرٍ مستقر بين مطالب الأطراف والواقع الذي يتبلور أمام أعيننا.


لا يعتمد نجاح المبادرة على تشكيل القوة وهوية المشاركين فيها فحسب، بل يعتمد أيضًا على قدرة كل طرف، وخاصة إسرائيل، على الاعتقاد بأن من يدخل غزة هذه المرة سيكون قادرًا على البقاء فيها أيضًا، مشيرة إلى أن قمة شرم الشيخ قد تحدد طبيعة غزة في السنوات القادمة فيما إذا ستصبح منطقةً مُدارةً ومُشرفةً دوليًا، أم أنها ستعود إلى نقطة البداية.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: إدارة ترامب تفوض سي آي إيه بعمليات سرية في فنزويلا
  • بعد تهديد ترامب.. وزير دفاع إسرائيل يطلب إعداد خطة لـهزيمة حماس في حال تجدد القتال
  • ترامب يهدد .. إسرائيل قد تستأنف القتال في غزة بكلمة مني
  • ترامب: الجيش الإسرائيلي ربما يستأنف القتال في غزة
  • نيويورك تايمز: حرب ترامب التجارية مع الصين تغير المشهد الاقتصادي بالعالم
  • نيويورك تايمز: فرحة فلسطينية بالإفراج عن الأسرى وسط جراح الحرب الطويلة
  • إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لا تتطابق مع أي من الرهائن
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث الأربع التي تسلمناها من حماس لا تخص أيا من الرهائن
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • نيويورك تايمز: هل تستطيع إسرائيل إصلاح علاقاتها مع الأميركيين؟