#سواليف

طالب المرصد العمالي الأردني الحكومة بإزالة المعيقات أمام انخراط الشباب بسوق العمل من خلال إعادة النظر بالسياسات الاقتصادية والتعليمية وسياسات التشغيل غير الفعالة المعمول بها منذ عقود.
جاء ذلك في بيان أصدره المرصد العمالي التابع لمركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يصادف الثاني عشر من آب من كل عام.


وقال المرصد في البيان إن معدلات البطالة بين الشباب في الأردن تُعد من بين أعلى النسب في العالم، ووصلت إلى مستويات عالية مقارنة مع معدلاتها التاريخية في المملكة ومقارنة مع الغالبية الكبرى من دول العالم ودول المنطقة. اذ أن معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية 15-24 سنة ومن غير الجالسين على مقاعد الدراسة وصل إلى (46.1) بالمئة (42.1 بالمئة للذكور مقابل 64.1 للإناث) خلال الربع الأول من العام 2023.
وأوضح المرصد العمالي أن الأسباب الرئيسة وراء هذه المستويات المرتفعة في معدلات البطالة تتمثل في استمرار تطبيق السياسات المالية الانكماشية والسياسات الضريبية غير العادلة، التي أضعفت قدرات الاقتصاد الأردني على توليد فرص عمل جديدة تستوعب الداخلين الجدد، جراء حالة التباطؤ الذي يعانيه الاقتصاد الأردني منذ أكثر من عقد، حيث تراجعت معدلات النمو الاقتصادي الشمولي خلال السنوات العشر الماضية، وبقيت عند مستويات تقل عن 3 بالمئة.
وأشار المرصد إلى أنه يدخل سنويا سوق العمل نحو 140 ألف باحث عن العمل، في حين يولّد الاقتصاد الأردني بقطاعيه العام والخاص ما لا يزيد عن 40 ألف وظيفة جديدة سنويا فقط.
كما أن استمرار عمليات التوسع في التعليم الجامعي الأكاديمي منذ ثلاثة عقود على حساب التعليم المتوسط التقني والمهني خلافا لحاجات سوق العمل وللممارسات الفضلى في مختلف أنحاء العالم، أحدث تشوهات هيكلية في سوق العمل وساهم في زيادة معدلات البطالة بين الشباب، وفق المرصد.
ولفت بيان المرصد العمالي إلى أن عددا قليلا من الطلبة يلتحقون بمعاهد التدريب المهني والمتوسط سنويا، بسبب العراقيل التي تضعها الحكومة أمام العمل المهني من حيث عدم تهيئة البيئة التشجيعية المناسبة لهذا النوع من التعليم وعدم زيادة مقاعد الدراسة في مؤسسة التدريب المهني ذات القدرة الاستيعابية المحدودة.
كما لاحظ المرصد أن التراجع في جودة التعليم وضعف مخرجاته، والابتعاد عن مناهج التعليم الابتكارية التي تطور المعارف والقدرات التحليلية للطلبة، ساهم في افتقار غالبية الخريجين والخريجات إلى المعارف والمهارات اللازمة لانخراطهم في سوق العمل.
وفيما يخص سياسات التشغيل التي طبقتها الحكومات المتعاقبة بما فيها الحالية، أكد المرصد أنها أثبتت عدم فاعليتها، إذ لم تُساهم في خفض معدلات البطالة بين الشباب.
ويعود ذلك بشكل أساس، وفق المرصد، إلى أن تصميم برامج التشغيل تقوم على فرضيات غير دقيقة، تتمثل في أن الباحثين عن عمل لا يعرفون كيفية الوصول إلى فرص العمل المتوافرة، وأن المُشغّلين في القطاع الخاص لا يستطيعون الوصول إلى طالبي الوظائف من الشباب والشابات.
وبين أن الأصل في هذه البرامج أن تستهدف الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع معدلات البطالة، مثل إعادة النظر في السياسات المالية التي أرهقت وأضعفت قدرات الاقتصاد على النمو الشمولي الكافي بالضرائب غير المباشرة (الضريبة العامة على المبيعات والضرائب المقطوعة والرسوم الجمركية).
كما يجب أن تستهدف هذه البرامج تحسين شروط العمل، وفق المرصد، الذي رأى أنها ضعيفة في العديد من فروع القطاع الخاص، وبخاصة مستويات الأجور المنخفضة التي ما تزال عند 260 دينارا شهريا، على الرغم من الارتفاعات التي تطرأ كل فترة وأخرى على أسعار مختلف السلع والخدمات، وهو قريب من نصف خط الفقر للأسر.
وأشار إلى أن هناك قطاعات عديدة تُعاني من ضعف كبير في شروط العمل اللائق مثل قطاعات الزراعة والإنشاءات وصناعة الألبسة، وهو ما يُشكل ظروفا صادمة للعديد من الشباب والشابات طالبي الوظائف الجدد، ويدفعهم إلى الإحجام عن العمل فيها.
وأكد المرصد أن هذه التحديات الصعبة التي يواجهها الشباب والشابات في الأردن، جاءت نتاجا لجملة من الخيارات والسياسات الاقتصادية التي تم تطبيقها في الأردن على مدار العقود الماضية، وأنه آن أوان مراجعتها، إذ تشير استطلاعات الرأي المحلية والدولية إلى أن غالبية الشباب الأردني يرغبون بالهجرة بسبب صعوبة الحصول على عمل.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف معدلات البطالة سوق العمل إلى أن

إقرأ أيضاً:

"Startup Power".. تعلن انطلاق الموسم الرابع تحت رعاية منظمة العمل الدولية

شهد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والنائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ ومؤسس المسابقة، والمهندس خالد عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وال باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وأشرف عبد الفتاح، الرئيس التنفيذي لشركة بلتون لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأريك أوشلين، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وشخصيات عامة، فعاليات الحفل الختامي للموسم الثالث من مسابقة "Startup Power" لدعم المشروعات الناشئة، في احتفالية كبرى شارك فيها مئات الشباب أصحاب الأفكار الابتكارية من مختلف محافظات الجمهورية.
تكريم 50 فائزًا وجوائز تميز في قطاعات المستقبل
شهد الحفل تكريم 50 فائزًا من أصل 80 متسابقًا وصلوا إلى المرحلة النهائية، والذين قدموا مشروعات متميزة قابلة للتنفيذ في قطاعات متنوعة، كما تم منح جوائز تميز استثنائية لمشروعات تخصصت في مجالات التكنولوجيا الزراعية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الأخضر، وذلك تقديرًا لأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني واستشراف مستقبل التنمية المستدامة.
ولم يغفل الحفل تكريم المحكمين والمدربين الذين ساهموا بخبراتهم في بناء قدرات المتسابقين على مدار أشهر من العمل، في مشهد يؤكد أن نجاح أي مبادرة جادة يبدأ من تكامل كل عناصر المنظومة.
وأشاد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بالمسابقة ودورها في دعم ريادة الأعمال في مصر، مثنيًا على دور مؤسسة أبو هشيمة الخير في دعم الشباب وتنمية قدراتهم، قائلًا: "الأهم من الجائزة هو التدريب وصناعة العقول المبشرة.. ونحن لسنا أقل من من الشباب الذين أسسوا تطبيقات غيّرت التاريخ."
وأضاف: "أحمد أبو هشيمة له باع طويل في هذا المجال، وهو رائد أعمال متميز ومعطاء، ولا يتوانى عن دعم المبادرات التي تصب في مصلحة الوطن."
أحمد أبو هشيمة: المستقبل يبدأ من هنا
وفي كلمته، قال النائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ ومؤسس المسابقة: "هذه المسابقة بدأت من خمس سنين، برؤية واضحة جدًا: تمكين شبابنا الطموح، تحويل أفكارهم المبدعة لمشروعات حقيقية، ومنح الاقتصاد الوطني روح جديدة.. روح فيها ابتكار، وحلم، وطموح".
وأشار "أبو هشيمة" إلى أن الموسم الثالث شهد توسعًا كبيرًا من حيث النطاق وعدد المشاركين وجودة المشروعات، حيث تم تغطية جميع محافظات الجمهورية الـ27، كما تم مضاعفة قيمة الجوائز، وفتح مجالات جديدة تواكب مستقبل الاقتصاد مثل الاقتصاد الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الزراعية.
كما استعرض أبرز الأرقام التي حققتها المسابقة على مدار مواسمها الثلاثة:
•  13،258 شابًا تقدموا للمشاركة من مختلف أنحاء الجمهورية
•  تم تحويل أكثر من 14 ألف فكرة ريادية إلى 130 مشروعًا قائمًا
•  إجمالي الدعم المالي المقدم عبر 3 مواسم أكثر من 30 مليون جنيه
•  تم تقديم أكثر من 30،000 ساعة تدريب وإرشاد وتوجيه
• شارك في دعم المتسابقين 115 مدربًا و30 محكمًا
وأعلن " أبو هشيمة" أن الموسم الرابع من المسابقة سيكون برعاية منظمة العمل الدولية  (ILO)، واصفًا ذلك بأنه "خطوة كبيرة تؤكد الثقة الدولية في المسابقة، وتفتح أمام شبابنا أبوابًا جديدة نحو العالمية، والتطوير، والدعم الدولي الحقيقي."
باسل رحمي: المسابقة نموذج لما يجب أن تكون عليه ريادة الأعمال في مصر
من جانبه، قال الدكتور باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، إن "Startup Power" أصبحت تمثل نموذجًا عمليًا ناجحًا لريادة الأعمال في مصر، وأضاف: "نحن في الجهاز نعتز بشراكتنا في هذه المبادرة التي أصبحت حاضنة حقيقية لأفكار الشباب، ونؤمن بأن الاستثمار في العقول الشابة هو الركيزة الأولى لبناء اقتصاد تنافسي شامل".
وتابع: "ما لمسناه من التزام وجدية في تنفيذ هذا البرنامج يجعلنا أكثر إصرارًا على توسيع التعاون وتوفير المزيد من أدوات التمويل والتدريب للمشروعات الواعدة التي تخرج من رحم هذه المسابقة".

أشرف عبد الفتاح: 50 مليون جنيه لتمويل المشروعات الفائزة
وفي هذا السياق، صرّح أشرف عبد الفتاح، الرئيس التنفيذي لشركة بلتون لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قائلًا: "نحن نؤمن بأن دعم ريادة الأعمال هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل الاقتصاد المصري، ولذلك حرصنا على أن نكون شريكًا فعّالًا في جميع مراحل مسابقة Startup Power، من مرحلة التقييم وحتى التمويل، سعداء بتمويل مجموعة من المشروعات الواعدة بقيمة تصل إلى 50 مليون جنيه، وملتزمون بمواصلة دعم رواد الأعمال وتمكينهم من تحقيق نمو حقيقي ومستدام".
شراكة دولية للموسم الرابع
وقد شهد الحفل توقيع بروتوكول تعاون جديد بين مؤسسة أبو هشيمة الخير، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ومنظمة العمل الدولية (ILO)، لرعاية الموسم الرابع من المسابقة، في خطوة نوعية تؤكد على البعد الدولي للمبادرة، وتعزز حضورها كمنصة متكاملة للابتكار وريادة الأعمال في مصر، تمهيدًا لانطلاقها عربيًا وعالميًا.

مقالات مشابهة

  • التعليم التقني بين الواقع والطموح
  • الشرقية تواجه البطالة والهجرة غير الشرعية بمبادرات تدريبية وتنموية للشباب
  • التعليم العالي: جار العمل على تدويل وتصدير التعليم
  • غولدمان ساكس: الدولار تحت ضغط مع زيادة الحيطة بسوق العملات
  • «دبي للإعلام» يفتح باب التقديم لمنحة محمد بن راشد للطلبة
  • "Startup Power".. تعلن انطلاق الموسم الرابع تحت رعاية منظمة العمل الدولية
  • «الوطني» يطالب بمراجعة نظام العلاوة الاجتماعية وربط قيمة القسط السكني بعدد أبناء الأسرة
  • « خليك إيجابي» تؤهل 50 شابًا وفتاة لقيادة العمل المجتمعي بالإسكندرية
  • فتح باب التقديم على وظائف مكاتب التمثيل العمالي بالخارج
  • كيف ضمن قانون ذوي الإعاقة حقوقهم في التعليم والعمل.. تفاصيل