لجريدة عمان:
2025-05-25@00:37:46 GMT

تعلّم أن تبكي

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

تعلّم أن تبكي

ثمة حياة تولد كلّ يوم من جديد. لكن الموت يسيطر على هذا المكان، على داخلي. رأيت مؤخرًا الكثير من الموت، من الناس الذين يرحلون، لدرجة أنني لم أعد أستطيع أن أشعر بأي فرح حيث يبدأ كل شيء من جديد. كأن الموت، مثل جرذ، أحدث ثقبا فـي قلبي الذي لا يمكن لأي شيء أن يمنعه من عيش الحرب، من تذكر الحروب الماضية، من التكهن بالحروب المقبلة.

سنون تنهار فجأة. العمر أيضا. مثل هذه المباني..

***

لساعات كاملة، شعرت بالخضوع التام لسحر ما نسميه الحرب الشاملة، التي أصبحت أمرا مألوفا فـي هذه المدينة؛ مشيت طيلة الصباح، فـي بعض حواري المدينة وشوارعها، حاملًا حقيبة على كتفـي. لا شيء فـي داخلها. فارغة. ولا شيء لأشتريه كي أضعه فـيها. كأنني أحسست باطمئنان ما، بأنه فـيما لو سقطت قذيفة، يمكن للمسعفـين أن يضعوا أشلائي داخلها.

المدينة أمامي فـي جميع الاتجاهات، جلست فـي أمكنة متفرقة، على رصيف، على كومة من رمال، من ركام، على حافة جدار حيث يمكنني أن ألقي نظرة واسعة على الدمار الذي يلف الناس، الناس الذين لم يعودوا قادرين على التغلب على هذا الدمار؛ نظرة تغوص فـي يأس البشر، فـي انحطاطهم، وفنائهم. طوال حياتي، قرأت كتبا حول هذه الضائقة الإنسانية التي حدثت فـي حروب أخرى، التي ستحدث فـي هذه المدينة أيضًا. ضائقة مخيفة، مثيرة للشفقة، وهذا ما لم يعد يعرفه أحد أو يريد أن يعرفه أحد بعد الآن؛ تعلمت ورأيت من خلالي مدى فظاعة الحياة. أكثر من كل الكتب. من وجودي أيضا، الذي يشير إلى مدى ضآلة قيمتنا، أو لنقل إلى لا قيمتنا كبشر. لا قيمة للبشر فـي أزمنة مماثلة.

***

يُصرّ البعض على اعتبار أن الكتابة هي حديث مع الآخر. هروب باتجاه الآخر. تحاول أن تفكر فـي هذا الأمر وأن تقنع نفسك به. وتكتشف أن لا أحد يجيبك مباشرة، حين تحدثه.

ربما الأمر الوحيد الذي يمكنك فعله أن تحاول البحث من خلالها عن رفقة: لكنها رفقة الذين غابوا. من هم على قيد الحياة، لديهم أشياء أخرى ليقوموا بها فـي هذه الحياة. تكتب وتحاول أن تتذكر. أن تبحث عن ذكرى. تكتشف أن الذكرى قد تكون بداية الكتابة، لكن الكتابة ليست ذكرى بالفعل، بل هي بداية الموت، بصفته كينونة مستقلة.

***

يشعر فـي هذا الصباح أن شيئا يشبه الموت يلمع أمام عينيه مثل برق أسود، ليضرب لذته غير المؤذية، ويحول شبابه إلى رماد، ويدفعه إلى حافة الأعماق الغامضة التي تفصل بين الأحياء والأموات.

يشعر بهذا القلق الخاص الذي كان يعاني منه بانتظام قبل أن تتغير حياته. يشعر أن خطرا جديدا، كالعيش مثلا، يهدده من جديد؛ أعظم خطر يمكن له أن يعترض كينونته، هو ذاك الذي كان هو نفسه يرغب فـيه بشدة: الحياة.

***

ماذا باستطاعة المرء أن يفعل حين لا تأتيه الكلمات على الرغم من محاولاته المتكررة؟ ماذا عليه أن يكتب حين لا يرى أمامه سوى هذا المشهد الكبير من الموت. هكذا بدت الصورة التي تفرض نفسها عليك، التي تسيطر على كل تفصيل من تفاصيلك الجسدية والروحية، حتى لتحيلك حطاما داخل هذا الحطام الذي يلف كلّ شيء، وتحيلك مِزقة من بين هذه المِزق التي يصير إليها كلّ شيء.

بالأحرى، لِمَ عليك أن تكتب، حين تعرف أن «كلّ شيء يفوق الوصف» وأنك مهما حاولت، ستبقى كلماتك مجرد كلمات، لا غير، وأنها لا تستطيع أن تبدل شيئا. كلّ ما تبدله فـي واقع الأمر، أنها تنزع عنك تأنيب الضمير -ضميرك الخاص- بأنك لم تصمت، بينما، فـي الواقع، كان من الأجدر عليك أن تصمت وأن لا تتحف أحدا بأي فكرة. من قال إن الكلمات تغلب الموت؟ من أعلن أن هذه الخرافة الجميلة -خرافة الكتابة- يمكن لها أن تفـيد بشيء، وبأنها تخفف الوطأة. ***

الموت هو فقط نتيجة للطريقة التي نعيش بها. نحن نعيش بين فكرة وأخرى، من شعور إلى آخر. مشاعرنا وأفكارنا، بدلًا من أن تتدفق كنهرٍ هادئ، «تمر عبر رؤوسنا»، «تغزونا» وتتركنا: إضاءات، ومضات، وتقاطعات. لو راقبت نفسك عن كثب، ستدرك أن الروح ليست مادة يتغير لونها من خلال التحولات الدقيقة، ولكن الأفكار تنبثق منها مثل الأرقام التي تخرج من ثقب أسود. لديك هذا الفكر، وهذا الشعور، وفجأة يحل مكانهما أمر آخر، يظهر من لا شيء. إذا كنت منتبهًا جدًا، فـيمكنك حتى التقاط لحظة اللون الأسود المطلق بين فكرتين. هذه اللحظة هي بالنسبة لنا، بمجرد اغتنامها، الموت بكل بساطة. حياتنا لا تتكون من شيء أكثر من تحديد معالم والقفز من واحدة إلى أخرى، وبالتالي عبور ألف وألف ثانية مميتة كل يوم. إلى حد ما، نحن لا نعيش إلا فـي هذه الوقفات بين قفزتين. ولهذا السبب نشعر بخوف فظيع فـي مواجهة الموت الأخير، وهو ما لم يعد بإمكاننا تحديده، الهاوية التي لا يمكن سبر غورها والتي نغرق فـيها. بالنسبة إلى طريقة العيش هذه، فهي حقًا إنكار مطلق. ولكن هذا فقط من هذا المنظور، فقط لأولئك الذين لم يتعلموا العيش إلا من لحظة إلى أخرى. يسمي الكاتب ذلك مرض القفز. ويكمن السر بأسره فـي هزيمته. يجب أن تتعلم تجربة حياتك كشريحة هادئة طويلة. وبحلول الوقت الذي نحقق فـيه ذلك، نكون قريبين من الموت كما اقتربنا من الحياة. لم نعد نعيش وفقًا لمعاييرنا المشتركة، لكن لم يعد بإمكاننا أن نموت، لأننا مع الحياة أيضًا علّقنا الموت. هذه هي لحظة الخلود، اللحظة التي تخرج فـيها روحنا من سجن الدماغ، وتدخل إلى حدائقه الرائعة.

الموت ليس غريبًا علينا كما تظن، فنحن نموت كل يوم فـي أعماق نوم بلا أحلام. ***

إذا كان هناك أي شيء يمكنك تعّلمه، فهو البكاء. لذا لا ينبغي عليك أن تخجل. لا تخجل من كونك رجلا يبكي أمام هذا الدمار. مهما كان الأمر، لتشعر به بعمق وحماس. لتشعر به مرة أخرى بمزيد من الحماس، ولتشعر به مرة أخرى بمزيد من العمق. لتشعر به لنفسك. لتشعر به من أجل الآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فـی هذه

إقرأ أيضاً:

ما الذي يعنيه رفع العقوبات على الاقتصاد السوري؟

شهد مايو/أيار الحالي حدثا بارزا في تاريخ سوريا، إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثناء زيارته للعاصمة السعودية الرياض، في الـ13 من هذا الشهر عن قراره رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وتبعه رفع الاتحاد الأوروبي كامل العقوبات المفروضة على دمشق في الـ20 من الشهر نفسه.

وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية في 23 مايو/أيار 2025 "الرخصة العامة رقم 25" (GL 25)، التي تسمح بإجراء معاملات مالية مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، بالإضافة إلى البنك المركزي السوري ومؤسسات الدولة.

كما أصدرت وزارة الخارجية إعفاء لمدة 180 يوما من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر، لتسهيل الاستثمارات وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

ويمثل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية فرصة حقيقية لإعادة إحياء الاقتصاد السوري وإعادة دمجه في النظام الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، يرى الخبراء أن تأثير هذا القرار لن يكون فوريا، وأن الطريق نحو التعافي الاقتصادي سيكون طويلا ومليئا بالتحديات.

وهنا لا بد أن نفرق بين نوعين من العقوبات الأميركية:

الأولى تنفيذية يمكن أن يفرضها ويرفعها الرئيس الأميركي بشكل مباشر. والنوع الثاني هي العقوبات التشريعية التي يفرضها الكونغرس وهي المتعلقة بقانون قيصر، وهو أخطر وأعقد العقوبات التي تعاني منها سوريا في الوقت الحالي، وهذا النوع من العقوبات لا يمكن أن يلغيها الرئيس بشكل مباشر، لكن باعتبار أن الكونغرس يحظى بأغلبية جمهورية فمن المتوقع بشكل كبير أن يتم تمرير رفع العقوبات المفروضة بقرار من الكونغرس. إعلان

يهدف هذا التقرير إلى قراءة الآثار المحتملة لرفع العقوبات الأميركية والأوروبية على الاقتصاد السوري، من خلال مناقشة:

 القطاعات التي ستتأثر بهذا القرار. كيفية إعادة دمج سوريا في النظامين المالي والتجاري العالميين. جاذبية البلاد للمستثمرين الأجانب. تأثير هذه القرارات على جهود إعادة الإعمار. مستقبل استقرار الليرة السورية. مسار إنعاش صناعة النفط والغاز.

ما القطاعات المشمولة برفع العقوبات؟

يمثل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا نقطة تحول محورية للاقتصاد السوري، حيث من المتوقع أن تتأثر مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية بهذا القرار.

وفيما يلي نقدم إضاءة للقطاعات الرئيسية التي ستشهد تغييرات جوهرية نتيجة لرفع العقوبات:

قطاع النقل والطيران

يعد قطاع النقل والطيران من القطاعات التي ستستفيد بشكل كبير من رفع العقوبات، فقد عانت شركات الطيران السورية، وخاصة السورية للطيران، من تشغيل أسطول متقادم في ظل نقص حاد في قطع الغيار.

ويقول لينوس باور، مؤسس ومدير شركة "بي إيه إيه آند بارتنرز" الاستشارية (BAA & Partners)، إن رفع العقوبات يمكن أن يكون "لحظة فارقة" لصناعة الطيران المهملة منذ فترة طويلة، حيث سيسمح "للمرة الأولى" منذ سنوات، لهذه الناقلات بالحصول بشكل قانوني على قطع غيار معتمدة من الشركات المصنعة الأصلية من إيرباص وبوينغ ومورديها من الدرجة الأولى. وهذا يمكن أن يحسن بشكل كبير معايير السلامة والموثوقية.

القطاع المصرفي والمالي

يعد القطاع المصرفي والمالي من أكثر القطاعات تأثرا بالعقوبات الدولية، حيث عانى من عزلة شبه كاملة عن النظام المالي العالمي. ومع رفع العقوبات، يتوقع الخبراء تحسنا تدريجيا في القطاع المصرفي.

قطاع النفط والغاز

يعتبر قطاع النفط والغاز من القطاعات الحيوية للاقتصاد السوري، وقد تأثر بشكل كبير بالعقوبات الدولية التي منعت تصدير النفط السوري واستيراد المعدات اللازمة لتطوير الحقول النفطية.

قطاعا الزراعة والصناعة التحويلية

يشير الباحث في الشأن الاقتصادي السوري عبد العظيم المغربل في حديث للجزيرة نت إلى أن قطاعي الزراعة والصناعة التحويلية تضرّرا بشكل مباشر نتيجة القيود المفروضة على تدفّق مستلزمات الإنتاج والتكنولوجيا والصيانة.

إعلان

ويؤكد أنه مع رفع العقوبات، سيبدأ توفّر هذه المدخلات بالتحسّن تدريجيا، من خلال إعادة الربط مع الأسواق العالمية المزوّدة للآلات، والأسمدة، والمبيدات، والخامات الصناعية، وقطع التبديل، والتجهيزات التكنولوجية المتوسّطة والخفيفة، مما يسمح بإعادة تشغيل منشآت كانت معطّلة أو تعمل بأقلّ من طاقتها التصميمية.

قطاع الاتصالات والتكنولوجيا

عانى قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في سوريا من قيود كبيرة، بسبب العقوبات التي منعت استيراد المعدات والبرمجيات الحديثة وتقييد الوصول إلى خدمات الإنترنت العالمية. ومع رفع العقوبات، يمكن أن يشهد هذا القطاع تطورا سريعا.

استقرار الليرة السورية

شهدت الليرة السورية ارتفاعا ملحوظا في قيمتها مباشرة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا. فوفقا لوكالة الأنباء السورية، "ارتفعت الليرة السورية بشكل حاد مقابل الدولار الأميركي بعد الإعلان، حيث بلغ سعر الصرف 9.5 آلاف ليرة مقابل دولار واحد، مقارنة بـ13 ألف ليرة قبل قرار رفع العقوبات.

ويقول الخبير في الاقتصاد السوري الدكتور يحيى السيد عمر للجزيرة نت إن رفع العقوبات قد يمهد لتعافي العملة، لكن من جانب آخر قد يخفض من قيمة العملة في الوقت الحالي، لأنه اليوم أصبح بمقدور الدولة السورية طباعة العملة في أوروبا لا سيما في سويسرا والنمسا، ودخول كميات نقدية إلى السوق قد يؤدي إلى انخفاض قيمة الليرة.

ويضيف أن السعر الحالي لليرة سببه نقص الكتلة النقدية في السوق، ويؤكد أن التحسن الحقيقي لليرة مرتبط في الإنتاج والتصدير، وتقليل الاستيراد، وهذا الشيء ما زال غير موجود.

ويتابع السيد عمر أنه إذا حصلت سوريا على مساعدات مالية مقيمة بالدولار أو دخول استثمارات، فمن الممكن أن تشهد العملة تحسنا.

من جهته، يؤكد المغربل أن انعكاس رفع العقوبات على سعر صرف الليرة في هذه المرحلة يفهم كمؤشر مركّب لما يُسمّى في علم الاقتصاد بتوقّعات السوق أو "توازن التوقّعات"، حيث يؤدي رفع العقوبات إلى تحوّل جذري في سلوك الفاعلين الاقتصاديين من حالة الترقب السلبي إلى الانخراط الإيجابي. وهذا الانخراط -حسب المغربل- يتجلّى بانخفاض طلب المضاربين على الدولار، وتراجع ظاهرة الاكتناز بالعملة الأجنبية، وعودة الثقة بالعملة المحلية كأداة للادخار والمعاملات.

إعلان

تأثيرات فورية وأخرى على المدى المتوسط

يقول السيد عمر إن نتائج رفع العقوبات الأوروبية والأميركية عن سوريا سيظهر بعضها بشكل فوري والآخر على المدى المتوسط.

ويؤكد أنه من المتوقع أن يشهد الاقتصاد السوري خلال سنة واحدة انتعاشا ملموسا في كافة المؤشرات.

أما المغربل، فيتوقع أن تشهد التحويلات الخارجية انتعاشا نتيجة لخفض درجة المخاطر المرتبطة بإرسال الأموال إلى سوريا، وتحسّن القدرة على استخدام القنوات المصرفية النظامية.

وهذا التدفق النقدي، وإن كان مصدره غير إنتاجي فإنه يُشكّل في هذه المرحلة عنصرا محوريا في دعم ميزان المدفوعات وتعزيز القدرة الشرائية للمواطن، حسب المغربل.

سوريا أكثر جاذبية للمستثمرين والتجارة

يمثل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا نقطة تحول محتملة في جاذبية البلاد للمستثمرين الأجانب. فبعد سنوات من العزلة الاقتصادية والمخاطر العالية، تفتح هذه الخطوة الباب أمام فرص استثمارية جديدة في سوق يحتاج بشدة إلى رأس المال والخبرات الأجنبية.

ويقول إبراهيم ناجي قوشجي، الخبير الاقتصادي والمصرفي في تقرير منشور على الجزيرة نت إن "رفع العقوبات عن سوريا يمثل نقطة تحول أساسية. سينتقل الاقتصاد السوري من التفاعل مع الاقتصادات النامية إلى الاندماج مع اقتصادات أكثر تطورا، مما قد يعيد تشكيل علاقات التجارة والاستثمار بشكل كبير".

من جهته يؤكد السيد عمر أن سوريا أصبحت أكثر مرونة بشأن عمليات الاستيراد والتصدير، واستعادة الأموال المجمدة، وتشجيع الاستثمار والتجارة.

أما المغربل فيؤكد أن التجارة الخارجية لسوريا ستبدأ في التوسّع مجددا، مع التوجّه لإعادة تموضعها التجاري الإقليمي، خاصة في أسواق العراق والأردن ولبنان، وربما لاحقا الخليج وشمالي أفريقيا.

ويقول إن إزالة القيود المالية ورفع الحظر عن التعاملات البنكية سيسمح بعودة الصادرات السورية تدريجيا إلى أسواقها التقليدية، خصوصا في مجال الصناعات الغذائية والنسيجية والمنتجات الزراعية، مما يسهم في تحسين الميزان التجاري وتقليص العجز في الحساب الجاري.

إعلان

ويرى المغربل في رفع العقوبات أنها بمثابة استعادة الثقة بالاستثمار، سواء من الداخل أو من الخارج، حيث إن الانفراج في البيئة القانونية والمالية، وعودة الحوافز الاستثمارية المرتبطة بالضمانات الدولية أو التعاون مع مؤسسات مالية تنموية، سيجعل من المناخ الاستثماري في سوريا أكثر جاذبية، خصوصا ضمن قطاعات البنية التحتية، والخدمات، والطاقة.

ويتوقع المغربل أن يشهد السوق السوري تدفق شركات من الدول المجاورة ومن الجاليات السورية في الخارج، مستفيدة من فجوة العرض الكبيرة والفرص الواعدة.

ويؤكد السيد عمر أن الاستفادة من رفع العقوبات يحتاج لجهود سورية لتحديث وتطوير البيئة الاستثمارية للبلاد، من خلال تبني إجراءات مثل الإعفاءات الضريبية، لأن الشركات العالمية تبحث عن بيئة آمنة ومستقرة وحوافز وضمانات.

ويقول أسامة الصيفي، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة الخدمات المالية (تريزا) Traze: إن "إزالة العقوبات الأميركية هي إشارة حاسمة للتمويل العالمي، ومن المرجح أن تشجع رأس المال من الدول العربية وتركيا وربما الشركات الأميركية والصينية".

ومن المتوقع أن تشهد إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا منافسة بين الشركات الأميركية والأوروبية، في حين يعد قطاع الطاقة، خاصة النفط والغاز، من أكثر القطاعات جاذبية لهذه الشركات.

ويؤكد أسامة الصيفي أن سوريا تحتاج إلى تحديث شامل لبنيتها التحتية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يفتح فرصا واعدة للشركات المتخصصة.

تفعيل النظام المصرفي

يعتقد الباحث الاقتصادي المغربل أن رفع العقوبات عن المصارف الحكومية السورية سيمكنها، عبر نظام "سويفت"، من تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير، مما يقلل من التكاليف ويزيد من الكفاءة، ويعزز من قدرتها على تقديم خدمات مالية متقدمة للمواطنين والشركات، إضافة إلى دعم دورها في تمويل المشاريع التنموية، الأمر الذي يساهم في تحسين السيولة وتوسيع قاعدة العملاء وتنشيط الاقتصاد وزيادة معدلات التنمية.

إعلان

لكن بالمقابل، يرى المغربل أن إعادة تفعيل "سويفت" يتطلب تحديث البنية التحتية التقنية للمصرف المركزي، بما يشمل أنظمة الأمان والامتثال للمعايير الدولية.

كما يستوجب ذلك -حسب المتحدث ذاته- تدريب الكوادر على التعامل مع المعايير الجديدة لضمان فعالية العمليات المصرفية، وهذا التحديث يعزز من قدرة المصرف على إدارة الاحتياطيات النقدية والتواصل مع البنوك المراسلة.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يعنيه رفع العقوبات على الاقتصاد السوري؟
  • المشروب الذي رافق الأتراك منذ ألف عام.. ما سره؟
  • الطفلة مايا تبكي جوعا.. حصار الاحتلال يقتل أطفال غزة (شاهد)
  • غلاكسي إس 25 إدج.. ما الذي ضحت به سامسونغ من أجل التصميم الأنيق؟
  • دينا فؤاد تبكي على الهواء أثناء تذكر منتجي سينرجي المتوفيين: كانوا جزء من عائلتي
  • نحن نعيش الموت: صحفي من غزة يروي مأساة التهجير واليأس
  • رجل يهشم جسد زوجته حتى الموت
  • الجنائية العراقية تحكم بإعدام خيرالله حمادي شنقاً حتى الموت
  • حركة أخيرة غامضة يفعلها الإنسان قبل الموت
  • حلم الثري اليهودي فريدمان الذي يسعى سموتريتش لتحقيقه