تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بغزة بسبب القصف المكثف والنزوح الجماعي
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أعلنت منظمة الصحة العالمية تأجيل حملة تطعيمات أطفال شمال غزة بسبب تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر النزوح الجماعي وغياب الهدنات الإنسانية المضمونة و اضطرت اللجنة التقنية المعنية بشلل الأطفال في غزة، التي تشمل وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والشركاء، إلى تأجيل المرحلة الثالثة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم.
..حيث لا تزال الظروف الراهنة، لا سيما الهجمات المستمرة على البنية التحتية المدنية، تُعرِّض سلامة الناس وتنقّلهم في شمال غزة للخطر، وهو ما يؤدي إلى استحالة تمكّن الأسر من إحضار أطفالها بأمان للتطعيم واستحالة تمكّن العاملين الصحيين من أداء عملهم.
وقد جرى تجهيز جميع اللوجستيات والإمدادات والموارد البشرية المُدرَّبة لتطعيم الأطفال في جميع أنحاء شمال غزة بجرعة ثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النمط 2، عقب الجولة الأولى التي نُفذت في جميع أنحاء قطاع غزة في الفترة من 1 إلى 12 أيلول/سبتمبر 2024. ومع ذلك، نظرًا إلى التقليص الكبير لنطاق المنطقة المتفق عليها حاليًا لتنفيذ الهدنات الإنسانية المؤقتة لكي تقتصر الآن على مدينة غزة وحسب ـ وهو تضاؤل كبير مقارنة بالجولة الأولى - فإن العديد من الأطفال في شمال غزة كانت ستفوتهم جرعة لقاح شلل الأطفال.
واشارت انه ولوقف انتقال فيروس شلل الأطفال، يجب تطعيم ما لا يقل عن 90% من جميع الأطفال في جميع الأحياء والمجتمعات المحلية - وهو شرط أساسي لإجراء حملة فعالة لوقف الفاشية ومنع زيادة انتشارها. وتعد الهدنات الإنسانية أمرًا ضروريًا لإنجاح الحملة، فهي تسمح للشركاء بإيصال لوازم التطعيم إلى المرافق الصحية، وتُمكِّن الأسر من الوصول بأمان إلى مواقع التطعيم، وتُيسِّر وصول الفرق المتنقلة للعاملين الصحيين إلى الأطفال في مجتمعاتهم المحلية. ومن شأن تأخير إعطاء الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النمط 2 بما يتجاوز ستة أسابيع أن يقلل من الفعالية المرجوة من تنفيذ جولتين متقاربتين زمنيًا لتعزيز مناعة جميع الأطفال في آن واحد ووقف انتقال فيروس شلل الأطفال. وسوف يؤدي عدم حصول عدد كبير من الأطفال على الجرعة الثانية من اللقاح إلى عرقلة شديدة للجهود الرامية إلى وقف انتقال فيروس شلل الأطفال في غزة. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة انتشار فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة والبلدان المجاورة، وتعريض المزيد من الأطفال للإصابة بالشلل.
ومنذ إطلاق الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2024، نجحت الفرق في تطعيم 442855 طفلاً تقل أعمارهم عن عشر سنوات في مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه - أي 94% من الهدف المنشود في هذه المناطق. وحصل ما مجموعه 357802 طفل تتراوح أعمارهم بين سنتين وعشر سنوات على مكملات فيتامين "أ" في إطار الجهود المبذولة لدمج التطعيم ضد شلل الأطفال مع الخدمات الصحية الأساسية الأخرى في غزة.
ولا بد من وقف فاشية شلل الأطفال في أقرب وقت ممكن، قبل إصابة المزيد من الأطفال بالشلل وزيادة انتشار فيروس شلل الأطفال. ولذلك، من الضروري تيسير حملة التطعيم في شمال غزة من خلال تنفيذ الهدنات الإنسانية، وضمان الوصول بالتطعيمات إلى الأطفال المستحقين أينما كانت مواقعهم. وتحث منظمة الصحة العالمية واليونيسيف جميع الأطراف على ضمان حماية المدنيين والعاملين الصحيين والبنية التحتية المدنية، لا سيما المدارس والملاجئ والمستشفيات، وتكرر المنظمتان الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التطعیم ضد شلل الأطفال فیروس شلل الأطفال شلل الأطفال فی حملة التطعیم من الأطفال شمال غزة فی جمیع فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجوع يقتل أطفال غزة.. رضيعان آخر ضحايا الحصار (شاهد)
استشهد رضيعان في قطاع غزة، الخميس، نتيجة سوء التغذية ونفاد حليب الأطفال، في ظل الحصار المشدد والإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن عائلتي الطفلين شيعتا جثمانيهما من مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد أن فارقا الحياة بسبب الحرمان من أبسط مقومات الرعاية الصحية والغذائية.
وكانت مصادر طبية قد حذرت الأسبوع الماضي من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة الرضّع، جراء نفاد حليب الأطفال واستمرار الحصار والحرب التي دمّرت النظام الصحي في القطاع.
وقال محمود شراب، عم الرضيع نضال (5 أشهر)، إن ابن شقيقه توفي بسبب “نقص الغذاء وعدم توفر الحليب”، مشيرًا إلى وجود حالات مماثلة في المستشفى تستدعي تدخلًا عاجلا لإدخال الحليب العلاجي والغذاء المناسب للأطفال. أما محمد الهمص، والد الرضيعة كندة (10 أيام)، فأكد أن طفلته توفيت جراء سوء التغذية ونقص الأدوية، بحسب الوكالة.
#فيديو .. الرضيع أحمد طليب "عمره شهران" والذي استشهد في غزة؛ جرّاء سوء التغذية الناجم عن المجاعة والحصار 'الإسرائيلي" pic.twitter.com/hOWYnzgpFg — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 26, 2025
وبحسب المصادر الطبية، ارتفع عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء في قطاع غزة إلى 244 حالة، معظمهم من الأطفال وكبار السن، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية دون أي بوادر لانفراج قريب.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ارتكاب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وخلفت هذه الإبادة أكثر من 188 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين، وسط مجاعة أزهقت أرواح عدد كبير من المدنيين، بينهم أطفال، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.