شكر نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة والمنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية عمران ريزا، في كلمة القاها في المؤتمر الدولي "من أجل دعم سكان لبنان وسيادته" في باريس، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "لأنه جمعنا في هذا الوقت الحرج الذي يمر به لبنان، ولطالما كانت فرنسا ثابتة في دفاعها عن مصالح لبنان، كما نشهد اليوم مرة أخرى".

    كما شكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على "قيادته في مواجهة أزمة غير مسبوقة"، وقال: "لا يمكن التشديد بما فيه الكفاية على أهمية وأولوية وقف إطلاق النار بشكل فوري. هذه الدوامة المتصاعدة من الأعمال العدائية يجب أن تتوقف الآن وكلما استمرت الأعمال العدائية تعاظمت الحاجات الإنسانية وتفاقمت المعاناة".

واعتبر ان "لبنان اليوم على شفير هاوية إنسانية، ولا يمكننا، بل لا يجب علينا أن نسمح بحدوث ذلك. اليوم، نحن بحاجة إلى التحرك الملموس، لا الالتزامات الشفهية فحسب. شعب لبنان يتوقع منا، من المجتمع الدولي، أن نقدم أكثر من الوعود. الوضع الحالي أسوأ بأشواط مما كنا نتوقع".   ولفت ريزا إلى أن أكثر من 2,500 شخص قد استشهد فيما جرح 11 ألف شخص ونزح أكثر من مليون و400 ألف، بينهم نصف مليون طفل، بالإضافة إلى أن قرى بأكملها دُمرت وتفرقت مجتمعات وتشرذمت العائلات والأسر، إذ نزح أفرادها ليس فقط داخل البلاد بل أيضا الى سوريا والعراق وتركيا وبلاد أخرى"، مؤكدا أنه "مع تصاعد الاعتداءات، يواجه النازحون، وبينهم الكثير من الفئات الأكثر حاجة وضعفاً، احتمالات النزوح المتكرر. وفي مراكز الإيواء المكتظة ومع نقص المياه ومستلزمات النظافة الصحية، ترتفع مخاطر انتشار الأمراض، وقد شهدنا تسجيل أول حالة إصابة بالكوليرا في البلاد. وحيث أن النازحين لم يلجأوا جميعاً إلى مراكز الإيواء الجماعية، تواجه المجتمعات المضيفة تبعات باهظة أيضا مع استنزاف طاقة الخدمات والموارد المحلية - سواء كانت سبل العيش أو السكن أو الصحة - حد الانهيار. وبما أن مئات المدارس الرسمية تحولت إلى مراكز إيواء، يواجه الأطفال في لبنان خطر خسارة عامهم الدراسي".

واوضح ان "الوضع الإنساني في لبنان كارثي بالفعل. الأعمال العدائية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية بلغت مستويات خطرة. تواجه مساحات العمل الإنساني قيودا وصعوبات متزايدة وتزداد تحديات الاستجابة الإنسانية بسبب نقص الموارد ومحدودية القدرة على الوصول الإنساني من وإلى المناطق المتضررة، خصوصا في ظل الهجمات المتواصلة على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمستجيبين في الخطوط الامامية والتي تعيق عمل من يسعى إلى تقديم المساعدة"، وقال: "إننا نشهد تجاهلا صارخا للقانون الإنساني الدولي. إن حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني ليست التزامات اختيارية، بل واجبات قانونية وأخلاقية وملزمة لجميع الجهات الفاعلة المعنية، ويجب الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي".

ورأى أن "هذه الأزمة تتجاوز الحدود اللبنانية وتهدد الاستقرار الإقليمي، إلى جانب احتمالها التسبب بموجات هجرة جديدة. لكن على الرغم من فداحة الوضع، فإن إنهاء النزاع لا يزال ممكنا، وهو المسار الوحيد المجدي للأطراف للمضي قدما. لكن يجب أن تتوقف الأعمال العدائية أولا لإفساح المجال لإنجاح الجهود الدبلوماسية. وإلى جانب توفير الإغاثة الإنسانية، فإن تعزيز قدرة السلطات الوطنية والمحلية أمرٌ بالغ الأهمية لاستدامة الخدمات الأساسية. هناك حاجة ماسة إلى التمويل في القطاعات الحيوية الرئيسية مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والطاقة. وقد أبدت الوزارات اللبنانية عزما واضحا، وتتخذ خطوات جدية لتكريس أطر شفافة وفاعلة لحوكمة المساعدات، لكنها بحاجة إلى استثماراتنا المؤسسية طويلة الأمد".

اضاف: "إننا في الأمم المتحدة والفريق القطري للعمل الإنساني في لبنان نجدد تأكيد التزامنا بدعم الحكومة اللبنانية، بموجب خطة الاستجابة للبنان بقيمة 2.72 مليار دولار والنداء الإنساني العاجل الملحق بها بقيمة 426 مليون دولار. وإلى حين وقف إطلاق النار، فإن الحاجات الإنسانية في لبنان لا تزال تتفاقم بشكل متسارع".

وختم مشددا على ان "لبنان يحتاج إلى تضامننا، لكنه يحتاج أيضًا إلى الموارد والجهود السياسية الجدية لاستعادة الاستقرار، بدءا بوقف إطلاق النار الفوري".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

«رواد الطفولة الإنسانية 2025».. الأوقاف تؤكد: الطفولة جوهر البناء الإنساني واستثمار المستقبل

قالت وزارة الأوقاف إن الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، شارك نائبًا عن وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، في فعاليات مؤتمر «رواد الطفولة الإنسانية – مصر 2025»، الذي نظمه الاتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل، بمشاركة نخبة من القيادات الدينية والفكرية والتربوية، وممثلي المؤسسات المعنية بحقوق الطفل.

 

حضور واسع لقيادات دينية وتشريعية وتنفيذية

وشهد المؤتمر حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم:

الدكتور ماجد الركبي – رئيس مجلس أمناء المنظمات الدوليةالدكتورة رباب بكير – رئيس الاتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفلالمستشار أيمن النجار – رئيس الاتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل بمصراللواء محيي أبو زيد – المستشار العام للاتحاداللواء علي الشرقاوي – مساعد وزير الداخلية ومستشار الاتحادالدكتور عبد الهادي القصبي – رئيس لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ

 

الطفولة ليست ترفًا فكريًا

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن وزير الأوقاف، أن الطفولة تمثل جوهر البناء الإنساني، وأن الاهتمام بها ليس ترفًا فكريًا ولا قضية هامشية، بل هو استثمار وطني واستراتيجي طويل الأمد، تتحدد على أساسه ملامح المجتمعات ومسارات نهضة الأمم.

 

تحية وزير الأوقاف وتقدير الجهود

ونقل الدكتور البيومي تحيات وزير الأوقاف وتقديره للقائمين على تنظيم المؤتمر، مثمنًا الجهود الصادقة التي يبذلها الاتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل في خدمة قضايا الطفولة والإنسانية، وترسيخ القيم التي تصون كرامة الإنسان منذ نشأته الأولى، ومتمنيًا للمؤتمر التوفيق في تحقيق أهدافه.

 

مصر ودورها الحضاري في دعم قضايا الإنسان

وأوضح أن انعقاد المؤتمر على أرض مصر يعكس مكانتها الحضارية والإنسانية، ودورها التاريخي في دعم قضايا الإنسان، مشيرًا إلى أن قضية الطفولة لم تعد شأنًا محليًا محدودًا، بل أصبحت وعيًا عالميًا ومسألة وجودية يتوقف عليها مستقبل الشعوب واستقرارها.

 

الطفولة الإيجابية وبناء الإنسان

وأضاف أن الحديث عن الطفولة الإيجابية يتجاوز حدود المرحلة العمرية، ليطال جوهر تكوين الإنسان والبذرة الأولى التي تتشكل فيها ملامحه الفكرية والسلوكية والانتمائية، مؤكدًا أن القرآن الكريم والسنة النبوية رسّخا مبادئ التربية منذ الطفولة، وجعلا الرحمة بالصغير منهجًا تربويًا أصيلًا لصناعة إنسان متوازن قادر على العطاء.

 

أطفال اليوم قادة الغد

وشدد الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على أن الطفولة الإيجابية منظومة تربوية واعية، وأن أطفال اليوم هم قادة الغد وعماد الاستقرار المجتمعي، داعيًا إلى تضافر الجهود الوطنية والدولية للقيام بمسئولية بناء الطفل وصيانة حقوقه.

 

جهود الأوقاف في رعاية الطفولة

واستعرضت الكلمة جهود وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في رعاية الطفولة، من خلال:

تنظيم لقاءات الطفل في مختلف المحافظاتإصدار مجلة «الفردوس» للأطفالإثراء المكتبة الوطنية بإصدارات متخصصة، من بينها «الأربعون النبوية للأطفال» و**«موسوعة العقيدة للأطفال»**إطلاق سلسلة «رؤية للنشء»، التي تُرجمت إلى عدة لغاتتوفير إصدارات مخصصة لذوي الهمم بلغة برايل

 

دعاء من أجل مستقبل آمن للأجيال

واختتم الدكتور البيومي كلمته بالدعاء بأن يحفظ الله أبناء مصر، ويجعلهم بناة وعي وحضارة وإنسانية، وأن يديم على الوطن أمنه واستقراره، ويظل حاضنًا للقيم الرشيدة، راعيًا للإنسان منذ طفولته الأولى.

مقالات مشابهة

  • خبراء في الشؤون الأفريقية لـ«الاتحاد»: تدهور خطير للأوضاع الإنسانية في السودان
  • «رواد الطفولة الإنسانية 2025».. الأوقاف تؤكد: الطفولة جوهر البناء الإنساني واستثمار المستقبل
  • الإغاثة الطبية بغزة: الوضع الإنساني في القطاع صعب للغاية بسبب السيول
  • المجلس الوطني يرحّب بالقرار الأممي بشأن الوضع الإنساني بغزة
  • غوتيريش: الوضع الإنساني في غزة كارثي بعد تدمير أكثر من 80% من المباني
  • غوتيريش: الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي
  • الاتحاد الأوروبي: نشعر بالقلق الشديد إزاء الوضع الإنساني  في غزة
  • السفير حسام زكي: شراكات عربية فرنسية لتعزيز التعاون ودعم الوضع الإنساني في غزة
  • الصليب الأحمر: المدنيون في السودان يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا
  • صحة غزة: وفاة رضيعة بسبب البرد يعكس هشاشة الوضع الإنساني في غزة