قال تحليل من موقع "صوت أميركا" إن قلق المسؤولين الأميركيين يتزايد بشأن الشراكة الناشئة بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، فيما يصفه البعض في واشنطن بأنه "محور الشر الجديد".
وتزايدت المخاوف الأربعاء مع تأكيد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خلال رحلة إلى روما أن القوات الكورية الشمالية موجودة الآن في روسيا، ويفترض أنها تستعد للمشاركة في حرب موسكو على أوكرانيا.
وقبل أيام فقط، كانت روسيا مشاركة في التدريبات البحرية التي استضافتها إيران.
ويشير التحليل إلى أن كلا من الصين وكوريا الشمالية وإيران دعمت آلة الحرب الروسية بطرق مختلفة خلال حربها على أوكرانيا، إذ قدمت إيران صواريخ وطائرات بدون طيار. وأرسلت كوريا الشمالية قذائف مدفعية. وقدمت الصين التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج والمنتجات الصناعية، بما في ذلك أشباه الموصلات ومحركات الطائرات بدون طيار.
وخلال مناقشة عبر الإنترنت، الشهر الماضي، استضافها مركز الأمن الأميركي الجديد، قال عضو الكونغرس الجمهوري، روب ويتمان، نائب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب "لقد شهدنا ظهور محور الشر مرة أخرى في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، في 1938 و 1939. لقد رأينا ما فعله العالم في تلك المرحلة بالذات".
وأضاف "نجد أنفسنا على مفترق طرق نفسه اليوم حيث لدينا دول لا تؤمن بنفس الأشياء التي نؤمن بها، ولا تؤمن بسيادة القانون، ولا تؤمن بحماية حقوق البشر وكرامتهم".
وفي عام 2002، استخدم الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، مصطلح "محور الشر" في خطابه عن حالة الاتحاد لوصف الدول التي تدعم الإرهاب، مثل كوريا الشمالية وإيران والعراق.
وفي الآونة الأخيرة، بات الوصف يستعمل في واشنطن لوصف الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.
يصف وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، هذه الدول الأربع بأنها "قوى تعديلية".
وكتب أن هناك منافسة شرسة جارية لتحديد حقبة جديدة من الشؤون الدولية، وأن عددا قليلا من البلدان مصمم على تغيير المبادئ الأساسية للنظام الدولي.
وكتب بلينكن في في عدد نوفمبر / ديسمبر من مجلة "فورين أفيرز" قائلا"في حين أن هذه الدول ليست محورا، وكانت الإدارة واضحة في أنها لا تسعى إلى مواجهة هذه الكتلة، فإن الخيارات التي تتخذها هذه القوى التعديلية تعني أننا بحاجة إلى التصرف بشكل حاسم لمنع هذه النتيجة".
يستخدم ويتمان مصطلح "محور الشر" أيضا وقال إن الدول المعنية أكثر قدرة على زعزعة استقرار العالم من ألمانيا النازية وحلفائها في 1939، خاصة وأنهم يتعاونون ويتشاركون التكنولوجيا على جميع المستويات.
وأضاف للموقع "لذلك، عندما تنظر إلى الطائرات بدون طيار في أوكرانيا، تجد لوحاتها صينية، وأنظمتها أيضا صينية".
ويتابع أن الأسلحة التي يتم إطلاقها على أوكرانيا من قطع المدفعية الروسية يتم تصنيعها في كوريا الشمالية، كما أن الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الروس في ساحة المعركة هناك يتم تصنيعها من قبل إيران.
وأشار إلى أن الشراكة الجديدة تتعلم من الحرب الأوكرانية بمعدل يواكب العصر، وتكتسب قدرات لا يمكن الحصول عليها في عمليات الاختبار والتطوير العادية في بيئة سلمية.
وكتب ميريل ماثيوز، الباحث المقيم في معهد ابتكار السياسات في وقت سابق من هذا العام "الفرق الأكبر في محور الشر لعام 2024 هو أن ثلاثة على الأقل من البلدان الأربعة في وضع توسعي" مضيفا "إنهم يريدون المزيد من الأرض والسلطة. وهم ينسقون جهودهم لصالح أهداف كل بلد. إنه تطور خطير للغاية".
وأوضح ماثيوز للموقع أن هذه المجموعة تعمل على إنشاء منطقة اقتصادية باكتفاء ذاتي، لا تعتمد على الاقتصادات الغربية من أجل البقاء.
من جانبه، يقول كريستوفر شيفيس، وهو زميل بارز ومدير برنامج فن الحكم الأميركي في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، للموقع إن الصين هي مفتاح قوة العلاقة الرباعية، موضحا" إذا لم تكن الصين جزءا من هذه الدول الأربعة، فستبدو وكأنها ثلاث دول معزولة للغاية عن العالم تتعاون مع بعضها البعض".
وذلك يدعو للقلق، وفق شيفيس، مشيرا إلى أن مشاركة الصين في هذا التجمع يعطيه القدرة على أن يكون إشكالية كبيرة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة".
وأضاف شيفيس أن الدول الأربع يمكن أن تستخدم أزمة في منطقة ما لشن حرب أو تنسيق الإجراءات أو خلق فوضى في منطقة أخرى.
وعلى سبيل المثال، يضع شيفيس نسخة أكثر تطرفا من هذا السيناريو في تقريره الأخير: إذا حاولت الصين القيام بعملية عسكرية ضد تايوان، فقد تسعى روسيا إلى الاستفادة من الضغط على الموارد الأميركية بحملة عسكرية أكثر عدوانية في أوكرانيا أو حتى مع توغل في أراضي الناتو.
وبالمثل، فإن تصعيدا كبيرا مع إيران في الشرق الأوسط يجذب المزيد من القوات البحرية والجوية الأميركية يمكن أن يشجع الصين على اتباع نهج أكثر عدوانية تجاه تايوان.
وقال شيفيس: "سيكون من الصعب على هذه الدول الأربع التوقيع على معاهدة رسمية تلزمها بالقيام بهذا النوع من الأشياء، لكن يمكن رؤية ذلك وكيف أنها تخرج بشكل عفوي من حالة أزمة".
ويقول مايكل سينغ، المدير الإداري لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن دول الخليج العربية مورد طاقة مهم لكل من الصين وتايوان، في حين أن إيران لديها القدرة عبر وكلائها مثل الحوثيين لتعطيل الممرات المائية الدولية. لذا، فإن الاعتقاد بأن" الصراع حول تايوان سيقتصر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ هو، كما أعتقد في هذه المرحلة، ببساطة سذاجة وتجاهل".
ويصف بلينكن العلاقة بين الدول الأربع بأنها "معاملات إلى حد كبير"، مضيفا أن تعاونها "ينطوي على مقايضات ومخاطر قد يجدها كل منها أكثر بغضا بمرور الوقت".
ومع ذلك، فإن الأربعة يشتركون في التزام ثابت بالهدف الشامل المتمثل في تحدي الولايات المتحدة والنظام الدولي". و"سيستمر ذلك في دفع تعاونهم، خاصة وأن الولايات المتحدة ودولا أخرى تقف في وجه ذلك"، بحسب الوزير الأميركي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الدول الأربع بدون طیار محور الشر هذه الدول
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتابع أعمال تطوير ورفع كفاءة محور 26 يوليو
تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه الأعمال الجارية لتطوير ورفع كفاءة محور 26 يوليو، وذلك بدءًا من تقاطعه مع طريق مصر الإسكندرية الصحراوي وحتى تقاطعه مع طريق الواحات، في نطاق مدينتي 6 أكتوبر والشيخ زايد.
وأكد رئيس الوزراء أهمية هذا المشروع الذى يأتي ضمن جهود الحكومة المتواصلة للارتقاء بمستوى خدمات البنية التحتية وتطوير شبكات الطرق، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية نحو تحقيق تنمية عمرانية شاملة ومستدامة.
وأشار المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إلى أن هذا التطوير يأتي استكمالًا لمشروع مونوريل غرب القاهرة، الذي تنفذه الهيئة القومية للأنفاق، حيث تستهدف أعمال التطوير زيادة السعة الاستيعابية للطريق من خلال رفع عدد الحارات المرورية في الطريق الرئيسي إلى 6 حارات بدلاً من 4 حارات؛ مما يساهم في تحسين انسيابية الحركة المرورية والحد من التكدسات.
وأضاف: أن خطة التطوير تتضمن تحسين جودة الأسفلت القائم، وتوفير حارات مُخصصة للدراجات لضمان أمان وسهولة تنقل مُستخدميها، إلى جانب تعزيز عناصر الإرشاد والتحذير المروري على طول الطريق؛ من خلال الخطوط والعلامات الأرضية التي تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات السلامة لمستخدمي الطريق.
ولفت إلى أنه في إطار تحسين المشهد الحضري للطريق، فإن أعمال التطوير تشمل أيضاً توفير عناصر التشجير المختلفة بطول المسار، بما يسهم في إضفاء الشكل الجمالي المطلوب وتوفير التظليل اللازم، مما يحقق بيئة أكثر راحة للمارة والسائقين.
وأشار المهندس شريف الشربيني إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة تطوير شاملة تستهدف رفع كفاءة الطرق والمحاور الرئيسية في المدينة، مشيرًا إلى أن تنفيذ التوسعة سيؤدي إلى تحسن كبير في الحركة المرورية، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية والتوسع العمراني بالمنطقة.
وأكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تضافر جميع الجهات المعنية المتمثلة في الإدارة العامة لمرور الجيزة وشركتي توزيع الكهرباء والغاز وكافة إدارات الجهاز لضمان نجاح المشروع في الوقت المُستهدف لاتمامه .
كما أشار إلى أن أعمال التطوير لا تقتصر فقط على توسعة الطريق وزيادة عدد الحارات المرورية، بل تمتد أيضًا لتحسين مستوى الخدمات على جانبي المحور، من خلال تطوير مداخل ومخارج الطريق، وإنشاء نقاط عبور آمنة للمشاة.
ولفت الوزير إلى أن المشروع يراعي تطبيق أحدث معايير الأمان والسلامة المرورية، لضمان تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة التشغيلية، مع الحرص على تقليل أي تأثيرات على الحركة المرورية أثناء التنفيذ.
وعقب ذلك انتقل الدكتور مصطفى مدبولي، ومرافقوه، لتفقد مشروع جنة (4) السكني بتوسعات مدينة الشيخ زايد.
وخلال التفقد، أوضح المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن المشروع يشهد تنفيذ عدد (34) عمارة سكنية إسكان (جنة)، نموذج A، بإجمالي عدد 816 وحدة سكنية.
وحول الموقف التنفيذي للمشروع، أشار الوزير إلى أنه تم تنفيذ العمارات بنسبة 90%، وتم الانتهاء من أعمال الشبكات والربط على المرافق الرئيسية بنسبة 100%، وتم الانتهاء من أعمال الهارد سكيب واللاندسكيب بنسبة 85%، ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذ المشروع في 30/6/2025.