شهدت بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة واحدة من أكثر الغارات الإسرائيلية دموية، حيث استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى سكنياً كان يضم عشرات النازحين، ما أسفر عن مقتل 93 شخصاً وإصابة العديد، في مشهد وُصف بـ "المروع" من قبل واشنطن. يأتي هذا الهجوم ضمن تصعيد عسكري إسرائيلي واسع في القطاع، دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح وسط تزايد القلق الدولي.

بيت لاهياغارة دموية في بيت لاهيا

عمال الإغاثة، إلى جانب مدنيين، يكافحون لإنقاذ الناجين بين أنقاض المبنى المدمر، بينما أظهرت صور وكالة "فرانس برس" مشاهد مؤلمة لجثث وجرحى ملفوفين بأغطية ملطخة بالدماء. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمدنيين يشيعون ضحاياهم وسط حالة من الحزن الشديد.

وفي سياق متصل، قصف الجيش الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في دير البلح، مما أسفر عن سقوط قتلى، كما أفادت تقارير بمقتل ثلاثة مواطنين في قصف آخر على خان يونس، ما يبرز توسع نطاق الهجمات الإسرائيلية في مختلف مناطق القطاع.

ومن جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" تجاه الغارة، إذ وصفها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بـ"الحادث المروع". كما أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه يحقق في ملابسات الحادث، موضحاً أن القوات كانت تستهدف مسلحاً مشتبهاً في المنطقة.

وفي المقابل، أدانت الأمم المتحدة هذا الهجوم واصفة إياه بأنه "من أكثر الهجمات دموية في غزة خلال الشهور الأخيرة". وعبّر المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان، جيريمي لورنس، عن "صدمته" من تصاعد الأوضاع، فيما لم تُصدر الأمم المتحدة أي إجراءات حاسمة حتى الآن.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر، تتعرض مناطق بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون لهجمات مكثفة، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين وفقاً للدفاع المدني في غزة. وتسببت هذه العمليات بتهجير آلاف الفلسطينيين، وسط نقص حاد في المساعدات الطبية والخدمات الإنسانية، في وقت تعاني فيه غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وتشهد الأوضاع في غزة محاولات متعددة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، مع استمرار اللقاءات في الدوحة وطرح مبادرة مصرية للتهدئة، إلا أن هذه الجهود لم تصل بعد إلى مرحلة النضج، وفقًا لما أوضحه الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح.

من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن الجهود الأمريكية تركز أساسًا على كسر الجمود، لكنها تفتقر إلى رؤية واضحة وشاملة للوضع. وأوضح الرقب، أن اللقاءات الجارية للهدنة في غزة، لم تنضج بعد، مشيرًا إلى أن الجهود الأمريكية تسعى أساسًا لكسر حالة الجمود، لكنها لم تتوصل إلى رؤية واضحة وشاملة.

وفي تصريحاته لـ"صدى البلد"، أشار الرقب إلى أن الولايات المتحدة تتطلع لإبرام اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن فرص تحقيق هذا الهدف تبدو ضئيلة، حيث إن تمرير أي اتفاق عبر الكنيست والحكومة الإسرائيلية قد يستغرق أسبوعًا على الأقل، مما يجعل الوصول إلى اتفاق نهائي قبل الانتخابات أمرًا بالغ الصعوبة.

وأضاف الرقب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل الانتظار حتى تتضح نتائج الانتخابات الأمريكية قبل اتخاذ أي خطوات بشأن التهدئة، لافتًا إلى أن المقترح الأمريكي المطروح غير مكتمل ويشمل تعديلات رئيسية؛ حيث تم تقليص مدة الهدنة من 42 إلى 28 يومًا، بالإضافة إلى تقليل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، واقتراح انسحاب متدرج من غزة بدلًا من الانسحاب الكامل.

واختتم الرقب تصريحاته بأن الأمريكيين يدركون أن الوصول إلى توافق قبل الانتخابات قد يكون غير ممكن، مما يستدعي وقتًا أطول للتوصل إلى اتفاق يخدم المصالح الفلسطينية ويحقق استقرارًا في المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بيت لاهيا غزة قطاع غزة شمال قطاع غزة واشنطن الجيش الإسرائيلي فی غزة

إقرأ أيضاً:

مرصد حقوقي: الخطة الأمريكية “الإسرائيلية” تهدف لإعادة تغليف حصار غزة

الثورة نت/..

افاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الأنسان اليوم الخميس “بإن الخطة الأميركية “الإسرائيلية” التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة في غزة إلى شركات دولية ليست مشروعًا إنسانيًا، بل مناورة مدروسة لإعادة تغليف الحصار”.

وبين رئيس المركز رامي عبده، في تصريح صحفي، أن الخطة تهدف لتقنين التجويع، وتحويل الطعام إلى أداة قهر وخضوع تمهّد لاقتلاع السكان من أرضهم.
وأضاف “يُدير الخطة عسكريون أميركيون سابقون ومنظمات إغاثة خاضعة للرقابة المشددة، وتُنفَّذ من خلال مراكز توزيع في مواعيد محددة، دون أي دور للفلسطينيين أنفسهم”.
وعدّ أن هذا انتهاك صارخ لواجب إدخال المساعدات بشكل فوري وفعّال ودون عوائق، كما يُقرّه القانون الدولي.
وشدد على أن الهدف ليس الإغاثة، بل فرض السيطرة، وكسب الوقت لصالح “إسرائيل”، وتوسيع قبضتها العسكرية على الأرض، وإجبار السكان على النزوح عبر إنهاكهم وتجويعهم وتحويلهم إلى أرواح منهكة وبطون جائعة تنتظر وجبة أسبوعية.
ولفت إلى أن هذه ليست خطة إغاثة، بل شكل جديد من الحصار والإبادة الجماعية والتهجير القسري، مغلَّف بورقة “العمل الإنساني”.
وأكد أن المطلوب هو السماح العاجل والفعّال بإدخال الاحتياجات المعيشية ومقومات النجاة بما يضمن حياة كريمة للسكان يستطيعون من خلالها بناء مستقبلهم على أرضهم.
كما شدد على أن الشعب الفلسطيني ليس مشاريع شفقة، ولا يريد صدقات مُذلّة، بل يطالب بحقه الكامل في الحياة والحرية والكرامة، والبقاء على أرضه.

مقالات مشابهة

  • إيطاليا تطالب إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية لغزة
  • إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات وأبادت 2200 عائلة وارتكبت نحو 12 ألف مجزرة في غزة
  • العودة إلى طاولة التفاوض.. إيران وواشنطن تستأنفان المحادثات النووية في عُمان بعد جمود طويل
  • أول هجوم للحوثيين على إسرائيل بعد إعلان ترامب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار
  • ترامب يضغط على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة
  • واشنطن: لسنا بحاجة إلى إذن إسرائيل لترتيب أي اتفاق مع الحوثيين
  • الأورومتوسطي”: الخطة الأمريكية “الإسرائيلية” تهدف لإعادة تغليف حصار غزة
  • مرصد حقوقي: الخطة الأمريكية “الإسرائيلية” تهدف لإعادة تغليف حصار غزة
  • اتفاق تجاري جديد بين لندن وواشنطن يشمل الصلب والزراعة والمعايير الغذائية
  • بغداد وواشنطن يؤكدان أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد