واقع الصراع الراهن في السودان وحالة الحرب المتواصلة منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، كان موضوع الدراسة الموسومة "أبعاد الصراع في السودان"، التي تصدّرت غلاف العدد 24 من مجلة "لباب" للدراسات الإستراتيجية الصادر اليوم الخميس عن مركز الجزيرة للدراسات.

في هذه الدراسة، سلّط الباحث في العلاقات الدولية بواشنطن الخير عمر أحمد سليمان الضوء على الأبعاد المختلفة -الإقليمية والدولية- للصراع في السودان من منظور تحليلي، وعالج محدداته لتقديم تفسير علمي للأسباب الرئيسية التي قادت إلى الحرب التي لا تزال مستمرة لمدة عام ونصف العام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما لم يُروَ من قصة إيران وحماسlist 2 of 2مفاتيح حلّ الأزمة السودانية في ندوة بحثيةend of list

وطرح الباحث مجموعة من العناصر التي تسببت في هذا الواقع، ومن بينها ظاهرة تعدد الجيوش الموازية، وغياب الحوار السياسي البنّاء الذي يُفضي لتوافق سياسي، وغياب المشروع الوطني المتفق عليه، وضعف دور الأحزاب في المساهمة في إنتاج ذلك المشروع، وعجزها عن إنتاج سياسات كلية لإدارة التنوع.

ثم تتجه "لباب" بالقارئ نحو حضارة الصين العريقة، ليدرس أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد المختار الشنقيطي "بذور الفكر الإستراتيجي وجذوره في الحضارة الصينية العتيقة"، مؤسسًا دراسته على نصين هما: كتاب "فن الحرب" لصن تزو المكتوب قبل الميلاد ببضعة قرون، ونص "الإستراتيجيات الـ36" الذي لا نعرف مؤلفه، والذي يرجع إلى القرن السادس الميلادي. وقد تتبعت الدراسة آثار هذين النصين في الصين وخارجها، ماضيا وحاضرا، وقدمت مضامينهما في خلاصات مكثفة ومبادئ، مبينة ضرورة مدارستهما لفهم العقل الإستراتيجي الموجّه للصين اليوم.

وبعيدا عن الصين، يقدّم أستاذ القانون العام بجامعة ابن زهر في المغرب عبد الحكيم أبو اللوز دراسة عن "السلفية وثقافتها السياسية الامتثالية"، يتتبع فيها السلوك السياسي للحركات السلفية عامة، وفي المغرب على وجه التحديد، ليخلص إلى أنه في حالة المغرب تتسع دائرة الدنيوي في طبيعة السلفية، مما يجعلها حركة سياسية صريحة، وإن ظهرت بشكل الوعظ الديني.

وفي المغرب أيضا، يبحث الدكتور في القانون الدستوري وعلم السياسة بجامعة محمد الخامس في الرباط سفيان جرضان سلوك الأحزاب السياسية في دراسته الموسومة "الانخراط داخل الحزب السياسي بالمغرب: بناء العضوية بين المسار والتداعيات"، لكنه يختار منهجا مختلفا عن دراسات أخرى كانت تقوم على دراسة تفاعلات الحزب الخارجية بتتبع مخرجات سياساته، إذ يبحث في التجربة الفردية للمواطنين داخل الأحزاب السياسية المغربية، من حيث دوافع الانخراط فيها وما تتركه من آثار إيجابية على السلوك السياسي.

أما الباحث في العلوم السياسية بجامعة محمد السادس في الرباط عادل النجار، فيبحث في دراسته "الأحزاب السياسية والاحتجاج: من الاتصال إلى الانفصال" العلاقة بين الأحزاب السياسية وظاهرة الاحتجاج، من خلال تتبع زمني بين نمطين، هما: نمط "الاتصال" الممتد زمنيا من عام 1934 إلى بدايات التسعينيات، ثم نمط "الانفصال" بدءا من أواخر التسعينيات إلى 2022. ومن أجل تحقيق هذا المسعى، استند الباحث إلى مقاربة منهجية تستحضر السياقات السياسية والمعاني التي يضفيها الفاعلون على الأحداث والوضعيات الاحتجاجية، انطلاقا من إطاراتهم المرجعية.

واستعرضت زاوية "قراءة في كتاب" في هذا العدد من "لباب" كتابا جديدا صدر باللغة الإسبانية للباحث في العلوم السياسية كارلوس سانشيز سانز، المدير المساعد لصحيفة "إل كونفيدونسيال" الليبرالية، وحمل عنوان "رأسمالية المحسوبية.. كيف تلاعبت النخب بالسلطة السياسية؟".

وفي هذه الزاوية، استعرض الكتابَ الباحث المشارك في المعهد المغربي لتحليل السياسات عبد الرفيع زعنون، مبينا أن مؤلفه عمد إلى استقصاء الأسباب الجوهرية للتخلف التاريخي لإسبانيا، وأرجعها بالأساس إلى الأدوار السلبية للنخب السياسية والاقتصادية، في ظل تحالفات بين شبكات المصالح المصرفية والصناعية وجماعات الضغط التي رعتها الأوليغارشيات الإقليمية في منطقتي الباسك وكتالونيا.

يمكنكم تحميل هذا العدد كاملا من "لباب" من هنا، كما يمكنكم الاطلاع على الأعداد السابقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الأحزاب السیاسیة

إقرأ أيضاً:

علماء يشككون في وجود ماء جار على المريخ

أثارت دراسة جديدة شكوكا حول أحد أكثر الأدلة إثارة على إمكانية وجود ماء سائل على سطح المريخ في الوقت الحاضر. فعلى مدى سنوات، رصد العلماء خطوطا غريبة تمتد على جوانب المنحدرات وجدران الفوَّهات على سطح المريخ.

فسّر بعض الباحثين هذه الخطوط على أنها آثار لتدفقات سائلة، مما يثير احتمال وجود بيئات صالحة للحياة حاليا على الكوكب الأحمر.

لكن الدراسة الجديدة التي نشرت يوم الاثنين 19 مايو/أيار في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، اعتمدت على تقنيات التعلم الآلي لإنشاء وتحليل قاعدة بيانات ضخمة من هذه الميزات الجيولوجية، وأشارت إلى تفسيرٍ مختلف تماما: عمليات جافة ناتجة عن نشاط الرياح والغبار.

يقول الباحث المشارك في الدراسة "أدوماس فالانتيناس" -الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة براون- في تصريحات لـ"الجزيرة.نت": "يركز جزء كبير من أبحاث المريخ على فهم العمليات الجارية حاليا على سطحه، بما في ذلك احتمال وجود ماء سائل"

ويضيف "لقد قمنا بمراجعة هذه العمليات، لكننا لم نجد أي دليل على وجود ماء. نموذجنا يرجح أن تكون العمليات الجافة هي المسؤولة عن نشأتها".

رصدت هذه الخطوط الغريبة لأول مرة في صور أرسلتها بعثة "فايكنج" التابعة لوكالة ناسا في سبعينيات القرن الماضي (ناسا) لغز الخطوط الغامضة

رُصدت هذه الخطوط الغريبة لأول مرة في صور أرسلتها بعثة "فايكنج" التابعة لوكالة ناسا في سبعينيات القرن الماضي. وتتميز هذه الظواهر بأنها أكثر ظلمة من التضاريس المحيطة، وتمتد على المنحدرات لمئات الأمتار.

إعلان

يدوم بعض هذه الخطوط لسنوات أو عقود، بينما يظهر البعض الآخر لفترات أقصر. النوع الأقصر عمرا منها، والذي يعرف باسم الخطوط المنحدرة المتكررة، يميل إلى الظهور في نفس المواقع خلال الفترات الأكثر دفئا من السنة المرّيخية.

ظل أصل هذه الخطوط موضع جدل بين علماء الكواكب، فالمريخ الحديث يعد كوكبا جافا بدرجة كبيرة، ونادرا ما تتجاوز درجات الحرارة فيه نقطة التجمد.

ومع ذلك، يرى باحثون أن كميات ضئيلة من الماء التي قد تكون ناتجة عن جليد مدفون، أو خزانات مياه جوفية، أو حتى رطوبة غير عادية في الغلاف الجوي، يمكن أن تمتزج بكمية كافية من الأملاح لتشكل تدفقا مائيا على السطح المتجمد. وإذا صح هذا التفسير، فإن هذه الخطوط قد تشير إلى جيوب نادرة صالحة للحياة على كوكب صحراوي.

لكن باحثين آخرين ظلوا يشككون في هذا التفسير، ويفترضون أن هذه الخطوط ناتجة عن عمليات جافة مثل الانهيارات الصخرية أو هبوب الرياح، وأنها تبدو سائلة فقط في الصور الملتقطة من المدار.

الصورة الكاملة

يوضح "فالانتيناس" أن الفريق استخدم خوارزمية تعلم آلي لتصنيف أكبر عدد ممكن من الخطوط المنحدرة. وبعد تدريب الخوارزمية على مشاهدات مؤكدة، تم تطبيقها على أكثر من 86 ألف صورة فضائية عالية الدقة، أسفرت هذه الخطوة عن خريطة مرّيخية عالمية هي الأولى من نوعها تضم أكثر من 500 ألف ميزة من هذه الخطوط.

"بمجرد أن حصلنا على هذه الخريطة، بدأنا بمقارنتها مع قواعد بيانات أخرى تتعلق بدرجات الحرارة، وسرعة الرياح، والرطوبة، ونشاط الانهيارات الصخرية، وغيرها من العوامل. وبذلك تمكنا من البحث عن علاقات إحصائية بين مئات الآلاف من الحالات لفهم ظروف تشكل هذه الظواهر" كما أوضح الباحث المشارك في الدراسة.

وأظهرت التحليلات الجيو-إحصائية أن هذه الخطوط لا ترتبط عادة بعوامل تشير إلى أصل مائي أو جليدي، مثل اتجاه ميل معين، أو تذبذبات حادة في درجات الحرارة، أو مستويات رطوبة عالية. في المقابل، وجد أنها تظهر غالبا في المناطق التي تتسم بسرعة رياح أعلى من المتوسط وتراكم كبير للغبار، مما يدعم فرضية الأصل الجاف.

إعلان

خلص الباحثون إلى أن الخطوط غالبا ما تتشكل عند انزلاق طبقات من الغبار الناعم من منحدرات شديدة الانحدار، وقد تختلف المحفزات من حالة إلى أخرى. فالخطوط الطويلة شائعة بالقرب من الفوَّهات الناتجة عن اصطدامات حديثة، حيث قد تتسبب الصدمات في زعزعة الغبار السطحي. أما الخطوط القصيرة المتكررة، فغالبا ما تظهر في مناطق تنشط فيها الدوامات الترابية أو الانهيارات الصخرية.

مقالات مشابهة

  • السادات: تعزيز المشاركة السياسية «ضرورة».. ونرفض قوانين تُقصي الأحزاب الصغيرة
  • الصراع الروسي الأوكراني بين الحسابات الإستراتيجية والانقسام في “التسوية”
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • حملات توعوية استعدادا لعيد الأضحى ضمن الإستراتيجية القومية للصحة الواحدة
  • المملكة ترأس اجتماع الفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني
  • المغرب الأول في شمال إفريقيا والثاني قارياً في مؤشر العولمة السياسية
  • برلماني: التنسيقية تسعى لتعزيز التكامل بين القوى السياسية والأحزاب
  • إنهم الآن يذوقون من الكأس ذاتها التي أرادوا أن يذيقوها للسودان
  • علماء يشككون في وجود ماء جار على المريخ
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟