الإنمائي الأممي: النرويج تمنح 380 ألف دولار لجهود بناء السلام في جنوب ليبيا
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
ليبيا – كشف تقرير إخباري لـ”برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” عن تمويل جديد من الحكومة النرويجية لصالحه بهدف استخدام أمواله لتعزيز جهود بناء السلام في ليبيا.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد تقديم النرويج 380 ألف دولار أميركي إضافي لمساعدة البلاد بعد أن عانت من أزمة مطولة أثرت على العديد من المجتمعات ولا سيما في المنطقة الجنوبية إذ تواجه الأخيرة تكاليف معيشية مرتفعة بشكل غير متناسب وخدمات عامة محدودة ونقصا في الفرص الاقتصادية.
وبحسب التقرير قام الإنمائي الأممي للحد من خطر تصعيد الصراع في الجنوب بإنشاء استراتيجية محلية لبناء السلام والمرونة على أساس مناطقي لتحديد الانتقال من الاستقرار الفوري للتنمية إلى ترسيخ السلمية على المدى الأطول ليتحقق تقدم كبير في هذا السياق بفضل دعم مالي سخي من الحكومة النرويجية.
ووفقا للتقرير تمثل هذا التقدم في تعزيز القدرات المحلية لمنع الصراعات واستدامة السلام وصياغة وتنفيذ خطط بناء السلمية والتنمية لتحسين الظروف المعيشية للسكان المعرضين للخطر ولا سيما فئتي النساء والشباب مشيرا لدعم هذا المشروع بمساهمة أولية قدرها مليون و400 ألف دولار خارطة طريق.
وأوضح التقرير أن هذه الخارطة مصممة لتعزيز بناء السلام والمرونة في 3 بلديات جنوبية هي الشرقية وبنت بية والقرضة الشاطئ فيما ستدعم مساهمة النرويج بشكل حاسم استهداف قرابة الـ30 ألف مستفيد بشكل مباشر وغير مباشر 30% منهم على الأقل من النساء والفئات الضعيفة والنازحين داخليا وذوي الإعاقة.
ونقل التقرير عن سفيرة النرويج “هيلدا كليمتسدال” قولها:”سعداء للغاية بشراكتنا مع البرنامج وخاصة في ليبيا حيث ندعم نهجا من القاعدة إلى القمة لبناء السلام والتنمية في الجنوب” فيما أبدى محمد صالح نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البلاد هو الآخر رأيه بالخصوص.
وقال صالح:”تمكنا بفضل شراكتنا الطويلة الأمد مع النرويج من إحداث تأثير إيجابي في البلديات الجنوبية ونتطلع إلى توسيع جهودنا التعاونية لدعم السلطات المحلية في الحفاظ على الزخم والاستدامة في جهود بناء السلام المحلية وسيتعاون البرنامج مع أصحاب المصلحة الرئيسيين”.
واختتم صالح بقوله:”بتعاوننا سيتم للاستفادة من أموال تكميلية لمواصلة بناء قدرات لجان بناء السلام وتنفيذ مبادرات إضافية ذات أولوية مدرجة بالخطط الحالية”.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: بناء السلام
إقرأ أيضاً:
اعتراف دوليّ وريادة عالمية تتويجًا لجهود المملكة في حماية الطيور المهاجرة
في لحظاتٍ من السكون الممتد فوق رمال الصحراء أو على تخوم السواحل، تعبر الطيور المهاجرة سماء المملكة وكأنها رسل فصولٍ بعيدة، تحمل في رفرفتها أسرار الطبيعة، وشهادات العبور بين القارات والمناخات، لا شيء يُضاهي مشهد أسراب الطيور وهي تشقّ السماء في تشكيلات متناغمة، تحكمها غريزة الهجرة وذكاء الملاحة الفطري، وكأنها تقرأ خطوط الجغرافيا دون خرائط.
المملكة ليست فقط محطة عابرة للطيور، بل هي أحد أهم مفاتيح الرحلة في نظام الهجرة العالمي، فأكثر من (550) نوعًا من الطيور قد رُصدت داخل حدودها، من بينها (280) نوعًا مهاجرًا، تتقاطع في مساراتها على امتداد الحدود والمحيطات الداخلية، تمضي هذه الطيور في طريقها من أوروبا وآسيا نحو أفريقيا، أو بالعكس، لتتوقف في أراضي المملكة طلبًا للغذاء والراحة والتكاثر المؤقت، مستفيدة من التنوع الهائل في بيئاتها الطبيعية، من السهول الباردة في الشمال، إلى الكثبان الرملية في الوسط، وحتى المرتفعات الشاهقة في الجنوب وأشجار المانجروف والسبخات على السواحل.
وفي هذا السياق، أوضح المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن من أشهر الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض التي تمر بأجواء المملكة طائر "القمري الأوروبي" وطائر الحبارى، كما تشمل القائمة عددًا من الأنواع الأخرى اللافتة، من أبرزها "الوروار الأوروبي"، وبلشون الليل، والنحام، والكروان الأوراسي، هذه الطيور وغيرها تسلك طرقًا محددة تمتد بمحاذاة السواحل والجبال وتتجنب الصحاري المفتوحة، مستفيدة من امتلاكها لأجنحة قوية وأجسام خفيفة تساعدها في تقليل جهد الطيران لمسافات طويلة.
وتسهم المناطق المحمية في توفير بيئات آمنة وغنية بالعناصر الحيوية التي تحتاجها الطيور المهاجرة في أثناء توقفها، بما يشمل الغذاء، والماء، والغطاء النباتي؛ مما يعزز فرص بقائها واستمرار رحلتها الموسمية بسلام، إذ تُعد هذه البيئات خطوط دعم حيوية في شبكة الهجرة العالمية، وتُسهم في استقرار التوازن البيئي محليًّا وعالميًّا.
ومن هذا العمق البيئي انطلقت المملكة نحو بناء منظومة حماية شاملة تقوم على ركيزتين: المعرفة والتشريع، من خلال التعاون مع منظمات عالمية متخصصة، على رأسها "بيرد لايف إنترناشيونال"، إذ بدأت المملكة ببناء خرائط علمية دقيقة لمسارات الطيور، ورصد سلوكها عبر الأقمار الصناعية، وتوثيق محطات توقفها الكبرى، وأفضى هذا التعاون إلى إطلاق ورش عمل تقنية لرصد الانتهاكات البيئية، وتطوير أدوات رقمية حديثة لكشف الصيد غير المشروع وتحديد هوية مرتكبيه.
وفي الوقت الذي لم يعد فيه الملف البيئي شأنًا محليًّا، تبنّت المملكة دورًا رياديًّا على المستوى الإقليمي، إذ أسهمت في تأسيس فريق عمل مختص بمكافحة الصيد غير المشروع للطيور المهاجرة في جنوب غرب آسيا، ضمن إطار اتفاقية حماية الأنواع المهاجرة "CMS"، واستضافت الرياض أولى اجتماعات هذا الفريق، لتؤكد التزامها العالمي بحماية الحياة الفطرية، ولتضع بذلك نفسها في طليعة الدول التي توازن بين التنمية والبقاء البيئي.
أما على الصعيد الوطني فقد كثّف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية جهوده لتنظيم أنشطة الصيد وضبط ممارساته بما يحقق الاستدامة، إذ أطلق موسمًا رسميًّا للصيد وفق ضوابط دقيقة وفترات زمنية محددة، وأتاح إصدار رخص إلكترونية تُمنح بأعداد مقنّنة لكل نوع، بما يضمن عدم تجاوز القدرة البيئية على التعافي، وشملت الإجراءات المصاحبة تطوير تنظيم موسم الصيد ومتابعة تطبيقه وفقًا لنظام البيئة ولائحته التنفيذية، وإنفاذ القوانين البيئية من خلال فرق التفتيش التابعة للمركز بالتعاون مع القوات الخاصة للأمن البيئي، إلى جانب تركيب عوازل على خطوط الكهرباء ذات الجهد المتوسط الواقعة على مسارات هجرة الطيور، وأتمتة جميع الإجراءات المتعلقة بموسم الصيد عبر منصة "فطري"، لتيسير الخدمة وضمان الالتزام بالأنظمة.
هذه الجهود أثمرت اعترافًا دوليًّا، تُوِّج بحصول المملكة على الجائزة العالمية للريادة في حماية الأنواع المهاجرة، وهي شهادة عالمية تُضاف إلى سجل إنجازاتها البيئية، وتعكس فاعلية ما أنجز من إصلاحات وتشريعات وتوعية.
ومع مرور هذه الطيور فوق جبال حائل، وسواحل البحر الأحمر، ومجاري الأودية في الجنوب، تجد منظومة متكاملة من الحماية تضمن لها ملاذًا آمنًا ومسارات خضراء تعزز من تكامل دورتها الحيوية، وتمنحها فرصة التعافي والاستمرار، تلك المنظومة هي ثمرة جهود وطنية في حفظ النُظم البيئية، وتطوير إستراتيجيات التكيّف مع التغيرات المناخية تحت ظل رؤية المملكة 2030، فلم تعد البيئة مجرد هامش تنموي، بل باتت عنصرًا جوهريًا في بناء المستقبل، وفق رؤية تنبع من وعي عميق بمفهوم التوازن البيئي، وفهمٍ حضاري لمعنى أن تكون الأرض رحبة، والسماء حرة، ففي كل جناح يرفرف فوق الصحراء، هناك درس في الشراكة الكونية، ومسؤولية تُحمل، ورسالة يُفهم منها أن حماية الطبيعة ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية، تحفظ للكوكب توازنه، وللسماء أسرارها.
المملكةالطيور المهاجرةقد يعجبك أيضاًNo stories found.