هاريس أم ترامب.. أي مرشح أمريكي سيتخذ قرارات أقل وطأة على إيران الغارقة في عدة ملفات؟
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
رغم انشغال إيران، دولةً وشعبًا، بقضايا عديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، تظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية من الملفات المهمة التي تثير اهتمام الإيرانيين. يتابعونها بنقاشات مستفيضة حول المرشحين وتوجهاتهم، ويتساءلون: أي مرشح قد يتخذ قرارات تصب في مصلحة بلادهم؟
يعتقد كثيرون أن التوتر بين طهران وواشنطن ما زال حاضرًا بقوة، كما كان في عام 1979.
ومؤخرًا، أحيت طهران الذكرى الخامسة والأربعين لأزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية التي وقعت في ذلك العام.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر، تبقى إيران غارقة في صراعات الشرق الأوسط التي تعصف بالمنطقة. يخوض حلفاؤها معارك شرسة ضد إسرائيل، التي تواصل حربًا دامية على غزة منذ أكثر من عام، وقد وسّعت ضرباتها مؤخرًا في لبنان.
على الصعيد الداخلي، تواصل إيران تقييم الأضرار الناتجة عن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الجمهورية الإسلامية يوم السبت الماضي، وذلك ردًا على هجومين صاروخيين باليستيين إيرانيين في الآونة الأخيرة.
على الصعيد الاقتصادي، يقترب الريال الإيراني من أدنى مستوياته مقابل الدولار، نتيجة للعقوبات الدولية المفروضة على برنامج طهران النووي لتخصيب اليورانيوم.
وفيما يتعلق بحقوق المرأة، تستمر النساء في تحدي القانون الإيراني الإلزامي بشأن الحجاب في الأماكن العامة، وذلك في أعقاب المظاهرات الواسعة التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني عام 2022.
ترامب وهاريس خصمان اجمعا ضمنا على التشدد ضد إيراناتخذ المرشحان مواقف متشددة تجاه إيران. ففي عام 2018، انسحب ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي الذي كان قد أُبرم بين طهران والقوى العالمية. وتم إطلاع ترامب على المؤامرات الإيرانية للرد على قراراته، بما في ذلك قراره بشن غارة بطائرة مسيّرة عام 2020، التي أدت إلى مقتل القائد الأعلى لقوات الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد.
أما هاريس، فتعهدت في المناظرة الرئاسية في أيلول/سبتمبر أنها ستمنح إسرائيل دائمًا "القدرات للدفاع عن نفسها، وخاصة فيما يتعلق بإيران وأي تهديد تشكله طهران ووكلائها لتل أبيب".
سعت إدارة بايدن إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إيران حول برنامجها النووي، ولكن لم تحقق هذه الجهود نتائج ملموسة.
ومع ذلك، نجحت الإدارة في التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى في سبتمبر 2023، تم خلالها إطلاق سراح خمسة أمريكيين كانوا محتجزين في إيران لسنوات.
أيها الإيرانيون.. أيهما الأفضل بالنسبة لكم؟توجد انقسامات في طهران بشأن المرشح الأنسب للرئاسة الأمريكية. قال صادق رباني (65 عامًا): "لقد كانت آراء جميع رؤساء الولايات المتحدة الذين تولوا السلطة بعد الثورة عام 1979 متشابهة تجاه إيران، وأعتقد أنه من غير المرجح أن يتغير هذا."
وأعربت زهرة رضائي (22 عامًا) من أحد المقاهي في طهران عن تفضيلها لفوز كامالا هاريس، مشيرة إلى أن "ترامب في الماضي كان يتبع سياسة مناهضة لإيران. لقد حان الوقت لامرأة في هذا المنصب".
واتفق معها إبراهيم شيري، طالب الدراسات العليا في العلوم السياسية (28 عامًا)، قائلًا: "أعتقد أن هاريس تفهم العالم بشكل أفضل. لقد أقنعت هي و(جو) بايدن إسرائيل بعدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، مما يعني التوجه نحو السلام".
Relatedالفائزون بجائزة نوبل للسلام يحذرون من تزايد خطر نشوب حرب نوويةمسعود بزشكيان: ماذا نعرف عن الرئيس الإيراني الجديد؟قائد الحرس الثوري وموسكو يحذران إسرائيل من استهداف المنشآت النووية بطهرانويعتقد آخرون أن ترامب الذي يعد بعقد الصفقات، قد يكون أكثر ملاءمة. وقال محمد علي رؤوفي (43 عاما) الذي يدير ورشة للنوافذ الزجاجية: "لا أعرف ما الذي يفكر فيه الشعب الأمريكي، لكن ترامب قادر على التوصل إلى اتفاق سريع مع إيران".
وأضاف: "فشلت إدارة بايدن بما في ذلك هاريس في التوصل إلى أي (اتفاق) مع إيران على مدار السنوات الماضية عندما كانوا في السلطة".
عندما تولى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان السلطة، تعهد بالعمل على التوصل إلى اتفاق يخفف من العقوبات الغربية المفروضة على بلاده. وقد انتُخب بعد حادث تحطم مروحية أسفر عن مقتل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في مايو.
ويؤكد المسؤولون الإيرانيون، أن من الممكن فصل المفاوضات النووية عن النزاعات في الشرق الأوسط، رغم الاتهامات الأمريكية لإيران بالتدخل في الانتخابات المقررة في نوفمبر، وهو ما تنفيه طهران بشكل قاطع.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الرئيس الأمريكي جو بايدن: أدليت بصوتي مبكرًا وهذه الانتخابات هي الأكثر أهمية في حياتنا سواء فازت هاريس أو ترامب أو لم يفز أحد..يقول العرب الأمريكيون: بأن "لا يمكن تجاوز الإبادة الجماعية" هواجس إيرانية حول مستقبل العلاقات مع أمريكا في ظل حروب على كلّ الجبهات الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنان كامالا هاريسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل حزب الله قطاع غزة دونالد ترامب ضحايا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل حزب الله قطاع غزة دونالد ترامب ضحايا ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنان كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل حزب الله دونالد ترامب قطاع غزة ضحايا إيران روسيا الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريس لبنان الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة یعرض الآن Next التوصل إلى مع إیران
إقرأ أيضاً:
ترامب يسمح للصين بشراء النفط الإيراني.. والبيت الأبيض يؤكد استمرار العقوبات
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إن الصين يمكنها مواصلة استيراد النفط الإيراني، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، في خطوة أثارت تساؤلات بشأن مستقبل العقوبات الأمريكية الصارمة المفروضة على طهران.
وأوضح ترامب، في منشور على منصته "تروث سوشيال"، أن "بإمكان الصين الآن الاستمرار في شراء النفط من إيران، ونأمل أن تشتري كميات كبيرة من النفط الأمريكي أيضاً".
وجاءت تصريحات ترامب بعد أيام فقط من إصداره أوامر بقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية، في إطار التصعيد العسكري الذي شهدته المنطقة قبيل الاتفاق على وقف النار.
لكن مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض أوضح في تصريحات لوكالة "رويترز" أن تصريح ترامب لا يعني بأي حال تخفيفاً فورياً للعقوبات الأمريكية، بل يعكس الوضع الحالي في مضيق هرمز، الذي لا تزال إيران تمتنع عن إغلاقه، رغم التوترات.
وقال المسؤول: "الرئيس يشير إلى أن إيران لم تحاول حتى الآن عرقلة الملاحة في مضيق هرمز، ما كان من شأنه أن يتسبب بكارثة اقتصادية للصين، بوصفها أكبر مستورد للنفط الإيراني".
وأضاف المسؤول: "الرئيس يواصل دعوة الصين وجميع الدول إلى شراء نفطنا عالي الجودة بدلاً من النفط الإيراني، الذي يتم شراؤه في انتهاك مباشر للعقوبات الأمريكية".
إشارات تهدئة تهبط بأسعار النفط
وأدت تعليقات ترامب حول إمكانية استيراد الصين للنفط الإيراني إلى انخفاض ملحوظ في أسعار النفط، حيث تراجعت العقود الآجلة بنحو 6% أمس الثلاثاء، في وقت يرى فيه مراقبون أن مثل هذه الإشارات تُقرأ كتهدئة محتملة في السياسة الأمريكية تجاه إيران.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن كان ترامب قد تعهد في شباط/فبراير الماضي بإعادة سياسة "الضغوط القصوى" ضد إيران، بسبب برنامجها النووي وتمويلها للفصائل المسلحة في الشرق الأوسط، ما عزز مناخ التوتر وعدم اليقين بشأن مستقبل العلاقات مع طهران.
وكانت إدارة ترامب قد فرضت خلال السنوات الماضية عدة حزم من العقوبات على إيران، بما في ذلك استهداف شركات صينية مستقلة ومشغلي موانئ بسبب تعاملهم مع النفط الإيراني، في إطار حملة دولية لعزل طهران اقتصادياً.
ويرى المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية والرئيس التنفيذي لمجموعة "رابيدان إنرجي"، سكوت موديل، أن تصريح ترامب الأخير يمثل "عودة إلى نهج أكثر تساهلاً" في تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران.
وقال موديل: "منح ترامب ضوءاً أخضر للصين لمواصلة شراء النفط الإيراني يعكس تراجعاً عن سياسة الصرامة، رغم استمرار العقوبات من الناحية القانونية".
وأشار موديل إلى أن الرئيس قد يستغل صلاحياته التنفيذية لتعليق العقوبات، أو منح إعفاءات جزئية عبر أوامر رئاسية، خاصة قبل الجولات المقبلة من المحادثات النووية الأمريكية – الإيرانية، حيث تمثل العقوبات أداة ضغط حيوية في يد واشنطن.
إعفاءات مشروطة وصلاحيات تنفيذية
من جهته، قال الشريك في شركة "هيوز هوبارد آند ريد" القانونية، جيريمي بانر، إن تعليق العقوبات على قطاع النفط الإيراني يتطلب تنسيقاً بين عدة مؤسسات أمريكية.
وأوضح أن "وزارة الخزانة تحتاج لإصدار تراخيص، في حين يتطلب الأمر أيضاً إعفاءات رسمية من وزارة الخارجية، ما يفرض إخطار الكونغرس وفق القوانين الفدرالية".
في المقابل، لم تُظهر الأسواق النفطية أو المحللون في آسيا مؤشرات على تأثير فوري لتعليقات ترامب، إذ يرى متعاملون أن التغير في السياسات – إن حدث – يحتاج إلى وقت أطول للتبلور.
ويمثل النفط الإيراني نحو 13.6% من إجمالي واردات الصين من الخام منذ بداية العام، ويُعد خيارا مفضلاً للمصافي المستقلة هناك بسبب انخفاض سعره. في حين لا تتجاوز حصة النفط الأمريكي 2% من واردات الصين، ما يعكس تواضع التبادل النفطي بين الطرفين.
بكين تتمسك بموقفها
من جهتها، دأبت الصين على انتقاد العقوبات الأمريكية الأحادية على إيران، معتبرة أنها "انتهاك للقانون الدولي". ولم تصدر سفارة بكين في واشنطن رداً فورياً على تصريحات ترامب الأخيرة، رغم طلب التعليق عليها.
وفي مؤتمر صحفي عُقد صباح الأربعاء، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية قوه جيا كون إن بلاده "ستتخذ خطوات معقولة لضمان أمن الطاقة وفقاً لمصالحها الوطنية"، ما فُهم على أنه تمسك بحق الصين في استيراد النفط من مصادر متنوعة، بما في ذلك إيران.
ورجحت مصادر دبلوماسية أن تؤدي زيادة الصين ودول أخرى في واردات النفط الإيراني إلى توتير العلاقة مع المملكة العربية السعودية، الحليف التقليدي للولايات المتحدة، وأكبر مصدر للنفط في العالم.
وبحسب موديل، فإن تأثير العقوبات الأمريكية على صادرات إيران ظل محدوداً، حتى في ذروة حملة ترامب الأولى ضد طهران. وأضاف: "ترامب لوح بالمسدس في وجه الشركات الصينية، لكنه لم يطلقه"، في إشارة إلى العقوبات الرمزية التي لم تكن كافية للردع الكامل.
في هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن ما قاله ترامب يعكس "توجهه الاستراتيجي"، دون أن تكشف عن التفاصيل المتعلقة بإجراءات مستقبلية محتملة.
وأضافت بروس: "من الواضح أننا نعمل لضمان التزام الإدارة بتوجيهات الرئيس ترامب... وعلينا أن ننتظر ونرى ما الذي سيحدث لاحقاً".
رسائل متضاربة واستراتيجية ضبابية
وفيما يتابع المراقبون عن كثب مواقف الإدارة الأمريكية، يرى خبراء أن ترامب يُرسل رسائل متناقضة من قصف منشآت نووية إلى الترحيب بمشتريات صينية من النفط الإيراني، ما يضعف موقفه التفاوضي ويثير شكوكاً حول استمرارية سياسة "الضغوط القصوى".
ويبقى مستقبل العقوبات الأمريكية مرتبطاً، بشكل كبير، بمسار المحادثات النووية المقبلة، وما إذا كانت واشنطن ستستخدم سياسة العصا فقط، أم أنها ستدمجها ببعض الجزرات التكتيكية، كما بدا في تصريح ترامب بشأن الصين.
وفي الوقت الذي تسعى فيه طهران إلى ضمانات قبل العودة لأي مفاوضات، يتضح أن واشنطن ربما بدأت بتليين موقفها دون إعلان رسمي، بما قد يمهد لمرحلة جديدة من التفاوض المفتوح، ولو بشروط أشد تعقيداً.