شبكة انباء العراق:
2025-05-11@00:59:59 GMT

أنا هامان يا فرعون ..!

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

بقلم: فراس الحمداني ..

كان هامان وزير فرعون ، مطلعاً على جميع مداخله ، ومخارجه وأسراره جميعاً ، ويعرف أن كل ذلك كان إدعاءً يدعيه على نفسه ، ليرهب منه أبناء شعبه . وفي يوم من الأيام ، دخل هامان على فرعون ، فقام الحاجب بمنعه من الدخول ، بحجة أن فرعون مشغول بخلق الإبل ، وفي اليوم الثاني قابل الوزير هامان فرعون ، فعاتبه على منعه من الدخول بالأمس ، فقال له فرعون : كنت مشغولاً البارحة بخلق الأبل .

. فألتفت إليه الوزير هامان بإستغراب وإستهجان قائلاً : أنا هامان يا فرعون ! .

فصارت جملته مثلاً ، تناقلته الأجيال ، ويضرب ذلك المثّل عندما يدعي أحداً ما أمراً بالكذب ، محاولاً خداع من يتحدث معه ، فيقال ذلك المثّل تأكيداً أن متلقي الكلام لم يصدقه ، بل وواثق من كذبه .

الأحمق هو من يمضي به العمر ولا يتعظ بالوقائع فالحياة تجارب مرة لابد من إستثمارها والتعلم منها ، والحكمة نتاج التجربة وهي أن تتبع مكامن المعرفة والدراية وتحتكم إلى العقل والضمير في المواقف الصعبة ، ومن تساوى يوماه فهو مغبون ، وهذا ما تعلمته من حياتي حتى وجدتني حكيماً غاية الحكمة وأفهم غاية الفهم وأتعظ من كل حدث أو موقف
وكم سأعيش؟ لا ادري ، وفي كل الأحوال سيكون هناك وقت أغادر فيه الحياة وسواء عشت يوماً أو مائة عام فالنهاية واحدة . وهناك من عاش ألفاً إلا خمسين في قومه كنوح ثم دعاهم إلى النجاة ولم يتعظوا فأهلكهم الطوفان ، وقد عاش إبراهيم عمراً طويلاً قضاه في الصلاح والمحبة ونشر السلام ، وهناك من عاش سبعين أو ثمانين أو ناهز الخمسين كفرعون ثم أهلكه الله غرقا . والمهم هو كيف تقضي سني حياتك فهناك من يعيش في الصلاح وهناك من يعيش الفساد والظلم الجبروت ، وفرعون كان واحداً من عتاة الأرض وطغاتها وقد جاءه موسى بالحجج والبراهين والأدلة والعلامات ونذر العذاب ومر بمواقف عديدة مع بني إسرائيل وسبب لهم القهر والهوان ثم أنزل الله عليه وعلى قومه البلاءات ولم يتعظ كالنمل والدم والمرض وإبتلاه بالعلل وأصاب ولده الذي طلب من موسى الدعاء له بالشفاء وحين هرب بنو إسرائيل لحق بهم إلى البحر الأحمر وإنفلق البحر وخرجوا منه سالكين طريقاً أراده الله ، وحين هم فرعون وجيشه بالدخول طغى عليه الماء وفاض وبقي جثة هامدة ومومياء وعبرة للناس في الأرض ترويها الألسنة إلى يومنا هذا .
نحن هنا في مواجهة معادلة الربح والخسارة فمن يربح هو من يتعلم من تجاربه ويستفيد منها ويحقق مكاسب في العلم والمعرفة والمال وهناك من يتضرر ولكنه يتعلم أكثر من أخطائه ثم إن هناك من لا يستطيع فهم الحياة ويرتكب الحماقات تلو الحماقات ويضيع في المشاكل وبالتالي فعلى الإنسان أن يستفيد من عمره طال أو قصر في كسب الخير والرحمة بالناس ومساعدتهم في كل حاجاتهم التي هي السبيل لبيان المواقف الحقة والتي تسجل للناس وتستلزم منهم الفائدة بأكثر ما يمكن من ذلك في حياة عابرة وماضية وتكاد تكون مجرد أيام وتنقضي .
Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات وهناک من

إقرأ أيضاً:

العبادة والقيادة

9 مايو، 2025

بغداد/المسلة:

محمد الكعبي

نعيش اليوم مرحلة متقدمة من المواجهة والتحديات على مستوى الفكر والنظريات  بل على مستوى الدين والإعلام والثقافة والاقتصاد والتعليم والصحة والامن والاستقرار والقانون والاخلاق فالحرب مستعرة والجبهة كبيرة وطويلة  والكل يقدم كل ما يملك من اجل تحقيق النصر  فنجد الاعداء يتربصون بنا مستغلين كل ما يملكون من  وسائل متطورة  في ارساء افكارهم وتحقيق اهدافهم، فمثلا وسائل الاقناع  والتدجين من خلال الاعلام اصبحت متطورة وواسعة وتنتشر في بقاع المعمورة ودخلت في كل مكان ومجال حتى بات الانسان لا يجد صعوبة في الوصول إلى المعلومات  ومتابعة الاحداث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي اما تقنية  الاعلام وتطور وسائله فحدث بلا حرج ، حيث اليوم بامكان الاعلام وما يملك من التقنيات الحديثة ان يبدل الحقائق  ويغير المفاهيم ويزيف ويبدل ويصور منطقة امنة مستقرة إلى مدينة قتل ونهب وعدم استقرار والعكس كذلك بل ويتمكن من تجييش الجيوش واقناع الجماهير بما يريد انه الاعلام وهكذا باقي الابعاد والاتجاهات ، المهم ليس المتابعة أو المشاهدة بقدر ما يملك الانسان من البصيرة الكافية التي تحميه من السقوط في مهاوي الاعلام المنحرف، واليوم بصعوبة بمكان فصل وفرز الحقائق عن غيرها لتداخل المفاهيم وتشابكها والتباسها وتشابهها على الكثير مما يجعلنا في مفترق الطرق التي تحتم علينا تفعيل دور العقل والتاني والتحقق والتتبع قبل اتخاذ أي موقف فكثير من المواقف كانت ضحية الاعلام والعقل الجمعي فكانت النتائج المأساوية والتي دفع الكثير ثمنها لقرارات  اتخذها لم تكن تصدر لولا الانجرار خلف العواطف والاعلام والذي تمكن من فرض ارادته بما يريد الفاعل الاخر وان كانت خلاف قناعات البعض، علينا التفكير خارج الصندوق وان نفعل ادواتنا وامكاناتنا وابراز الحقائق  والعمل بشفافية فالكثير يريد ان يبعدنا عن واجباتنا وعن ممارسة دورنا في استخلاف الارض بما يحقق الاستخلاف المنبثق من قيم السماء وتطبيق شرع الله تعالى وتحقيق المكتسبات وتطوير المنجزات وتمكين الانسان الصالح من ريادة العالم و بناء مستقبل واعد بعيدا عن الشعارات والهتافات والتدخلات والتبعية الخارجية والتوافه وان نسعى لبناء دولة آمنة مستقرة تنعم بما منحها الله من خيرات  بلا اجحاف أو ظلم بمشاركة جميع ابناءنا .
إن ديننا سياسة وسياستنا ديننا،  فرسول الله (صلى الله عليه واله) حكم من المسجد وبنى دولة  واسس نظام سياسي واجتماعي يحمل بين  طياته جميع قوانين الحق والعدالة، اننا نحتاج إلى العلم والعلماء و إلى رفع مستوى الوعي وتفعيل دور التعليم والتربية  والاخلاق والاستفادة من تجارب الماضي وتحديات المستقبل.

كثيرة الاصوات النشاز التي تنادي بالتخلي عن العمل السياسي والانشغال بترويض النفس والعبادة- انها كلمة حق يراد بها باطل – لامانع من العبادة والقيادة فالقائد العابد خير من العابد الجاهل وخير من غيره المتمرد المنحرف ما احوجنا اليوم إلى قيادة صالحة عالمة مؤمنة تعمل بما يرضي الله تعالى وتفعل دور العدالة والحق، لماذا الاخر يريد ان يجعل لنفسه قيمة ومكانه ويسمح لنفسه القيادة ويحرمها على الآخرين انها الحقارة والدونية اليس نحن أبناء الوطن الاصلاء ولسنا لصقاء.

ينبغي المثابرة والسعي الحثيث والجد والاجتهاد للوصول إلى تحقيق الغايات الكبرى وعلينا طلب العلم ومناصرة ومؤازرة العلماء الذين يقفون بالخطوط الأولى للمعركة والمدافعون عن حريم البلد  قد نجد هناك اخطاء ومطبات وتخبطات من البعض لكن لا يعني اننا نتخلى عن اهدافنا وواجباتنا في تهيئة مقومات الدولة العادلة والتي قدم من اجلها الكثير من التضحيات وسالت الدماء الزكية في ركابها، لايحق لنا التخلي عن استحقاقاتنا.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • قواعد من الحياة
  • طارق السيد: بيراميدز لن يتوج بالدوري.. وهناك أمر غريب يحدث
  • في العمق
  • كاريكاتير.. هكذا هم أبواق مرتزقة العدوان قبحهم الله
  • ماذا يحب الله تعالى ؟.. علي جمعة يجيب
  • وحي من الوحي
  • العبادة والقيادة
  • هشام حنفي: المنافسة على الدوري ما زالت في الملعب.. وهناك قناعات كبيرة داخل الأهلي للتعاقد مع جوميز
  • ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم
  • دعاء يوم عرفة 2025