ساعات على الانتخابات الأمريكية.. هل يملك اللاتينيون ورقة الحسم؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تتجه أنظار العالم الثلاثاء إلى الولايات المتحدة التي تشهد انتخابات رئاسية تعد من الأكثر إثارة في تاريخ البلاد، مع صعوبة التنبؤ بالفائز المحتمل بين دونالد ترامب وكامالا هاريس.
وحاول الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي استقطاب كافة فئات المجتمع الأمريكي في الانتخابات.
وخلال الأيام الماضية، سلطت وسائل إعلام أمريكية الضوء على اللاتينيين في الولايات المتحدة، أو مجتمع "الهسبان" كما يُطلق عليه.
ويشكل الأمريكيون من أصول لاتينية (دول أمريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي)، نحو 19 بالمئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة.
ويحق لنحو 36 مليون ناخب من أصول لاتينية التصويت في الانتخابات، من أصل 168 مليون ناخب مسجل.
وبالنظر إلى أن الرئاسة الأمريكية تحسم عبر النقاط، وليس إجمالي الأصوات، فإن كلا من ترامب وهاريس يعولان على اللاتينيين في حسم الولايات المتأرجحة السبع.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
أين يتواجدون؟
يتواجد اللاتينيون في مختلف الولايات الأمريكية، إلا أن تركزهم الأكبر في كاليفورنيا: (15 مليونا)، وتكساس (11 مليونا)، وكلاهما يشكل اللاتينيون فيهما نسبة 39 بالمئة من إجمالي السكان.
كما يتواجد 5.7 مليون لاتيني في فلوريدا وهو ما يشكل نحو ربع السكان، إضافة إلى 4 ملايين في نيويورك.
وتعد ولاية أريزونا أكثر الولايات المتأرجحة تواجدا للاتينيين، والذين يمثلون نحو 30 بالمئة من إجمالي السكان.
وتتبعها ولاية نيفادا الذي يمثل اللاتينيون فيها نسبة 29 بالمئة، علما أن الانتخابات الماضية شهدت ميل أصوات اللاتينيين نحو الديمقراطيين حيث صوتوا للرئيس جو بايدن.
ويتواجد في ولاية جورجيا المتأرجة نحو 5 بالمئة فقط من اللاتينيين، وفي كارولينا الشمالية 9 بالمئة، ومن الممكن أن يؤثروا في حسم الفائز بالولاية بين الجمهوريين والديمقراطيين.
ماذا حدث في 2020؟
تظهر أنماط تصويت اللاتينيين تاريخيًا ميلاً لدعم المرشحين الديمقراطيين، خصوصًا في الانتخابات الرئاسية.
ففي انتخابات 2020، صوت 60 بالمئة من اللاتينيين لصالح جو بايدن، مقارنة بـ 37 بالمئة لدونالد ترامب.
الاستطلاعات الحالية
أشارت أحدث استطلاعات الرأي والتي أجريت قبل أيام، أن كامالا هاريس تتقدم على ترامب في متوسط استطلاعات الرأي بين الناخبين اللاتينيين بنسبة 53 بالمئة. مقابل 41 بالمئة.
وعن أسباب الارتفاع الملحوظ في مؤيدي ترامب بين اللاتينيين مقارنة في السابق، أشارت مجلة "ذا نيشن" إلى أن المكون اللاتيني بدأ منذ سنوات بالتحول تدريجيا في دوافعه الانتخابية من البعد الاثني ومصلحة المكون العرقي فقط، إلى الأسباب الاقتصادية كبقية الأمريكيين.
ولفتت إلى أن الجيل الثالث والرابع من اللاتينيين باتوا ينأون بنفسهم عن المهاجرين غير الشرعيين، ويعتقدون أن خطابات ترامب العنصرية تجاه القادمين عبر حدود المكسيك لا تمسهم، باعتبارهم "أمريكيون نموذجيون".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
بماذا تتأثر أصواتهم؟
سياسة الهجرة: يولي العديد من الناخبين اللاتينيين أهمية كبيرة لإصلاح الهجرة والسياسات التي تؤثر على مجتمعاتهم بشكل مباشر.
القضايا الاقتصادية: تعتبر الفرص الاقتصادية والوصول إلى الرعاية الصحية من الدوافع المهمة للناخبين اللاتينيين.
تفاعل المرشحين: يمكن أن يؤثر مستوى تفاعل المرشحين مع المجتمعات اللاتينية ومعالجة مخاوفهم على نتائج التصويت.
بورتورريكو "المحرومة"
مكون أساسي من اللاتينيين الأمريكيين هم سكان إقليم بورتوريكو التابع لأمريكا، والذي يضم 3.3 مليون نسمة، لكن لا يحق لهم التصويت.
وتفسر الحكومة الأمريكية حرمانها مواطني بورتوريكو بأنهم يتبعون لإقليم وليس لولاية، وبالتالي يحق لهم التصويت في انتخابات فرعية وليست رئاسية حيث أن الرئاسيات تعتمد على نقاط الولايات فقط.
ومع ذلك، تشارك بورتوريكو في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري، مما يسمح لهم بالتأثير على اختيار المرشحين.
وتفاعلت قضية بورتوريكو خلال الأيام الماضية مع تصريح عنصري أطلقه الكوميدي الداعم لترامب توني هنشكليف، الذي وصف الإقليم بأنه "جزيرة عائمة من القمامة".
ولاحقا، حاول ترامب كسب ود اللاتينيين مجددا بعد الجدل الذي أحدثه تصري هنشكليف، وقال في خطاب انتخابي "سأجلب المستقبل الأفضل للبورتوريكيين والأمريكيين من أصل إسباني، سأعتني بأسرهم، وسأدافع عن الدين وسأعيد الوظائف والثروات والمصانع".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
كيف تُجرى الانتخابات؟
نظام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يعتبر عملية معقدة بعض الشيء، إذ لا يتم احتساب المرشح الفائز بالنظر إلى إجمالي أصواته.
وتُجرى الانتخابات على عدة مراحل:
الانتخابات الأولية والمجالس: قبل الانتخابات العامة، تعقد الأحزاب السياسية انتخابات أولية ومجالس في كل ولاية لاختيار مندوبين سيدعمون مرشحًا معينًا في مؤتمر الحزب الوطني.
المؤتمرات الوطنية: يعقد كل حزب مؤتمرًا رسميًا لترشيح مرشحها للرئاسة. يتعهد المندوبون بأصواتهم بناءً على نتائج الانتخابات الأولية والمجالس.
الانتخابات العامة: تُجرى الانتخابات العامة (الرئاسية) في أول يوم ثلاثاء من تشرين ثاني/ نوفمبر، يصوت الناخبون فيه لمرشحهم.
الهيئة الانتخابية: يتم تخصيص عدد من الأصوات الانتخابية لكل ولاية بناءً على تمثيلها في الكونغرس (مجموع عدد الأعضاء في مجلس الشيوخ ومجلس النواب). هناك 538 صوتًا انتخابيًا إجمالاً، ويحتاج المرشح إلى الأغلبية (ما لا يقل عن 270 صوتًا) للفوز.
عملية التصويت: عندما يصوت المواطنون في الانتخابات العامة، فإنهم في الواقع يصوتون لهيئة انتخابية في ولايتهم. تستخدم معظم الولايات نظام "الفائز يأخذ كل شيء"، حيث يحصل المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في تلك الولاية على جميع أصواتها الانتخابية.
تصويت المندوبين: يجتمع المندوبون في عواصم ولاياتهم في كانون أول/ ديسمبر ويقومون بالتصويت للرئيس ونائب الرئيس.
تصديق الكونغرس: في كانون ثاني/ يناير، يجتمع الكونغرس لعد الأصوات الانتخابية رسميًا وإعلان الفائز.
التنصيب: يتم تنصيب الرئيس المنتخب في 20 كانون ثاني/ يناير من العام التالي.
View this post on Instagram
A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الولايات المتحدة ترامب هاريس الولايات المتحدة الإنتخابات الأمريكية ترامب هاريس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات العامة الولایات المتحدة فی الانتخابات بالمئة من
إقرأ أيضاً:
لماذا ستخسر الولايات المتحدة معركتها مع الصين؟
يوم التحرير الذي خصصه دونالد ترامب للإعلان عما يُفتَرض أنها رسوم جمركية متبادلة ضد معظم بلدان العالم تحوَّل بعد تراجعه المتعجِّل عنها تحت ضغط الأسواق إلى حرب تجارية مع الصين. وربما هذا ما كان مقصودا أو غير مقصود منذ البداية.
إذن، هل يمكن أن يكسب ترامب هذه الحرب ضد الصين؟ في الواقع، هل يمكن للولايات المتحدة بعد عودة ترامب الثانية أن تأمل في التفوق في تنافسها الأوسع نطاقا مع الصين؟ الإجابة على السؤالين هي بالنفي. ليس لأن الصين لا تُقهَر. ولكن لأن الولايات المتحدة تُبدِّد كل الأصول التي تحتاج إليها للحفاظ على مكانتها في العالم في مواجهة قوة بضخامة وقدرة وعزيمة الصين.
كتب ترامب في تدوينة عام 2018 «الحروب التجارية جيدة ومن اليسير كسبها» كفكرة عامة هذا غير صحيح. فالحروب التجارية تؤذي كلا الطرفين. وفي حين من الممكن أن تنتهي الحرب التجارية بالتوصل إلى اتفاق يفيد كلا الجانبين إلا أن هذه النتيجة مستبعدة، بل من المرجح أن يفيد أي اتفاق من هذه الشاكلة أحد الطرفين على حساب الطرف الآخر. ومن المفترض أن مثل هذا الاتفاق هو ما يأمل فيه ترامب. أي أن تكسب الولايات المتحدة وتخسر الصين.
في اللحظة الراهنة تفرض واشنطن رسما جمركيا بنسبة 145% على الواردات الصينية فيما تفرض بكين رسما بنسبة 125% على الولايات المتحدة. كذلك فرضت الصين قيودا على صادرات «المعادن النادرة» للولايات المتحدة.
هذه الرسوم في الواقع حواجز عالية جدا ومانعة للتجارة. ويبدو مثل هذا الوضع «مواجهة لا يمكن أن ينتصر فيها أي طرف» بين القوتين العظميين؟ يميل المرء إلى الاعتقاد بأن الخطة الأمريكية (إذا كانت هنالك خطة أصلا) هي إقناع الشركاء التجاريين بفرض حواجز ثقيلة على الواردات من الصين مقابل حصولهم على اتفاقيات تفضيلية في التجارة (وربما في مجالات أخرى كالأمن) مع الولايات المتحدة. لكن هل هذه النتيجة ممكنة؟ الإجابة بالنفي.
أحد أسباب ذلك أن الصين تملك أوراقا قوية أيضا، فهنالك العديد من القوى المهمة التي لديها تبادل تجاري أكبر مع الصين مقارنة بالولايات المتحدة، من بين هذه البلدان استراليا والبرازيل والهند واندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية. نعم الولايات المتحدة سوقُ تصدير أكثر أهمية من الصين لبلدان عديدة مهمة لأسبابٍ من بينها العجوزات التجارية التي يشكو منها ترامب.
لكن الصين أيضا سوق مهمة لعدة بلدان.. بالإضافة إلى ذلك الصين مصدر واردات ضرورية لا يمكن إحلال العديد منها؟ فالواردات هي بعد كل شيء غرض التجارة.
الأهم أن الولايات المتحدة لم تعد مؤتمنة، فحين تتعامل على أساس المقايضات الآنية مع البلدان الأخرى تسعى دائما إلى الحصول على صفقات أفضل، ولا ينبغي لأي بلد «بكامل قواه العقلية» أن يرهن مستقبله لمثل هذا الشريك خصوصا في مواجهة الصين، وتعامُل ترامب مع كندا يشكل لحظة فاصلة. لقد ردَّ الكنديون عليه بإعادة انتخاب الليبراليين. فهل سيتعلم ترامب من هذا؟ هل يمكن للفهد أن يغير بُقَع جلده؟ هذه طبيعته. ترامب أيضا رجل اختاره الناخبون الأمريكيون مرتين.
الى ذلك، فك الارتباط مع الصين ينطوي على مخاطر، فالصين لن تنسى ومن المستبعد أن تغفر. وهي على الأقل تعتقد بأن شعبها أفضل في تحمل المعاناة الاقتصادية من الأمريكيين.
كما أن الحرب التجارية بالنسبة لها صدمة «طلب» أساسا في حين إنها للولايات المتحدة أساسا صدمة «عرض.» وإحلال الطلب المفقود أكثر سهولة من إحلال العرض المفقود.
الخلاصة، لن تحصل الولايات المتحدة على الاتفاقيات التي يبدو أنها تسعى إليها ولا على الانتصار الذي تأمل فيه على الصين. وافتراضي هو أن ترامب، مع اتضاح ذلك للبيت الأبيض، سيتراجع على الأقل جزئيا من حروبه التجارية معلنا الانتصار ثم يمضي في اتجاه آخر.
لكن ذلك لن يغير من واقع أن الولايات المتحدة تتنافس حقا مع الصين من أجل النفوذ الدولي. والمؤسف أن الولايات المتحدة اليوم ليست تلك الولايات المتحدة التي يريد العديدون منها أن تنجح في هذه المنافسة.
أمريكا ترامب لن تتفوق، فسكانها ربع سكان الصين واقتصادها بنفس حجم اقتصاد الصين فقط لأنها أوفر إنتاجا، ولا يزال نفوذها الثقافي والفكري والسياسي يفوق كثيرا نفوذ الصين لأن مبادئها وأفكارها أكثر جاذبية وأمكنها إيجاد تحالفات قوية تعزز هذا النفوذ مع البلدان المماثلة لها في توجهاتها. باختصار لقد ورثت أصولا ضخمة وتنعَّمت بها.
الآن دعونا ننظر فيما يحدث في ظل نظام حكم ترامب. ما يحدث مساعي تهدف إلى تحويل حكم القانون إلى أداة انتقام وتفكيك حكومة الولايات المتحدة واحتقار القوانين التي تشكل أساس الحكومة الشرعية والهجوم على البحث العلمي واستقلال الجامعات الأمريكية العظيمة. ما يحدث أيضا شنُّ الحروب على الإحصائيات الموثوقة والعداء تجاه المهاجرين على الرغم من أنهم ظلوا يشكلون قواعد نجاح الولايات المتحدة على مَرِّ الأجيال والإنكار الصريح لعلم الطب وعلم المناخ ورفض معظم الأفكار الأساسية في اقتصاديات التجارة.
هذا بالإضافة إلى مساواة قادة روسيا بقادة أوكرانيا أو حتى تفضيلهم عليهم والاحتقار العلني لتحالفات ومؤسسات تعاون يرتكز عليها النظام العالمي الذي أقامته الولايات المتحدة. كل هذا يحدث بواسطة حركة سياسية احتضنت تمرد يناير 2021 (اقتحام مبنى الكونجرس بواسطة أنصار ترامب عقب خسارته الانتخابات الرئاسية وقتها- المترجم.) نعم النظام الاقتصادي العالمي بحاجة حقا إلى تحسين. والحجة وراء مطالبة الصين بأن تتحول إلى النمو الذي يقوده الاستهلاك مُقنِعة جدا. ومن الواضح أيضا أن الكثير من الإصلاح مطلوب داخل الولايات المتحدة. لكن ما يحدث الآن ليس إصلاحا بل تحطيم لقواعد نجاح الولايات المتحدة في الداخل والخارج، وسيكون من الصعب تصحيح ذلك، وسيكون من المستحيل للناس نسيان من تسبب في ذلك وما تسبب في ذلك.
الولايات المتحدة التي تحاول إحلال حكم القانون والدستور برأسمالية المحاسيب الفاسدة لن تتفوق على الصين. والولايات المتحدة التي تتعامل مع البلدان الأخرى على أساس نفعي محض لن يُخلِص حلفاؤها في دعمها. العالم بحاجة الى الولايات المتحدة التي تنافس الصين وتتعاون معها. لكن للأسف في وضعها الحالي ستفشل فيهما كليهما.