كيف أعرف أن بيتي فيه حسد أو سحر؟.. هذا الخطأ سبب مشاكلك فاحذره
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
لعل ما يطرح السؤال عن كيف أعرف أن بيتي فيه حسد أو سحر ؟ هو تلك الاعتقادات الشائعة لدى الكثيرين بأن الحسد والسحر هما سبب كل المشاكل التي تواجههم في الحياة سواء الأسرية أو خارج البيت، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة كيف أعرف أن بيتي فيه حسد أو سحر ؟ لعل إجابته تساعد أولئك الذين أوشكت بيوتهم على الخراب ولازالوا يظنون أن الحسد والسحر السبب ولا يحاولون تصحيح أخطائهم ، لذا ينبغي رصد كيف أعرف أن بيتي فيه حسد أو سحر ؟.
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحسد والسحر ليسا سبب كل مشاكلنا، منوهًا بأن هناك توجهًا خاطئًا لدى البعض في ربط المشاكل التي تحدث في الحياة اليومية أو الأسرية بالمسائل الغيبية مثل السحر أو الحسد، دون النظر أولًا إلى الأسباب المادية والواقعية.
وأوضح “ وسام” في إجابته عن سؤال: كيف أعرف أن بيتي فيه حسد أو سحر ؟، أن هذه النظرة قد تكون غير صحيحة في بعض الأحيان، حيث يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الأسباب الملموسة التي يمكن أن تؤدي إلى المشاكل.
وأضاف أنه من المهم أن نفهم أن المشاكل الأسرية قد تنشأ بسبب تصرفات غير محمودة مثل كثرة العصبية، أو التعامل بطريقة سيئة، أو التوتر بين أفراد الأسرة، في مثل هذه الحالات، يجب البحث عن حلول عملية وواقعية لمعالجة المشاكل بدلاً من الافتراض أن هناك سحرًا أو حسدًا وراء هذه الصعوبات.
وأشار إلى أن هذا لا يعني أن الأمور الغيبية مثل السحر أو الحسد غير موجودة، بل إن الإسلام حث على الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن الكريم لحماية النفس من تأثيرات الشياطين أو الحسد.
وأفاد بأنه قد ورد في السنة النبوية العديد من الأذكار التي يمكن أن تحصن الإنسان من مكائد الشيطان، مثل التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والقرآن الكريم نفسه يوضح أن "كيد الشيطان كان ضعيفًا".
وتابع: وهو ما يعكس أن تأثير الشيطان لن يكون قويًا على المؤمنين الملتزمين بذكر الله وقراءة القرآن، لافتًا إلى أن الحل يكمن في تذكير النفس بالطاعات والتقرب إلى الله، مثل الصلاة والذكر والدعاء، فهي من أهم الوسائل التي تحمي الإنسان من أي تأثيرات سلبية قد تنشأ عن مكائد الشيطان أو الحسد.
علامات الحسد في البيتيذكر بعض الرقاة والشيوخ بعض علامات الحسد في البيت ومنها:
افتعال المشاكل بين أفراد الأسرة، والتشاجر على أتفه الأسباب، وعدم التماس الأعذار لبعضهم البعض.يغلب الصوت العالي على حديث أفراد الأسرة، بالإضافة إلى اعتراضهم على جميع الأمور.سيطرة الحزن والاكتئاب على المنزل بشكل دائم، وعدم شعور أفراد الأسرة بالسعادة مهما حدث.الرغبة في العزلة وعدم الخروج من المنزل.تتابع الهموم والأخبار المحزنة.كثرة الإصابة بالمرض.الشعور بالرغبة في النعاس دائمًا.الشعور باليأس والإحباط.ظهور الروائح الكريهة رغم تنظيف المنزل بصفة مستمرة.تلف الأجهزة .تشقق جدران المنزل.انتشار الحشرات الزاحفة فجأة في كل أنحاء المنزل.احتراق المصابيح الكهربائية بالتوالي أو بكثرة أو جميعها في آن واحد.كثرة الإنفاق وذهاب المال في أمور غير مفيدة.دعاء التحصين من الحسد والسحرورد في السنة النبوية أدعية التحصين من الحسد والسحر ومنها: «أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء)، «أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء)، «بسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء).
وذكر بعض أهل العلم أربع خطوات للتحصين من الحسد والعين والسحر، وهي: أولًا الاستعانة على قضاء الحوائج والمصالح بالكتمان، ثانيًا: قراءة المعوذتين، ثالثًا: إطعام وسقاية الحاسد قدر استطاعة المحسود لاتقاء غله، رابعًا: التعرف على الحاسد من لحن قوله لمحاولة اتقاء شره، امتثالا لقوله تعالى فى الآيات 29 - 30 من سورة محمد: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ».
من أنفع ما يُرقى به المسحور من الآيات القرآنية والأدعية ما يلى:
1- سورة الفاتحة: «بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ*الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ*إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ*اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ».
2- أولٌ سورة البقرة: «الم*ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
3- «يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
4- «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ».
5- «وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ*إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ».
6- «اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
7- «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ*لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».
8- « قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ*اللَّـهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ»، مع التكرار ثلاث مراتٍ.
9- « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ*وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ*وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، مع التكرار ثلاث مراتٍ.
10- «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلَـهِ النَّاسِ*مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ*الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ*مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ» ٨مع تكرارها أيضًا ثلاث مراتٍ.
11- «وَأَوحَينا إِلى موسى أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلقَفُ ما يَأفِكونَ*فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ ما كانوا يَعمَلونَ*فَغُلِبوا هُنالِكَ وَانقَلَبوا صاغِرينَ».
12- «وَقالَ فِرعَونُ ائتوني بِكُلِّ ساحِرٍ عَليمٍ*فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُم موسى أَلقوا ما أَنتُم مُلقونَ*فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ*وَيُحِقُّ اللَّـهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ، قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى*قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى*فَأَوجَسَ في نَفسِهِ خيفَةً موسى*قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى*وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى».
13- «أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العليمِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ من همزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ».
14-«أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمنُۚ».
15- «بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ، باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ».
16- «اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أسألُك العفوَّ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي».
حقيقة العين والحسدلا تكون الإصابة بالعين والسِّحر إلّا بقضاء وقدر الله سبحانه، فلا يمكن للعين أن تسبق القدر، حيث قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: «لو كان شيءٌ سابَق القدرَ لسبقَتْه العَيْنُ»، كما لا بدّ للعبد المؤمن إحسان الظن بالله وحُسن التوكّل عليه، فلن يصيب العبد إلّا ما كتب الله عليه، فلو اجتمع جميع البشر على أن يصيبوه بشيءٍ لا يمكن لهم أن يصيبوه إلّا بما قدّره الله له.
وقد جاء التحذير منه والتهديد الشديد لفاعله، فالساحر يستحقّ اللعنة؛ لأنّه من المُفسدين في الأرض، قال- تعالى-: «فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ»، ورغم ذلك لا زال بعض ضِعاف الإيمان يلجؤون إلى عمل السّحر؛ لأذيّة عباد الله، وقد أقرّ الإسلام حقيقة السِّحر وتأثيره على المسحور، وبيّن العلماء والمختصّون سُبُلَ تحصين النفس من هذا الخطر، وطُرُقَ التّخلص من السّحر الواقع وشرّه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أفراد الأسرة الحسد والسحر أو الحسد ال أ ر ض وم ن شر
إقرأ أيضاً:
كبلته الهموم
قال الله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد).
سنة الله الكونية أن خلق الإنسان مجبولاً على العناء والتعب والنصب، ويتفاوت الناس في ذلك. عندما تتأمل الحياة الدنيا وتستعرض شريط حياتك، تجد أنه قد اجتاحتك الهموم والأحزان، حتى الأنبياء وهم أفضل خلق الله اجتاحتهم الهموم والأحزان.
قال الله عز وجل عن نبيه محمد (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يحجدون) – تفسير السعدي.
أي: قد نعلم أن الذي يقول المكذبون فيك يحزنك ويسوؤك، ولم نأمرك بما أمرناك به من الصبر إلا لتحصل لك المنازل العالية والأحوال الغالية.
بداية قصتي حين صليت المغرب، وبعد انتهائها سلم علي شخص في مقتبل عمره في العشرينات وطلب مني أن أستمع له، فقد ألم به هم ضاقت به نفسه وتحجرت عيناه من الحزن فهو كظيم.
فلما جلسنا قال لي إنني رجلٌ سوي ولدي من العقل والفكر الكبير وأنا متحدث وأخذت الجوائز على ذلك وخريج من جامعة بتخصص صحي، ولكن لي قرابة 7 سنوات وأنا أعيش تيهاً وحزناً وهماً، لا أعلم ماذا أفعل بنفسي، وأعيش تعلقاً بفرد لم أستطع مفارقته.
هذا الهم نهش من جسدي وكبل يدي وأخذ من صحتي حتى أصبحت أهيم في الأرض حيران بلا هدف، فقد ضاقت علي الأرض بما رحبت.
أصبحت الدنيا كئيبة، أصبر نفسي لعل الله يفرجها من عنده، وأردف قائلاً في يوم ما ركبت السيارة وانتقلت من مدينة إلى أخرى قرابة ثمان ساعات، وكانت الدموع لا تفارق صفحات خدي، لا أعلم ماذا بي وما هي خطيئتي التي ارتكبتها.
فكرت في الانتحار فقد تفاقم الهم في قلبي ومداركي وسيطر على جوارحي، كانت عيناه وهو يتحدث معي قد ارتسم عليهما الحزن والأسى، وختم قوله بأنه يراجع طبيباً نفسياً لعله يجد عنده مبتغاه والأمل والسعادة المنشودة.
ذكرته بالله ونصحته بما عندي ثم جلست أتفكر وأتأمل، ذلك الإنسان القوي عندما تجتاحه الهموم والأحزان والأكدار يكون ضعيفاً مثل الطفل الذي يرتمي في أحضان أمه فيبحث عن من يضمه ويستمع إليه.
الأحزان والهموم تخيم على بني آدم فهي مثل خيوط العنكبوت، عندما تصطادك فاعلم أنك في معركة مع ناظم الخيوط فيصطادك ذلك العنكبوت فتكون فريسة له.
فإن سلمت نفسك أُخذ منك كل شيء وسلبك وأعياك حتى يفقدك ما ترجوه، وإن قاومته وكنت صلباً لا تخاف ولا تلين فسوف تنتصر وتخرج من تلك الشباك المقيتة. فهذا مثله مثل الهموم والأحزان، فلا تدع لها طريقاً في حياتك.
ابتسم وتفاءل، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. عندما تنزل عليك الهموم يريد الله منك أن يرى انطراحك بين يديه ودعاءك له.
الله سبحانه لم يخلقنا ليعذبنا في الحياة الدنيا بل يبتلينا ويرفع ذلك الابتلاء بالصبر واليقين، هو قادر على كشف الضر لا يعجزه شيء. عندما تبتعد عن الله تجتاحك الهموم والأحزان وتتسلط عليك شياطين الإنس والجن.
ولذلك قال النبي ﷺ لابن عباس رضي الله تعالى عنه: (يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
معنى احفظ الله: أن تحفظ دينه وأن تستقيم على أمره وشريعته، فمن حفظ دين الله فقد حفظ الله. احفظ الله يحفظك، يعني احفظ دين الله وشريعته وما أمرك به؛ يحفظك سبحانه في الدنيا والآخرة، كان النبي ﷺ يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال).
ومن أصابه الهم والحزن فقد وردت الأحاديث النبوية لكيفية علاجه، يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب).
أكثر من الاستغفار وسوف تجد انشراح الصدر وإزالة الهم، لن يتركك الله وحيداً تصارع الهموم والأكدار. تحلَّ بالصبر والتجئ إلى الله، أقبل ولا تخف وتحين مواطن إجابة الدعاء ومواطن العبادة والأماكن التي توصلك به سبحانه، عند الكعبة، وسوف يكون ذلك الهم أثراً بعد عين. رسالة إلى كل محزون: لا تيأس ولا تكل ولا تمل.
كن واثقاً بربك، علق قلبك به ولا تعلقه بالبشر.
لا تجزع ولا تقنط وتحلّ بالصبر وسترى بشارات الرحيم تهطل عليك. سنة الله في أرضه لا تبديل لها، تذكر من قبلك من الأنبياء والصالحين، ابتلي أيوب بالمرض فدعا ربه فاستجاب له وشفاه، ويونس التقمه الحوت فدعا ربه فأنجاه، ويوسف رموه في السجن فصبر فأخرجه الله وأعلاه، ومحمد طرده قومه من مكة فواساه الله ومكنه وحباه. وأختم بقول الله سبحانه (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا).
مهما اشتد ظلام الليل فسعيقبه فجر مشرق، ومهما طاشت بنا الأحزان والآلام فستعقبها السعادة والرحمات من رب البريات. إنما النصر صبر ساعة، وستهطل الرحمات من عنده سبحانه بعد الجدب ولكننا قوم نستعجل، فأنت تشاء أن يكشف ما حل بك من ضر، ويشاء الله أن يعطيك الخير كله.
وتشاء أنت من البشائر قطرةً
ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر