الراعي: لبنان يحتاج إلى رحمة على مستوى السياسة كي تتحوّل السلطة إلى خدمة
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اليوم الدولي للأشخاص ذووي إعاقة على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، " كابيلا القيامة " عاونه فيه المطرانان حنا علوان والياس نصار، أمين سر البطريرك الأب كميليو مخايل، أمين سر البطريركية الأب فادي تابت، المرشد والمشرف على مكتب راعوية الأشخاص ذووي إعاقة في الدائرة البطريركية الأب ميلاد السقيّم، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور النائبين ندى البستاني ونجاة صليبا، المدير العام للاحوال الشخصية ردينة مرعب ممثلة وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار، ربيع الاسطا ممثلا النائب نعمة افرام، الوزير السابق جوني القرم، حشد من الفاعليات السياسية والنقابية والدبلوماسية والدينية والإعلامية اضافة الى مكتب راعوية الأشخاص ذووي إعاقة برئاسة منسقة المكتب الإعلامية داليا فريفر،وحشد من الأشخاص ذووي الإعاقة من مختلف المؤسسات الاجتماعية والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة، بعنوان: "اسمه يوحنا " قال فيها:
بعد القداس استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية ومباركا الأشخاص ذووي إعاقة.
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اليوم الدولي للأشخاص ذووي إعاقة على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي " كابيلا القيامة " عاونه فيه المطرانان حنا علوان والياس نصار، أمين سر البطريرك الأب كميليو مخايل، أمين سر البطريركية الأب فادي تابت، المرشد والمشرف على مكتب راعوية الأشخاص ذووي إعاقة في الدائرة البطريركية الأب ميلاد السقيّم، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات في حضور النائبين ندى البستاني ونجاة صليبا،مدير عام الاحوال الشخصية ردينة مرعب ممثلة وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار،ربيع الاسطا ممثلا النائب نعمة افرام، الوزير السابق جوني القرم،حشد من الفعاليات السياسية والنقابية والديبلوماسية والدينية والإعلامية اضافة الى مكتب راعوية الأشخاص ذووي إعاقة برئاسة منسقة المكتب الإعلامية داليا فريفر،وحشد من الأشخاص ذووي الإعاقة من مختلف المؤسسات الاجتماعية والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان:"اسمه يوحنا " قال فيها: "تحتفل الكنيسة، في هذا الأحد من زمن الميلاد، بعيد مولد يوحنّا. وهو حدث يحمل ثلاث حقائق لاهوتية وروحية عميقة هي: ولادة الرحمة في بيت أليصابات العاقر، للدلالة أن التاريخ لا يُكتب بالعجز بل بالنعمة؛ اسم يوحنا يعني الله رحوم، فالاسم ليس مجرّد هوية، بل رسالة ومسار حياة؛ انحلال لسان زكريا، إذ زال بكمه عندما كتب: "اسمه يوحنا". فالرحمة تحرّر والكلمة الإلهية لا تبقى ساكتة، بل تفتح الأذهان والقلوب المغلقة، وهكذا تعيد للكلمة دورها النبوي، وتظهر أن طريق الرب يبدأ دائمًا بالرحمة.
لم تكن ولادة يوحنا حدثًا عائليًا عاديًا، بل كانت بداية مرحلة جديدة تعلن أن الله أمين لوعده. وحين جاء الأقارب ليهنّئوا، أرادوا تسمية الطفل باسم أبيه، لكنّ الوحي الإلهي كان واضحًا: "يُدعى اسمه يوحنا"، فيدرك الجميع أنّ هذا الطفل لا ينتمي فقط لعائلة زكريا وأليصابات، بل هو ابن الرسالة، ابن الدعوة، ابن الله. وفي اللحظة التي كتب فيها زكريا اسم ابنه، انفتح فمه وبارك الله، فصار النطق بداية نبوءة، وصار الكلام شفاءً لسنوات الشك. إنّ ولادة يوحنا، وتسمية يوحنا، ونطق زكريا، ليست أحداثًا متتابعة فقط، بل هي مسار تهيئة لمجيء المسيح: يولد الرجاء، يُعلن الاسم، وتُطلق الرسالة بصوت نبيّ".
وتابع: "نقيم اليوم القداس على نيّة الأشخاص ذوي إعاقة، وعلى نيّة عائلاتهم والمؤسسات التي تُعنى بهم. إنّنا نحتفل اليوم بيومهم الدولي الذي يقام في الثالث من شهر كانون الأول. ويتّخذ احتفال اليوم شعار: "كلّنا على صورته"، للدلالة أنّ جميع الناس مخلوقون على صورة الله التي توحّدهم في الكرامة والحقوق والمساواة. فإنّا نحيّي مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة في الدائرة البطريركيّة، ونشكره على تنظيم هذا الاحتفال. نرفع صوتنا اليوم عاليًا لنقول: إنّ الأشخاص ذوي إعاقة ليسوا على هامش المجتمع، ولا على أطراف الدولة، بل في قلبها. لديهم حقوق كاملة، إمكانات كاملة، قدرات يحملونها في كيانهم، حقّهم بالدخول في الحياة الوطنية، في وظائف الدولة، في القرار، في العمل، في الفرصة المتساوية، هو واجب لا منّة. إنّ تأمين حاجاتهم، وتأمين أجورهم، وتسهيل حياتهم، ليس خدمة اجتماعية، بل واجب وطني وإنساني، وربح كبير لمجتمعنا. لقد أثبتوا عبر تاريخ طويل أنهم قادرون ومقتدرون، وأنهم يملكون طاقات تصنع فرقًا في مجتمعنا. نكرّمهم اليوم، ونصلي لأجلهم، ولأجل من يخدمهم بالمحبة والكرامة.ولا بدّ من التوقّف عند الحدث التاريخي الذي عاشه لبنان قبل أيام قليلة، زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر، الذي غادرنا قبل أربعة أيام فقط، زيارة ستبقى محفورة في تاريخ بلدنا. لقد دخل البابا أرض لبنان كحامل رسالة سلام ورجاء، كصوت يذكّر العالم بأنّ لبنان ليس مجرّد مساحة جغرافية، بل رسالة، كما قال سلفه القديس يوحنا بولس الثاني. وكانت كلمات البابا، في عظاته وخطاباته، دعوة واضحة إلى المصالحة، إلى إعادة بناء الثقة، إلى أن يعيش لبنان رسالته في التنوّع، وأن يصنع من جراحه جسراً للحوار. زيارة البابا كانت ثمرَة رحمة، ونسيمَ سلامٍ على وطن متعب، ولم تكن حدثًا يمرّ، بل علامة على مستقبل يجب أن نصنعه، لأن الزيارات التاريخية قيمتها بما تخلّفه، لا بما مضى منها. لذلك نقول، كما تلهمنا تعاليم قداسة البابا، إنّ السلام ثمرة الرحمة، وثمرة الرحمة المصالحة. فعندما يتجذّر فعل الرحمة في حياة الإنسان والمجتمع، تُشفى القلوب من الأحقاد، وتنفتح الطرق أمام اللقاء الصادق. وعندما تتحقّق المصالحة في الضمير، في البيت، في السياسة، وفي بنية الدولة عندها فقط يبدأ السلام أن يتجسّد واقعًا، لا مجرد أمنية. هذا ما حمله إلينا قداسة البابا في صوته الواضح: أن يتجاوز اللبنانيون منطق الانقسام، وأن يعودوا إلى روح الرحمة التي تبني، وتُصالح، وتُعيد لوطنهم رسالته. فهنيئًا للبنان بهذه الزيارة التي تذكّرنا بأن مستقبل هذا الوطن يبدأ من قلب يتّسع بالرحمة، ويكبر بالمصالحة، ويثمر سلامًا للجميع".
وقال: "بالعودة إلى إنجيل مولد يوحنّا، لبنان اليوم محتاج إلى هذه الرحمة، إلى رحمة تفهم حاجته، وتداوي أزماته، وتعيد إليه وجهه الحقيقي. لكن الرحمة التي نحتاجها ليست رحمة الشفقة، بل الرحمة التي تغيّر وتبني، الرحمة التي قاد الله بها تاريخ الخلاص: رحمة قوية، فاعلة، متحرّكة. رحمةٌ تحوّل العقم السياسي إلى ولادة حلول، تحوّل بكم المؤسسات إلى كلمة حقّ، تحوّل صمت الدولة إلى مبادرة، تحوّل الانقسام إلى حوار، تحوّل اليأس إلى مشروع. لبنان يحتاج إلى رحمة على مستوى السياسة كي تتحوّل السلطة إلى خدمة، والحكم إلى مسؤولية، والقرار إلى ضمير. على مستوى الاقتصاد كي تُفتح أبواب العمل، وتُنقذ العائلات من أثقال الأزمة. على مستوى المجتمع كي يبقى الإنسان في قلب الاهتمام، بكرامته، وقدرته، وحقوقه. على مستوى الشراكة الوطنية كي تعود الثقة بين مكوّنات الوطن، ويعود لبنان بلد العيش معًا، لا بلد الانغلاق والخوف. الرحمة ليست ضعفًا في السياسة، بل هي قوّة تصنع التغيير. فالله لم يرسل يوحنا لأنه بحاجة إلى نبي، بل لأن الناس بحاجة إلى صوت يعيد إليهم الرجاء. وهكذا نحن في لبنان: نحتاج إلى صوت يشبه صوت يوحنا، صوت يوقظ الضمير، وينادي بالعدالة، ويعلن أن المستقبل ممكن، وأن القيامة تبدأ من كلمة، ومن جرأة، ومن قرار. إنّ اسم المرحلة رحمة، واسم الحكم خدمة، واسم السياسة ضمير، واسم الدولة كرامة الإنسان. نحن بحاجة إلى رحمة تترجم بـمسؤولية صادقة، احترام القانون، حماية الضعيف، دعم المؤسسات، خلق فرص للمستقبل، ورؤية لا ردّات فعل".
وختم الراعي: "العالم كلّه اليوم يبحث عن رحمة، لكن لبنان أكثر من يحتاج إليها، لأن الرحمة وحدها تغيّر المسار وتفتح الطريق. تمامًا كما فتح الله طريق الخلاص بولادة يوحنا، يمكن لرحمتنا السياسية والاجتماعية أن تفتح طريق القيامة الوطنية. فلنصلّ، كي تكون ولادة يوحنا علامة لولادة لبنانية جديدة، وكي يتحوّل بكم الواقع إلى كلمة حقّ، وصمت المؤسسات إلى مبادرات، وعقم السياسة إلى مشاريع حياة، رافعين المجد والشكر لله الرحوم الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
السقيم
كما كانت كلمة للأب ميلاد السقيم، قال فيها: "نلتقي اليومَ في هذا القداس الإلهي لنرفعَ معاً صلاتَنا بمناسبة اليوم العالمي للأشخاصِ ذوي الإعاقة. يومٌ يدعونا الى التأملِ في جمالِ الإنسان وكرامتِهِ التي منحها اللهُ لكلِّ انسانٍ منّا دون تمييز. نأتي اليوم أمام المذبح المقدّس حاملين قلوباً شاكرةً لكلِ شخصٍ جعلَ من ضعفِهِ قوّةً، ومن تحدِّياتِه شهادةً حيّةً للثقةِ باللهِ والرجاءَ فيه. هذا اليومَ، هو دعوةٌ لنفتَحَ أعيُننا وقلوبُنا لنرى حضورَ الله في كل واحدٍ منّا، وبالأخصِ في إخوتنا وأخواتنا الأشخاص ذوي الإعاقة، وما زيارةُ قداسة البابا لاوون الرابع عشر الى بلدنا سوى لحثِنا على التقاربِ فيما بيننا على اختلافِ انتماءتنا وإعاقَتنا ولنُجدّدَ إلتزامنا كجماعةٍ مسيحية بأن نكون عالماً يحتضِنُ، ويسندُ ويمنحُ الفرصَ للجميع، فالمسيحُ نفسُهُ علّمنا أن القوةَ تَكمُن في المحبة، وأن الكرامةَ تُبنى حين نرى في كلِّ انسانٍ ايقونةً لله".
وتابع: "فلنرفع معاً صلاتنا كي يفيضَ الرب نعمتَه على كل شخص منّا وعلى عائلاتنا وعلى كل مَن يخدُمَ بمحبةٍ، طالبينَ أن يزرع الرب في قلوبنا روحَ الشراكةِ، والرحمةِ، والإحترامِ المتبادل. في مقدّمةِ هذا القداس الإلهي، نقدّمُ أربعَة عناصرَ اساسية لتكونَ شعاراً في حياتِنا اليومية: الحمامة والتي ترمزُ الى حلول الروح القدس. ترمزُ الى السلام والطهارة والبراءة وترمزُ أيضاً للمحبةِ والوفاء. السراجُ: يرمزُ الى كلمة الله كونها تنيرُ حياةَ الانسانِ وتوجِّهُ خطواتِه. وهو ايضا رمزٌ الى النور الذي يجب أن يظهرَ للمؤمنين ليضيءَ للعالم كي يكون الانسانُ دائمَ الاستعدادِ لمجيء المسيح. وهو كذلك رمزٌ للشهادةِ والسلوكِ الصالح. الميزان، يصوّرُ الله كقاضٍ عادلٍ لا يجاملَ ولا يظلمَ احداً. الميزانُ يرمزُ الى دقةِ عدلِ الله الذي يرى كلَّ شيءٍ ويُحاسِبَ بالحقِ. وهو يُعبّرُ عن أن حياةَ الانسانِ وأعمالِهِ توزنُ أمامَ الله، الذي عدالَتَهُ تترافقَ دائماً مع الرحمةِ والمغفرة ومنحِ الفرصَ للتوبةِ والغفران. شعارُ القداسَ الاحتفالي "كُلّنا على صورتِهِ"، نعم، كُلّنا على صورةِ اللهِ خُلقنا ومدعوونَ للمحافظةَ معاً على هذه الأيقونةِ التي تُجسِّدُ الدمجَ، والوحدةُ تجمعنا معاً في صورةِ المسيح، لنكونَ بأجمَعنا واحداً ونعملَ بالروح الواحد".
وفي ختام القداس، ألقت منسقة المكتب الإعلامية داليا فريفر كلمة شكرت فيها للراعي ترؤسه قداس اليوم كما شكرت لجميع الذين شاركوا في هذه الذبيحة الإلهية.
بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية ومباركا الأشخاص ذووي إعاقة. مواضيع ذات صلة الراعي: لبنان الذي تعب من التجارب يحتاج الى الايمان لولادة جديدة تبني الوطن وتجدد الحياة فيه Lebanon 24 الراعي: لبنان الذي تعب من التجارب يحتاج الى الايمان لولادة جديدة تبني الوطن وتجدد الحياة فيه
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: البطریرکیة الأب لبنان یحتاج إلى قداسة البابا الرحمة التی الأشخاص ذوی الرابع عشر على مستوى إلى رحمة حزب الله التی ت نا على
إقرأ أيضاً:
حرب مُقبلة؟ هذا ما قاله تقريرٌ إسرائيلي عن حزب الله
نشرَ معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) تقريراً جديداً تحدث فيه عن الساحات التي تواجه فيها إسرائيل تهديداً كبيراً خصوصاً بعد حرب 7 تشرين الأول 2023، مشيراً إلى أنه على الجيش الإسرائيلي أن يبني نفسه للحرب المُقبلة.التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إن "الصدمة العميقة التي خلفتها حرب السابع من تشرين الأول، إلى جانب الميزانيات الضخمة المخصصة للمؤسسة الدفاعية نتيجةً لذلك، قد تدفع الجيش الإسرائيلي إلى اتباع سلسلة من برامج بناء القوة والمشتريات من دون تحديد أولويات واضحة".
وتابع: "يجب أن تُحدد هيئة الأركان العامة الأولويات من الأعلى إلى الأسفل، بناءً على سيناريوهات التهديد المتوقعة للحرب المقبلة، في حال وقوعها. كذلك، يجب تحديد الضغوط والفجوات الرئيسية في قدرات الجيش الإسرائيلي، وتوجيه استثمارات بناء القوة وفقاً لذلك".
ويتحدث التقرير عن "ساحات التهديد"، فيقولُ إن "حزب الله لم يعد موجوداً كجيش هائل عند الحدود الشمالية لإسرائيل، لديه القدرة على التوغل السريع في الأراضي الإسرائيلية والتهديد بالاستيلاء على الجليل"، وأضاف: "هذا لا يعني أن تهديد حزب الله قد زال، ففرص نزع سلاح المنظمة ضئيلة. عملياً، يبذل حزب الله جهودًا حثيثة لإعادة بناء نفسه، ومن المتوقع تجدد القتال. مع ذلك، فإن حزب الله اليوم أضعف بكثير مما كان عليه سابقاً؛ فقد فقد قاعدته الخلفية في سوريا، ولن تسمح له إسرائيل - لا سيما من خلال سلاح الجو والقوات الخاصة - بإعادة ترسيخ وجود قوي في جنوب لبنان".
وتابع: "أما بالنسبة لقطاع غزة، فلا يزال من المبكر جداً التنبؤ بتطورات الوضع هناك بعد التوقف الحالي في الحرب الشرسة ضد حركة حماس. لقد سُحقت التشكيلات القتالية الرئيسية للمنظمة، وبنيتها التحتية لإنتاج الصواريخ، وقيادتها خلال الحرب. ومع ذلك، يصعب تصديق أن حماس ستوافق على نزع سلاحها أو أن تُنزع من قِبل قوات دولية، وفقًا لخطة ترامب. بل على العكس، تُعزز حماس سيطرتها على الأرض وتُجنّد مقاتلين جدداً".
وأكمل: "قد يشتعل القتال من جديد، مما قد يؤدي إلى هجوم الجيش الإسرائيلي للسيطرة على مناطق ما وراء الخط الأصفر التي لا تزال تحت سيطرة حماس في القطاع، بعد أن تحررت من قبضة حماس".
واعتبر التقرير أنَّ "التهديد الأمني الرئيسي لإسرائيل يتمثل في إيران، وبرنامجها النووي تحديداً، إلى جانب جهودها لإعادة بناء ترسانتها من الصواريخ الباليستية، كماً ونوعاً. منذ تدمير حلقة النار الإيرانية المحيطة بإسرائيل، أصبحت المواجهة المباشرة بين البلدين أكثر واقعيةً وتوقعاً من ذي قبل. مع هذا، يمكن الافتراض أن إسرائيل تبذل - حسب الحاجة - أقصى جهودها في الاستخبارات والتكنولوجيا وبناء القوات، هجومياً ودفاعياً، لمواجهة هذه التهديدات".
واستكمل: "هناك ساحة ثانوية، وإن كانت لا تزال مهمة، وقد كشفت عن ثغرات كبيرة في قدرات إسرائيل، وهي التهديد الحوثي المقبل من اليمن، سواءً من خلال إطلاق نيران مباشرة على إسرائيل، أو، على وجه الخصوص، من خلال تعطيل حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب، مما أدى فعلياً إلى إغلاق ميناء إيلات. مع هذا، يلعب سلاحا الجو والبحرية الإسرائيليان دوراً في مواجهة هذا التحدي. وفي الوقت نفسه، ينبغي على إسرائيل دراسة الخيارات العملياتية داخل اليمن وفي محيطه، بالتعاون المحتمل مع الحكومة اليمنية التي تسيطر على جنوب البلاد".
وتابع: "في الضفة الغربية، لا يزال هناك احتمال كامن لتصعيد العنف بمستويات متفاوتة. فعلياً، يتفاقم هذا الاحتمال بسبب المجازر التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين، والتي تُقابل برد فعل ضعيف من الحكومة والجيش. ونظراً لتعاون السلطة الفلسطينية الأمني، وإن كان محدوداً، ونشاط الجيش الإسرائيلي المكثف ضد الخلايا المسلحة، يصعب حالياً تصور هجوم شامل على غرار هجوم 7 تشرين الأول من قِبل حماس أو قوات السلطة الفلسطينية من الضفة الغربية. ومع ذلك، يجب أخذ احتمال وقوع هجوم منظم على تجمعات سكانية في الضفة الغربية أو داخل إسرائيل في الاعتبار".
وأضاف: "بالطبع، يجب على الجيش الإسرائيلي الحفاظ على جاهزيته الأساسية لأي تهديد على طول حدود إسرائيل، بما في ذلك من مصر، ويشكل هذا الاستعداد أيضاً جزءاً من الردع الإسرائيلي ضد أي تهديدات محتملة".
وقال: "منذ تغيير النظام في سوريا، ينظر البعض في إسرائيل إلى تركيا كتهديد عسكري محتمل. ومرة أخرى، يبقى هذا الأمر مسألة تقييم لاحتمالية وقوع مثل هذه المواجهة ومساراتها. لا شك في عداء تركيا لإسرائيل، الذي ازداد حدةً خلال الحرب، ولا في رؤية أنقرة للهيمنة الإقليمية؛ إلا أن هذا بعيد كل البعد عن أي استعداد تركي للمخاطرة بمواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل".
التقرير يقول إنه "من الواضح أن هناك حاجة ملحة لإصلاح أنظمة الأسلحة التي استُنزفت بشدة خلال الحرب، وتجديد المخزونات، والعودة إلى الخدمة النظامية لمدة ثلاث سنوات، وإجراء التعديلات اللازمة الأخرى"، وأضاف: "مع ذلك، لا ينبغي للمرء أن يفترض - صراحةً أو ضمناً - أن الحرب الشديدة المقبلة ستستمر أيضاً لمدة عامين، وبالتالي يجب تخصيص استثمارات باهظة التكلفة لها مسبقاً. يجب اعتبار إطالة أمد الحرب الأخيرة استثناءً. وعلى الرغم من أنها كانت ضرورية في ظل الظروف الحالية، فإن الحرب الطويلة تتعارض مع مبادئ عقيدة الأمن الإسرائيلية، وبالطبع، لا يمكن لإسرائيل استبعاد احتمال استمرار حرب شديدة مستقبلية غير متوقعة".
المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة تقريرٌ إسرائيلي: هذا ما يفعله "حزب الله" ضمن "قاعدته المدنية" Lebanon 24 تقريرٌ إسرائيلي: هذا ما يفعله "حزب الله" ضمن "قاعدته المدنية"