سواليف:
2025-10-13@18:53:56 GMT

د. حسن براري العجارمة يكتب .. السؤال الغائب!!

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

#سواليف

#السؤال_الغائب!!

كتب .. د. #حسن_براري_العجارمة

على امتداد #الوطن_العربي، من محيطه إلى خليجه، ما تزال الأسئلة الكبرى تختبأ في الزوايا المظلمة، كأنها خُطوط عميقة في الذاكرة يحاول الجميع أن يتجاهلها. لماذا لا يسأل العرب أنفسهم عن سبب خيباتهم التي لا حد لها؟ لماذا لا يتأملون في مرآة الحقيقة التي قد لا تعجبهم؟ أليس من المستغرب أن يديروا وجوههم عن أوجاعهم الداخلية، بينما تفتح أمامهم أبواب الزمان لتطرح أسئلة تأبى أن تُسكَت؟ ألا يكفي أن الجروح ما زالت تنزف، والدماء تسيل على أراضٍ أُهملت على مذبح التفريط، ويبقى السؤال: ألسنا نحن من جلبنا الهزيمة المرة والنكوص والخيبات؟
مجرد طرح السؤال قد يخرجك من الملة! فالإجابة التي تتوارى خلف ضباب الأوهام، هي أن العامل الداخلي – مع الإقرار بمسؤولية العامل الخارجي أيضا – يبقى بعيدا عن العقول التي ألفت أن تُلقي اللوم على الآخر، بعيدًا عن أنفسها.

مقالات ذات صلة نقل مضربين عن الطعام لأجل غزة للمستشفى بسبب الإعياء الشديد / فيديو 2024/11/07

فكأن الوعي العربي لا يجرؤ على مواجهة ذاته أو أن يرفع الستار عن حقيقة مؤلمة، تكمن في داخلنا نحن. نحن الذين لم نكن سوى أبطال الحكايات العتيقة، تحكمنا #الحماقات من دون أن نعي، تستهوي أنفسنا الصراعات على الهوامش، ونحن نغفل عن لبّ #المشكلة تماما كما كانت معاناة جوزيف بطل رواية المحاكمة لكافكا عندما أمضى سنوات عمره يشعر بأنه ضحية الآخر متجاهلا الخلل المتجسد في شخصيته.
نعم، مثل “محاكمة” كافكا، أقنعنا أنفسنا بالمظلومية الأبدية، وكرسنا ذلك في أنظمة التعليم الرسمية والشعبية عندما كانت وما تزال الضحية الحقيقية هي تلك التي تعجز عن الوقوف، والتي لا تتجاسر على توجيه أصابع الاتهام إلى جدرانها المهدمّة، إلى سُلطاتها المتناحرة، إلى سياسات الفتنة التي زرعناها بأيدينا، إلى تدمير الذات الذي طالما رضعناه في مدارسنا وتعلمناه في بيوتنا. يا الهي، كما أنفقنا على تشييد صروحًا من الخوف، وحصنّا أنفسنا من الأسئلة التي قد تزعج راحتنا المتهالكة؟

أليس من الغريب أن نغفل عن أن #النكبات التي نعيشها هي ثمار أعمالنا نحن؟ أسئلة تُداس تحت الأقدام، وإجابات تُصادر من داخلنا خوفًا من أن نكتشف أننا قد نصبح المسئولين إذا فتشنا في أعماقنا.
في حاضرنا، هناك دوما دومًا أيدٍ خفية تعبث في الداخل، وهناك من يبيع الأحلام ويشتري الخيبات. فكلما حاولنا أن نرى بعين الحقيقة، أصمنا أنفسنا عن أن نسمع صوت الواقع المزعج. إننا – مع الأسف – نركض خلف السراب، ولا نريد أن نواجه ذلك الفقر الداخلي الذي جعلنا نتسابق نحو الحروب الجانبية بدلًا من بناء أساسات قوية لوطن يضُمّنا.

لقد منحنا أنفسنا الأعذار الكثيرة، ورضينا بالخضوع إلى لِحَى الأكاذيب التي تُقال عنّا، وصمّمنا على أن نكون ضحايا.

مع ذلك، إن من لا يسأل نفسه عن سبب نكبته، يبقى محكومًا أن يتكرر في دائرة مفرغة، حيث لا يجرؤ على الإقرار بأن السبب الحقيقي يكمن في داخلنا، في أفكارنا، في مواقفنا التي قد تكون مجرد بقايا ماضٍ تعيش فينا كما تعيش النار في رماد قديم. في الوقت الذي يبحث فيه الآخرون عن قوتهم، نجد أنفسنا مستغرقين في التشظي والتفرقة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الوطن العربي الحماقات المشكلة النكبات ا أنفسنا

إقرأ أيضاً:

العين الحمود يكتب: ‏”لا شيء يوجبُ الشكر”

صراحة نيوز- العين فاضل الحمود

توقفتْ الحربُ على قطاعِ غزة وتوقفتْ مأساة القتل والتهجير والتجويع وها قد بدأ الغزيّون بالعودة إلى بيوتهم بعد معاناةٍ امتدتْ لهدمِ كل حلمٍ وطموحٍ وحوّلتْ البنيان إلى دمارٍ والأطفال إلى قطعٍ من الجوع والعطش والخوف وحوّلتْ الأمهات إلى زوالاتٍ من الحزن بعد أن ودّعن ابنائهن فكان عويلُ البكاء وأنين الحسرات سيّد الموقف بعد أن غابَ الرأي العالمي ومؤسسات حقوق الإنسان عن المشهدِ برُمّته وكأن الأمرَ لا يعنيهم بشيء وكأن الذين يقتّلون هناك ليسوا ببشرٍ فأُغلقت المعابر وأُطبق الحصار حتى باتت كِسرة الخبز حلمًا وشربة الماء مطمعًا استحال الوصول إليه، لينال هذا المشهد من المنطقةِ جميعها بعد أن غابَ الأمن والأمان وتشتّتْ فُرص السلام وامتدتْ يد العدوان لتصل إلى شامِ العروبة ولبنان المحبةِ وقطر الوسطية فأصبح العنفُ عنوانًا والويلات تحاصر المكان فكان الموقفُ صعبًا يحتاج إلى الرجال الذين يعكفون عنانَ خيول عزائمهم لمجابهةِ التحديات وردّ العدوان وكفّ يد الشر وتحويل المشهد لصالحِ الحق والإنسانية.
‏ هنا جاءَ دور الأردن الذي لم يستحقْ الشكر ولا العرفان ولا الإمتنان ليُطرح هنا السؤل …أفلَم يكن جلالةُ الملك أولَ من انطلقَ لقيادة معركةٍ دبلوماسيةٍ سياسيةٍ صعبة بعد أن غاب الرأي العالمي عن المشهد ،أفلَم تكن التحركات التي جابَ بها جلالة الملك الجانب الأوروبي والأمريكي والعربي والإقليمي لينتزعَ جلالة الملك الاعتراف بالدولة الفلسطينية من عددٍ كبير من دول العالم وتبنّي حلّ الدولتين الذي ينادي به جلالته منذُ سنواتٍ عدّة وإيقاظِ ضمائر الأمم وإجبارهم على تَبنّي موقف الصواب وعدم التحيّز للجانب الصهيوني المُعتدي الذي تذرّع بحقه بالدفاع عن النفس ليضربَ بقوته الظالمة قومًا لا يملكون ما يدافعون به عن أنفسهم فتكبّدوا الخسائر الكبيرة من قتلٍ وتجويعٍ وتهجير، أفلَم يكن جلالةُ الملك في أولى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني فوق سماء غزة هاشم المُلتهبة مغامرًا بحياته لإيصال المساعدات إلى أهلنا هناك ،أولَم تكن جلالةُ الملكة تُعرّي بحديثها عبر المحطات العالمية موقف الكيان المُحتل وجرائمه اللاأخلاقية واللاإنسانية و وتُشرف بنفسها على استقبال مرضى السرطان من أطفال القطاع وذويهم وتُخلي لهم أقسامًا في مستشفياتٍ خاصة لاستقبالهم وتوفر المأوى لذويهم ، أفلَم يكن ولي العهد هناك في العريش على معبرِ رفح يُشرف بنفسه على إيصالِ المساعدات الإنسانية والطبية إلى أهلنا في القطاع ،أولَم تكن الأميرة سلمى ترافق طائرات نسور سلاح الجو لإيصال المساعدات من سماء القطاع ،أولَم يكن الأردن أولَ من وصل بطائراتِ سلاح الجو الملكي لكسرِ الحصار وإيصال المساعدات، أولَم تكن الهيئةُ الخيرية الهاشمية أول من يوصل قافلة مساعدات برية إلى القطاع ، أولَم يقدم الأردن قرابة ٩٣٠ مليون دولار كمساعداتٍ لأهلنا في القطاع خلال الثلاثة عشر عامًا الماضية كان منها ٣٧٦ مليون خلال العامين الماضيين ،أولَم يقدم الأردن اكثر من ٥٣ طائرة أرسلتْ المساعدات إلى القطاع عبر مطار العريش ،أولَم يقدم ١٩٤ قافلة احتوت على ٨٤٨٠ شاحنة، أولَم نقُم ب١٦٤ إنزال جوي أردنيًّا خالصًا، أولَم نشارك ب ٤٠٠ إنزال جوي بالتعاون مع دولٍ شقيقةٍ وصديقة ،أولَم يكن لنا ١٠٢ طائرة عامودية ضمن الجسر الجوي ،أولم نقدم ٦٠٠٠ وحدة من دمائنا و ٥٧٩ طرفًا صناعيًّا، أولَم نُقدم ١١٩٩٣٨ طن من المساعدات و ١،١٥٥،٦٥٦ وجبة غذائية، أولَم تكن الخدماتُ الطبية الملكية موجودة تحت القصفِ هناك تقدم الرعاية الطبية وتقدم الخدمات العلاجية و الأطراف الصناعية التي أعادت الأمل لمن بُترتْ أطرافهم ،أولَم تجري مستشفياتنا الميدانية ٣٦٠٥٨ عملية جراحية ،أولَم تستقبل ٤٨٩٨٠١ مراجع بعد أن خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة كل هذا ولم نُقدم شيئًا ولم نفعل شيئًا ولم نتحدث بكلمةِ حق ولم .. ولم .. ولم .. قولوا ما شئتم فلن يلحقنا شكٌ بأنفسنا فقد قالها جلالة الملك بمنتهى الثقة أننا ومهما قدمنا لأهلنا في القطاع لن نفيهم حقهم وإننا مطالبون بالمزيد والمزيد.
‏كل هذا ولم نقدمْ شيء ولم نستحقْ الشكر من أحد وهذا لا يُزعجنا ولا يُثني عزائمنا فنحن الذين نعمل ليس لنُري الآخرين بل ليقتدي بنا الآخرين ونحن نعمل ولا ننتظر شكرًا وثناءً من أحد فكلمة شكرًا لا تكبّرنا فنحن من ولدنا كبارًا نلتزم بمسؤوليتنا العربية والقومية والإسلامية نمضي على نهجِ من سبقونا من أجدادنا وآبائنا وعلى إرثنا الهاشمي الخالد الذي دافع عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس و وواجبنا تجاه أهلنا في الضفة الغربية والقطاع.
‏هذا هو جلالة الملك وهذه هي جلالة الملكة وهذا هو ولي العهد وهذه هي العائلة الهاشمية ينطلقون ليقدموا الخير والحب وينحازون إلى السلامِ والإنسانية فجلالة الملك أول من تحركَ وآخر من توقف تنبأ بما آلتْ إليه الأمور فكان بخطواته يسابقُ الأحداث ويوجه الجهود ويقود الدّفة إلى برّ الأمان لم يلتفتْ يومًا إلى قولِ مُغرض أو رأي مُحرّض لا تأخذه بالحقّ لومةَ لائم ،هذا هو الأردن وشعبه العظيم بلدُ العرب والعروبة ما كفّ أبوابه في وجهِ أحدٍ وما تنصّل يومًا عن واجبه وقيمه ،فكان صاحبُ الموقف العظيم الخالد والشامخ والثابت لا يلين وإن قست الظروف ولا يثنيه الشح عن مد الكفوف وهنا وجب علينا أن نقولَ شكرًا لجلالة الملك ولجلالة الملكة ولولي العهد وللعائلة الهاشمية ولأبناء شعبنا العظيم فنحن المخلصون الصادقون المرابطون الأوفياء لا نُتبع المعروف مِنّةً ولا ننتظر شكرًا من أحد.

مقالات مشابهة

  • حكم أداء صلاة الجنازة على الميت الغائب.. الإفتاء تجيب
  • ابو رمان يكتب: الأسير البطل مروان البرغوثي والملامح التي لا تُرى
  • بلال قنديل يكتب: مصر القلب النابض
  • تعلن محكمة شرق ذمار بأن على الغائب/ عمر مرعي الحضور إلى المحكمة
  • العين الحمود يكتب: ‏”لا شيء يوجبُ الشكر”
  • قطر تكشف كواليس مفاوضات غزة: تعقيدات مؤجلة وسلاح حماس السؤال الجوهري
  • ياسمين عز تسأل الزوجات سؤالا محرجا على الهواء عن أزواجهن.. ماذا قالت؟
  • سؤال غير تقليدي| ياسمين عز تثير الجدل بهذه الطريقة
  • ياسمين عز للسيدات: لو رجع بيكي الزمن هتتجوزي جوزك تاني؟
  • ياسمين عز في نصيحة للأزواج: لو مراتك عندها صداع هاتلها غويشة دهب.. هو ده العلاج