كرزايات السودان والرمرمة السياسية
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
(١)
ذكر عبد الله حمدوك (لا يمكنك أن ترى بلدك يحترق وتكتفي بالمشاهدة) ،وهو ذات حمدوك الذي سأله المذيع لماذا لا تطالبوا الإمارات بوقف تزويد الدعم السريع بالسلاح؟ وكان رده بأننا جهة مدنية لا يهمنا من أين يأتي السلاح ، وهو ذات حمدوك الذي طلب من المجتمع الدولي حظر طيران الجيش السوداني ونشر قوات دولية. وهو ذات حمدوك الذي جلب البعثة السياسية الدولية بقيادة الخبيث فولكر الذي نسج منوال التحالف بين قحت/ تقدم ومليشيا الدعم السريع وحرضهم على شن حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م واستلام السلطة وتفكيك الجيش السوداني وإقامة نظام سياسي استبدادي يدين بالولاء والتبعية للغرب وامريكا واسرائيل والامارات يتبادلون نهب وسرقة موارده.
ايضا ذكر خالد سلك في مقابلته مع الجزيرة مباشر أنهم ذهبوا لبريطانيا من اجل الدفع لنشر قوة حماية دولية للمدنيين في الشمال والشرق والوسط.
وهو ذات خالد سلك الذي طالب بحظر الصادرات السودانية خاصة الذهب حتى لا يتمكن الجيش السوداني من تمويل عمليات شراء السلاح والعتاد للدفاع عن شرف وهوية الدولة والشعب السوداني.
وذات خالد سلك يغض الطرف عمدا عن تدفقات المرتزقة والسلاح والعتاد الاماراتي الذي يصل للمليشيا المجرمة عبر تشاد ،والسبب واضح فالهدف الاستراتيجي المشترك بين تحالف تقدم ومليشيا المجرم حميدتي هو هزيمة الجيش وتركيع واذلال الشعب السوداني والصعود إلى السلطة.
(٢)
تتوهم (قيادات) تقدم أنهم عندما يكذبون ويكذبون ويتحرون الكذب سيكتبون عند الشعب السوداني صادقين .
إن قيادات تقدم وفي طليعتهم حمدوك محض كومبارس وجماعة وظيفية تم تصعيدهم للسلطة تكتيكا عبر (بعض) قيادات اللجنة الأمنية التي اطاحت بالرئيس البشير في ١١ ابريل ٢٠١٩م ، وكانت هذه القيادات تخطط لخلعهم والقفز على السلطة ريثما تنضج الظروف الداخلية والخارجية ولكن تبين أن ذات قيادات اللجنة الأمنية وقعت في فخ الدور الوظيفي للمخطط الخارجي الشرير الذي ظل يتربص بالسودان دولة وأمة وهوية وموارد منذ بدايات تجربة الانقاذ ٣٠ يونيو ١٩٨٩م حتى تمكن من الاطاحة بها من داخل أجهزتها الصلبة والناعمة بطريقة الاقتراب الاستراتيجي.
(٣)
لما اختطف تحالف المجرمين محمد بن زايد وحميدتي الثورة والدولة ، بدلا من تحرر قيادات تقدم من الدور الوظيفي واستعادة الثورة والدولة السودانية عبر العمل الجماهيري ابعدوا النجعة في الاندماج مع المشروع الخارجي التدميري.
إن أعظم ثمرة قدمتها تجربة الاسلاميين للشعب السوداني قيم الوعي والاستنارة والتعليم وهذا سر العداء المستحكم لبرجوازية الحزب الطائفي الذي الذي شيد على التجهيل والتدجيل من أول يوم.
لقد مارست قيادات تقدم الكذب والخداع على الثوار باسم شعارات الحرية والسلام والعدالة الزائفة حتى لفظهم الثوار لما استبان لهم زيفهم وأنهم محض هواة في السياسة ومستجدي سلطة ونعمة حد الرمرمة . ولكن بدلا من إعمالهم للمراجعات والاعتذار للثوار والاندماج مع المجتمع هربوا إلى الأمام يتكففون السلطة عبر بندقية المجرم حميدتي وأموال الامارات التي تنفقها لوأد واجهاض تطلعات المجتمعات في الحكم الرشيد والديمقراطي فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون
(٤)
تتفنن قيادات تقدم في حياكة الكذب والخداع على الشعب السوداني الذكي بشعاراتها المفخخة، الحياد ، ولا للحرب والشعب السوداني يدرك أنهم صناع الحرب طمعا في لعاعة السلطة، وأنهم قتلة الشعب السوداني لأنهم منحوا مليشيا آل دقلو الارهابية الغطاء السياسي، وصمتوا على جرائمها النكيرة ضد الشعب والدولة، بل ومصممون على إنقاذها من الهزيمة العسكرية في الميدان وإعادة انتاجها وتدويرها سياسيا واقتصاديا وعسكريا حتى ولو عبر التدخل العسكري الأممي او خارج مظلة الأمم المتحدة.
إن قيادت تقدم يدركون ان الشعب السوداني الواعي لفظهم إلى مزبلة التاريخ ويدركون ان أقدامهم لن تطأ أرض السودان إلا عبر الدبابات الأمريكية وقد جربت امريكا ذلك في الصومال وافغانستان وخسرت الرهان ، ولذلك تبقى شعاراتكم الزائفة وجولاتكم الخارجية الخائبة عند الشعب السوداني محض تيه منولوج ورمرمة سياسية ، والرمرمة توقي الطيب والتهافت نحو القذيء وهذا طبعكم وتأبى الطباع على الناقل
عثمان جلال
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشعب السودانی قیادات تقدم وهو ذات
إقرأ أيضاً:
عامان على الحرب: صورٌ تحكي مأساة الإعلام السوداني وصمت استوديوهاته
منتدى الاعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
تقرير : راديو دبنقا
الخرطوم- بعد عامين من لهيب الحرب الذي اكتوى به السودان، تتجلى فصول كارثة إنسانية متفاقمة، لا تقتصر فصولها المؤلمة على قصص الضحايا والنازحين الذين عصفت بهم رياح الصراع. ففي العاصمة القومية الخرطوم، يبرز وجه آخر للمأساة، يتمثل في الدمار الشامل الذي لحق بجميع المؤسسات الإعلامية والصحف السودانية التي كانت يوماً نبضاً للحقيقة ومنبراً للمعرفة، مُسهمةً في ترسيخ قيم التعايش المشترك والديمقراطية. باستثناء مبنى الإذاعة والتلفزيون القوميين الذي سقط تحت سيطرة قوات الدعم السريع لرمزيته السيادية، تحولت هذه الصروح الإعلامية إلى مجرد أطلال صامتة، شاهدة على حجم الخراب الذي طال حتى صوت الكلمة.
يتضح من خلال هذا المشهد المأساوي، كيف لم يسلم من نيران الحرب حتى حراس الحقيقة وناقلوها، ليضاف فصل جديد ومؤلم إلى سجل الخسائر الفادحة التي تكبدها السودان وشعبه. نحاول في هذا التقرير استعراض نماذج للدمار الذي تعرضت له هذه المؤسسات، بعد ان اصبح الوصول لدور ومقار هذه المؤسسات ممكنا عقب اعادة الجيش السيطرة على الخرطوم.
إذاعة “هلا”… صمتٌ يلف الأثيرياسر أبو شمال، مدير إذاعة “هلا” التي كانت نبض الشباب السوداني وأحد أكثر المنابر الإذاعية شعبية، حبس أنفاسه وهو يشاهد للمرة الأولى صوراً ومقاطع فيديو لمبنى الإذاعة العريق في قلب العاصمة الخرطوم. “الخسارة فادحة ومؤلمة”، قالها بصوت يخنقه الأسى.
يضيف أبو شمالة، واصفاً حجم الكارثة في مقابلة مع راديو دبنقا: “لم يكن الأمر مجرد تدمير لمبنى، بل هو تدمير ممنهج لاستوديوهات البث والإنتاج بالكامل. كانت هذه الاستوديوهات مجهزة بأحدث التقنيات الرقمية: مازجات صوت متطورة، سيرفرات ضخمة، مكتبات صوتية لا تقدر بثمن، أرشيف برامجي يوثق لتاريخنا، ميكروفونات، كوابل، وحتى جهاز الإرسال الرئيسي الذي كان يحمل أصواتنا عبر الأثير إلى المحطات الأرضية لإعادة البث”. يؤكد أبوشمالة أن كل تلك المعدات الثمينة “أتت عليها نيران الحرب ويد النهب، ولم تسلم الملحقات الأخرى، بما في ذلك أنظمة البودكاست الصوتية والمرئية المتطورة، شبكة الحواسيب، وأجهزة لا حصر لها”. قُدّرت الخسائر المادية الأولية لإذاعة “هلا” بأكثر من 350 ألف دولار.
احد استديوهات مركز ارتكل في الخرطوم بعد تدميره بسبب العمليات العسكرية الصورة ردايو دبنقا مركز “أرتكل”… حلمٌ تحوّل إلى أنقاضمشهد الخراب لم يقتصر على “هلا”، بل امتد ليطال مركز “أرتكل” للإنتاج الإعلامي، الذي كان يُعد منارة إعلامية واعدة وصرحاً إنتاجياً ضخماً في السودان، مبنىً ومعنى. عثمان فضل الله، مدير المركز، عبّر عن صدمته في مقابلة مع دبنقا بصوت كاد يغيب من فرط الألم: “ليتني لم أرَ تلك الصور القاسية… الدمار الذي لحق بالمركز جعلني أشعر وكأن خمسين عاماً من عمري قد سُحقت، وأن 25 عاماً من مسيرتي المهنية تحولت إلى مجرد ركام.”
يتحدث عثمان عن “أرتكل” بحرقة، كأنه يتحدث عن كائن حي فُجع فيه: “المركز لم يكن مجرد مبانٍ ومعدات تُقدّر بمئات الآلاف من الدولارات، بل كان قصة حياة، مشروع حلم راودني طيلة مسيرتي المهنية، سكبت فيه عصارة فكري وجهدي، وكل ما أملك من خبرة وعلاقات وتفانٍ.”
ويستطرد قائلاً: “كل قطعة أثاث، كل جهاز، كان يمثل لي جزءاً من كياني، ومساحة من ذاكرتي. كان طموحنا كبيراً، أردنا لـ”أرتكل” أن يكون نقطة ضوء حقيقية تشع في سماء الإعلام السوداني”.
يكشف فضل الله أن المركز، الذي أُنشئ عام 2022 بُعيد ثورة ديسمبر المجيدة، حمل في طياته رؤية طموحة ليتجاوز كونه مجرد مركز إنتاج، ويصبح مدرسة للصحافة. “نظمنا العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في صحافة السلام، ومكافحة خطاب الكراهية، وتعزيز النسيج الاجتماعي. كان المركز منصة لتوثيق فعاليات الثورة وملتقى للحوارات البناءة بين الصحفيين والصحفيات.”
من الناحية الفنية، كان “أرتكل” صرحاً متكاملاً لإنتاج البرامج التلفزيونية، يضم استوديوين من أفخم الاستوديوهات المتكاملة، وخمس وحدات صوت مجهزة بتقنيات متنوعة، وثماني وحدات إضاءة حديثة، وثماني كاميرات احترافية، من بينها ثلاث كاميرات من طراز Canon 5D. كما كان يحتوي على ثلاثة حواسيب “ماك” متقدمة بأنظمة مونتاج وأرشفة متكاملة، ووحدة طباعة حديثة، وقاعة مؤتمرات شهدت العديد من الفعاليات الهامة، بالإضافة إلى قاعتين تدريبيتين مجهزتين بأحدث الوسائل.
“كنا نطمح لتحويله إلى أكاديمية تخرّج أجيالاً من الإعلاميين القادرين على مواكبة التطورات المهنية باحترافية عالية”، يقول فضل الله بحسرة، ثم يتنهد بعمق: “لكن كل ذلك الطموح أمسى حطاماً.”
الدمار الشامل… ورغم الجرح، يبقى وميض الأمللم يسلم شيء من آلة الدمار؛ فالأجهزة والمعدات والأثاث وشبكات البث، وحتى السيارة الخاصة بإدارة المركز، كلها إما سُرقت أو دُمّرت بالكامل. ورغم هول الفاجعة، يقول فضل الله بنبرة يمتزج فيها الأسى بالإصرار: “لا أريد أن أبدو محبطاً أو يائساً، فذلك ليس من شيمنا، ولكن إعادة بناء المركز بنفس المواصفات والمعايير تبدو مهمة بالغة الصعوبة في ظل الظروف الراهنة.” ومع ذلك، يختتم حديثه بلمحة أمل: “سنبذل قصارى جهدنا لإعادة الحياة إلى “أرتكل” قدر المستطاع… فالأمل، رغم كل شيء، ما زال يراودنا.”
هذا التقرير الصحفي من إعداد راديو دبنقا ، وقد تم نشره عبر مؤسسات منتدى الإعلام السوداني بمناسبة اليوم العالمي للصحافة لتسليط الضوء على اوضاع الصحافة والصحفيين في السودان. لنقف مع السودان#
SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum
الوسومإذاعة هلا الإعلام الحرب الخرطوم السودان مركز آرتكل منتدى الإعلام السوداني