تعاني اللبنانية رباب الحاج يوسف من تجربة مؤلمة كلما احتاجت للذهاب إلى دورة المياه لتغيير فوطة صحية، إذ تتقاسم كمية محدودة من المياه مع مئات الأشخاص بعد أن نزحت أسرتها بسبب الضربات الإسرائيلية على لبنان لتعيش في أحد الملاجئ.

وقالت رباب (29 عاما) لرويترز "ما في ماي (مياه) حتى تغسل البنت، تغير، ما في ماي، سلة بالحمام إذا بتروحي ما في، ما في سلة بالحمام البنت تحط فوطتها فيها ما في".

وفرت رباب مع أطفالها الصغار من منزلهم في مدينة بعلبك شرق لبنان منذ أيام قليلة إلى مدرسة تحولت إلى ملجأ في غرب البلاد.

ونزح الآلاف من المنطقة نفسها على مدى الأسبوعين الماضيين بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لبعلبك وبلدات مجاورة وبدأ في قصف المنطقة بضربات أسقطت قتلى. وصارت الأسرة ضمن أكثر من 1.2 مليون نزحوا بسبب حملة إسرائيل المتصاعدة ضد جماعة حزب الله.

ويعيش ما يقرب من 200 ألف من هؤلاء النازحين الآن في 1145 ملجأ أغلبها ممتلئ بأقصى طاقة استيعاب. وتتزايد أرقام النازحين ومعها احتياجاتهم مع حلول فصل الشتاء.

وفي المدرسة التي لجأت إليها رباب وأسرتها، تشكل المياه النظيفة أكثر الضروريات التي تشتد الحاجة إليها.

وقالت لرويترز "بدك تاخدي الملابس الداخلية وتروحي تغسلي للبنت، وتنطر (تنتظر) بنتي على باب الحمام تغسل بماي مجمدة لحتى تحط الفوطة".

كما أشارت إلى أن الخصوصية تمثل مشكلة أخرى. وقالت إن بعض دورات المياه المشتركة ليس بها سلال للنفايات لذلك تحتاج الفتيات إلى إحضار أكياس معهن، وهو ما يُشعر بعض الفتيات بالإحراج في حالة وجود رجال حولهن.

وأضافت "أكتر من هيك ما بقى فيه ذل".

ووفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، المعني بالصحة الجنسية والحقوق الإنجابية، هناك أكثر من 11 ألف امرأة حبلى بين النازحين حديثا في لبنان، وهؤلاء النساء في حاجة إلى رعاية صحية خاصة في فترة ما قبل الوضع وللتغذية والمياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية.

وقالت امرأة حامل في ملجأ النازحين لرويترز إنها تخشى أن تلد ولادة مبكرة.

وقال حسين الحراتي منسق برنامج الصحة التابع لوكالة الإغاثة الدولية في سهل البقاع "نشعر بالقلق حقا إزاء تغذية الأطفال حديثي الولادة وتغذية القصر أيضا".

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت بالفعل حالات إصابة بأمراض الحصبة والتهاب الكبد الوبائي (أ) وأمراض معدية أخرى بين النازحين وحذرت هذا الأسبوع من أن انتشار الأمراض أمر محتمل مع تزايد عدد النازحين "في ظروف إيواء متردية".

وقالت ريتا أبو نبهان وهي أخصائية في منظمة الإغاثة الدولية إنه على الرغم من توزيع أدوات النظافة والفوط الصحية على النساء في الملجأ في البقاع فإن مصدر القلق الأكبر هو نقص المياه.

وأضافت "يمكننا أن نرى الأمر في عيونهن ونسمعه في كلماتهن، كم تتفاقم مخاوفهن من الإصابة بالعدوى".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

عاجل- منخفض جوي يعمّق معاناة النازحين في غزة ويغرق آلاف الخيام

يشهد قطاع غزة موجة طقس قاسية أدّت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بصورة غير مسبوقة، مع استمرار المنخفض الجوي المصحوب بأمطار غزيرة ورياح شديدة، ما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة داخل مخيمات النزوح والمناطق السكنية.

غرق آلاف الخيام وتلف الاحتياجات الأساسية للنازحين

تسببت الأمطار المتواصلة طوال اليوم في غرق آلاف الخيام داخل مناطق النزوح، ما أدى إلى فقدان كثير من الأسر لاحتياجاتها الأساسية ومقتنياتهم القليلة التي نجوا بها من الحرب. كما تسببت الرياح العاتية، التي تجاوزت سرعتها 70 كيلومترًا في الساعة، في تطاير عدد كبير من الخيام وتشريد عشرات العائلات مجددًا.

وفيات وانهيارات في عدة مناطق داخل القطاع

أسفر المنخفض عن وفاة طفلة لا تتجاوز 4 أشهر في منطقة المواصي نتيجة الظروف الجوية القاسية، إضافة إلى انهيار منزل في مخيم الشاطئ أدى إلى استشهاد مواطن فلسطيني. كما شهدت مناطق أخرى مثل حي النصر وتل الهوى وحي الزيتون انهيارات متفرقة للمنازل بفعل قوة الرياح والأمطار.

تحذيرات الدفاع المدني ومطالب بإدخال مستلزمات الشتاء

أطلق جهاز الدفاع المدني تحذيرات عاجلة للسكان بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر مع تواصل سوء الأحوال الجوية، مشددًا على خطورة الوضع داخل مخيمات النزوح. كما دعا الجهات الدولية إلى الضغط لإدخال مستلزمات الشتاء العاجلة، من خيام بديلة وأغطية وملابس، إضافة إلى الكرفانات والمنازل المتنقلة لحماية المدنيين من تداعيات المنخفض الذي يُتوقع أن يبلغ ذروته خلال ساعات الليل.

مقالات مشابهة

  • «الهجرة الدولية»: الأمطار تعرض النازحين للخطر
  • «أونروا»: 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة على أبواب غزة والشتاء يفاقم معاناة النازحين
  • مياه الأمطار تغمر خيام النازحين في غزة.. شتاء قاس يزيد معاناة المدنيين
  • الأمم المتحدة: قيود إدخال المساعدات تفاقم معاناة النازحين في غزة
  • تفاقم معاناة النازحين في غزة جراء اشتداد المنخفض الجوي
  • عاجل- منخفض جوي يعمّق معاناة النازحين في غزة ويغرق آلاف الخيام
  • حماس تحمّل الاحتلال مسؤولية تفاقم معاناة النازحين في غزة مع دخول الشتاء
  • الأمطار تغمر مخيمات النزوح في غزة وتزيد معاناة النازحين
  • الأونروا: الأمطار تفاقم معاناة النازحين في غزة وتُغرق الخيام وسط خطر تفشّي الأمراض
  • 300 ألف أسرة متضررة.. منخفض جوي يفاقم الكارثة الإنسانية بغزة