النائب جمال أبوالفتوح: البطالة والهجرة غير الشرعية تحدى صعب للدولة في ظل عدم ضبط الإيقاع السكاني
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن البطالة والهجرة قضيتين من القضايا المركبة والمعقدة، ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية أيضا، وهذا ما يجعل تقديم حلاً قاطعاً لهما تحدى كبير أمام الدولة، لاسيما أن البطالة أحد المسببات الرئيسية وراء تنامي ظاهرة الهجرة، فقد تدفع الظروف الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب لاتخاذ قرار الهجرة غير الشرعية، وتعريض حياتهم للخطر أملًا في الحصول على وظيفة بدخل يحقق تطلعاتهم في الحياة، إذا فالقضيتين على صلة واحدة وكلا منهما يشكلان علاقة طردية في المعادلة المجتمعية فكلما زادت مؤشرات البطالة ارتفعت أيضا رحلات الهجرة غير الشرعية.
وأضاف "أبوالفتوح"، أن البطالة السبب الرئيسي والأول وراء الهجرة غير الشرعية، وعلى الرغم من جهود الدولة خلال الفترة الماضية بالعمل على خفض معدل البطالة الذي سجل تراجع ليصل إلى 6.5% في الربع الثاني من 2024 مقابل 6.7% في الربع الأول، وهذا نتيجة توجه الدولة نحو إبرام الصفقات الاستثمارية والتوسع الاقتصادي بوجه عام في كافة القطاعات الصناعية والسياحية والزراعية، الذي يصب في هذا المحور بشكل مباشر ويخلق فرص عمل جاذبة للشباب بدلا من رحلات قوارب الموت التي تودي بحياتهم، لكن هناك إشكالية كبرى تعرقل مكافحة البطالة ألا وهي الزيادة السكانية التي تقف حائلاً أمام كافة مسارات التنمية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الزيادة السكانية مع وصول التعداد السكاني إلى أكثر من 107مليون نسمة، أحد عوامل الخطورة في عدم خفض معدل البطالة بصورة ملموسة للمواطن، لأن الزيادة في السكان تكون أكبر من الفرص المتوفرة في سوق العمل، وهو ما ينتج عنه فجوة وجيل من شباب يبحث عن فرصة لائقة، ويضطر إلى الهجرة غير الشرعية بحثاً عن لقمة العيش، لذا فالحديث عن برامج تنمية قادرة على حل أزمة الهجرة والبطالة معا، لن يتحقق إلا بالتوازي مع خطط الدولة لضبط النمو السكاني حتى لا يلتهم كل مظاهر التنمية والعمران دون جدوى.
وأوضح الدكتور جمال أبوالفتوح، أن الهجرة غير الشرعية والبطالة كلاهما من أهم القضايا الشائكة التي تهدد الوطن وتؤثر على ديموغرافية المجتمع، نتيجة غياب قوة عمرية هامة تقود الوطن في أوقات الحروب والصراعات في ظل حالات الاستقطاب التي نعيشها اليوم من مختلف بلدان الجوار، فلابد من وضع خطة بعيدة المدى للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية لأنها ظاهرة قديمة لكنها متجددة، مع استمرار المسببات وراء بقائها، وهذا يستلزم وضع حلول جذرية تتمثل في العمل على ضبط الإيقاع السكاني مع خلق برامج فعالة تسهم في دعم الشباب للحصول على فرص عمل جاذبة، مع حد أدنى للرواتب يتلاءم مع الظروف المعيشية، فضلا عن أهمية رفع درجة الوعي والتثقيف بمخاطر رحلات الهجرة غير الشرعية وطرح فرص للهجرة مقننة عبر القنوات الرسمية بشكل أوسع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النائب جمال أبوالفتوح البطالة الهجرة غير الشرعية مجلس الشيوخ الهجرة غیر الشرعیة
إقرأ أيضاً:
برلماني: 30 يونيو أنقذت الدولة من الفوضى .. وأعادت تصحيح المسار
قال النائب عصام هلال، وكيل اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشيوخ، والأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، إن يوم 30 يونيو لم يكن مجرد لحظة سياسية عابرة، بل محطة تأسيسية أعادت الاعتبار لفكرة الدولة الوطنية الحديثة، في مواجهة محاولات طمس الهوية وتفكيك المؤسسات، مضيفا أن الثورة أنقذت الدولة من الفوضى وأعادت تصحيح المسار.
وأوضح هلال في بيان له اليوم، أن ما جرى في هذا اليوم لم يكن فقط حراكًا جماهيريًا واسعًا، وإنما إعلانًا شعبيًا لاستعادة المسار، بعد أن كادت الدولة تتحول إلى أداة في يد فصيل لا يعترف بمفهوم الوطن الجامع، ولا يرى في مؤسسات الدولة إلا وسيلة للتمكين الحزبي والإقصاء المجتمعي.
وأضاف الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن ، أن 30 يونيو دشّنت تحولًا دستورياً وتشريعيًا عميقًا، حيث شهدت مصر بعدها عملية بناء مؤسسي متكاملة، بدأت بوضع دستور توافقي، ومرت بتحديث شامل لمنظومة القوانين، بما يكرّس الحقوق ويضمن التوازن بين السلطات، ويُعيد رسم العلاقة بين الدولة والمواطن على أسس من الشفافية والعدالة.
وأكد هلال، أن الجمهورية الجديدة التي تنطلق اليوم بثبات، هي امتداد مباشر لما تحقق منذ 30 يونيو، حيث وضعت الدولة الإنسان في صدارة أولوياتها، وشرعت في تنفيذ إصلاحات هيكلية جريئة، إلى جانب الاستثمار في الوعي والتعليم وتمكين الفئات المهمشة، بهدف خلق مجتمع قوي ومتجانس يستند إلى القانون ويحترم التنوع.
وشدد النائب عصام هلال على أن الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو تذكّرنا بأن بقاء الدولة ليس أمرًا مفروغًا منه، بل هو مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا وطنيًا يقظًا، ومشاركة فاعلة من الجميع في حماية المكتسبات، ومواصلة الإصلاح، والحفاظ على هوية الدولة التي دفع المصريين ثمنها غاليًا من أجلها.