نص كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إننا نتوجه بالشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية على انعقاد هذه القمة العربية الإسلامية غير العادية في ظل ظرف إقليمي شديد التعقيد، وعدوان مستمر على أكثر من عام على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية بالرياض.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى صاحب السمو الملكى، الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.. ولى عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..معالى السيد/ أحمد أبو الغيط.. أمين عام جامعة الدول العربية،
معالى السيد/ حسين إبراهيم طه.. أمين عام منظمة التعاون الإسلامى،
السيدات والسادة،
﴿ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴾
أتوجه بداية، بخالص الشكر والتقدير، للمملكة العربية السعودية الشقيقة، على استضافة هذه القمة غير العادية، فى ظل ظرف إقليمى شديد التعقيد، وعدوان مستمر لأكثر من عام، على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسط صمت مخجل وعجز فادح من المجتمع الدولى، عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، فى مواجهة هذا التهديد الخطير، للسلم والأمن الدوليين.
إن المواطنين فى دولنا العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون؛ ولهم كل الحق، عن جدوى أى حديث عن العدالة والإنصاف، فى ظل ما يشاهدونه، من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ .. ونقولها بمنتهى الصراحة: إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضى الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولى بأسره على المحك.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،تدين مصر بشكل قاطع، حملة القتل الممنهج، التى تمارس بحق المدنيين فى قطاع غزة .. وباسم مصر، أعلنها صراحة: إننا سنقف ضد جميع المخططات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة .. وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف.
ونكرر: إن الشرط الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمى، جوهره الصراع والعداء.. إلى آخر؛ يقوم على السلام والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،إن مصر ملتزمة بشكل كامل، بتقديم العون للأشقاء فى لبنان، دعما لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفى مقدمتها الجيش اللبنانى.. وسعيا لوقف العدوان والتدمير، الذى يتعرض له الشعب اللبنانى الشقيق.. وتكثيفا للجهود الرامية للوقف الفورى لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائى، لقرار مجلس الأمن رقم "1701".
وفى ختام هذه الكلمة، أوجه حديثى ليس فقط للشعوب العربية والإسلامية، وإنما لزعماء وشعوب العالم أجمع، فأقول لهم:
"إن مصر، التى تحملت مسئولية إطلاق مسار السلام فى المنطقة منذ عقود، وحافظت عليه رغم التحديات العديدة.. ما زالت متمسكة بالسلام، كخيار إستراتيجى، ووحيد لمنطقتنا.. وهو السلام القائم على العدل، واستعادة الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل بقواعـــد القــانون الــــدولى .. ورغم قسوة المشهد الحالى، فإننا متمسكون بالأمل، وواثقون من أن الفرصة مازالت ممكنة، لإنقاذ منطقتنا والعالم من ممارسات عصور الظلام، والانتقال لبناء مستقبل، تستحقه الأجيال القادمة، عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء".
وفقنا الله جميعا، لإنهاء هذه المأساة المستمرة، وتحقيق آمال شعوبنا، نحو عالم يسوده العدل، والأمن، والسلام.
أشكركم لحسن الاستماع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السيسي الرئيس السيسي كلمة الرئيس السيسي القمة العربية الإسلامية الرياض القمة العربیة الإسلامیة الرئیس السیسی
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: كلمة الرئيس ترسم ملامح مرحلة أكثر انضباطا في العمل السياسي
ثمن اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال متابعته اختبارات كشف الهيئة بالأكاديمية العسكرية المصرية، معتبرا أن الرسائل التي تضمنتها هذه الكلمة ترسم مسارا دقيقا للمرحلة المقبلة، وتحدد بوضوح ما تنتظره الدولة من مؤسساتها السياسية و التشريعية والتنفيذية على حد سواء.
وأوضح فرحات أن حديث الرئيس عن الانتخابات جاء هذه المرة بصيغة أكثر صراحة وحسما، تعكس رغبة حقيقية في ضمان منافسة نزيهة تقوم على احترام القانون وإرادة الناخب دون أي تدخل أو تجاوز مشيرا إلى أن هذا التوجه يضع جميع الأطراف السياسية أمام مسؤوليات واضحة: الالتزام الكامل بالقواعد، واحترام وعي المواطن، والعمل على تشكيل بيئة انتخابية تعبر بصدق عن التعددية السياسية في البلاد وهو ما يعزز ثقة الشارع في أن الدولة تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأن الصوت الحر هو الحكم النهائي.
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن تأكيد الرئيس على حجم الإنجاز الوطني خلال السنوات الماضية لا يأتي من باب الاستعراض، بل من باب وضع السياق الذي تواجه فيه الدولة تحديات كبيرة، اقتصادية وإقليمية، تحتاج إلى جهد مضاعف وتكاتف كامل بين المجتمع والدولة والتأكيد على وعي القيادة بأن النجاح لا يعني توقف المسيرة، وأن تعزيز ما تم تحقيقه يحتاج إلى خطوات أكثر عمقا في الملفات الاقتصادية والاجتماعية.
وفيما يتعلق بملف قانون الطفل، أوضح فرحات أن إشارة الرئيس لهذا الملف خلال سياق حديثه عن بناء الإنسان المصري تعكس إدراكا بأن حماية الأجيال الصغيرة ليست مجرد بند تشريعي، بل مسؤولية ترتبط بالأمن القومي والسلم المجتمعي و أن أي تعديلات مقبلة يجب أن تكون شاملة، تربط بين الردع القانوني، وتطوير دور الأسرة، وتعزيز دور المدرسة، وإعادة الاعتبار لمنظومة القيم التي تحمي الطفل من المخاطر الاجتماعية والسلوكية.
كما توقف فرحات أمام ما قاله الرئيس بشأن التحول الرقمي، معتبرا أن الدولة دخلت بالفعل مرحلة لا يمكن الرجوع عنها، وأن الربط الإلكتروني الشامل بين مؤسسات الدولة أصبح ضرورة وليست رفاهية لافتا إلى أن الميكنة الحقيقية لنظام الخدمات الحكومية ستقضي على مساحات الفساد، وتسرع الإنجاز، وتعيد ثقة المواطن في الجهاز الإداري، وهو ما يتطلب إرادة تنفيذية واضحة، و تنسيقا كاملا بين الوزارات.
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلي أن الدولة تتحرك بثبات، وأن المشاركة الشعبية والسياسية أصبحت جزءا أساسيا في معادلة القوة الوطنية، مشددا على أن الأحزاب والبرلمان مطالبون بدور أكبر في دعم الاستقرار وتوسيع مساحات الحوار وتعزيز جودة الحياة لكل المصريين.