مخطط المليشيا ودورها فشل تماما وصارت مجرد كرت محروق مصيره الهزيمة التامة
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
مجموعة الاتفاق الإطاري لا تمتلك الحس التاريخي ولا المسؤولية الأخلاقية التي تجعلها تتعلم من هذه الحرب، ورغم كل الثمن الغالي الذي دفعه الشعب السوداني نتيجة هذا التمرد لا يزال هؤلاء بعيدين عن تعلم الدرس وهذا أمر مؤسف، لقد آن الأوان لسياسة وطنية تقوم على ثقافة الحوار وتحترم ثوابت السيادة الوطنية والأمن القومي.
على أي حال جماعة الاتفاق الإطاري بلا رؤية حاليا، يجتمعون هنا وهناك، ثم ينفض الاجتماع ويقولون عنه أوصاف فيها مبالغات مثل: هذا اجتماعي تاريخي ومفصلي. مالذي حدث ليجعله تاريخي ومفصلي؟ لا شيء. وسيعقبه اجتماع تاريخي آخر وفي عاصمة جديدة وبلا أي ننيجة. هؤلاء لا يمتلكون رؤية حاليا لأن الأطراف الخارجية لا تمتلك رؤية، فهي التي تصنع لهم الرؤى وغياب فولكر بيرتس أفقدهم الرؤى السياسية تماما.
إن مقدمات رؤيتنا واضحة وتقوم على ثوابت وطنية لابد منها، أولا: بقاء الدولة وأن تكون مؤسسة القوات المسلحة متماسكة وتمثل الجيش الوطني للبلاد، ثانيا: السيادة الوطنية ثم حوار سياسي شامل لجميع القوى السياسية والاجتماعية للوصول لخارطة طريق للمرحلة الانتقالية. ويكون دور الأطراف الخارجية احترام سيادة السودان وضمان مخرجات حواره، ومساعدته في درء آثار الحرب وإعادة الإعمار، فاستقرار السودان ضروري للإقليم من حولنا.
إن مخطط المليشيا ودورها فشل تماما، وصارت مجرد كرت محروق مصيره الهزيمة التامة، ومهما فعلوا فإنهم قد كتبوا نهايتهم بأيديهم بسبب مغامرة وتهور ورغبة مريضة في السلطة، وقبل ذلك بسبب الاختراق الأمني الذي وظفهم لأداء دور حصان طروادة داخل الدولة الوطنية، ولصالح محور عداء وحصار وتفكيك السودان. لكن تلك الخيانة فشلت بتوفيق من الله وببسالة وتضحيات جنودنا الأبطال. هذه الحقيقة يجب أن تدفع القوى السياسية لدور وطني وحوار سياسي موضوعي وشامل يضع رؤية لما بعد الحرب.
ربما يتساءل البعض: لماذا لا يحدث ذلك إذن؟
نقول له إن طبيعة الصراع السياسي في السودان لا تعكس مجرد صراع مصالح وبرامج وتنافس بين سياسيين كما يكون في الدول المستقرة، بل هو صراع بين مشاريع شديدة الاستقطاب، مشاريع خارجية غير وطنية تؤمن بها قوى سودانية وبعض النخبة، ومشاريع أخرى وطنية تؤمن بأن مسار السودان نحو التنمية والإصلاح لا يتم إلا وفق استمرار تراكمه الوطني واستقلال قراره السياسي. بين المشروعين ثمة فروقات كبيرة ذاتية وموضوعية ونقاط قوة ونقاط ضعف. مالعمل إذن في مثل هذه الظروف:
أولا: الحوار والتفاهم. إن ثقافة الحوار كفيلة بكشف ضعف المشروع غير الوطني، لذا كثيرا ما تصر تلك القوى على منع أي حوار.
ثانيا: الوعي بنقاط ضعف المشروع الوطني ووضع برنامج تدريجي للتطور.
ثالثا: فهم طبيعة المشروع الوطني نفسه وأنه ليس حكرا على قوى سياسية معينة، وهنا فإن الحوار نفسه كفيل بكشف نقاط مشتركة بين الكثيرين تُعزز نقاط قوة المشروع الوطني.
نحن إخوتي نخوض معركة للكرامة الوطنية وفي كافة الأصعدة الميدانية والسياسية والإعلامية والاجتماعية؛ وحينما ننظر لها بهذه الطريقة سنعمل جميعا ونقدم النقد البنّاء ونتعاون ونصبر ونعبر المراحل بلا جزع ولا خوف، والأهم: سنهزم المشروع غير الوطني بكافة أشكاله.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
الشواني
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يستعرض مع وزير التعليم العالي نتائج المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" ودورها في دعم الابتكار والتنمية الاقتصادية
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لاستعراض نتائج المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، والتي تأتي ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030. وترتكز المبادرة على إنشاء تحالفات إقليمية متخصصة تضم الجامعات ومؤسسات البحث العلمي والصناعة ورواد الأعمال والمستثمرين والجهات الحكومية، بهدف تعزيز الابتكار وريادة الأعمال في القطاعات ذات النمو الاقتصادي المرتفع.
زيارات ميدانية لتعريف الأقاليم بأهداف المبادرةاستعرض وزير التعليم العالي سلسلة من الزيارات واللقاءات التي تمت في مختلف أقاليم الجمهورية، بما في ذلك الصعيد والدلتا والقاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس. وهدفت هذه اللقاءات إلى شرح أهداف المبادرة وتوضيح آليات تنفيذ التحالفات الإقليمية، إضافة إلى تنفيذ برامج وورش عمل لدعم تطبيق هذه التحالفات على أرض الواقع.
إقبال واسع على التقدم للحصول على منحة التمويلوخلال اللقاء، أوضح الوزير أن عدد التحالفات المتقدمة للحصول على منحة الدعم والتمويل تجاوز 100 تحالف من مختلف الأقاليم، بإجمالي 808 أعضاء و560 جهة مشاركة. شملت قطاعات العمل المتقدمة للبناء والتشييد، وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة، والتعليم، والصحة، والبيئة، والزراعة، والأثاث، والسيارات، والاتصالات، والصيدلة، والتعدين، والمياه، والإلكترونيات، وغيرها.
جهات حكومية واسعة ضمن منظومة التحالفات المتقدمةوأشار وزير التعليم العالي إلى أن الوزارات والمحافظات والهيئات والأجهزة والمجالس المختلفة شاركت كأعضاء فاعلين ضمن التحالفات المتقدمة، بما يعزز التعاون بين الدولة ومؤسسات الابتكار والإنتاج لتحقيق أهداف المبادرة.
مليار جنيه لتمويل مشروعات الابتكار والتنميةأوضح الوزير أن مبادرة "تحالف وتنمية" توفر تمويلًا يصل إلى مليار جنيه لمشروعات البحث والابتكار التنموي، حيث يحصل كل تحالف على تمويل يتراوح بين 90 و150 مليون جنيه، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية للدولة المصرية، مثل الزراعة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
اختيار أفضل المشروعات وفق معايير فنية دقيقةوتناول الدكتور أيمن عاشور المعايير المعتمدة لتقييم العروض الفنية، والخطوات المتبعة لاختيار التحالفات المستحقة للتمويل. وأشار إلى فوز 18 جامعة بتنفيذ 9 مشروعات تطبيقية بالتعاون مع 48 شريكًا من المؤسسات الصناعية في مجالات متعددة، بما يعزز الربط بين البحث العلمي والصناعة.