خفضت الصين سعر الفائدة الأساسي بشكل غير متوقع اليوم الثلاثاء وأعلنت عن إعفاءات ضريبية للشركات، في ظل تباطؤ وتيرة التعافي بعد جائحة كورونا. حيث قرر البنك المركزي الصيني خفض سعر الإقراض قصير الأجل لأول مرة في 10 أشهر، في محاولة لاستعادة ثقة السوق ودعم التعافي المتراجع من جائحة كورونا في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ويشير هذا الخفض إلى أن صناع السياسات يزدادون قلقًا بشأن قوة تعافي الصين بعد رفع القيود المتعلقة بكورونا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية. ونقل التقرير عن محللين قولهم إن خفض معدل إعادة شراء عكسية يمكن أن يشير إلى خفض في سعر فائدة أخرى لبنك الشعب الصيني، بما في ذلك سعر منشأة الإقراض المتوسطة الأجل وسعر فائدة القروض الأساسية.

تفاصيل

خفض بنك الشعب الصيني معدل إعادة شراء عكسية لمدة سبعة أيام بمقدار 10 نقاط أساسية إلى 1.90 في المئة من 2.00 في المئة، وضخ 2 مليار يوان (279.97 مليون دولار) من خلال صك سندات قصير الأجل، من أجل “الحفاظ على سيولة معقولة كافية في نظام المصارف”. كان هذا هو أول خفض في تسعة أشهر للمعدل، والذي يحدد تكلفة الاقتراض لمدة سبعة أيام من قبل البنك المركزي. وسوف يؤدي خفض سعر الفائدة إلى خفض تكلفة القروض قصيرة الأجل وزيادة سيولة النظام المالي الصيني.

وتواصل الصين تحدي المصارف المركزية العالمية حيث تتبع سياسات نقدية تسهيلية لدعم النمو بينما ترفع نظيراتها الرئيسية سعر فائدة لكبح ارتفاع أسعار المستهلك.

حيث أعلنت الحكومة أيضًا عن 22 إجراءً لخفض التكاليف على الشركات هذا العام، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية والإجراءات لتوجيه القروض إلى قطاعات معينة. 

ونقل التقرير الذي نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” المذكورة أعلاه عن غولدمان ساكس قوله في مذكرة: “نتوقع أن يتم الإعلان عن المزيد من تدابير التسهيل النقدي”. وقال كبير اقتصاديي الصين في كابيتال إيكونومكس، جوليان إيفانز بريتشارد، إنه إذا أرادت الحكومة تحفيز تعافٍ في الطلب على القروض، فستحتاج إلى خفض أكثر عدوانية في سعر فائدة.

وبعد خفض سعر فائدة، أصدرت الحكومة أرقام نمو الائتمان لشهر مايو، والتي قال المحللون إنها كانت أقل بكثير من المتوقع نظرًا لضعف قطاع العقارات الذي أثر على ثقة المستهلك. وشهد اقتصاد الصين ارتدادًا في الربع الأول بعد رفع رقابة صارمة متعلقة بكورونا، لكنه بدأ يتعثر في الأسابيع الأخيرة مع تباطؤ نمو التصدير، في حين كافح قطاعه العقاري للخروج من ركود طويل.

عواقب وأضرار

وبعد تلك القرارات المفاجأة من الصين قد يضعف اليوان الصيني ويجعل الصادرات الصينية أكثر تنافسية في السوق العالمية، مما قد يؤثر على ميزان التجارة لبلدان أخرى، خاصة تلك التي لديها نزاعات تجارية مع الصين، مثل الولايات المتحدة. 

وقد يحفز الطلب والاستهلاك المحليين في الصين، مما قد يفيد شركائها التجاريين الذين يزودون السوق الصينية بالسلع والخدمات، مثل أستراليا واليابان وألمانيا. 

قد يخفض تكاليف الاقتراض ويزيد من سيولة الشركات والمستهلكين الصينيين، مما قد يعزز الاستثمار والابتكار في قطاعات مختلفة، مثل التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة الخضراء. وهذا إلى أن الصين تواجه تحديات وغموضًا اقتصادية أكثر من المتوقع، مثل تباطؤ الإنتاج الصناعي وضعف المبيعات بالتجزئة وانخفاض استثمارات العقارات وارتفاع مستويات الديون والتوترات الجيوسياسية. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أكبر اقتصاد البنك المركزي الصيني الشعب الصيني الصين الطاقة الخضراء المصارف المركزية المركزي الصيني النظام المالي خفض سعر الفائدة سعر الفائدة الأساسي فاينانشال تايمز كورونا قطاع العقارات سعر فائدة خفض سعر

إقرأ أيضاً:

دم التنين في سقطرى.. كنز بيئي نادر مهدد بالاندثار

غالبا ما تُقارن سقطرى بجزر غالاباغوس في الإكوادور، فهي تطفو في عزلة خلابة على بُعد حوالي 240 كيلومترا من القرن الأفريقي، وقد أهلتها ثرواتها البيولوجية بما في ذلك 825 نوعا من النباتات -أكثر من ثلثها لا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض- للانضمام إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

تبدو أشجار الزجاجة، التي تبرز جذوعها المنتفخة من بين الصخور، كالمنحوتات واللبان الذي تتلوى أغصانه المتشابكة نحو السماء خلابة، لكن شجرة دم التنين التي تعرف أيضا بشجرة "دم الإخوة" هي التي لطالما أسرت الخيال، ويبدو شكلها الغريب أقرب إلى روايات دكتور سوس منه إلى أي غابة برية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4في يومها العالمي.. شجرة الأركان نظام بيئي واقتصادي فريدlist 2 of 4تغير المناخ يهدد أهم منطقة للتنوع البيولوجي في كينياlist 3 of 4أعشاب البحر.. مخازن الكربون التي تتعرض للتآكلlist 4 of 4دراسة تظهر تراجعا لأعداد الطيور بمنطقة الأمازونend of list

اشتهرت هذه الأشجار بمظلاتها الشبيهة بالفطر، ونسغها الأحمر الدموي الذي يخترق أخشابها، وكانت في الماضي وافرة العدد، لكن الأعاصير المتزايدة ورعي الماعز الغازي، والاضطرابات المستمرة في اليمن دفعتها والنظام البيئي الفريد الذي تدعمه نحو الانهيار.

تستقبل الجزيرة حوالي 5 آلاف سائح سنويا، ينجذب الكثير منهم إلى المنظر الخلاب لغابات دم التنين، وقد ارتبط اسم الشجرة، التي قد يصل ارتفاعها إلى 6 أمتار، بالدم بسبب نسغ أحمر داكن يخرج من جذعها عند القطع، وقد كان سلعة ثمينة يوما ما.

إعلان

يُطلب من الزوار الاستعانة بمرشدين محليين والإقامة في مخيمات تديرها عائلات سقطرى لضمان توزيع عائدات السياحة محليا، وإذا اختفت تلك الأشجار الرائعة، فقد تتلاشى معها الصناعة التي تُعيل العديد من سكان الجزيرة.

شجرة التنين ركيزة أساسية في النظام البيئي لجزيرة سقطرى (أسوشيتد برس) تحفة نباتية وبيئية

تبدو شجرة دم التنين أكثر من مجرد تحفة نباتية، بل هي ركيزة أساسية في النظام البيئي لجزيرة سقطرى. تلتقط فروعها المتشابكة مع الأوراق الشبيهة بالمظلات الضباب والمطر، وتنقلهما إلى التربة تحتها، مما يسمح للنباتات المجاورة بالازدهار في المناخ الجاف.

وقال عالم الأحياء البلجيكي كاي فان دام، المتخصص في الحفاظ على البيئة وعمل في سقطرى منذ عام 1999،: "عندما تفقد الأشجار، تفقد كل شيء، التربة والمياه والنظام البيئي بأكمله".

ويحذر علماء مثل فان دام من أن هذه الأشجار قد تختفي خلال بضعة قرون، ومعها العديد من الأنواع الأخرى إذا لم يتم التدخل، وقد أدت سنوات من تغير المناخ والرعي الجائر وحصاد سائلها القرمزي إلى تقليص أعداد الشجرة المذهلة.

ويضيف فان دام: "لقد نجحنا كبشر، في تدمير مساحات شاسعة من الطبيعة في معظم جزر العالم.. سقطرى مكان يمكننا فيه فعل شيء حقيقي. ولكن إن لم نفعل، فالمسؤولية تقع علينا".

عبر امتداد هضبة فيرمين الوعرة في سقطرى، تتكشف أكبر غابة متبقية من غابات دم التنين على خلفية الجبال. تبدو آلاف من المظلات العريضة تتوازن فوق جذوع نحيلة، وتحلق طيور الزرزور السقطري بين التيجان الكثيفة، بينما تتأرجح النسور المصرية في وجه هبات الرياح العاتية. وفي الأسفل، تشق الماعز طريقها عبر الشجيرات الصخرية.

العواصف الشديدة والمتواترة أثرت بشكل كبير على أشجار دم التنين (أسوشيتد برس) رمز تحت التهديد

وفقا لدراسة أجريت عام 2017 في مجلة " نيتشر"، زادت وتيرة الأعاصير الشديدة بشكل كبير في جميع أنحاء بحر العرب في العقود الأخيرة، وتدفع أشجار دم التنين في سقطرى الثمن.

إعلان

ففي عام 2015، ضربت عاصفة مدمرة مزدوجة الجزيرة، غير مسبوقة في شدتها. واقتلعت آلاف الأشجار التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، بعضها يزيد عمره على 500 عام، والتي صمدت أمام عواصف سابقة كثيرة، واستمر الدمار في عام 2018 مع إعصار آخر.

لكن العواصف ليست التهديد الوحيد، فعلى عكس أشجار الصنوبر أو البلوط، التي تنمو بمعدل 60 إلى 90 سنتيمترا سنويا، تنمو أشجار دم التنين بمعدل 2 إلى 3 سنتيمترات فقط سنويا. وبحلول نموعد نضوجها، يكون الكثير منها قد استسلم لخطر خفي وهو الماعز.

تلتهم الماعز الطليقة الشتلات قبل أن تتاح لها فرصة النمو خارج المنحدرات التي يصعب الوصول إليها، ولا يمكن لأشجار دم التنين الصغيرة البقاء على قيد الحياة إلا داخل المشاتل المحمية.

ويقول آلان فورست، عالم التنوع البيولوجي في مركز نباتات الشرق الأوسط التابع للحديقة النباتية الملكية في إدنبرة في إسكتلندا: "معظم الغابات التي خضعت للمسح هي ما نسميه بالغة النضج، لا توجد أشجار صغيرة ولا شتلات. لذا، لدينا أشجار قديمة تتساقط وتموت، ولا يحدث تجديد كبير".

ويضيف فورست "داخل هذه المشاتل والأحواض، يكون نمو النباتات وعمرها أفضل بكثير. وبالتالي ستكون أكثر قدرة على الصمود في وجه تغير المناخ". لكن جهود الحفاظ على البيئة هذه تُعقّدها الحروب وأوضاع اليمن المتعثرة، كما يظهره واقع الحال في هذه الجزيرة الساحرة.

في هضبة فيرمين الوعرة في سقطرى بقيت أكبر غابة صامدة من غابات دم التنين (أسوشيتد برس)

ويقول عبد الرحمن الإرياني، المستشار في شركة "غلف ستيت أناليتيكس"، وهي شركة استشارات مخاطر مقرها واشنطن: "يركز صانعو السياسات على استقرار البلاد وضمان استمرار الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه. أما معالجة قضايا المناخ، فستكون ترفا".

مع قلة الدعم في غياب المؤسسات، تُترك جهود الحفاظ على البيئة في معظمها لأهالي سقطرى. لكن الموارد المحلية شحيحة، كما يقول سامي مبارك، مرشد سياحي بيئي في الجزيرة.

إعلان

ويشير مبارك كوبي المسؤول السياحي في سقطرى إلى أعمدة سياج مشتل عائلة كيباني المائلة المربوطة ببعضها بأسلاك رقيقة، والتي لن تصمد إلا لبضع سنوات قبل أن تتلفها الرياح والأمطار. وقال إن تمويل مشاتل أكثر متانة مزودة بأعمدة سياج إسمنتية سيكون له أثر كبير على كنز لا يمكن التفريط فيه.

مقالات مشابهة

  • حنان رمسيس: تخفيض الفائدة 1% خطوة حذرة في ظل التوازن بين التضخم وسعر الصرف
  • وصفها بالمفيدة.. صندوق النقد يجري محادثات اقتصادية مع سوريا
  • سمر يوسف : خفض الفائدة خطوة داعمة للمواطنين ومشروعات الشباب الصغيرة
  • على القروض والشهادات.. «البنوك المصرية» تبحث تخفيض أسعار الفائدة بعد قرار المركزي
  • على خطى «الأهلي ومصر».. بنك أبوظبي الأول يخفض فائدة القروض
  • “الري” تشارك في المؤتمر العالمي الـ28 للسدود الكبيرة في الصين
  • الاقتصاد العالمي بين الصعود الصيني والتراجع الأمريكي
  • الصين تعلن خفض معدلات الفائدة الرئيسية لمستويات قياسية
  • دم التنين في سقطرى.. كنز بيئي نادر مهدد بالاندثار
  • المركزي الصيني يخفض الفائدة لدعم الاقتصاد بمواجهة الحرب التجارية