الجزيرة:
2025-07-12@22:22:29 GMT

حُمى التشجير قد لا تكون أفضل حل لمواجهة تغير المناخ

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

حُمى التشجير قد لا تكون أفضل حل لمواجهة تغير المناخ

في الوقت الذي يتم فيه الترويج على نطاق واسع لزراعة الأشجار باعتبارها وسيلة فعالة من حيث التكلفة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، بسبب قدرة الأشجار على تخزين كميات كبيرة من الكربون من الغلاف الجوي، تشير نتائج دراسة نشرت في مجلة "نيتشر جيوساينس"، إلى أن زراعة الأشجار في خطوط العرض العالية (القطبية) من شأنها أن تسرع من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بدلا من إبطائها.

تستند فكرة زراعة الأشجار كحل مناخي على مبدأ بسيط، وهو أن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون، أحد الغازات الدفيئة الرئيسية التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري. ومع ذلك، فإن القطب الشمالي يتمتع بتحديات بيئية محددة قد تجعل من التشجير هناك حلا ذا نتائج عكسية.

أكبر مخزن كربون عالمي

وفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة "جيبي كريستنسن" – أستاذ البيولوجيا المساعد في جامعة آرهوس في الدانمارك – فإن التربة في القطب الشمالي تخزن كربونا أكثر من كل نباتات الأرض مجتمعة، لكن هذا التوازن الدقيق يصاب بالخلل عند اختراق جذور الأشجار لهذه التربة، مما قد يؤدي إلى إطلاق الكربون المخزن فيها مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.

يضيف "كريستنسن" في تصريحات لـ"الجزيرة نت" إن توازن الطاقة في القطب الشمالي يعد عاملا حاسما. "في فصل الربيع وأوائل الصيف، تشهد المنطقة ساعات نهار طويلة، ويعزز وجود الثلج من تأثير "الألبيدو" أي انعكاس أشعة الشمس من الأرض إلى الفضاء. غير أن الأشجار تعطل هذا التوازن، حيث تمتص مظلاتها الداكنة ضوء الشمس وتحوله إلى حرارة، مما يقلل من الانعكاسية الكلية للمنطقة. وقد يؤدي هذا التأثير الحراري إلى تسريع ذوبان الثلوج والجليد، مما يلغي الفوائد المناخية التي قد تنتج عن زراعة الأشجار".

النقاش حول المناخ قد ركز بشكل أساسي على الكربون (ماتيلدا لي موليك)

تشير الدراسة إلى أن القطب الشمالي معرض للظروف القاسية التي تعقد بقاء الأشجار، بما في ذلك الحرائق والجفاف. وتؤدي هذه الاضطرابات الطبيعية، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، إلى تدمير النباتات بانتظام. ووفقا لـ"كريستنسن" فإن هذه البيئة تمثل خطرا كبيرا على بقاء الأشجار، خاصة بالنسبة للمزارع الكبيرة والمتجانسة التي تكون أكثر عرضة لهذه الظروف. فالأشجار والنباتات الميتة تطلق الكربون المخزن فيها مرة أخرى إلى الغلاف الجوي، مما يلغي أي فوائد مناخية كانت قد تحققت.

لذلك، تعتبر زراعة الأشجار في مناطق القطب الشمالي إستراتيجية عالية المخاطر قد تؤدي إلى احتجاز الكربون بشكل مؤقت فقط. ويوضح "كريستنسن" أن "الكربون المخزن في هذه الأشجار قد يغذي الاضطرابات ويعاد إطلاقه إلى الغلاف الجوي في غضون بضعة عقود".

دعوة إلى حلول مناخية شاملة

ويؤكد "كريستنسن" أن النقاش حول المناخ قد ركز بشكل أساسي على الكربون، ومع ذلك، فإن تغير المناخ يتأثر أيضا بتوازن الطاقة على كوكب الأرض، أي العلاقة بين الطاقة الشمسية التي تدخل الغلاف الجوي والتي تخرج منه. وتعتمد المناطق ذات خطوط العرض العالية، مثل القطب الشمالي، بشكل كبير على تأثير "الألبيدو" لتنظيم درجات الحرارة.

وعلى عكس المناطق ذات خطوط العرض المنخفضة، حيث يكون لاحتجاز الكربون تأثير كبير، يعد تأثير "الألبيدو" في القطب الشمالي ضروريا لعكس الطاقة الشمسية والحفاظ على درجات الحرارة المنخفضة.

يحث الباحثون على الانتقال من الحلول المناخية البسيطة إلى نهج أكثر شمولية يعتمد على النظم البيئية. ويؤكد المؤلف الرئيسي للدراسة على ضرورة أن تأخذ الإستراتيجيات المناخية في الاعتبار التنوع البيولوجي واحتياجات المجتمع المحلي وتأثيرات البيئة. ويشير إلى أن التشجير في القطب الشمالي يجب أن يعامل كأي نشاط صناعي يتطلب المساءلة عن تأثيراته البيئية.

ويقدم مؤلفو الدراسة حلولا بديلة تعتمد على الطبيعة وتتوافق بشكل أفضل مع ظروف القطب الشمالي. ويعتبر دعم مجموعات مستدامة من الحيوانات العاشبة الكبيرة، مثل حيوانات الكاريبو، نهجا واعدا. إذ تشير الدراسة إلى أن الحيوانات العاشبة تساعد في الحفاظ على المساحات المفتوحة في التندرا، مما يسهم في التبريد. وتؤثر الحيوانات العاشبة على الغطاء النباتي وطبقات الثلج، مما يقلل من العزل على الأرض ويساعد في الحفاظ على التربة الصقيعية، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع جامعة آرهوس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی القطب الشمالی زراعة الأشجار الغلاف الجوی إلى أن

إقرأ أيضاً:

6 منتجات تقنية تغير شكل المستقبل

تطلق الشركات التقنية دوما منتجات جديدة ومبتكرة، ولكن قلة منها يمكن أن يغير شكل المستقبل أو يكون له أثر واضح في الحياة اليومية، وفي العادة تمر هذه المنتجات دون أن يدرك البعض أنها موجودة.

بدءا من الأحذية المبتكرة التي تيسر المشي وتزيد من سرعته وحتى أدوات التحكم في الحواسيب والطائرات واليخوت المبتكرة وحتى فرشاة الشعر الذكية التي تصبغ الشعر بشكل متساو، اخترنا لكم مجموعة من أهم التقنيات التي تغير شكل التقنية في المستقبل القريب.

1-خاتم "بادرون" الذكي بديل لفأرة الحاسب

كشفت شركة "بادرون" (Padrone) مؤخرا عن منتج ظلت تعمل على تطويره لمدة جاوزت 10 سنوات، إذ قدمته للمرة الأولى في مقطع دعائي عام 2018، ثم بدأت طباعته بشكل ثلاثي الأبعاد وتجهيزه للأسواق عام 2024، ومن المتوقع أن تطرحه رسميا هذا العام.

يعمل الخاتم بديلا للفأرة، إذ يتم توصيله عبر "البلوتوث" بأجهزة الحاسوب، ويتيح للمستخدم التحكم في جهازه كما لو أنه يمسك بفأرة بيديه، وذلك عبر مجموعة مكونة من مستشعرات حركة وعدسات كاميرا ومعالجات.

 

ويحتاج الخاتم لرؤية إصبع المستخدم والسطح الصلب أسفله وذلك حتى يتمكن من تسجيل الأوامر ونقلها إلى الحاسب مباشرة، ويأتي الخاتم مرفقا معه منصة شحن مخصصة له.

ويقدم الخاتم تجربة فريدة في التحكم بأجهزة الحاسوب بدقة وسلاسة دون الحاجة لنقل الفأرة أو التحرك بها من مكان إلى مكان آخر، وهو ما يمثل ميزة فريدة من نوعها لبعض المستخدمين.

2-أحذية "كريبتيد" (CRYPTIDE) المطبوعة بشكل 3 الأبعاد

كشف المصمم الألماني شتيفان هنريش عن تصميم الأحذية المبتكرة والمستقبلية للغاية التي تستخدم في الركض وتيسير تجربة المشي، وذلك عبر استخدام تصميم مستوحى من المخلوقات الأسطورية.

وتمتاز الأحذية بتصميمها الفريد من نوعه، إذ تأتي بتصميم يفصل بين الأصابع الخمسة فوق كعب الحذاء وهو يحاكي الجوارب حتى يمكن ارتدائها بسهولة ويسر، كما أن الأحذية تنتج على شكل حذاء واحد في المرة، وذلك لأن الشركة تقوم بأخذ مسحة ثلاثية الأبعاد للقدم وتصميم الحذاء ليناسبها.

إعلان

ويذكر أن الأحذية مصنوعة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد من مواد خاصة وباستخدام معدات خاصة لتنتج حذاء ذا جودة فارهة وملائما للاستخدام بكثرة.

3-جهاز "هولوكونكتس هولوبوكس" لمحادثات الفيديو الحية

تعد أجهزة العرض الهولوغرافي أمرا تسعى العديد من الشركات للبدء في طرحه واستخدامه مع منتجاتها، وخاصة المنتجات المخصصة للأعمال إذ تسعى "مايكروسوفت" و"غوغل" لطرح التقنية الخاصة بها.

ولكن شركة "هولوكونكتس" (Holoconnects) الألمانية قامت بطرح النسخة الخاصة بها من جهاز المحادثات الهولوغرافية الخاص بها، وبدأت استخدامه بالعديد من المستشفيات في أميركا، وتحديدا مستشفى كريسنت الإقليمي الموجودة بولاية تكساس.

 

 

إذ قامت المستشفى باستخدامه للتواصل مع الأطباء عن بعد وإرساله إلى المرضى المقيمين بعيدا عن المستشفى وفي الأماكن النائية ليتمتعوا بتواصل مباشر مع الطبيب.

ويعمل الجهاز على عرض صورة تجعل الطرف الثاني يبدو موجودا في مكان المحادثة نفسه، وهي الخطة التي تعد مفيدة للغاية للعديد من الوظائف بدءا من الأطباء وحتى الاجتماعات ومقابلات العمل عن بعد.

 4-تقنية الهيكل الديناميكي في يخت "ذا مارتيني 6.0"  (The Martini 6.0)

عملت شركة "شاتلورث" (Shuttleworth ) مع باحة تصميم اليخوت "يخوت سيرفو" (Servo Yachts) لتطوير أحدث ابتكاراتها، وهو يخت مزود بهيكل ديناميكي يتجاوب مع الاهتزازات المائية والأمواج بشكل يخفض كثيرا من دوار البحر.

 

وراعت الشركة المصممة أن يحافظ اليخت على سرعته أثناء اختراق أمواج المحيط دون التأثر بالأمواج على الإطلاق، وهو ما يجعله خيارا مثاليا لمحبي السرعة والرحلات البحرية أو حتى من القلقين من أمواج المحيطات والبحار.

وقامت الشركة باختبار النموذج للتأكد من سلامة الفكرة وإمكانية تطبيقها عمليا، وبدأت العمل مباشرة على صناعة اليخت وتطبيقه بشكل واقعي لبدء بيعه في السنوات المقبلة، ويذكر أن طول اليخت يمتد لأكثر من 45 مترا ويصل ارتفاع إلى 3.5 أمتار.

5-فرشاة صبغ الشعر من "لوريال"

كشفت شركة "لوريال" عن أحدث ابتكاراتها في عالم صبغ الشعر، وهي فرشاة جديدة قادرة على خلط صبغات الشعر تلقائيا ثم إنتاج الدرجة المناسبة التي يختارها العميل قبل تطبيقها بسهولة فائقة على الشعر.

 

وتوفر هذه الفرشاة على المستخدمين الحاجة للذهاب إلى خبراء صبغ الشعر، إذ توفر الفرشاة زرا مخصصا لتوزيع اللون بشكل متساو على الشعر والوصول إلى النتيجة المرجوة في أقصى سرعة.

6- طاولة "أوبلا"

تقدم طاولة "أوبلا" (Opula) التي بدأت رحلتها كمشروع يجمع تمويل الجمهور تجربة فريدة ومختلفة من نوعها، فبدلا من أن تأتي الطاولة بشكل منفرد يمكنها التحرك والارتفاع بشكل تلقائي، فإن الشركة قامت بتحويلها إلى طاولة ذكية بالكامل.

 

ويعني ذلك أن الطاولة تأتي مع حاسوب مكتبي مثبت داخلها، إلى جانب شاشة كبيرة مخبئة في جسد الطاولة نفسه، ويمكنها أن تخرج الشاشة والحاسوب بضغطة زر وبآلية سلسلة للغاية.

كما أن الطاولة تأتي بتصميم أنيق للغاية يجعلها ملائمة للاستخدام اليومي في كافة الأماكن، وهي تأتي مع حاسوب داخلي ذي مواصفات رائدة تجعله خيارا مثاليا لمحبي استخدام الحاسوب المكتبي.

مقالات مشابهة

  • اجتماع تنسيقي سوري تركي لمواجهة حرائق ريف اللاذقية الشمالي
  • الكربون يغلّف أجواء العراق.. جاري البحث عن خطة إنقاذ
  • مدير الدفاع المدني في الساحل السوري: الألغام التي زرعها النظام البائد أكبر عائق نواجهه لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي
  • علماء يتوصلون لطريقة أقل تكلفة وأكثر ذكاء لخفض ثاني أكسيد الكربون
  • شطب واستبدال .. سورية تغير صفة الفلسطينيين في السجلات المدنية
  • ناسا تلتقط صوراً من أقرب نقطة للشمس
  • حجز قرابة 700 ألف قرص “صاروخ” بحاسي مسعود
  • لمرضى اضطراب ثنائي القطب.. عادات تسهل السيطرة على المرض
  • رجل يسعى لتحويل صحارى الكويت إلى جنّة خضراء..غابة بعد أخرى
  • 6 منتجات تقنية تغير شكل المستقبل