شهدت عدد من مواقع فرع ثقافة الغربية، على مدار اليومين الماضيين، العديد من الفعاليات التثقيفية والتوعوية والفنية، التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "ثقافتنا في إجازتنا".

ناقش بيت ثقافة الفريق سعد الدين الشاذلي مخاطر التلوث البيئي على صحة الإنسان، حيث تناولت المحاضرة الحديث عن النتائج الخطيرة جراء تلوث البيئة، منها: تلوث الأرض الزراعية وجعلها غير قادرة على نمو المحاصيل الزراعية، وتساقط الأمطار الحمضية، وظاهرة التصحر، وارتفاع درجات حرارة الأرض التي تؤدي لزيادة حدوث السيول والفيضانات، وأخيرا انتشار العديد من الأمراض المزمنة.

وواصل قصر ثقافة الطفل بطنطا تنفيذ ورشة فنية لتعليم الأطفال فنون الخط العربي، بمشاركة الفنان وحيد غنيم، الذي استعرض تاريخ الخط العربي، وأهم أشكاله، كما وتعرف الأطفال المشاركون على كيفية كتابة ورسم بعض من الحروف في أول الكلمة أو في أوسطها أو في آخر الكلمة، فيما شهد بيت ثقافة القرشية عقد محاضرة توعوية بعنوان "مخاطر الإرهاب" تم خلالها استعراض تصدي أبطال الشرطة والقوات المسلحة لمواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة.

من جانبه، طالب عبد العزيز البرلسي، الخبير الاقتصادي خلال كلمته بمحاضرة توعوية بقصر ثقافة طنطا ضرورة تشديد التشريعات لمواجهة ظاهرة غسيل الأموال، حيث أكد أن تلك الظاهرة لها العديد من الانعكاسات السلبية على الاقتصاد القومي، فيما طالبت أيضا محاضرة تثقيفية بقصر ثقافة غزل المحلة بالحرص على عقد العديد من الندوات والفعاليات واللقاءات الثقافية للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

كانت مكتبة كفر حجازي الثقافية قد عقدت ندوة توعوية للتعريف بمخاطر التغيرات المناخية والجهود التي تبذلها الدولة المصرية في هذا الملف، فيما طالبت مكتبة سمنود الثقافية بالسعي الجاد من جانب المواطنين على ترشيد استهلاك الكهرباء وبخاصة خلال شهور الصيف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ثقافة مصر العدید من

إقرأ أيضاً:

ثقافة «نحن» في زمن «أنا»

سألت صديقي السؤال المعتاد، الذي نبدأ به كل لقاء بعد طول انقطاع: كيف العمل؟
ابتسم وقال بلغة محبطة:” الصراع في العمل لا ينتهي بين الإدارات ورؤساء الأقسام. الكل يريد أن ينتصر، حتى لو على زميله. في المكان الذي أعمل فيه، لا أحد يفرح لنجاح الآخر، بل يتمنى أن يفشل ليبقى هو في الصورة”. ثم قال جملة علقت في ذهني:”الكل يبحث عن مجد شخصي لنفسه، ولا يريد أن يشاركه أحد”.
تأملت كلماته طويلاً. المجد الشخصي بدلاً من نجاح الفريق! كيف يمكن لمؤسسةٍ أن تنهض، أو لإنجازٍ أن يكتمل، إذا كانت الأنانية هي اللغة السائدة، والحسد هو الوقود الذي يحرك العلاقات؟ هذه ليست مجرد مشكلة في مستشفى يعمل فيه صديقي، بل هي مرآة لثقافةٍ آخذة بالانتشار في كثير من بيئات العمل الحديثة، حيث يُقاس النجاح بعدد النجوم على الصدر لا بعدد الأيدي التي تعاونت للوصول إلى الهدف.
قرأت مؤخراً مقالاً للكاتب والطبيب الأمريكي إيمامو توملينسون بعنوان” اصنع ثقافة تقدّر إنجاز الفريق أكثر من النجاح الفردي”، تحدث فيه عن تجربة مؤسسته الطبية التي اختارت أن تبني مجدها على روح”نحن” بدلاً من”أنا”. يصف الكاتب تلك الثقافة بـ”الثقافة الباهرة”، لأنها تُعيد تعريف النجاح لا بوصفه بطولة فردية، بل عملاً جماعياً يخلق معنى وولاءً وابتكاراً لا يتحقق إلا بتكامل الجهود.
في عالمٍ يرفع شعار المنافسة الفردية، تبدو هذه الفكرة مثالية وربما ساذجة للبعض. لكن توملينسون يثبت العكس؛ فحين تُمنح الفرق الثقة والمسؤولية، وتُكافأ على التعاون لا على التفوق الفردي، يصبح الإنجاز أعمق وأبقى. لقد تحولت مؤسسته من مجموعة أطباء طوارئ إلى شراكة وطنية متعددة التخصصات؛ بفضل هذا المبدأ البسيط: إن النجاح الحقيقي يولد عندما يُضيء الجميع، لا حين يسطع نجم واحد ويخفت ما حوله.
ثقافة الفريق لا تعني إلغاء الطموح الفردي، بل تهذيبه وتوجيهه نحو هدفٍ مشترك. ففي الفرق الناجحة، لا يُقاس التميز بمن يسجل الهدف، بل بمن صنع التمريرة. في الرياضة يسمونها “التمرير الحاسم”، وفي الحياة يسمونها”المساندة الصامتة” التي تجعل الآخرين يبدون عظماء. هذا النوع من العظمة لا يحتاج إلى تصفيق، لأنه يعرف أن قيمته في أثره لا في اسمه.
ولأن القيادة هي من تصنع المناخ، فإن القائد الذي يزرع هذه الثقافة يبدأ بنفسه. لا يخاف أن يشارك المجد، ولا يضيق إذا أُشيد بغيره. إنه يخلق بيئةً يزدهر فيها الجميع، بيئةً يشعر فيها كل فرد بأن صوته مسموع، وأن رأيه مهم، وأن نجاح الفريق ينعكس عليه بالكرامة والرضا لا بالجوائز فقط.
في المقابل، المؤسسات التي يهيمن فيها منطق “أنا أولاً” تتحول إلى ساحات صراع. الكل يراقب الكل، الثقة تتآكل، الإبداع يخنق نفسه خوفاً من السرقة أو الإقصاء، وتتحول بيئة العمل إلى سجنٍ ناعم لا يُنتج سوى التعب.
العمل الجماعي ضرورة إستراتيجية في عالمٍ معقد لا يمكن لفردٍ واحد أن يحيط به. فالعقل الجماعي أذكى من أذكى الأفراد، حين يكون موجهاً نحو هدفٍ مشترك. ومن يفهم هذا المبدأ يدرك أن النجاح الحقيقي لا يقوم على مبدأ الفوز والخسارة، بل على مبدأ “نربح جميعاً أو نخسر جميعاً”.
ربما كان صديقي على حق في وصفه للواقع، لكن الأمل أن يتحول الوعي بهذا الواقع إلى بداية تغيير. فالمؤسسات لا تنهض بالعقول الفردية فقط، بل بالأرواح التي تتناغم، وبالقلوب التي تدرك أن المجد حين يُشارك… يكبر.

مقالات مشابهة

  • المجلس الوزاري للاقتصاد يقترح تشكيل لجنة وزارية عليا للحد من ظاهرة التلوث البيئي
  • وزارة الثقافة تُعلن المشاريع الحاصلة على منح إعانات جمعيات النفع العام الثقافية
  • ترشيد الكهرباء وأهمية القراءة ضمن فعاليات توعوية بثقافة الغربية
  • ثقافة «نحن» في زمن «أنا»
  • اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. افتتاح الملتقى الأول للطفل بقصر ثقافة جاردن سيتي
  • «الدفاع المدني» يدعو إلى توخي الحيطة والحذر إثر الحالة المناخية التي تشهدها مكة المكرمة
  • الخديعة الثقافية الكبرى بأسيوط
  • لقاءات توعوية ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك" بثقافة البحر الأحمر
  • قصور الثقافة هذا الأسبوع.. انطلاق الملتقى الأول للطفل وقوافل المسرح المتنقل بسيوة
  • الشباب والرياضة بالغربية تنظم معسكرًا لتنمية الوعي البيئي وترشيد استهلاك المياه