بوابة الوفد:
2025-07-01@09:37:28 GMT

القسمة والنصيب

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

الإنسان يحاول جلب السعادة ولكنه فى أحيان كثيرة لا يستطيع، فالعاقل من يرضى بالقسمة والنصيب، وهناك الكثير من الحكايات حول القسمة والنصيب، منها حكاية ملك كان زمان.. أرسل ذات يوم فى طلب أصدقائه وأعطاهم الكثير من المال والجواهر، ثم طلب من أهل الفضل والرأى، وقال لهم أنه أعطى أصدقاءه كثيراً من الخيرات، وطلب منهم رأيهم فيما فعل، فقال أحدهم: أيها الملك إن كنت تتكلم معنا بحلم وعقل وحسن ظن بنا فأهلاً بالحديث معك، والله ما فعلت مع أصدقائك ما هو إلا فضل منك لهم، أسمح لى أن أحكى لك حكاية.

. يُقال فى سالف العصر والأوان إنه كان هناك غُلام يخدم رجلاً من الناس، وعندما تركه أعطى الرجل الغُلام دينارين، فأراد الغُلام أن يتصدق بأحدهما ويُنفق على نفسه الأخر، وبعد أن تصدق بالدينار الأول شاهد صياد معه حمامتين وقد إصطادهما، فدفع له الغُلام بالدينار الباقى معه وأخذ الحمامتين وذهب بهما إلى أطراف الغابة وأطلق سراحهما، وعندما وقفت الحمامتين على الشجرة، قالت إحداهما له أن تحت هذه الشجرة كنز كبير عبارة عن جرة مملوءة بالدنانير، فحفر قليلاً فوجد الجرة وبها الأموال الكثيرة فحمد الله على القسمة والنصيب، فكل شىء قضاء وقدر، وقد لا يجلب الإنسان منها لنفسه شئ يحبه أو يكرهه، فكل شىء فى يد الواحد القهار.. والحمد لله على ما قدره الله.

لم نقصد أحداً!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسين حلمى

إقرأ أيضاً:

عندما يكون الإنسان أكثر وحشية من الآلة!

تفرض جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، التي تجاوزت كل الحدود، محاولة بناء مقاربة بين مستوى جرائم وتوحش الإنسان، وما يمكن أن يكون عليه الوضع فيما لو أوكل أمر الإبادة والتوحش للآلة أو «الذكاء الاصطناعي» على سبيل المثال. هل يمكن أن ترتكب الآلة هذا المستوى من الوحشية وهي غير محكومة بالضرورة بقيم أخلاقية أو بأي مستوى من مستويات الإنسانية؟ أم أن ما نراه اليوم في غزة، من قتل للأطفال وتجويعهم وقصف للمستشفيات، ومحو جماعي لأحياء سكنية، ولذاكرة السكان، هو تذكير بأن أكثر الكائنات دموية على هذا الكوكب ما زال هو الإنسان نفسه؟

منذ قرابة عامين، وغزة تُباد وتُرتكب فيها أفظع جرائم يمكن تصورها.. ليس عبر آلة فقدت السيطرة، بل عبر جيوش مدربة، وساسة يحسبون خطواتهم بدقة، ومجتمع دولي يتعامل مع هذه الإبادة وكأنها خطأ برمجي بسيط في النظام الأخلاقي العالمي. كل قذيفة تسقط على منزل، أو على نقطة تجمّع لتوزيع فتات الخبز، وكل مستشفى يُستهدف بشكل مباشر ودقيق، كل رضيع يُخرَج ممزقا إلى أشلاء من تحت الركام، هي نتيجة قرارات بشرية، تعكس اختلالا عميقا في منظومة القيم التي طالما ادّعى الغرب -ومن ورائه النظام الدولي- أنه يقوم على أساسها.

تخيفنا منظومة الذكاء الاصطناعي لأننا لا نعرف كيف تشعر، لكنّ الإنسان يخيفنا لأنه يشعر.. ورغم ميزة الشعور فإنه يُقتل وبتوحش. يُقتل رغم ذلك أو بسبب ذلك، يُقتل باستخدام الصواريخ والطائرات والمسيّرات ويُقتل بالحصار والتجويع والتعطيش وبكل فنون القتل والعدوان والتوحش التي وثقها التاريخ عن وحشية الإنسان. لا نستطيع أن نتصوَّر حتى الآن كيفية حقد الآلة إن كان يمكن أن تكون حاقدة، ولا أساليب انتقامها، لكننا نتصوّر بشكل واضح الآن شكل حقد الإنسان وانتقامه، وقدرته على صياغة الأساطير الدينية والتاريخية لتبرير مجازره، وتوحشه. هذا الأمر يجعل فعل الإبادة في غزة يتجاوز فكرة كونه جريدة ضد الإنسانية إلى كونه فعلا ضد أصل الفكرة التي قام عليها «العصر الإنساني».

وفي هذا المشهد يحضر سؤال الفيلسوف الألماني ماكس هوركهايمر بكثير من الإلحاح: هل يمكن لعالم العقل التقني أن ينتج أخلاقا إنسانية؟ ربما كان الجواب الذي بحث عنه هوركهايمر حاضرا بوضوح في غزة: لا. لا؛ لأن العقل عندما يُفصل عن الضمير، يتحول إلى وسيلة لتسويغ الفظائع. وتلك هي المفارقة المقلقة: التكنولوجيا تُنتج أدوات الدمار، لكن الإنسان هو من يقرّر متى وأين وكيف يستخدمها. ويستخدمها، غالبا، بأسوأ طريقة ممكنة، خاصة، حين تختفي «الرحمة» من قاموسه السياسي.

ما يجري في غزة من أهوال ومن توحش إنساني ليس استعادة لجرائم مماثلة في التاريخ بقدر ما هو كشف لنهاية مرحلة في التاريخ كانت فيها الحقوق الإنسانية تُصاغ على أنها ضمير البشرية. أما اليوم، فكل ما تفعله تلك الحقوق هو إصدار بيانات «القلق العميق» بينما تُغتال الحياة بشكل بشع جدا.

لسنا، إذن، إزاء انحراف طارئ في سلوك القوة، بل إزاء عودة مروعة إلى جوهرها: العنف. وليس من المبالغة القول إن غزة اليوم هي مختبر قاس لما يمكن أن يصبح عليه العالم حين تتراجع القيم، وتتقدم أدوات السيطرة والقتل، سواء كانت طائرات مسيّرة أو روبوتات قاتلة أو خطابات سياسية باردة تصف المجازر بـ«العمليات الدقيقة».

ثمة مفارقة كبرى هنا، حيث كان الناس يخشون من توحش الآلة حينما تستقل بذكائها عن قدرة الإنسان في التحكم بها، فإذا بنا نعيش اللحظة التي يتوحش فيها الإنسان، ويستقل عن قيمه ومبادئه الإنسانية ويقتل بلا رحمة ولا شفقة وبكفاءة تفوق أكثر خوارزميات الذكاء الاصطناعي برودا.. لقد أصبح «القصاب» إنسانا أبرد من الآلة، وأكثر استعدادا لتبرير الدم من أي منظومة ذكية يمكن أن يخترعها.

هل ستبكي الآلة يوما على ما اقترفته من أخطاء؟ بالتأكيد أنها لن تفعل ذلك.. ولكن هل بكى جيش الاحتلال ومن يبرر له ويصمت عن إبادته في غزة؟ لا. وهذا هو الرعب الأكبر الذي على البشرية أن تخشاه.

مقالات مشابهة

  • الجهل بالذات
  • هل قصة الحمامتين والعنكبوت في الهجرة صحيحة؟ اعرف حقيقتها
  • عندما يكون الإنسان أكثر وحشية من الآلة!
  • حكم الاحتفال بذكرى الميلاد بالصيام شكرا لله؟.. الإفتاء تجيب
  • الوعي.. نورٌ لا يُمنح للجميع
  • لا إله إلا الله… إعلان تحرّر لا خضوع
  • حقوق الإنسان في البصرة: مشروع التحلية وعد صيفي يتكرر منذ 7 سنوات
  • انطلاقة عام 1447
  • ومن قال أنك تأخرت؟
  • شجرة الغريب... مبادرة لإنقاذ "حارسة الدهر" في اليمن