ترامب في البيت الأبيض مجددا: ما مصير فلسطين؟
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
ليس هناك من سبب يدعو الفلسطينيين للاعتقاد بأن سياسة دونالد ترامب في ولايته الثانية 2024 – 2028 تجاه القضية الفلسطينية، ستختلف عنها في ولايته الأولى في 2016 – 2020، التي خلالها نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وأعطى الضوء الأخضر لنتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، بالإضافة إلى قطع التمويل الأمريكي عن الأونروا، وكذلك طرح ما سماه «صفقة القرن»، التي تمنح السلطة الفلسطينية مكانة أقل بكثيرمن حكم ذاتي.
نتنياهو كان أول من هنأ ترامب بفوزه في الانتخابات في رسالة بارك له فيها ما وصفه بأعظم عودة في التاريخ.. غبطة نتنياهو هذه تؤشر إلى توقعه أن لا تعيق إدارة ترامب حربه لتحقيق نصره المطلق في غزة ولبنان، بإطلاقها يده، على عكس ادارة بايدن، التي كانت على الرغم من دعمها السياسي والاقتصادي والعسكري اللامحدود لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، حاولت وضع ضوابط لإسرائيل في قضايا معينة، مثل عدم استهداف المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية لهم، ليس رأفة بهم بل حفاظا على مصالح أمريكا في الشرق الأوسط، ما كان يثير حفيظة نتنياهو ويدفعه لمشاكسة بايدن وإدارته التي ستنصرف في مطلع 2025.
ويمكن استشراف سياسة ترامب المستقبلية تجاه القضية الفلسطينية، من خلال تصريحاته أثناء حملته الانتخابية، وإن كان بعضها يتسم بالغموض، ومحاولة مسك العصا من منتصفها لأسباب انتخابية، حيث كرر أكثر من مرة على مدى عدة أشهر، أنه لو كان في البيت الأبيض، بدلا من بايدن لما وقع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، الذي وصفه بأنه كان «أحد أحلك الساعات في تاريخ البشرية كله»، كما أعلن خلال مناظرته مع كامالا هاريس، أن إسرائيل لن تكون موجوده في غضون عامين إذا هزم في الانتخابات.
ترامب الذي يصف نفسه دوما بأنه «أفضل صديق لإسرائيل»، ذهب لأبعد من ذلك بقوله في خطابه أمام المجلس الإسرائيلي الأمريكي في واشنطن في 19 سبتمبر/أيلول الماضي «سنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى»!
ومن المؤكد أن ترامب عندما يدخل البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير المقبل سيشكل إدارته، التي غالبا سيكون زوج ابنته جاريد كوشنرأحد أعضائها. وكوشنر هذا كان قد أعلن في محاضرة ألقاها في جامعة هارفارد في 15 فبراير/شباط 2024، بأن الممتلكات على الواجهة البحرية في قطاع غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، وعلى إسرائيل أن تبذل قصارى جهدها لنقل الناس من المنطقة إلى «شيء ما في النقب» بعد «تنظيفها»!
كما عارض كوشنر فكرة التوصل إلى اتفاق لوقف الصراع يتضمن الاعتراف بدولة فلسطينية، قائلا إنها «فكرة سيئة للغاية» لأنها «ستكافئ في الأساس عملا إرهابيا».. وما بين ولاية ترامب الأولى في 2016 وفوزه بولاية ثانية في 2024 ، توسع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربيه والقدس، ووصل عدد المستوطنين في مستوطناتها لنحو 720 الف مستوطن في عهد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، والتي يحمل فيها بتسلئيل سموتريتش حقيبة الإدارة المدنية والاستيطان في وزارة الدفاع، بالإضافة إلى منصبه كوزير للمالية.
ومنذ نهاية عام 2022 صادقت حكومة نتنياهو على أكثر من 80 مخططا استيطانيا في الضفة الغربية، والقدس إضافة لعشرات آلاف الوحدات الاستيطانية تقدم بها سموتريتش.
إدارة ترامب في ولايته الأولى كانت قد تجاوبت مع رغبات اليمين الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية ومناطق في غور الأردن، وذلك عندما اعتبرت في مطلع حزيران/يونيو 2019 على لسان سفيرها في إسرائيل آنذاك ديفيد فريدمان، أن لإسرائيل الحق «في حالات معينة الحفاظ على أجزاء من الضفة ولكن ليس كلها»، كما اعتبرت في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، على لسان وزير خارجيتها آنذاك جورج بومبيو، أن المستوطنات اليهودية «لا تنتهك القانون الدولي».
يضاف لذلك ما صرح به نتنياهو في مقابلة مع قناة التلفزيون (13) الإسرائيلية في نيسان/أبريل 2019 ، بأنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل ترفض في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين، «إخلاء أي مستوطن» أو «الانسحاب من أي مستوطنة» من المستوطنات القائمة في الضفة الغربية.
ومع وصول ترامب للبيت الأبيض في مطلع 2025 ، وفي ظل التغيرات الجيوسياسية في الضفة الضفة الغربية، بسبب التمدد الاستيطاني على نحو مكثف، لن يجد الرئيس الأمريكي في ولايته الجديدة حرجا في الوفاء بوعده للمليارديره اليهودية الامريكية ميريام أديلسون، بدعم إسرائيل لضم الضفة الغربية، أو أجزاء منها.
كما اشترطت عليه ذلك مقابل 100 مليون دولار تبرعت بها لحملته الانتخابية، تماما كما التزم بوعده لزوجها شيلدون أديلسون في ولايته الأولى، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس مقابل 82 مليون دولار، تبرع بها الملياردير اليهودي الأمريكي للحزب الجمهوري ولحملة ترامب في انتخابات 2016..
ولن يتوقف الأمر على دعم إدارة ترامب الجديدة لإسرائيل في مواصلة حربها في قطاع غزة ولبنان، وضمها لأجزاء من الضفة الغربية ومنع إقامة دولة فلسطينية، بل ستواصل حربها على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي كانت قد بدأتها خلال ولايتها الأولى بوقف التمويل كليا عنها في أغسطس/آب 2018، بهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية كليا.
ولن يجد ترامب في ولايته الثانية صعوبة في مواصلة الحرب على الأونروا ، وربما على الأمم المتحدة في ما يتعلق بسياساتها تجاه المسألة الفلسطينية، بعد القوانين التي سنها الكنيست الإسرائيلي بحظر الأونروا في إسرائيل، وهجمات الحكومة الإسرائيلية الدبلوماسية على الأمم المتحدة..
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب نتنياهو غزة لبنان غزة نتنياهو الاحتلال ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة رياضة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة فی ولایته ترامب فی فی الضفة
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يرفض تقرير استخباراتي أميركي قلل من حجم تأثير الضربة على منشآت إيران النووية
خلص تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، السبت الماضي، "لم تُدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل، بل أدت فقط إلى تأخيره لبضعة أشهر".
وصدر التقرير عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية يوم الإثنين، وجاءت خلاصاته مخالفة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين تحدثا عن أن البرنامج الإيراني "دُمر بالكامل".
ووفقا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الثلاثاء، عن مصدرين مطلعين طلبا عدم الكشف عن هويتهما لعدم حصولهما على إذن للتحدث علنا، خلص التقرير إلى أن الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية "ألحقت أضرارا كبيرة بتلك المواقع، لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها".
وقدر معدو التقرير أن "جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقل من المواقع قبل الضربات، وبالتالي نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار".
وبشأن منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يراوح بين 80 و90 مترا، أشار التقرير إلى أن مدخلها انهار وتضررت بعض البنى التحتية، إلا أن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر.
ولفت أحد المصدرين إلى أن تقييمات سابقة كانت قد حذرت من محدودية فعالية أي ضربة ضد فوردو.
من جانبه، رفض البيت الأبيض نتائج تقرير وكالة استخبارات الدفاع بشدة، ووصفها بأنها "خاطئة تماما".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان: "تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب والتقليل من نجاح الطيارين الذين نفذوا المهمة بدقة كاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني".
وأضافت: "الجميع يعلم أن إسقاط 14 قنبلة بزنة 30 ألف رطل على الأهداف يعني دمارا شاملا".
وفي تصريحات متكررة خلال الأيام الماضية، قال ترامب إن الضربة الأمريكية على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان "دمرتها تماما"، وإن إيران "لن تتمكن أبدا من إعادة بناء منشآتها النووية.
ورفضت كل من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية التعليق على تقرير وكالة استخبارات الدفاع.