أسماء الحوسني تصنع التاريخ في «عالمية أبوظبي» للجوجيتسو
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
حقّق أبناء وبنات الإمارات إنجازاً جديداً في رياضة الجوجيتسو، مع تأهل الثلاثي الإماراتي زايد الكثيري وخالد الشحي وأسماء الحوسني إلى نهائيات الحزام الأسود للمحترفين في النسخة الـ16 من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو.
وأصبحت أسماء الحوسني لاعبة نادي بني ياس أول إماراتية تتأهل إلى نهائي فئة المحترفين في الحزام البني والأسود للسيدات، بعد فوزها في نصف النهائي على اللاعبة الفرنسية إينا جروسيت من نادي «سكول أوف تشامبس» ضمن وزن 55 كجم.
وأعربت الحوسني عن سعادتها بهذا الإنجاز قائلة: «فخورة جداً بأن أكون أول إماراتية تصل إلى نهائي الحزام البني والأسود للسيدات في هذه البطولة العالمية. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا دعم قيادتنا الرشيدة واتحاد الجوجيتسو، وأتطلّع بكل حماس إلى النزال النهائي لتحقيق الذهبية ورفع علَم الإمارات عالياً».
وفي وزن 62 كجم، نجح خالد الشحي لاعب نادي العين في التفوق على الإكوادوري إنريكي جيريرو من أكاديمية «تيم بريدادور إنترناشيونال»، ليحجز مكانه في النهائي. وقال الشحي: «الوصول إلى النهائي للعام الثاني على التوالي يمثل خطوة كبيرة في مسيرتي الرياضية، وأتطلع لتقديم أفضل أداء وتحقيق الميدالية الذهبية. أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه تشريف وطني، وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق هذا الهدف».
وأضاف الشحي: «بعد حصولي على الميدالية الفضية في نسخة العام الماضي، عملت بجد خلال العام على تحسين مهاراتي وتطوير استراتيجيتي والاستفادة من تلك التجربة. وهدفي غداً التتويج بالذهب».
أما زايد الكثيري، لاعب أكاديمية شرطة أبوظبي فقد تألق في نصف النهائي لوزن 56 كجم، بفوزه على الأرميني رافاييل كوستانيان من أكاديمية «ليجاسي الجوجيتسو أرمينيا». وعبّر الكثيري عن تطلعاته للنزال النهائي غداً ويقول: «سعيد جداً بأدائي، وأتطلع للفوز في نزال الغد واستعادة اللقب. أشعر بثقة كبيرة أنني قادر دوماً على تحفيز نفسي لإحراز التقدم المستمر ولأكون الأفضل في العالم. ورغم أنني تعرضت لإصابات عديدة منعتني من التدريب لفترة ولم أشارك في الكثير من البطولات خلال الموسم، إلا أنني مستعد لاستعراض مهاراتي غداً أمام أحد أفضل الرياضيين في العالم».
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجو جيتسو بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو اتحاد الجو جيتسو بطولة أبوظبي لمحترفي الجو جيتسو
إقرأ أيضاً:
واشنطن وحروب المنطقة.. ذاكرة التاريخ لا تزال مفتوحة
ما يجري في المنطقة في هذه اللحظة الحاسمة من لحظات تاريخ الشرق الأوسط ليس حرجا بالنسبة لدولة فقط، إنما للعالم أجمع بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.. فهي تجد نفسها أمام اختبار لقدرتها على اتخاذ قرارات عقلانية في منطقة مثقلة بالندوب القديمة، وفي لحظة يقول فيها كتبة التاريخ إن القرن الأمريكي قد انتهى.
لكنّ الخطاب المتقلب للرئيس ترامب، الذي يراوح بين الدعوة للسلام والحديث عن استسلام إيراني كامل، يفتح الباب أمام سيناريوهات لا يمكن فصلها عن خطر التورط العسكري المباشر والعودة إلى دائرة الحرب الممتدة التي لم تنتج خلال العقود الماضية إلا الخراب.
ويصعب تصور أن ذاكرة صناع القرار في واشنطن قد أصبحت قصيرة إلى حد نسيان تكلفة الحروب التي خاضتها أمريكا بالأمس القريب في المنطقة نفسها، في أفغانستان، ثم في العراق، وما نتج عن ذلك من نظام دولي أقل استقرارا وشرق أوسط أكثر هشاشة. ويتذكر الأمريكيون آلاف الجنود الذين قتلوا، وملايين المدنيين الذين دفعوا ثمنا باهظا دون أن يتحقق الأمن أو تزدهر الديمقراطية التي كان المحافظون الجدد يريدون نشرها في العالم بقوة السلاح. وإذا كانت تلك الحروب بدأت بأهداف «معلنة» لم تصمد أمام اختبار الزمن، فإن تورط أمريكا في حرب جديدة ضد إيران سيعيد تكرار دورة الفشل السياسي والعسكري نفسها تحت عنوان مختلف.. لكن ربما بكلفة أكبر مما كان عليه الأمر في العراق وأفغانستان رغم عظم الثمن هناك. أما من الناحية العسكرية فإن واشنطن تدرك تماما أن الضربات الجوية لن تدمّر مشروع إيران النووي بالكامل، بل قد تدفع به إلى السرعة القصوى. أما من الناحية السياسية، فإن أي تدخل أمريكي مباشر سيُنظر إليه كاصطفاف ضد دولة إقليمية قوية، في لحظةٍ كان يمكن للدبلوماسية أن تُعيد التوازن بدل أن تُمزق خرائط المنطقة مجددًا.. وما يجري اليوم لن يظل شأنا محصورا في الإقليم، بل ستبني عليه قوى دولية أخرى طموحاتها، من شرق العالم إلى غربه، مستندة إلى منطق القوة لا القانون.
لقد اختارت إسرائيل عندما أقدمت على عدوانها الخطير على إيران وهي تدرك تماما أن ما بعد ذلك العدوان لن يكون شبيها لما قبله، لأن الحروب المفتوحة تبدأ بشعارات حاسمة، لكنها نادرا ما تُنهي النزاع أو تضمن نتائج مستقرة. لكن واشنطن، بما تملك من ثقل ومسؤولية دولية، مطالبة بكبح هذا المسار لا بمرافقته والمشاركة في تصعيده، وهو ما يكرّس عالما بلا قواعد أو أفق سياسي واضح، أو ما يمكن أن نسميه «اللانظام» الدولي.
لا تحتمل المنطقة حربا جديدة في لحظة لا يبدو أنها قد تعافت من تداعيات حروبه السابقة، والعراق خير دليل على ذلك.. وكان من المنطقي، بالنظر إلى شعار «أمريكا أولا» الذي يتبناه ترامب، أن يتجنب التورط في أي حرب جديدة، سواء عبر التمهيد السياسي أو التدخل العسكري المباشر، بل أن يضغط في اتجاه إلزام الجميع بمنطق العقل السياسي والمبادرات الرصينة التي تحول دون اتساع رقعة العنف.
على أنه ما زال بوسع أمريكا أن تختار موقعها في هذه اللحظة المفصلية، إما شريكا في التصعيد الذي لن يملك أحد السيطرة عليه، أو قوة عاقلة تعيد الاعتبار للوسائل السياسية وتحترم حدود القانون الدولي. وقد أثبت التاريخ ـ مرارا ـ أن قرارات الحروب لا تندم عليها الشعوب وحدها، بل تدفع ثمنها الأجيال القادمة.