يسري نصر الله: السينما في مصر "عيّانة".. وهذا ما تعلمته من يوسف شاهين
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
حلّ المخرج السينمائي المصري يسري نصر الله، ضيفاً على اليوم الرابع لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 45، بعد تكريمه بجائزة الهرم الذهبي الفخرية لإنجاز العمر، كاشفاً الكثير من المعلومات عن بداياته ومشواره الفني.
بدأ يسري الندوة، بموقف مُحرج، لافتاً إلى أنه اضطر دخول الأوبرا المصرية مشياً على الأقدام خوفاً من تأخره على موعد الندوة، إذ استوقفه عدد من المواطنين الذين أصروا على التقاط الصور معه بوصفه المُنتج أحمد السبكي، فيما اعتبره آخرون عمرو موسى، رئيس جامعة الدول العربية الأسبق.
وعند تقديم نفسه إلى حضور الندوة، قال بحسه الفكاهي: "أنا كل هؤلاء الأشخاص لمن لا يعرفني".
وحرص عدد من نجوم الفن على حضور الندوة، منهم رانيا يوسف، وباسم سمرة، ولقاء سويدان، وكريمة منصور، وعمر الزهيري، وحسام الدين، وبسنت صيام.
تحدث يسري نصر الله، عن نشأته، واصفاً نفسه بأنه ابن عائلة أرستقراطية مثقفة، حيث تعلم في مدارس محدودة الطلاب أشبه بالفقاعة، وفق وصفه.
ولفت نصر الله، إلى حرصه الدائم على "الحقيقة" في أعماله، ضارباً مثالاً بفيلمه "مرسيدس"، الذي جرى إنتاجه في نفس وقت "الكيت كات" بطولة محمود عبدالعزيز، مشيراً إلى أن الأول جرى تصوير مشاهده في الشارع، على عكس الأخير الذي تم تصوير أغلب مشاهده في الاستوديو، بينما تم التعامل مع فيلمه على أنه عمل غرائبي على الرغم حرصه الشديد في أفلامه أن تكون مشابهة للواقع ومليئة بالشخصيات.
قال المخرج يسري نصر الله، إنه عمل كمساعد للمرة الأولى، مع المخرج الراحل يوسف شاهين، وخلال تلك التجربة عرف الكثير عن التعامل مع الممثلين، خاصة أن الراحل أكد له أنه يجب على المخرج احترام حدود الممثل.
ووصف نصر الله، لوكيشن يوسف شاهين، بأنه "مليء بالجمال"، حيث تعلم داخله أن يكون العمل ممتعاً لجميع طاقم العمل وليس فقط للمخرج، لافتاً إلى عدم تعاطفه مع الأشخاص دائمي التحدث عن الصعوبات التي تواجههم في عملهم، بقوله: "إذا لم تستمتع بالعمل لا تقدمه".
كما كشف نصر الله، عن رغبة الفنان أحمد زكي، في تقديم فيلم "مرسيدس" بدلاً من زكي فطين عبدالوهاب، واصفاً أحمد زكي بأنه فنان عظيم، لكنه لم يكن مناسباً لمواصفات الشخصية، فرفض طلبه، وفق قوله.
وعن ذلك يقول نصر الله: "أنا مؤمن أن الممثل دائماً ما يعطي الشخصية شيئا إضافياً لا يمكن توقعه، لذلك لا أفرض عليه أداءً معيناً".
وحول فيلم "سرقات صيفية"، اعترف نصرالله بأنه عجز عن إقناع النجوم بالعمل، بسبب قصته وخوفهم من الانتقادات، لكنه أصر على تقديم العمل بميزانية وصلت إلى 50 ألف دولار، اقترضهم من أحد أقاربه.
وفي هذا الشأن، اعترف نصر الله، أن العمل لم يحقق إيرادات كبيرة، لافتاً أنه اعتمد في العمل على رؤيته وليس على النجوم الكبار، حيث قدمه بفنانين ذوي خبرات تمثيلية ضعيفة.
تحدث المخرج يسري نصر الله أيضاً عن تأثير الفنان باسم سمرة على حياته ومسار عدد من أفلامه، لافتاً إلى أنه عامل مشترك بين أفلام "مرسيدس"، و"صبيان وبنات"، و"بعد الموقعة"، و"الماء والخضرة والوجه الحسن".
وروي نصرالله، عن زيارته لعائلة باسم سمرة في عزبة بطران بنزلة السمان، حيث جاءت فكرة أفلام "صبيان وبنات"، و"المدينة"، و"بعد الموقعة".
الأمر الذي دفع باسم سمرة للتدخل، مهنئاً نصر الله، على تكريمه في القاهرة السينمائي ووصفه بـ"صديقه وأستاذه"، كما طالبه بتوجيه كلمة إلى المسؤولين عن صناعة السينما للاهتمام بها، ليرد نصر الله: "السينما في مصر عيانة".
وقال نصر الله، إن أزمة السينما الحقيقية تكمن في البيروقراطية المعقدة الخاصة بتنفيذ الأفلام، وفي مقدمتها استخراج تصاريح التصوير والتكاليف المرتفعة التي تُفرض على هذه الصناعة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر یسری نصر الله یوسف شاهین باسم سمرة
إقرأ أيضاً:
حل الدولتين حلم ملوث بالأوهام
أحمد يحيى الديلمي
فيما سُمّي بـ»مؤتمر حل الدولتين» الذي عُقد في نيويورك مؤخراً، ورعته السعودية وفرنسا كانت الكلمات تتبارى وتبحث عن الألفاظ الجزلة، وكأن الجميع في محفل للبحث عن وطن بديل للفلسطينيين، كما حدث في وعد بلفور، والعنوان الخارجي للموضوع هو «حل الدولتين»، كم كنت أتمنى لو أن وزير خارجية السعودية عاد بالذاكرة إلى الوراء 22 سنة واستحضر تلك الهالة من الشعارات والتصريحات التي رافقت إعلان ما سُمي بالمبادرة العربية في مؤتمر بيروت الذي عُقد عام 2002م، ومن تلك اللحظة بدأت فكرة تهجير الفلسطينيين تتصاعد وتجد لها آذاناُ صاغية حتى لدى بعض العرب والمسلمين الخانعين لأمريكا وفي المقدمة تُركيا، وهُنا تكمن المشكلة!؟ لأن مثل هذه المحافل التي تُعقد وتجعل من فلسطين واجهة لها وفي الأخير يتضح أنها مقدمة لعمل أكثر سوءاً على الشعب الفلسطيني، وهذا ما حدث عقب إعلان ما سُمي بمبادرة السلام العربية، التي حملها إلى قمة بيروت الأمير عبد الله بن عبد العزيز وكان يومها ولياً للعهد .
منذ تلك اللحظة و العرب ينتظرون رد الكيان الصهيوني، وهذا الأخير لم يرد ولم يعط المبادرة أي اهتمام، وأعتبرها مجرد نزوة أو هدية من دول الاعتدال «كما تُسمى»، فتحت آفاقها لأشياء كثيرة لتصفية القضية الفلسطينية، ولولا ظهور محور المقاومة بزعامة القائد التاريخي العظيم حسن نصر الله «قدس الله روحه» لكان الكيان الصهيوني قد توغل ووصل إلى تحقيق حلمه الأزلي لقيام دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، وهو الحلم الذي سيظل يراود الصهاينة إلى أبد الآبدين ولن يجد فرصة للتحقق في ظل وجود قوى عربية صادقة تؤمن بالقضية وعلى استعداد أن تقدم الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنها، كما هو حال الشهيد حسن نصر الله «قدس الله روحه» والسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي «حفظه الله» ومعهما القوى الوطنية الصادقة في الدول العربية والإسلامية، وفي المقدمة الأشقاء في إيران الذين لم يبخلوا على المقاومة من مدد وعون مكن هذه المقاومة من المواجهة والتصدي، خاصة في الفترة التي أسهم في بلورة فكرة محور المقاومة الشهيد خالد الذكر قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي اغتالته أمريكا عنوة في مطار بغداد كانتقام منه لدوره في بلورة محور المقاومة وإخراجه إلى حيز الوجود .
وهذه حقائق لا يُمكن أن يُنكرها أحد، يكفي أن نُشير إلى الدور الحيوي البارز الذي تقوم به القوات المسلحة اليمنية اليوم، وكما قال أحد الكُتاب البريطانيين لقد أصبحنا ننتظر ظهور الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع على شاشات التلفزيون، كما كُنا ننتظر خطابات عبد الناصر، لأنه في كل ظهور يُقدم جديداً ويُدخل ملايين الصهاينة إلى الملاجئ، وهذا يكفي لإفزاع إسرائيل ومسؤوليها ومواطنيها، هذا بعض ما قيل من المحللين السياسيين غير العرب .
أما المواطنون العرب، فإنهم يستقبلون تصريحات وبيانات العميد يحيى سريع بالترحاب، وتتوارد التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي للإشادة بكل فعل تقوم به القوات المسلحة اليمنية، لأنها أصبحت الوحيدة التي تنازع دولة الكيان الصهيوني إلى جانب أبطال غزة الميامين، الذين لم يتركوا لإسرائيل أي فرصة، رغم الأسلحة الفتاكة التي تزودت بها من أمريكا وما يرافقها من تصريحات مجنون البيت الأبيض «ترامب» الذي يتناقض مع نفسه ويُبدل تصريحاته كما يُبدل ملابسه، فكما نعلم أنه قبل شهر قال وقتها «بأن الخميس القادم سيتم الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة» وبالأمس القريب تغيّر تماماً وقال إنه يبحث عن المدخل الذي يُمكّن نتنياهو من تطهير غزة وإخراج الرهائن، تخيّلوا هذه تصريحات رئيس دولة عظمى تعتبر نفسها مسؤولة عن إدارة النظام الدولي العام، تتبدل بين لحظة وأخرى وتتحول إلى الضد دوماً، بما يوحي أن أمريكا هي التي وضعت خطة التهجير للفلسطينيين من غزة، وهي تترقب اللحظة التي تتحقق فيها هذه الغاية، لتخرج بعد ذلك عن صمته وتقنع النتن ياهو بالتوقف عن إطلاق النار، وهذا احتمال ضعيف إذا ما قورن بطموحات هذا «الترامب» الاستفزازية الوقحة التي لم تترك أي شيء للأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية .
الكلام يطول في هذا الجانب، ولكني أكتفي بما أوردت، والنصر إن شاء الله صبر ساعة، والله من وراء القصد …