المسلة:
2025-05-09@11:02:37 GMT

العراق القادم

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

العراق القادم

16 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

رياض الفرطوسي
تعرض العراق مثله مثل الكثير من الدول الى محن وحروب وكوارث ‘ حدث نتيجة لذلك الكثير من المتغيرات التي استطاع ان يتجاوزها ويتخطاها بحسم . العراق مذ وجد وهو يمثل نموذج للتحد والصمود ( والعناد الوطني ).

لكننا اليوم نقف على اعتاب مرحلة جديدة وفاصلة من تاريخه المعاصر ‘ حيث ثمة متغيرات جذرية كثيرة .

نأخذفي نظر الاعتبار رؤية المستقبل ‘ لكن بنفس الوقت ثمة تحديات كثيرة في طريق هذا المستقبل خصوصا وان العراق قد تعرض تاريخيا لنوع من المقاومة . ففي كل مرة يحاول فيها ان ينهض تشتد حوله المؤامرات وتتكالب عليه الاحقاد . لكن ما لا يعرفه البعض ان هذا البلد دائما ما تحيط به العناية الالهية التي تأخذ بيده في ساعات المحن .ومما يؤكد مكانته الدينية هو التعدد المذهبي والديني حيث ترعرعت فيه الكثير من الاديان السماوية وهو ما يشكل عنصر من عناصر التوازن بين جميع الطوائف المختلفة.

العراق اليوم في اتجاه بناء برنامج اصلاحي وتنموي الى جانب ذلك هناك يقظة امنية ضد الارهاب والمخدرات ومكافحة الفساد والانحرافات الاخلاقية ‘ لقد هدأت الفورة الاجتماعية والسياسية ولابد للسياسة هناك ان تأخذ دورها في تحقيق امال وحقوق الناس بمعنى العمل بأتجاهين فوقي وتحتي . العراق قادر ان يفعل ذلك لانه يؤكد هنا مكانته الحقيقية ودوره عبر العصور. لقد دفع الشعب العراق ثمن تحديه حيث عانى وكافح وصبر وما زال يفعل ذلك لانه يتطلع الى البناء والتغيير . لقد ادركت كل فئات المجتمع العراقي ان الخلاص الحقيقي هو بقبول هذا التحدي من اجل بناء عراق قوي ومقتدر . لابد هنا من طرح بعض النقاط المهمة:

اولا: التركيز على الاهتمام بوسائل التعليم ‘ من مناهج واساتذه ومدارس لان هذه الامور تشكل المكون العلمي والتربوي للعقل العراقي الذي لا يمكن ان يتألق ويبدع من دون ان يكون مستعدا ذهنيا . وهذا يساعد في تفكيك المحتوى العقلي ( التخلص من رواسب والتراكمات والتناقضات الحادة ) . من هنا تأتي اهمية التركيز على وعي الانسان وصناعته وهو ما يشكل النموذج الامثل الذي يصلح لقيادة المستقبل.

ثانيا: ان التعددية التي يتمتع بها العراق تسمح له ان يمضي في اكثر من اتجاه بمعنى ان لا نقف مكتوفي الايدي ونعيش في اطار حالة واحدة ‘ بل يجب ان نكون في وضع التجدد والحيوية بحكم كثرة الآفاق التي يسبح فيها العراق وهي مهيئة لان يأخذ دوره الريادي من جديد في المنطقة والعالم.

ثالثا: السياق التاريخي للعراق يقول انه لا يمكن خنق هذا البلد من خلال محاولات التحكم بمناسيب المياه في نهري دجلة والفرات . لذلك فأن موضوع السدود على هاذين النهرين لن يحقق الاهداف الخبيثة والاجندات المرسومة في اضعاف هذا البلد لان العراق اكبر من ان تناله تلك المحاولات المغرضة.

رابعا: العراق دولة مهمة وشامخة امام المواقف والتحديات الصعبة وقد عرف عن شعبه بأنه شعب منيع يقف ببسالة امام اي تهديد يمس الكرامة والسيادة. لكنه بنفس الوقت ‘ شعب صبور ومتسامح ويترك للدبلوماسية السياسية والحكمة ان تأخذ دورها. قدم العراق للمجتمع الدولي نماذج باهرة من المفكرين والعلماء والمتخصصين في الكثير من العلوم والفنون فضلا عن ريادته في الادب والثقافة.

كان ولازال قادرا على امتصاص الازمات التي يتعرض لها ويتغلب عليها . سيكون العراق قويا كما عهدناه في كل التحديات.. كل من عاش في هذا الوطن ونهل من علمه ودرس في مدارسه ‘ ادرك شموخه ومنزلته ورفعته بين الشعوب.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

العراق يعيد رسم دوره العربي عبر قمة بغداد الاستراتيجية

6 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يعكس انعقاد القمة العربية في بغداد نقطة تحول حاسمة في مسار العراق نحو استعادة دوره الإقليمي، حيث يبرز الحدث كشاهد على تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية بعد سنوات من التحديات.

وتتجلى أهمية القمة في كونها منصة لتعزيز الثقة بقدرة العراق على استضافة حوارات عربية حيوية، مما يعيد رسم صورته كشريك موثوق في استقرار المنطقة في حين يتجاوز الحدث مجرد الرمزية السياسية، إذ يفتح آفاقاً لتعاون اقتصادي واستثماري يعتمد على استقرار البيئة الداخلية.

ويشير نجاح العراق في تنظيم القمة إلى إمكانياته الكامنة لقيادة مبادرات إقليمية، لكن التحديات لا تزال قائمة.

وتبقى قضايا الأمن الداخلي، وإعادة الإعمار، والتوترات الإقليمية المحيطة، عقبات قد تعيق استدامة هذا الزخم اذ يتطلب تثبيت هذا الدور إصلاحات داخلية عميقة، وتوافقات سياسية تتجاوز الانقسامات الطائفية، فضلاً عن استراتيجيات اقتصادية واضحة لاستغلال الفرص الاستثمارية التي قد تنجم عن القمة.

ويعزز الحدث من حضور العراق داخل جامعة الدول العربية، لكنه يضع على عاتقه مسؤولية صياغة رؤية موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية المعقدة، مثل الصراعات في سوريا واليمن، وأزمات الطاقة، والتدخلات الخارجية.

ويحتاج العراق إلى توازن دقيق بين مصالحه الوطنية وتطلعات الدول العربية، مع الحفاظ على استقلالية قراره السياسي في ظل تأثيرات إقليمية ودولية متزايدة.

ويفتح نجاح القمة الباب أمام مرحلة جديدة من التنمية المستدامة، شريطة استثمار الزخم السياسي في مشاريع ملموسة.

ويتوقع مراقبون أن يعزز الحدث جاذبية العراق للاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، لكن ذلك يعتمد على ضمان استمرارية الاستقرار الأمني وتحسين مناخ الأعمال.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اقتصادي: القروض في العراق ضمن قائمة القروض غير المنتجة
  • أسد يفترس عراقياً كان يُربيه بحديقة منزله في الكوفة
  • خور عبدالله.. تقسيم اجباري لصالح الكويت
  • العراق وتركيا يوقعان 10 مذكرات تفاهم في عدد من المجالات
  • اردوغان: نرحب بدور العراق في استقرار المنطقة
  • الأسترالي أرنولد مدرباً لمنتخب العراق
  • السوداني: الوقت حان لإطلاق مبادرة عربية موحدة
  • واشنطن: لا نقبل البرامج التي تؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية في إيران
  • العراق يعيد رسم دوره العربي عبر قمة بغداد الاستراتيجية
  • ارتفاع احتياطيات العراق من الذهب