في عصر تكنولوجيا المعلومات المتقدمة، أصبحت البيانات الشخصية أكثر من مجرد معلومات، بل تحولت إلى كنز ثمين يتم استغلاله بطرق غير متوقعة.
ويكشف الدكتور مهدي الحسيني، خبير الذكاء الاصطناعي، عن مدى قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي في اختراق المعلومات الشخصية للمستخدمين وتحليل أبسط التفاصيل مثل حركة العين أثناء تصفح الهاتف، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للخصوصية.
البيانات الشخصية: كنوز العصر الحديث
يؤكد الدكتور الحسيني أن البيانات الشخصية أصبحت بمثابة "كنوز العصر الحديث"، حيث يعتمد عليها الشركات لتحقيق أرباح ضخمة. وتستفيد الشركات الكبرى من تقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات وتحليلها، مما يساهم في زيادة الأرباح والنفوذ.
يشير الحسيني إلى أن هذه التقنيات قادرة على تتبع حركة العين وتحليل اهتمامات المستخدمين بدقة عالية.
هل نحن مراقبون دون علمنا؟
الكثير من المستخدمين يشعرون بأن الإعلانات أو المحتوى الذي يظهر أمامهم على منصات التواصل الاجتماعي يعكس اهتماماتهم أو أفكارهم الشخصية، وهو ما لا يعد صدفة.
بل هو نتيجة لتحليل متقدم لحركة العين وأنماط الاستخدام، حسب ما يوضح الحسيني. وقد تتخفى هذه التقنيات تحت وعود الشركات بحماية الخصوصية.
قبول الشروط: الثمن الخفي
يحذر الدكتور الحسيني من أن قبول سياسات الاستخدام دون التمعن في التفاصيل يعني إعطاء موافقة غير مباشرة على مشاركة بياناتك الشخصية.
ويشير إلى أن شركات كبرى مثل "ميتا" (مالكة فيسبوك) تعرضت لعقوبات بسبب استخدام بيانات المستخدمين دون علمهم في تطوير برامج الذكاء الاصطناعي.
التقنيات الحديثة: سيف ذو حدين
بينما تحسن تقنيات الذكاء الاصطناعي تجربة المستخدم، مثل تحسين جودة الصور أو تسهيل الأوامر الصوتية، إلا أن هذه التقنيات تحمل جانبًا خطيرًا.
فالمساعدات الصوتية مثل "سيري"، "بيكسبي"، و"جوجل أسيستنت" تقوم بتسجيل بيانات المستخدم لتحسين أدائها، وهو ما قد يشكل تهديدًا حقيقيًا في حال تم استغلال هذه البيانات بشكل غير صحيح.
نصائح للمستخدمين وحماية الخصوصية
يوصي الحسيني المستخدمين بضرورة مراجعة سياسات الخصوصية عند استخدام التطبيقات، واختيار الخدمات التي تضع حماية البيانات كأولوية.
كما دعا الحكومات إلى اتخاذ إجراءات قانونية صارمة لحماية الأفراد من استغلال بياناتهم الشخصية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية:
الذكاء الاصطناعي
الخصوصية
البيانات الشخصية
مراقبة المستخدمين
تحليل البيانات
سياسة الخصوصية
حماية البيانات
ميتا
استخدام التطبيقات
الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.. ما الحل؟
الجديد برس| نشر أليكس دي فريس-غاو، طالب الدكتوراه في معهد الدراسات البيئية بجامعة أمستردام، مقالة في مجلة Joule تناول فيها حجم استهلاك الكهرباء الناتج عن تشغيل تطبيقات
الذكاء الاصطناعي، لا سيما عند الاستجابة لاستفسارات المستخدمين. واستعرض فريس-غاو في ورقته البحثية كيفية حساب استهلاك
الطاقة لمراكز بيانات الذكاء
الاصطناعي على المستوى العالمي، سواء في الماضي أو الحاضر، كما قدّم تقديرات مستقبلية محتملة. وأشار الباحث إلى أنّ مطوّري نماذج اللغة الكبيرة (LLM) مثل ChatGPT اعترفوا
خلال السنوات الأخيرة بالحاجة إلى طاقة حاسوبية هائلة لتشغيل أنظمتهم، وهو ما دفع بعضهم إلى توليد الكهرباء بأنفسهم لتلبية هذه المتطلبات المتزايدة. لكنه أوضح أنّ الشركات أصبحت أقل شفافية خلال العام الماضي بشأن حجم الطاقة التي تستهلكها، وهو ما حفّزه على إجراء دراسة تقديرية شاملة، وفقاً لموقع Tech Xplore.
التأثير على استهلاك الطاقة في مراكز البيانات تُعتبر مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي بالفعل مستهلكاً كبيراً للكهرباء نظراً للطلب المتزايد على موارد الحوسبة في العصر الرقمي الحالي. وتُفاقم إضافة أحمال عمل الذكاء الاصطناعي هذه المشكلة، حيث تتطلب أنظمتها طاقة أكبر للعمل بكفاءة. ووفقاً لدراسات حديثة، يمكن أن تستهلك أحمال عمل الذكاء الاصطناعي طاقة تصل إلى خمسة أضعاف طاقة أحمال العمل التقليدية في مراكز البيانات.
الذكاء الاصطناعي يستهلك كهرباء بحجم دولة خلال دراسته استند دي فريس-غاو إلى تحليل الرقائق التي تصنعها شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، المزوّد الرئيس لشركات مثل إنفيديا. كما اعتمد على تقارير أرباح وتحليلات خبراء بارزين، بالإضافة إلى بيانات حول الأجهزة التي تمّ شراؤها واستخدامها في بناء مراكز البيانات . واستكمل تقديراته من خلال مراجعة المعلومات المتاحة علناً حول استهلاك الكهرباء للأجهزة المستخدمة في تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وقدّر دي فريس-غاو أنّ مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي سيستهلكون نحو 82 تيراواط/ساعة من الكهرباء خلال عام 2024، وهو ما يعادل تقريباً استهلاك دولة بحجم سويسرا. وأجرى دي فريس-غاو حسابات إضافية لتقدير تأثير استمرار النمو السريع، مع افتراض تضاعف الطلب على الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر المتبقية من العام. وبناءً على هذه التقديرات، توصل إلى أنه قد تستهلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي نصف إجمالي الكهرباء المستخدمة في مراكز البيانات حول العالم. ورأت الدراسة أنه يجب على مشغلي مراكز البيانات وشركات التكنولوجيا وصانعي السياسات العمل معاً لوضع حلول مستدامة توازن بين الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي وضرورة الحد من استهلاك الطاقة وتأثيره البيئي. من خلال الاستثمار في تقنيات توفير الطاقة، وتحسين إدارة أعباء العمل، واعتماد مصادر الطاقة المتجددة، يمكن ضمان استمرار تطور الذكاء الاصطناعي دون المساس باستدامة البنية التحتية للبيانات. ورغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى الكفاءة، إلّا أنّ ارتفاع استهلاكه للطاقة يثير مخاوف بيئية متزايدة. ومع ذلك، يمكن تحقيق توازن بين التطور التكنولوجي والاستدامة من خلال تبني تقنيات أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، وتحسين إدارة أعباء العمل، والاعتماد بشكل أكبر على مصادر الطاقة المتجددة، وفقاً لما ذكره موقع Life Technology.