حرب السودان دخلت شهرها الخامس .. «الأبيض» هل عادت الحياة إلى طبيعتها؟
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تأثرت مدينة الأبيض السودانية، غربي البلاد، بتبعات الحرب الحالية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ اندلاعها في الخامس عشر من أبريل الماضي ما أثر كثيراً على حياة الناس.
التغيير- فتح الرحمن حمودة
و تشهد المدينة خلال هذه الأيام حركة شبه طبيعة بعد إنحسار العمليات العسكرية ولكن لم تنحسر تبعاتها بل لا تزال تهدد بعرقلة حياة المدنيين بشكل أكبر.
و عطلت الحرب المستمرة جميع مناحي حياة المدنيين داخل المدينة إذ حصدت أرواح المئات منهم وخلفت الكثير من الجرحى إلى جانب تسببها في إبطاء النشاط الاقتصادي.
وبعد أربعة أشهر من الاشتباكات الدامية بين الجيش والدعم السريع أنحسرت العمليات العسكرية خلال الأيام الحالية الا أنها تسببت في تعطيل حياة المواطنين بالمدينة التي شهدت عدداً من المعارك العنيفة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي.
ضحاياولقي ما لا يقل عن «200» شخصاً على الأقل من المدنيين حتفهم خلال العمليات العسكرية التي أديرت داخل المدينة بين أطراف الإقتتال في أعقاب حرب ما زالت مستمرة في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى لم تنتهي بعد.
وبحسب متابعة «التغيير» فإن المصارف والمتاجر إستأنفت نشاطها نحو ما يقارب الأسبوع وحتى اللحظة و بدأت حركة السير شبه طبيعية بعد إنحسار المواجهات العسكرية بين طرفي الإقتتال بالمدينة.
مشاكلوعلى الرغم من ذلك ما زالت تعاني المدينة من مشكلات عدة من بينها الإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي وإنعدام مياه الشرب في بعض الأحياء إلى جانب إرتفاع أسعار المواد الأساسية بشتى أنواعها ما أدى إلى زيادة الطلب عليها رغم ندرة البعض منها.
ويشتكي عدد من المواطنين تحدثوا لـ «التغيير» فإن الأزمة تفاقمت بسبب الإنقطاع المستمر للطرق المؤدية من وإلى المدينة والتي باتت تنتشر فيها عصابات النهب المسلح وقوات أخرى تتبع للدعم السريع.
وبحسب مصادر قالت لـ «التغيير» إنه ما زال هنالك تواجداً لقوات الدعم السريع في عدد من الاتجاهات والطرق من ضمنها الطريق الرابط بين المدينة ومدن غربية أخرى إلى جانب الطريق الرابط بين مدينة الأبيض ومدن تتبع للولاية الواقعة شرقي الأبيض.
الكهرباءويمضي مواطنون في حديثهم إلى أن انقطاع الكهرباء هدد حياتهم في منازلهم و باتوا يهرعون لتأمين مصدر تيار كهربائي حال إنقطاعه لأطفالهم وكبار السن الذين يعانون اغلبهم من أمراض مزمنة.
وقال تجار كانوا قد تحدثوا لـ «التغيير» إن أسعار المواد الإستهلاكية أصبح مرتبطا بحركة الطرق التي تؤدي من وإلى مدينة الأبيض.
وأشارو إلى أن تلك الطرق إذا حدث بها أي من مظاهر النهب المسلح يؤدي ذلك إلى ارتفاع في الأسعار داخل الأسواق.
وأضاف التجار أنه لأكثر من أسبوع هنالك انخفاضا في أسعار المواد الاستهلاكية خاصة زيوت الطعام التي كانت قد ارتفعت بصورة جنونية إلى جانب مواد أخرى خلال الأيام الماضية.
الشرطةوقالت مصادر لـ «التغيير» إنه من المقرر أن تفتح جميع أقسام الشرطة داخل المدينة خلال الأيام المقبلة ويجرى العمل حاليا في تجهيزات ونظافة المقار الشرطية بعد أن أغلقت لشهور بسبب القتال الدائر في المدينة.
وأكدت أن النيابة العامة بالمدينة استأنفت نشاطها وبدأت العمل جزئياً بصورة يومية حتى منتصف النهار ونوهت إلى أن هنالك ترتيبات أخرى لعودة وفتح مقر شرطة المرور والسجل المدني بالمدينة.
وما زالت الوزارات الحكومية مغلقة أبوابها بسبب عدم توفر المرتبات لأغالبية المواظفين العاملين بها وحتى الآن لم تتحرك حكومة الولاية في معالجة الأمر لعودة فتح هذه المؤسسات حتى يعود الموظفين لممارسة نشاطهم.
وعلى الرغم من أن الحركة الشبه طبيعية للمدنيين داخل المدينة إلا أن المخاوف من عودة تجدد الاشتباكات بين أطراف الإقتتال وسط المدينة.
نازحوناما النازحون داخل المدينة ما زالوا يواجهون حياة محفوفة بالمخاطر الناجمة عن ضعف الخدمات وعدم وصول المساعدات الإنسانية والتأثيرات المستمرة للحرب الحالية.
ورغم الأوضاع المتردية ظلت الجهود المحلية التي يقدمها المدنيين وبعض منظمات المجتمع المدني للنازحين متواصلة داخل المدينة بسبب الحرب وما تبع ذلك من حالات لعمليات النهب المسلح في بعض المناطق التي تتبع جغرافيا لولاية شمال كردفان.
مغادرةو مع بداية الحرب كان قد غادر المئات من مواطني إدارية البركة بولاية شمال كردفان منازلهم باحثين عن الأمن المفقود بسبب تكرار حالات النهب المسلح على مناطقهم التي يأملون العودة إليها قريبا لإعادة تعميرها بعد اسقرار الأوضاع.
وتسببت الحرب المستمرة في موجات نزوح وفوضى ونهب مسلح تحولت على إثرة إدارية البركة بولاية شمال كردفان إلى منطقة غير آمنة.
ومؤخرا فر الغالبية من سكان المنطقة إلى مناطق اخرى آمنة بعضهم قرر الاستقرار بمنطقة كازقيل وأخرين زحفوا نحو مدينة الأبيض.
وباتت المدينة تضم عددا من معسكرات النزوح وزعت على نحو مدارس حكومية مُتفرقة كمراكز ايواء تتوزع بين وسط وشرق المدينة.
وانضمت لاحقا إليها خلال الأيام القليلة الماضية معسكرات أخرى من بينها مدرستي ود إلياس وفلسطين بنين وبنات إلى جانب مدرسة زاكي الدين بنين وبنات.
حظروكان قد دخلت الأبيض في حظر تجوال فرضته حكومة شمال كردفان إلا أنه لم يطبق في مدن ومحليات أخرى تتبع للولاية نسبة لتواجد قوات تتبع للدعم السريع على أطرافها ولم تصلها الاشتباكات.
وأصبحت مدينة الأبيض إحدى مدن الاقتتال الرئيسية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي بالعاصمة الخرطوم وولايتي كردفان ودارفور.
وتعتبر الأبيض مدينة استراتيجية تربط بين كثير من مدن البلاد كما أنه يوجد بها أكبر سوق للصمغ العربي إلى جانب خط أنابيب البترول الذي يمر عبرها ومصفاة للتكرير.
الوسومالأبيض الأسعار الجيش الحرب الدعم السريع شمال كردفان نازحينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأبيض الأسعار الجيش الحرب الدعم السريع شمال كردفان نازحين
إقرأ أيضاً:
منها «الكوكايين» في البيت الأبيض.. مكتب التحقيقات الفيدرالي يعيد فتح قضايا مثيرة للجدل
أعلن نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI)، دان بونجينو، إعادة فتح التحقيق في ثلاث قضايا أثارت جدلاً واسعاً في الرأي العام الأميركي، أبرزها العثور على مادة الكوكايين داخل البيت الأبيض، إلى جانب زرع قنابل أنبوبية في واشنطن عام 2021، وتسريب مسوّدة قرار قضائي من المحكمة العليا.
وفي بيان عبر منصة “إكس”، قال بونجينو إنه أعاد تقييم عدة ملفات “مرتبطة بفساد محتمل في القطاع العام” فور توليه مهامه، مشيراً إلى أن هذه القضايا “أثارت اهتماماً عاماً لأسباب وجيهة”، وأنه يتم حالياً تخصيص موارد إضافية لها وتلقّي تقارير أسبوعية عن سير التحقيقات.
ودعا بونجينو الجمهور إلى مشاركة أي معلومات قد تساعد في التقدّم بالتحقيقات، في وقت تواجه فيه بعض هذه القضايا اتهامات بتقصير أمني وتستّر، خصوصاً من قبل نواب الحزب الجمهوري.
تعود قضية “الكوكايين في البيت الأبيض” إلى يوليو 2023، حين عُثر على مادة الكوكايين داخل أحد الأروقة المسموح بدخول مئات الأشخاص إليه، خلال عطلة يوم الاستقلال في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
رغم التحقيقات الأولية، أعلنت الخدمة السرية في 12 يوليو من العام ذاته إغلاق الملف بسبب “عدم كفاية الأدلة”، وهو ما قوبل بانتقادات حادة من الجمهوريين الذين تساءلوا عن فشل الأجهزة الأمنية في تحديد هوية المشتبه به داخل أحد أكثر المباني تحصيناً في العالم.
أما القضية الثانية فتتعلق بتسريب مسوّدة قرار المحكمة العليا في قضية “دوبس ضد منظمة جاكسون لصحة المرأة”، والتي كانت أساساً لإلغاء حكم “رو ضد ويد” التاريخي بشأن الحق في الإجهاض.
ورغم تحقيق داخلي سابق أجرته المحكمة، لم يتم الكشف عن هوية من سرّب المسودة، ما أثار الشكوك حول أمن المعلومات في أعلى سلطة قضائية في البلاد، وعزز المطالب بإجراء مراجعات أمنية موسّعة.
القضية الثالثة تتعلّق بزرع قنبلتين أنبوبيتين قرب مقري الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن، عشية اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، ورغم تسجيلات الفيديو المتوفرة، لم تتمكن السلطات حتى الآن من تحديد هوية الفاعل، وهو ما وصفه مراقبون بأنه إخفاق أمني مقلق.
وكانت القضية محل اهتمام مبكر من مدير الـFBI الحالي، كاش باتيل، قبل تسلّمه منصبه رسمياً، كما شكّلت محوراً للعديد من جلسات الاستماع في الكونغرس.
إعادة فتح هذه الملفات الحساسة يأتي في وقت يشهد تصعيداً سياسياً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، خاصة مع اقتراب الانتخابات، وسط اتهامات للأجهزة الأمنية بالتقصير أو التسييس، مما دفع مكتب التحقيقات إلى محاولة استعادة الثقة من خلال مراجعة هذه القضايا التي لا تزال دون إجابات حاسمة.