أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق تمير هايمان أن فرض حكم عسكري في قطاع غزة حسب المخططات الحالية، لن يؤدي إلى تحقيق هدفي إسرائيل الرئيسيين في الحرب على غزة.

 

ولفت الرئيس الحالي لـ"معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب هايمان إلى أن الهدفين هما "إعادة الرهائن المحتجزين في القطاع والقضاء على حركة حماس".

ورأى أن المؤشرات الحالية تظهر أن "الجيش الإسرائيلي لن يغادر غزة في السنوات القريبة. والواقع الأمني الحالي في غزة هو الواقع الذي سيرافقنا في المستقبل المنظور"، وفق ما جاء بمقاله المنشور في الموقع الإلكتروني للقناة 12 العبرية.

 

وأضاف أنه "من الناحية العملياتية، ينتشر الجيش الإسرائيلي، حاليا، حول قطاع غزة وداخل مناطق في القطاع على طول الحدود، ويشكل منطقة عازلة. كما أن الجيش الإسرائيلي يسيطر بشكل دائم على محور فيلادلفيا، وبتموضع في منطقة واسعة تقسم القطاع في منطقة محور نيتساريم".

 

ولفت إلى أنه "على ما يبدو اتخذ قرار بالبقاء لفترة غير محدودة في هذه المنطقة، واستغلالها كقاعدة لانطلاق توغلات وعمليات خاصة للجيش الإسرائيلي وقوات الأمن إلى داخل المناطق المبنية، إلى حين إنهاء وجود حماس العسكري".

 

وشدد هايمان على أنه "لا توجد أي إمكانية عسكرية لإعادة جميع الـ101 مخطوف ومخطوفة بواسطة عملية عسكرية، ومعظم الخبراء والمفاوضين يدركون أن صفقة مخطوفين (تبادل أسرى) هي الطريقة الوحيدة لإعادتهم إلى الديار، الأحياء والأموات".

 

وأضاف في ما يتعلق بإسقاط حكم "حماس"، أنه "ليس هناك خطة فعلية قابلة للتنفيذ تعتزم إسرائيل إخراجها إلى حيز التنفيذ. وذلك لأن السلطة الفلسطينية تعتبر من جانب صناع القرار وفي أوساط واسعة في الجمهور الإسرائيلي أنها غير شرعية، ولأن الدول العربية في الخليج والمجتمع الدولي لن يدخلوا إلى القطاع بدون تعهد بأن تكون السلطة الفلسطينية عنصرا مركزيا في السيطرة في القطاع".

 

واعتبر هايمان أن "الحكم العسكري، وهو خطة ناجعة من الناحية التكتيكية، لكنها خطة سيئة جدا من الناحية السياسية والإستراتيجية – وكذلك ثمنها الهائل من حيث الميزانية ومن حيث رصد قوى بشرية لتنفيذها".

 

وأضاف أن فرض حكم عسكري هو "فوضى متعمدة، بمعنى استمرار الوضع الراهن فعليا، وإسرائيل لن تعيد إعمار القطاع. وعلى الرغم من أن سيطرة حماس على توزيع المساعدات الإنسانية تعزز قوتها، فإن العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي تضعفها. والأمر الذي سيحسم بين هذين الاتجاهين المتناقضين هو الفترة المتاحة لنا. وإذا كان لإسرائيل نفس طويل للعمل، سيتحقق وضع تتحول فيه حماس إلى حركة ليست ذا صلة بالواقع، وتنقرض كتهديد. والسؤال هو هل سيسمح المجتمع الإسرائيلي والأسرة الدولية لحكومة إسرائيل بالحصول على هذا الوقت؟".

وفيما يدعون في إسرائيل، ومن ضمنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أنه لا توجد نية بفرض حكم عسكري، "فقد بقينا مع الخيار الثاني الذي سيطبق على ما يبدو"، حسب هايمان، الذي أشار إلى "أفضلياته" وسلبياته، مضيفا "إحدى الأفضليات هي حرية العمل العسكري. وهذه حرية عمل ستؤدي إلى تآكل قدرات حماس العسكرية مع مرور الوقت، وعلى ما يبدو ستقلص صفوفها".

 

وتابع: "وأفضلية أخرى، بنظر الحكومة الإسرائيلية، هي أن الامتناع عن اتخاذ قرار حول الجهة السلطوية التي ستدير الشؤون المدنية في قطاع غزة سيقلل الأزمات السياسية (داخل الحكومة)، وكذلك عدم دفع ثمن لقاء صفقة المخطوفين الذي سيخفض التوتر داخل الائتلاف. وأولئك الذين يتطلعون إلى سيطرة إسرائيلية مدنية في قطاع غزة – إعادة الاحتلال والاستيطان – سيحسنون مواقفهم، لأن استمرار الوضع الراهن يعزز احتمالات ذلك".

 

وأشار هايمان إلى أنه من الجهة الأخرى، وبين "سلبيات الخيار الثاني"، سيحدث "تآكل عسكري لقوات الجيش الإسرائيلي بصورة دائمة وفي جميع المناطق: إصابات جسدية ونفسية، تآكل (قدرات) جنود الاحتياط، وتدهور الطاعة وأخلاقيات القوات النظامية نتيجة الأعباء الهائلة". ‏مضيفا أن أمرا سلبيا آخر سيتمثل "باستمرار عزلة إسرائيل مقابل ديمقراطيات ليبرالية – غربية، وخاصة في أوروبا وفي الحيز التجاري الاقتصادي مقابل الولايات المتحدة أيضا". محذرا من "موت المخطوفين في الأسر، طالما تستمر الحرب بموجب هذا المفهوم لن تكون هناك صفقة".

 

ولفت هايمان إلى أنه "رغم أفضليات البديل الذي جرى اختياره، فإن سلبياته أكثر. والثمن الذي سندفعه في تآكل الأمن القومي أكبر من الإنجاز العسكري الذي سنحققه. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التضحية بالمناعة الاجتماعية، وتآكل قدرات الجيش الإسرائيلي، وتشكيل خطر على الاقتصاد، وتقويض مكانة إسرائيل الدولية، مقابل تعميق الإنجاز في أحد أهداف الحرب – القضاء على حماس – وخلال ذلك تنازل مطلق عن الهدف الآخر للحرب – إعادة المخطوفين".

 

وخلص إلى أنه "بالرغم من تعقيدات البديل الذي أهملناه (أي اقتراح إدارة بايدن)، ففي حال اقترحت إدارة ترامب العودة إلى حل في غزة يشمل تطبيع علاقات مع السعودية، وحكم فلسطيني بديل في غزة لا يشمل حماس، فإنه من الأجدى لنا أن نوافق عليه".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فرض حكم عسكري قطاع غزة الحرب على غزة الجیش الإسرائیلی حکم عسکری قطاع غزة إلى أنه إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس الكنيست الإسرائيلي يدعو لإقامة دولة فلسطينية في لندن أو باريس


جدد رئيس الكنيست في دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمير أوحانا، مهاجمته عددا من القادة الغربيين الذين يدفعون باتجاه الاعتراف بدولة فلسطينية ، معتبرا أن مثل هذه الخطوة تمثل انتصاراً كبيرا لحركة المقاولة الإسلامية الفلسطينية " حماس"، على حد وصفه.

جاء ذلك في تصريحات لوسائل إعلام غربية، وجه خلالها انتقادات مباشرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى جانب قادة آخرين أعلنوا تأييدهم لقيام دولة فلسطينية.

وقال يوحانا في رسالة لماكرون وستارمر: "إذا أردتم إقامة ما تسمونه دولة فلسطينية، فأقيموها في لندن أو باريس، لأننا لن نكافئ الفظائع التي ارتكبت في السابع من أكتوبر".

وأوضح أوحانا أن "الاعتراف بدولة فلسطينية بعد هذه الهجمات سيعني من وجهة نظر حماس، نجاحا".

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في تصريحات الخميس 14 آب/أغسطس ، إن لندن تعارض الخطط الإسرائيلية التي من شأنها تقسيم الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى شطرين.
وتحدث الوزير البريطاني، عن خطط الاستيطان الإسرائيلي الجديدة قائلا: " إنها انتهاك صارخ للقانون الدولي ويتعين وقفها الآن".


وسبق أن ردد أوحنا نفس التصريحات خلال كلمة له ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات في جنيف الذي انعقد في الـ30 من تموز/يوليو الماضي، قائلا " إذا أرادت دول أوروبية إقامة ما يسمونها دولة فلسطينية فعليهم إقامتها في لندن وباريس التي أصبحت شبيهة أكثر بالشرق الأوسط". حسب تعبيره.

اقتراح أوحانا أثار موجة غضب واستنكار داخل قاعة المؤتمر حينها ، ما دفع وفود عدة دول عربية إلى الانسحاب أثناء بدء كلمته.

غادرت العديد من الوفود العربية والإيرانية والأوروبية قاعة المؤتمر أثناء إلقاء رئيس الكنيست الإسرائيلي كلمته، وذلك خلال مؤتمر لرؤساء البرلمانات في مقر الأمم المتحدة بجنيف.

وصرح رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوحانا، من قاعة البرلمان السويسري: "يمكن إقامة الدولة الفلسطينية في لندن… pic.twitter.com/euFXblSZ89 — Tamer | تامر (@tamerqdh) July 30, 2025
"تسونامي الاعتراف" بدولة فلسطين يجتاح أوروبا
وفي 24 تموز / يوليو 2025، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا قررت الاعتراف بدولة فلسطين وفاء بالتزامها التاريخي بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط , كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو، أن 15 دولة وجّهت نداء جماعيا تعتزم فيه الاعتراف بدولة فلسطين.

كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين بحلول أيلول / سبتمبر أيضا، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة وتلتزم بحل الدولتين وتمتنع عن ضم الضفة الغربية.

والى جانب فرنسا وبريطانيا، انضمت كندا وأستراليا، العضوتان في مجموعة العشرين، إلى هذا النداء المشترك, كما وقّعت دول أخرى على الدعوة، وهي أندورا وفنلندا وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا، إلى جانب النرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.

وأعربت 9 دول منها (لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية) عن استعدادها أو اهتمامها الإيجابي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي أندورا وأستراليا وكندا وفنلندا ولوكسمبورغ، وكذلك مالطا ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو.

وصدر البيان المشترك بالتنسيق مع دول سبق أن اعترفت أو أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، ومن بينها إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج وفرنسا ومالطا.

وجاء هذا البيان في ختام مؤتمر وزاري عقد يوم الـ28 من تموز/يوليو في نيويورك برعاية فرنسا والسعودية، بهدف تسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية.

كما أعلنت أكثر من 140 دولة عن اعترافها بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره , وهو تحرك دولي واسع وصفه قياديون فلسطينيون بـ"تسونامي الاعتراف".

في وقت أشار فيه وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنتوني بلينكن إلى أن هذه الخطوة "صحيحة أخلاقيًا" وتعكس إجماعًا دوليًا، لكنها مشروطة بمجموعة من الالتزامات لضمان عدم تهديد أمن إسرائيل واستقرار السلطة الفلسطينية.


وأكد تقرير نشرته صحيفة تايمز أن التحرك الرمزي الذي تسير فيه بريطانيا على خطى فرنسا قد لا يُحدث فرقا كبيرا ، خاصة في ظل الرفض الإسرائيلي الصارم والاعتراض الأميركي المتوقع داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

لكن لهذه الخطوة دلالات سياسية ودبلوماسية مهمة، خاصة أن بريطانيا كانت أول من مهّد لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين من خلال وعد بلفور عام 1917، حسب التقرير.

أما صحيفة إندبندنت فقد خلص تقرير لها إلى استنتاجات مشابهة، مشيرا إلى أن الاعتراف البريطاني وإن لم يغيّر الوضع القانوني لفلسطين داخل الأمم المتحدة , إلا أنه يحمل رسائل سياسية قوية ويُبرز حجم التباين بين السياسات الأميركية والأوروبية تجاه القضية الفلسطينية.

وتتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، في ذات الوقت الذي تواصل فيه تل أبيب حربها على قطاع غزة وموافقة حكومتها على خطة لاحتلال القطاع بالكامل رغم التحذيرات الدولية والكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع الذي تسببت الحرب في استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة نحو 154 ألفا آخرين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

مقالات مشابهة

  • شهداء وجرحى في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة
  • البرلمان العربي يدين مخطط الاحتلال لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية بالضفة 
  • حقيقة الصورة المنسوبة للحظة اعتقال جنرال إسرائيلي في هولندا
  • رئيس الكنيست الإسرائيلي يدعو لإقامة دولة فلسطينية في لندن أو باريس
  • حماس: إعلان سموتريتش عن خطته تمثل مخطط ضم وتهجير ومنع دولة فلسطينية
  • إسرائيل تعتزم استدعاء 100 ألف عسكري لاحتلال غزة
  • جنرال إسرائيلي يستعرض ثلاث فرضيات خاطئة للتعامل مع غزة
  • جنرال احتياط في جيش الاحتلال: حماس تحقق أهدافها بثبات 
  • حماس تدعو لمظاهرات عالمية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة
  • محمد قريقع مراسل الجزيرة الذي اغتاله الاحتلال