خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته البرية جنوبي لبنان
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة صور تعكس تعثر العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد شنت سلسلة غارات على مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن جنوبية كصور والناقورة، مستهدفة مباني سكنية وأحياء مكتظة، وهذا تسبب في دمار واسع وتهجير العديد من السكان.
وأوضح الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري في جبهة لبنان أن القصف الإسرائيلي للمربعات السكنية يهدف إلى تهجير السكان وإحداث دمار واسع، مشيرا إلى نفاد بنك الأهداف لدى جيش الاحتلال.
وبين أن القصف اليومي لأحياء جديدة يشير إلى الارتباك الواضح في الميدان وعدم قدرة الاحتلال على تحقيق أهداف المرحلة الثانية من العملية البرية.
وأكد الفلاحي أن المناورة البرية في المرحلة الثانية تواجه فشلا كبيرا بسبب الخسائر البشرية واللوجستية، حيث تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر تقدر بـ110 جنود، فضلا عن تدمير دبابات وانسحابات متكررة من مواقع القتال.
وأشار إلى أن هذا الفشل تسبب في توتر داخل القيادات العسكرية الإسرائيلية، مع مطالبات بإقالة قيادات بارزة مثل قائد لواء غولاني.
الطبيعة الجغرافيةوأوضح الخبير العسكري أن الطبيعة الجغرافية للمناطق اللبنانية، بما فيها المرتفعات والوديان، تزيد من صعوبة تحقيق تقدم ميداني للجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد بشكل كبير على القصف المدفعي والجوي.
وأضاف أن تلك الطبيعة تحد من حركة الآليات والمدرعات وتجبر القوات المهاجمة على الاعتماد على المشاة، ما يعقد العمليات بشكل كبير.
وأشار إلى أن الاحتلال لجأ إلى تغيير محاور الهجوم، لا سيما في مناطق مثل شمع والبياضة، ولكنه فشل في تحقيق أي اختراقات رغم قصر المسافات.
وذكر أن حزب الله يعتمد على تكتيكات قتالية تستهدف استدراج القوات الإسرائيلية إلى مناطق تُعرف بـ"منطقة القتل"، وهذا يكبد الاحتلال خسائر كبيرة.
وتطرق الفلاحي إلى تعثر العمليات في مناطق مثل بنت جبيل والخيام، حيث شهدت انسحابات إسرائيلية متكررة بسبب الخسائر.
وأكد أن استمرار هذا التعثر قد يؤدي إلى وقف العمليات البرية مؤقتا لإعادة التنظيم، وهو ما يعكس حالة الضعف في التخطيط والتنفيذ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الشرطة الإسرائيلية: الأوضاع صعبة في موقع الهجوم الصاروخي الإيراني
أكدت شرطة الاحتلال الإسرائيلية أن الأوضاع في موقع الهجوم الصاروخي الإيراني وسط إسرائيل "صعبة ومعقدة"، وذلك في أعقاب موجة من القصف المكثف الذي استهدف مناطق متعددة، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وتصاعدت المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، بعد أن شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً واسعاً على العاصمة الإيرانية طهران، تحت اسم "الأسد الصاعد".
واستهدفت الضربة عشرات المواقع النووية والعسكرية باستخدام طائرات مقاتلة، ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إعلان حالة الطوارئ العامة في جميع أنحاء البلاد.
في المقابل، ردّت طهران بسلسلة من الهجمات الصاروخية، جاءت على مراحل، كان أعنفها الهجوم الليلي مساء السبت 15 يونيو. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية انتشال جثث من تحت أنقاض مبنى دمره القصف وسط البلاد، ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 7 آخرين في ثالث موجات القصف.
على الجانب الإيراني، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية صباح الاثنين 16 يونيو، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 224 قتيلاً وأكثر من 1000 جريح، نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ومراكز أبحاث ومقار استراتيجية قرب طهران خلال الأيام الماضية.
التصعيد يعرقل الجهود الدبلوماسية
جاء هذا التصعيد في وقت حساس، إذ كان من المقرر عقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، برعاية سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط بين الطرفين. إلا أن المباحثات تم تعليقها، بعد أن وصفت إيران الهجمات الإسرائيلية بأنها "إعلان حرب"، مؤكدة أن التفاوض في ظل التصعيد العسكري "لم يعد ذا جدوى".
تغيير في قواعد الاشتباك
يمثل الهجوم الإسرائيلي تحولاً استراتيجياً في طبيعة الصراع، حيث انتقلت تل أبيب من ضرب وكلاء إيران الإقليميين إلى استهداف العمق الإيراني مباشرة، بما في ذلك مراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة. وردّت طهران بالمثل، من خلال إطلاق صواريخ باليستية باتجاه العمق الإسرائيلي، في تصعيد ينذر بانفجار إقليمي قد يتوسع ليشمل أطرافًا أخرى.