عمير العشيت

alashity4849@gmail.com

يقع الحي التجاري الذي أنشأ في أواخر التسعينات من القرن الماضي في قلب مدينة صلالة، ويغلب عليه التخطيط الهندسي الحديث الذي يبدو واضحاً على المباني والأبراج والفنادق الراقية والبنوك التجارية والشوارع ومواقف المركبات، وبات المنظر في ولاية صلالة كلوحة معمارية ومظهر حضاري متطور تضاف إلى المنجزات الوطنية المنتشرة على أرض هذا الوطن الغالي.

ويوجد فيه كذلك العديد من مقرات المؤسسات الحكومية، وجامع السلطان قابوس، ومبنى مجمع بلدية ظفار-الذي ما زال التشييد فيه كما هو في السابق بطيئًا جدًا- وغرفة تجارة وصناعة عُمان، والهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمحفظة العُمانية للأوراق المالية، وعدد كبير من مؤسسات القطاع الخاص؛ ويعد إحدى أبرز المحطات التجارية والإدارية في محافظة ظفار، ونقطة تجمع للكثير من رجال الأعمال، ناهيك عن المحلات والمطاعم والمقاهي المنتشرة في جميع المواقع.

بيد أنَّ هناك عقبة كَأداءً حالت دون ظهور هذا الحي التجاري المخطط له كمركز وتجمع تجاري مهم في المحافظة بالشكل المطلوب، نتيجة وجود السوق المركزي، في قلب محيطه، الذي يفترض أن يكون خارج الحي التجاري كما هو معمول في كافة محافظات السلطنة وفي المخططات الهندسية العالمية، كما أنه من النادر جدا أن تجد سوقا يباع فيه الأسماك واللحوم والخضار والفواكه بصورتها التقليدية في الأحياء التجارية.

لقد أُنشأ السوق المركزي في 23 نوفمبر 1984، ومن الممكن أن يكون عمره الافتراضي قد انتهى، وتقام فيه العديد من الأنشطة التجارية منها بيع الأسماك واللحوم والخضار والتمور والنارجيل والحرف التقليدية، وهو مازال بحالته الهندسية القديمة المكون من الدور الأرضي وحاراته الضيقة ومحلاته الصغيرة والبسطات التي تباع على أرضيته الأسماك الصغيرة والخضار والفواكه المحلية والسمن البلدي، إضافة إلى أكشاك مفتوحة لقطع وتنظيف الأسماك، ومشاوي الأسماك، وفيه مصلى صغير متواضع يمتلئ بالمصلين والبعض منهم يصلون في المساحات الخارجية. ويبدو وضعه وكأنه حالة استثنائية لا تتطابق مع المنشآت الحديثة المقامة حول هذا الحي التجاري الراقي، ناهيك عن انبعاثات روائح الأسماك واللحوم والخضار والفواكه المنتهية والمتعفنة في السوق، لا سيما أثناء فترة موسمي الصرب والصيف، التي تتزايد فيهما درجات الحرارة وارتفاع معدل الرطوبة وهما محفزان بانتشار الروائح الكريهة والمزعجة في المنطقة بمساعدة الرياح الموسمية المتجهة من الجنوب إلى الشمال، حيث يستشعر بتلك الروائح المقيم في هذا الموقع، والتي قد تشكل هذه الظاهرة مشكلة بيئية وصحية يسبب تلوث الهواء، وأيضا في نفور السكان من هذه المنطقة التجارية المهمة، إذا ما لم يكن هناك حلول سريعة ورادعة لهذه الظاهرة الخطيرة.

وعلى الرغم من العمل الدؤوب لبلدية ظفار في القيام بواجباتهم إزاء تنظيف السوق، ومحاولتهم للقضاء على هذه الروائح، إلّا أنه لا يمكن السيطرة عليها، كونها متطايرة بسبب عدم الالتزام بالشروط البيئية، وعرض أغلب هذه المواد في مواقع مكشوفة، وسوء التقيد بعمليات تخزين البضائع في الواقع الصحيحة، وكذلك مخلفات بقايا الأسماك الموجودة في موقع تقطيع الأسماك.

لذا.. فإننا نناشد مكتب محافظ ظفار وبلدية ظفار، تحويل السوق المركزي إلى مكان آخر، بعيدًا من الأحياء السكنية والتجارية، واستغلال مساحته المتبقية بإنشاء مسجد وحديقة عامة؛ نظرًا لعدم وجود مثل هذه المنشآت في هذا الموقع، وبهذا التوجه ستتحقق الفائدة الاقتصادية المرجوة لهذا الحي التجاري والتي تتماشى مع سياسة عُمان الاقتصادية وفتح منافذ للمستثمرين ورجال الأعمال الجُدد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تقييم المشاركين في مسابقتي الشعر الشعبي والفصيح بنادي صلالة

تواصل اللجنة الشبابية بنادي صلالة تنفيذ مختلف مجالات المرحلة الأولى من مسابقة الأندية للإبداع الثقافي على مستوى النادي للفئات العمرية (17- 29) وقد تم تقييم المشاركين في مسابقتي الشعر الشعبي والشعر الفصيح بقاعة النادي وسط منافسة قوية بين المشاركين، إذ تعد مسابقة الأندية للإبداع الثقافي احد البرامج المهمة لتطوير مهارات الشباب في مختلف المجالات، والتي تنفذها وزارة الثقافة والرياضة والشباب في موسمها العاشر وتحظي باهتمام كبير من قبل اندبة سلطنة عُمان.

وتعتبر مسابقة الشعر الشعبي احد المسابقة الشعرية الموجهة للشباب المبدع بهدف اكتشاف إبداعاتهم وتجاربهم الشعرية الشعبية الجديدة وتشجيعهم على التنافس وتنمية القدرات اللغوية والأدبية لديهم من خلال كتابة قصيدة جديدة في كل مرحلة من مراحل المسابقة، و من اهم الإشتراطات الفنية للمسابقة هي ان المجال مفتوح لكافة المضامين الشعرية ، ويحب أن يكون النص من إبداع المشارك شخصياً، وأن يكون تقديم النص بالإلقاء أمام لجنة التحكيم ، وأن يكون النص المشارك حديث ولم يسبق نشره أو المشاركة به في أية مسابقة أو فعالية أو جهة أخرى.

وقد خلصت نتائجها بحصول المتسابق عبدالله بن سعيد علي المعشني على المركز الأول، وجاء في المركز الثاني المتسابق سيف بن محمد حمدان الجنيبي واما المركز الثالث فكان من نصيب المتسابق عدنان بن سعيد غفل الشحري.

أما مسابقة الشعر الفصيح فهدف إلى اكتشاف الموهوبين والمبدعين في مجال الشعر الفصيح وإبرازهم ، وإكساب الثقة للمشاركين وبث روح المنافسة بينهم ، و الإسهام في تنمية الاتجاهات الأدبية للمشاركين ورعايته. وقد خلصت نتائجها بحصول المتسابقة أزهار بنت حمد محمد البوسعيدي على المركز الأول، وجاءت في المركز الثاني المتسابقة صفاء بنت عبدالله حمد الحمداني والمركز الثالث فاطمة بنت محمد بيت سعيد.

وحول المسابقة قال عبدالله بن سعيد المعشني الحاصل على المركز الاول في مسابقة الشعر الشعبي: شهدت المسابقة منافسة قوية بين المشاركين من خلال ما تم تقديمه من إشعار وكلمات التي ابهرت كافة اعضاء اللجنة وكان لها اثر كبير في تقارب النتائج بين كافة المتسابقين، مشيرا إلى إن فكرة إقامة المسابقة ضمن مسابقة الاندية للابداع الثقافي في موسمها العاشر تعتبر ميزة قيمة لها المسابقة من خلال استقطاب وتشجيع المجيدين في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • الغرف التجارية تفتح النار على ارتفاع الأسعار| المواد الخام محلية بنسبة 100%
  • حلقة عمل لمناقشة مشروعي قانوني "المعاملات التجارية" و"السجل التجاري"
  • تقييم المشاركين في مسابقتي الشعر الشعبي والفصيح بنادي صلالة
  • لقاءان في الدور قبل النهائي بالدوري العام للهوكي .. غدًا
  • الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في صلالة
  • الليمون يسجل 1.25 دينار للكيلو في السوق المركزي
  • قوات الانتقالي تفرق تظاهرة شعبية حاشدة في عدن بالرصاص الحي
  • متابعة الأوضاع الاقتصادية والنشاط التجاري والأرقام القياسية لأسعار المستهلك
  • مؤشرات وول ستريت على أعتاب السوق الصاعدة مع هدوء مخاوف الحرب التجارية
  • تعرف على أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي