تقرير تركي يوثق الإبادة بغزة ويدعو لإستراتيجية جديدة لملاحقة إسرائيل
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
أنقرة- أطلقت مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة التركية تقريرا يعدّ أول وثيقة رسمية بهذا الحجم تصدر عن تركيا لتوثيق الجرائم الإسرائيلية في فلسطين، بما في ذلك الإبادة الجماعية في غزة.
وأشرف على إعداد التقرير فريق أكاديمي متخصص، مستندا إلى وثائق تاريخية وقانونية وصور أرشيفية ومعلومات مستقاة من مصادر موثوقة، ومن ذلك أرشيف البرلمان التركي ووكالة الأناضول.
وأُصدر التقرير الذي حمل عنوان "انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين والإبادة الجماعية في غزة" اليوم الثلاثاء، في قاعة الاحتفالات الكبرى بمقر البرلمان التركي في أنقرة، بحضور عدد من المسؤولين البارزين، من بينهم وزير العدل التركي يلماز تونتش، ورئيس البرلمان نعمان قورتولموش، إلى جانب شخصيات حقوقية وأكاديمية وإعلامية.
قدم التقرير المؤلف من 4 أقسام رئيسية تحليلا شاملا للجذور التاريخية للصراع، وركز على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة ومناطق فلسطينية أخرى.
وتناول القسم الأول "نشأة المشروع الصهيوني"، محللا الأسس الدينية والتاريخية التي استُخدمت لتبرير قيام إسرائيل، وسلط الضوء على التحول التدريجي لسياساتها نحو العدوان المنهجي ضد الفلسطينيين.
أما القسم الثاني، فاستعرض انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها إسرائيل قبل تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي شهد تصعيدا عسكريا واسع النطاق في غزة.
وفي القسم الثالث، ركز التقرير على الجرائم التي عمّت المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجي، ومن ذلك استهداف المنازل والمدارس والمستشفيات ودور العبادة، وهي جرائم عدّها التقرير انتهاكا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وأخيرا، في قسمه الرابع، أكد التقرير ضرورة صياغة إستراتيجية جديدة لمواجهة إسرائيل وسياساتها، مشددا على أهمية تبنّي لغة جديدة أكثر شمولا وفعالية لمحاسبة إسرائيل، بعيدا عن الحلول التقليدية التي أثبتت فشلها في كبح العدوان الإسرائيلي.
وأكد التقرير أن إسرائيل أظهرت مرارا وتكرارا عدم استعدادها للتوصل إلى حلول سلمية عبر المفاوضات، وذلك يستدعي تبنّي أدوات متعددة الأبعاد لمواجهتها، تشمل:
فرض عقوبات صارمة على إسرائيل لردعها عن الاستمرار في انتهاكاتها. إطلاق حملات دبلوماسية وقانونية لتجريم قادة الاحتلال دوليا. دعم الحقوق الفلسطينية عبر المؤسسات الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.وشدد التقرير على أن هذه الخطوات ليست خيارا، بل ضرورة ملحّة لوقف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، مشيرا إلى أن استمرار التخاذل الدولي يعزز إفلات إسرائيل من العقاب.
دعم رسميوخلال فعالية الإعلان عن التقرير، ألقى وزير العدل التركي يلماز تونتش خطابا وصف فيه التقرير بأنه خطوة تاريخية نحو فضح جرائم إسرائيل التي "لا يمكن أن تمر دون محاسبة"، مشيرا إلى أهمية التعاون الدولي لتحقيق العدالة.
وقال إن "التقرير يقدم توثيقا دقيقا للانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين، ليس فقط من خلال الهجمات العسكرية، بل باستخدام أدوات اقتصادية تهدف إلى تدمير المجتمع الفلسطيني".
وأضاف الوزير أن إسرائيل لا تزال تتحدى القوانين الدولية والإنسانية مدعومة بصمت المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الهجمات الإسرائيلية على غزة تسببت في خسائر بشرية فادحة. وذكر أن 41 ألف فلسطيني فقدوا حياتهم، بينما تجاوز عدد الجرحى 97 ألف شخص، وفقا للإحصائيات التي استند إليها التقرير.
من جهته، أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش في كلمته أن إسرائيل لم تعد دولة فوق القانون، وقال "اليوم نشهد نهاية الوهم القائل إن إسرائيل لا يمكن محاسبتها، وإن قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت يعد دليلا على ذلك". وأضاف "إسرائيل تعيش الآن أسوأ أيامها، والمجتمع الدولي مطالب بالوقوف بحزم ضد جرائمها".
بدوره، وضح رئيس مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة التركية محمد كليتش أن التقرير يتضمن شهادات حية لضحايا فلسطينيين تعرضوا للجرائم الإسرائيلية، وأكد أن هذه الشهادات جمعت وفقا للمعايير القانونية الدولية، بهدف استخدامها كأدلة في المحاكم الدولية.
وأضاف كليتش "التقرير لا يقتصر على توثيق الجرائم، بل يقدم رؤية واضحة للمجتمع الدولي عن كيفية التعامل مع هذه الانتهاكات"، مشيرا إلى أن التقرير تم إعداده بالتعاون مع خبراء قانونيين وأكاديميين، واستند إلى وثائق أرشيفية وشهادات من فلسطينيين يعالجون في تركيا.
وأوضح أن المؤسسة قدمت نسخا من التقرير إلى عدد من الهيئات الدولية، منها المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، بهدف دعم الجهود الرامية إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين.
ورأى الباحث في القانون الدولي يوغال أجير أن التقرير يمثل خطوة نوعية في دعم القضية الفلسطينية على المستويين القانوني والدولي، إذ إنه يسلط الضوء بالتفصيل على الإبادة الجماعية والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة.
وأشار أجير -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن قيمة التقرير تكمن في كونه أداة قانونية قابلة للاستخدام في المحافل الدولية، مما يتيح إمكانية تفعيل المساءلة الدولية ضد المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم.
وأضاف أن هذه الوثيقة تسدّ فجوة طالما استغلها الاحتلال الإسرائيلي، وهي غياب التوثيق الممنهج الذي يربط الجرائم المرتكبة بمقتضيات القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان. وأوضح أن التقرير يعزز شرعية المطالب الفلسطينية في العدالة الدولية ويمنح القضية الفلسطينية زخما جديدا في مواجهة محاولات تغييبها عن الأجندة العالمية.
وأكد الباحث أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود تركيا المستمرة لدعم القضية الفلسطينية، ليس فقط على الصعيد الإنساني، بل من خلال استخدام أدوات دبلوماسية وقانونية تضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإبادة الجماعیة حقوق الإنسان أن التقریر مشیرا إلى إلى أن فی غزة أن هذه
إقرأ أيضاً:
الأونروا: تراجع الاهتمام الدولي بغزة والمواطنون يواجهون وضعًا مروّعًا
#سواليف
قال المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل #اللاجئين “ #أونروا ” فيليب #لازاريني، إن #الاهتمام_الدولي بغزة تراجع بشكل كبير منذ أن بدأت إسرائيل هجماتها على #إيران في 13 يونيو/حزيران الجاري، واصفاً الوضع في ظل الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بأنه “مروّع للغاية”.
وأوضح لازاريني في تصريح للأناضول، اليوم الأربعاء، أن #جيش_الاحتلال يشن هجمات يومية في قطاع #غزة، “والمواطنين ما يزالوا ينزحون بشكل مستمر ويشعرون بأنهم #محاصرون تماماً بسبب نظام المساعدات الذي فرضته تل أبيب”.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدأت تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، حيث تجبر آلاف المجوّعين على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص جيش الاحتلال.
مقالات ذات صلة السفير الأميركي لدى الاحتلال: أخيرًا توقفت عن الركض إلى الملاجئ 2025/06/25وأضاف لازاريني: “يتساءل الناس هناك: هل أترك عائلتي تموت جوعاً؟ أم أخاطر بحياتي للوصول إلى #المساعدات_الإنسانية؟ نواجه وضعاً مروّعاً في غزة”.
وأعرب عن أمله في أن يكون وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وإيران أمس الثلاثاء، مستداما، وأن يسهم بإعادة تسليط الضوء على #الوضع_الإنساني المتدهور في غزة.
وتابع: “نحن بحاجة ماسة إلى خفض التصعيد في المنطقة التي لا تتحمل اندلاع صراع جديد، وآمل أن يتيح لنا وقف إطلاق النار التركيز مجدداً على التوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن الأسرى ورفع #الحصار وتأمين مساعدات إنسانية واسعة النطاق دون انقطاع”.
وأشار إلى أن الأونروا أظهرت في فترات الهدنة السابقة قدرتها على مكافحة الجوع، وأن المساعدات الإنسانية تنتظر خارج حدود قطاع غزة وهي جاهزة للدخول.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشنّ إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 187 ألف شهيد وجريح، وأكثر من 11 ألف مفقود، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة المئات، في حين يعيش مئات الآلاف في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.