بوابة الوفد:
2025-10-21@20:17:25 GMT

حكم الحمد والشكر في السراء والضراء وفضلهم

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

الحمد والشكر.. قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن المسلم الحق دَائم الصلة بربه تعالى، يحمَدُه ويشكره في السَّراء، ويَدعُوه ويَرجُو رحمته في الضَرَّاء.

الحمد والشكر لله عز وجل بالشرع:

ودُعاء المولى عز وجل لِكَشف الضُّر وزيادة الخير من تمام اليقين بقدرته عز وجل؛ قال تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ .

..} [الفرقان: 77]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ سيدنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ». [أخرجه الترمذي]

فالله عز وجل لطيف بعباده وهو بهم رحيم وبحالهم عليم، ومن رحمته سبحانه أن جعل الدعاء سببًا في تغيير المقادير التي يشقى العباد بنزولها إلى أقدار يسعدون ويفرحون بها ، وعِلمه بذلك سبحانه قديم قبل خلق الخَلْق؛ وقد ثبت في الحَديث أن النبي ﷺ قال: «لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ». [ أخرجه الترمذي]

الشكر في الإسلام :

والشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير، وشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه من أهمِّ الأخلاق التي يجب على العبد المؤمن أن يتحلَّى بها.

الحمد والشكر في الإسلام:

وقد وجَّهَنَا الله تعالى لشكره على نعمائه؛ كما في قوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152].
ومن أهم ما ينبغي معرفته في باب الشُّكر لله، أنْ تعرف أنَّ كلَّ شيءٍ منه وحده سبحانه، فلا فاعل في هذا الكون على الحقيقة غير الله، وإنما أفعال الإنسان أو غيره مجرَّد أسباب ظاهرة.

حكم الحمد والشكر على النعم:

ومن شكر الله على نعمه أن يحفظ المرءُ هذه النِّعم عن معصيته سبحانه، فيحفظ عينه عن النظر إلى المحرَّمات والتطلع إلى العورات وكشف عيوب الخلق، ويحفظ أذنه عن سماع المنكرات، ولسانه عن الخوض في الأعراض وغيبة الناس والتلفظ بالقبيح من الألفاظ، وكذا كلُّ جوارح الإنسان.

فمن معاني الشكر استعمال نعمه تعالى في محابِّه، ومعنى الكفر نقيض ذلك إما بترك الاستعمال أو باستعمالها في مكارهه، فليحذر الإنسان من استعمال نعم الله في غير ما وضعت له -بالمعصية-.

والحمد والشكر سببان في زيادة النعم؛ كما قال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]، فالشكر لله نعمة منه سبحانه أنعم على العبد بها لكي ينتفع بها، فالله سبحانه وتعالى لا يحتاج لشيءٍ من مخلوق؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ [النمل: 40]، بل الشكر يربط العبد بربه ويقربه منه سبحانه، فيخلص له في عبادته، فيتحقَّقَ المراد من الخلق الوارد في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۞ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ﴾ [الذاريات: 56-57].

ومن فضله سبحانه أنه يجازينا على عبادَتِنا له سبحانه، وهو المستحقُّ وحده للعبادة فهو المالك والخالق والرَّازق، ولكنه سبحانه -رحمةً منه وفضلًا-، يكافئنا على العبادة ويصف نفسه بالشَّاكر لنا على أدائها؛ فقال جلَّ شأنه: ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158]، كأن الله سبحانه وتعالى -ولله المثل الأعلى- شَبَّهَ شأنه في جزاء العبد على الطاعة بحال الشاكر لمن أسدى إليه نعمة.

ولقد نَبَّهنا الله سبحانه وتعالى إلى كفران الإنسان للنعم وقِلَّة شكره؛ فقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [الملك: 23].

الحمد والشكر عند الله سبحانه وتعالى 
وامتدح الحامدين الشاكرين الذين يذكرون نعمه سبحانه ووعدهم الجزاء الجميل؛ فقال تعالى: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145].

ومن الأخلاق الجميلة أيضًا شكر الناس على ما يبذلونه من عملٍ وجهدٍ، وما يُسْدُوْنَهُ لغيرهم من عونٍ ومساعدةٍ، ولهذا الخلق يرشدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ» رواه أبو داود.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحمد والشكر الحمد والشكر لله الله سبحانه وتعالى الحمد والشکر قال تعالى عز وجل

إقرأ أيضاً:

بركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة المشرفة

النبي.. كشف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن بركات النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الكعبة المشرفة.

النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

وقال جمعة إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى في عامِ مولده الشريف أبرهةُ الحبشيُّ منتقمًا من العرب، وحالفًا أن يهدم لهم بيتهم المعظَّم الكعبة، وسار بجيشٍ جرّارٍ بكلِّ العتاد الممكن، وأحضر معه فيله لأجل هدم البيت.

فجاء عبدُ المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة والتحرُّز في شعفِ الجبال والشعاب، ثم قام عبدُ المطلب، فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفرٌ من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده.

بركات النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

وجاء أبرهة وتهيّأ لدخول مكة، وهيَّأ فيله وعبّى جيشه، فبرك الفيل، فضربوه ليقوم فأبى، فضربوه في رأسه فأبى، فأدخلوا محاجنَ لهم في مراقِه ليقوم فأبى، فوجَّهوه راجعًا إلى اليمن فقام يهرول، ووجَّهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى مكة فبرك.

فأرسل الله تعالى عليهم طيرًا من البحر أمثالَ الخطاطيف، مع كلِّ طائرٍ منها ثلاثةُ أحجارٍ يحملها: حجرٌ في منقاره، وحجران في رجليه، أمثالُ الحِمّص والعدس، لا تُصيبُ منهم أحدًا إلا هلك، وليس كلُّهم أصابت، فخرجوا هاربين يبتدرون الطريقَ الذي منه جاءوا.

النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه:

وقد نزلت بشأن هذه الحادثة سورةٌ باسم *الفيل* تذكِّر قريشًا بفضلِ الله عليهما ورحمتِه.
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيلِ ۝ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ۝ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ۝ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ۝ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ [الفيل: 1–5].

بركة النبي ﷺ على أبويْه:

كما كان للنبي محمدٍ ﷺ بركةٌ على أبويه إسماعيلَ بنِ إبراهيم وعبدِ الله بنِ عبد المطلب؛ فقد كانت نجاتُهما من الذبح بإذن الله بمعجزةٍ، وذلك حتى يخرج من نسلِهما رسولُ الله، سيدُ الخلق.

فدى الله تعالى إسماعيلَ بذبحٍ عظيم، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: 107].

مقالات مشابهة

  • بركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة المشرفة
  • "خلُقُ المتقين وصفة الصالحين".. أهمية الصدق وفضله
  • الأزهر للفتوى: المسلم الحق دائم الصلة بربه فى السراء والضراء
  • وصايا الله سبحانه وتعالى في بر الوالدين
  • دعاء صلاة الفجر للرزق وقضاء حاجتك.. لا تفوت أوقات البركة في الصباح
  • 13 سببا لتحصيل البركة في الرزق
  • عبارات الحمد لله على السلامة للمريض
  • الرئيس السيسي: يد الله كانت دائما مع مصر.. وما تم هو بفضل الله سبحانه وتعالى
  • علي جمعة: الحيرةَ التي تعيشها أمةُ الإسلام جاءت بالتجرؤ على أولياء الله