تأتي التصريحات والمبادرات الأمريكية في ظل مخاوف متصاعدة من احتمال عودة التصعيد في قطاع غزة، وتسعى واشنطن إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومنع أي خطوات بإمكانها إعادة إشعال القتال، بينما تتباين المواقف بين الضغوط الدبلوماسية والتحذيرات العلنية.

 وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تواجه جهود تثبيت الأوضاع على الأرض تحديات كبيرة، خاصة في ظل ما يعرف بـ"القضايا الشكلية" التي يثيرها الجانب الإسرائيلي.

 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه بالرغم من ذلك، تتواصل المساعي الأمريكية لاستكمال ما بدأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة شرم الشيخ، في إطار سعي الإدارة الحالية إلى التوصل لاتفاق شامل يضمن استقرار الميدان.

وأشار فهمي، إلى أن هناك مراحل زمنية متدرجة قد تستغرق بعض الوقت، موضحا أن الهدف الأول يتمثل في وقف إطلاق النار، تمهيدا لبناء مسار سياسي يقوم على مبدأ تبادل المحتجزين والأسرى.

كشف مسؤولون أمريكيون أن استراتيجيتهم الحالية تركز على منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسط قلق متزايد داخل الإدارة من إمكانية أن يعمل نتنياهو على إجهاض اتفاق وقف إطلاق النار.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي قوله إن الرئيس ترامب يعتقد أن قادة حماس لا يزالون مستعدين للتفاوض بحسن نية.

وفي سياق متصل، أفادت وزارة الخزانة الأمريكية أن الوزير سكوت بيسنت التقى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مؤكدا خلال اللقاء دعم تشجيع تبني اتفاق السلام في غزة.

بدورها، أعلنت حركة حماس أنها جدية في استعادة جثث المحتجزين وأنها تواجه صعوبات كبيرة في ذلك، لكنها جددت التزامها بتنفيذ اتفاق غزة بالكامل وأعربت عن أملها في زيادة المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح بأنه سيمنح حماس فرصة صغيرة لاحترام وقف إطلاق النار، مهددا في الوقت ذاته بالقضاء على الحركة إذا لم تلتزم بالاتفاق الذي رعتها واشنطن. 

وقال في البيت الأبيض خلال استقباله رئيس الوزراء الأسترالي إن الاتفاق يهدف إلى ضبط سلوك حماس، وأضاف أن الولايات المتحدة ستتصدى للحركة «إذا اضطررنا لذلك»، وأن «القضاء عليهم ممكن» إذا لم يتحسن تصرفهم.

كما أوضح ترامب أن القوات الأمريكية لن تشارك مباشرة في القتال ضد حماس، وأن عشرات الدول التي وافقت على المشاركة في قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة ستكون مستعدة للتدخل. 

وأشار إلى أن إسرائيل ستكون على أهبة الاستعداد للتدخل إذا طلب منها ذلك، لكنه لفت إلى أنه لم يُطلب منها ذلك حتى الآن، معبرا عن أمله في «تقليل مستوى العنف» في هذه المرحلة.

وأضاف أن حماس أصبحت أضعف إلى حد كبير، وحذرها من مواصلة عمليات الإعدام الميداني، مؤكدا أن عليها تحسين سلوكها وإلا فستواجه القضاء عليها.

بعد توقفها المفاجئ.. شاحنات المساعدات الإنسانية تصطف تمهيدًا لدخولها غزةالبيت الأبيض: نائب ترامب يتوجه إلى إسرائيل لمتابعة جهود الإدارة الأمريكية بشأن اتفاق غزة

والجدير بالذكر، أنه في تطور دبلوماسي، غادر نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس واشنطن متجها إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء نتنياهو، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نقلته قناة «العربية».

الأمم المتحدة تشدد على ضرورة التزام الأطراف بتنفيذ استمرار وقف إطلاق النار في غزةوزير الصحة يستقبل سفير فرنسا بمصر للاتفاق على تنفيذ خطة لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال إسرائيل فلسطين الاحتلال الإسرائيلي اتفاق شرم الشيخ

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الاحتلال إسرائيل فلسطين الاحتلال الإسرائيلي اتفاق شرم الشيخ وقف إطلاق النار رئیس الوزراء فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تشترط وقف انتهاكات إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة

الاراضي الفلسطينية المحتلة. "وكالات": أكد قيادي في حركة حماس أن الحركة تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال عضو المكتب السياسي في حماس حسام بدران "أي نقاش حول بدء المرحلة الثانية يجب أن يسبقه بشكل واضح ضغط من الوسطاء والضامنين بما في ذلك الولايات المتحدة، لضمان التطبيق الكامل من الاحتلال لكل بنود المرحلة الأولى" التي تنص على تبادل الرهائن والمعتقلين ووقف الأعمال القتالية ودخول المساعدات الى قطاع غزة.

وأضاف بدران أن "كل الجهات المتابعة للملف الفلسطيني تُجمع على أن الاحتلال لم ينفذ التزاماته في المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار".

وأوضح أن استكمال تنفيذ بنود المرحلة الأولى يعني "وقف كافة الخروقات والانتهاكات وإدخال المساعدات بكميات كافية"، مشيرا الى أن الاتفاق ينص على "إدخال ما بين 400 إلى 600 شاحنة يوميا وفتح معبر رفح (بين مصر وقطاع غزة) للأفراد والبضائع والمساعدات".

وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة أميركية ومصرية وقطرية وتركية على وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة بعد حرب مدمّرة اندلعت في أكتوبر 2023، وتبادل الرهائن والمعتقلين وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة وتكثيف دخول المساعدات الى القطاع الذي أعلنت الأمم المتحدة في عدد من مناطقه المجاعة خلال الأشهر الأخيرة من الحرب.

وذكر بدران أن "الاحتلال يقلّص بشكل كبير كميات المساعدات الإنسانية الواردة إلى القطاع، ويواصل ارتكاب جرائم القتل في غزة، وتدمير المباني ومنازل المواطنين داخل الخط الأصفر (أي خط الانسحاب) وهذا يمثل مواصلة للأعمال العسكرية".

من جهة ثانية،اعتبر بدران أن تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير التي قال فيها إن الخط الأصفر في قطاع غزة يمثل "حدودا جديدة"، "تكشف بوضوح عدم التزام الاحتلال المجرم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار".

وقالت إسرائيل اليوم انها بصدد إعادة فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين) مع الأردن اليوم الأربعاء لنقل البضائع والمساعدات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة لأول مرة منذ أواخر سبتمبر.

وكانت إسرائيل أغلقت المعبر الرئيسي لدخول شاحنات البضائع والمساعدات من الأردن في 24 منسبتمبر على إثر هجوم بإطلاق النار نفذه سائق شاحنة تنقل مساعدات إلى قطاع غزة وأسفر عن مقتل عسكريَين إسرائيليَين. وبعد يومين من الهجوم، أعادت إسرائيل فتح المعبر أمام حركة المسافرين فقط.

وقال مسؤول إسرائيلي إنه "وفقا للتفاهمات وتوجيهات المستوى السياسي، سيسمح ابتداءً من يوم (الأربعاء) بنقل البضائع والمساعدات من الأردن إلى منطقة (الضفة الغربية) وإلى قطاع غزة عبر جسر الملك حسين".

وأضاف أن "جميع شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة ستسير تحت مرافقة وتأمين، بعد خضوعها لفحص أمني دقيق.. تم تشديد إجراءات الفحص الأمني وتحديد الهوية للسائقين الأردنيين والحمولات، كما جرى تخصيص قوات أمنية مختصة لتأمين المعبر"

والمعبر الواقع في غور الأردن هو الوحيد الذي يتيح لفلسطينيي الضفة الغربية المغادرة من دون عبور الأراضي الإسرائيلية.

وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من السفر عبر مطاراتها إلا في حال كانوا يحملون تصاريح خاصة.

ويتعين على الفلسطينيين الذين يريدون السفر الانتقال إلى الأردن عبر جسر الملك حسين للوصول إلى أحد المطارات الأردنية، في رحلة يصفونها بالشاقة والمكلفة.

من جهة أخرى أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم إغلاق ملف "أسرى العدو" لديها بعد تسليم آخر جثة يوم الأربعاء الماضي .

وقال الناطق العسكري باسم سرايا القدس، أبو حمزة، في تصريحات اليوم، أوردتها وكالة "شهاب" للأنباء الفلسطينية: :"أغلقنا ملف أسرى العدو لدينا بعد أن قمنا بتسليم آخر جثة يوم الأربعاء الماضي شمال القطاع ضمن صفقة مشرفة نتيجة معركة بطولية خضنا غمارها بكل عزة وشرف ووفاء أكدنا فيها أن أسرى العدو لن يعودوا إلا بقرار من المقاومة أو في توابيت وقد لا يعودوا أبدا".

وأكد أبو حمزة أن حركته و"فصائل المقاومة التزمت بكافة بنود الاتفاق المنصوص عليه للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الهمجية الصهيونية على أبناء شعبنا".

ودعا "الوسطاء والضامنين للضغط على العدو لتنفيذ التزاماته المتعلقة بالاتفاق ووقف خروقاته الإجرامية المتكررة".

مقالات مشابهة

  • حماس تحدد شرط بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • حماس تشترط وقف انتهاكات إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • حماس تتهم إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار
  • استئناف البحث عن جثة آخر أسير إسرائيلي في غزة.. وترامب يضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية
  • نتنياهو: المرحلة الأولى من خطة ترامب على وشك الانتهاء وسنركز الآن على نزع سلاح غزة وتجريد حماس منه
  • لن نسمح بهذا الأمر - نتنياهو: حماس تخرق وقف إطلاق النار
  • نتنياهو: حماس تخرق وقف إطلاق النار
  • المرحلة الثانية من اتفاق غزة تقترب ونتنياهو يقر بصعوبتها
  • نتنياهو تحت الضغط
  • حماس: فتح الاحتلال لمعبر رفح باتجاه واحد يخالف اتفاق وقف إطلاق النار ويعكس نية للتهجير