مع الزيارة المرتقبة لجلالة السلطان.. عُمان وبلجيكا تتطلعان إلى تعزيز آفاق التعاون التجاري والاستثماري
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
مسقط- العُمانية
تتطلّع كلٌّ من سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا إلى تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها إلى آفاق أرحب في مجالات التعاون التجاري والاستثماري والثقافي خدمة لمصالح البلدين وشعبيهما الصديقين، وبما يحقق تطلّعاتهما لمستقبل أكثر نماءً وازدهارًا.
ولا شك أن زيارة دولةٍ يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى مملكة بلجيكا غدًا الاثنين ولقاءه بجلالة الملك فيليب ليوبولد لويس ماري ملك البلجيكيين في العاصمة بروكسل، ستدعم توجهات البلدين في تعزيز مجالات التعاون.
وواصل قائدا البلدين والمسؤولون الزيارات المتبادلة؛ حيث قام جلالةُ الملك فيليب ليوبولد لويس ماري ملك البلجيكيين بزيارة سلطنة عُمان في فبراير من عام 2022، تُوّجت بافتتاح مشروع ميناء الدقم المشترك بين حكومة سلطنة عُمان وإدارة ميناء أنتويرب البلجيكي.
وفي هذا الإطار يسعى مشروع "هايبورت الدقم" المشترك بين مجموعة أوكيو ومجموعة ديمي البلجيكية من خلال تأسيس تحالف دولي إلى إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر لبلجيكا والدول المجاورة لها، وتنفيذ معايير الشهادة الخضراء لشبكة الكهرباء، وقد نجح المشروع خلال عام 2021م في الحصول على موقع لتوليد الطاقة المتجددة يمتد على مساحة 150 كيلومترًا مربعًا في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وسيتم في المرحلة الأولى إنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة استيعابية من 250 إلى 500 ميجاواط ومن المخطط أن يبدأ تشغيله في عام 2026. كما وقّع البلدان في بروكسل في شهر مايو 2023م على اتفاقيتي إعلان النوايا المشتركة في مجال الهيدروجين الأخضر واتفاقية المشروع التجريبي لشهادات الهيدروجين الأخضر لمشروع "هايبورت الدقم".
من جانب آخر، بحثت سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا تعزيز جوانب التعاون والتنسيق مع المفوضيّة الأوروبية في الأطر التنظيميّة لمشروعات إنتاج ونقل الهيدروجين النظيف وفرص تعزيز التعاون القائم مع مملكة بلجيكا في مجالات الاستثمار بمشروعات إنتاج ونقل وتخزين الهيدروجين الأخضر.
وفي الجانب السياسي، وبفضل العلاقات الطيبة التي تتمتع بها سلطنة عُمان مع العديد من دول العالم، أسهمت المساعي العُمانية خلال شهر مايو 2023 في تسوية قضية الرعايا المُتحفَّظ عليهم في كل من مملكة بلجيكا والجمهورية الإسلامية الإيرانية واتفاق الجانبين للإفراج عنهم.
وقالت سعادةُ السّفيرة رؤى بنت عيسى الزدجالية سفيرةُ سلطنة عُمان المعتمدة لدى مملكة بلجيكا ورئيسةُ البعثة لدى الاتحاد الأوروبي إن الزيارة ستُرسِّخ التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وتعكس حرص اهتمام الجانبين على تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وأضافت سعادتُها- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أن هذه الزيارة ستتيح فرصة لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المُشترك وتبادل الآراء حول التحديات العالمية والقضايا الراهنة، مشيرة إلى أن الزيارة ستفتح آفاقًا جديدة للتفاهم والشراكة الاستراتيجية بين البلدين والدفع بهذه الشراكة إلى مستويات أعلى وآفاق أرحب وأوسع عبر تعزيز التعاون الثنائي البنّاء في مجالات متعددة تشمل التجارة والاستثمار والطاقة. وبيّنت سعادتّها أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا بنهاية شهر أغسطس 2024 بلغ 148 مليون ريال عُماني، فيما بلغ حجم الصادرات العُمانية إلى بلجيكا قرابة 10 ملايين ريال عُماني، في حين سجل حجم الواردات من بلجيكا إلى سلطنة عُمان حوالي 138 مليون ريال عُماني.
وأشارت سعادتُها إلى أنّ أهم الصادرات البلجيكية إلى سلطنة عُمان تمثلت في المنتجات الغذائية والصناعية وزيت وقود السفن وغيرها، في حين تصدّرت أبرز الصادرات العُمانية المنشأ إلى بلجيكا البولي بروبيلين ومنتجاته والمنتجات الحديدية والنحاس وغيرها.
وأضافت سعادتُها أن عدد الشركات المسجّلة التي بها إسهام بلجيكي حتى شهر سبتمبر 2024 بلغ 39 شركة، مسجلًا زيادة بنسبة 50 بالمائة، وارتفع حجم رأس المال المستثمر من 19 مليونًا و243 ألف ريال عُماني في عام 2023 إلى 819 مليونًا و778 ألف ريال عُماني حتى سبتمبر 2024؛ ما يعكس اهتمام البلجيكيين في تأسيس شركات عُمانية.
من جانبه، أكّد سعادةُ السّفير باسكال غريكوار سفيرُ مملكة بلجيكا المعتمد لدى سلطنة عُمان على أن هذه الزيارة التاريخية تشكل فصلًا مهمًّا في تاريخ العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا في شتى المجالات وتؤكّد على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة التي شكّلت منذ فترة طويلة الأساس لهذه العلاقات الثنائية. وقال سعادتُه- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- إنَّ كلًّا من سلطنة عُمان ومملكة بلجيكا قد أظهرتا باستمرار التزامهما بالدبلوماسية والقانون الدولي وتتقاسمان رؤية مشتركة تشجع على المشاركة البنّاءة في كلِّ ما من شأنه أن يسهم في تعزيز الاستقرار والأمن العالمي. وأكّد سعادتُه على أن الدور النموذجي الذي تقوم به سلطنة عُمان كوسيط في النزاعات الإقليمية يتوافق مع تأكيد بلجيكا على مبادئ المصالحة والتسوية، مشيرًا إلى أن هذا الالتزام المتبادل في تعزيز السلام يؤكد على الأهمية الاستراتيجية للتعاون الثنائي مع تأكيد البلدين على دورهما كجهتين فاعلتين على الساحة العالمية.
من جهته، قال سعادةُ فيصل بن عبد الله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان إن هذه الزيارة تأتي تأكيدًا لعمق العلاقات والتعاون الثنائي القائم بين البلدين الصديقين، حيث يمثل الملف الاقتصادي محورًا رئيسًا في دفع هذه العلاقات إلى آفاق أوسع، مؤكدًا أن هذه العلاقات تتجلّى بوضوح في الفرص والإمكانات الكبيرة التي تتيحها قطاعات رئيسة أبرزها الخدمات اللوجستية وتطوير الموانئ والطاقة والسياحة وتقنية المعلومات. وأوضح سعادتُه أن ميناء الدّقم يمثّل نموذجًا للشراكة الناجحة بين سلطنة عُمان ومملكة بلجيكيا ويعدّ محركًا رئيسًا للعديد من المشروعات الواعدة التي تعزّز التنمية الاقتصادية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وأكّد سعادةُ ريجي فيرمولين القنصل الفخريُّ لمملكة بلجيكا لدى سلطنة عُمان على أن هذه الزيارة تدلّ على متانة الروابط بين البلدين الصديقين ويتقاسمان العديد من أوجه التشابه، حيث يتمتع كلا البلدين بموقع استراتيجي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر العلاقات الثنائیة مملکة بلجیکا هذه الزیارة بین البلدین ریال ع مانی الع مانیة سعادت ها ع مانیة أن هذه
إقرأ أيضاً:
التمثيل التجاري ينسق الزيارة الترويجية الأولى لرئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية
قام المكتب الاقتصادي والتجاري المصري في واشنطن برئاسة الوزير المفوض التجاري يحيى الواثق بالله بالإعداد والتنظيم للزيارة الترويجية الأولى وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1 إلى 5 ديسمبر 2025، والتي شملت مدينتي واشنطن ونيويورك بهدف استعراض الفرص والحوافز الاستثمارية المتاحة أمام مجتمع الأعمال الأمريكي، والترويج لأهم القطاعات المستهدفة داخل المنطقة الاقتصادية.
وخلال محطة نيويورك يومي 1 و2 ديسمبر 2025، تم عقد مجموعة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع عدد من الشركات والمؤسسات الاستثمارية الأمريكية، شملت شركة Becton Dickinson لتصنيع الأجهزة الطبية، وشركة Boraie Development المتخصصة في التطوير العقاري والإنشاءات. كما تضمنت الزيارة عقد مائدة مستديرة مع شركة المحاماة الدولية DLA Piper، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية مع ممثلي شركات Climatic Co. العاملة في الطاقة المتجددة وDuffy Capital Partners المتخصصة في حلول الاستدامة وإدارة النفايات.
واختُتمت لقاءات نيويورك بعقد مائدتين مستديرتين مع بنك HSBC ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي BCIU، بمشاركة شركات أمريكية متعددة من بينها:
Citigroup, TCW Group, Alvarez & Marsal, Data Dynamics, International Development, International Merchant Bank, Operator Fund I, Resecurity, Southshore Resources.
وفي العاصمة واشنطن، عقد وليد جمال الدين سلسلة موسعة من الاجتماعات مع كبرى الشركات الأمريكية، شملت لقاءً مع شركة Merck للصناعات الدوائية، وشركة Blumbergrain للأنظمة اللوجستية، وشركة Honeywell لأنظمة التحكم والتشغيل الآلي. كما شارك في موائد مستديرة مع مؤسسات أمريكية كبرى مثل McLarty Associates وغرفة التجارة الأمريكية وDLA Piper، بحضور عدد من الشركات الصناعية والتكنولوجية الكبرى مثل:
Bechtel, Chevron, SpaceX, Motorola Solutions, Caterpillar, Lucid Motors.
كما تضمنت الزيارة اجتماعاً مع الجمعية الأمريكية للمصدرين والمستوردين AAEI، ولقاءً مع جمعية الطاقة بالولايات المتحدة USEA للتباحث حول فرص التعاون في مجالات الطاقة والنقل المستدام. وشهد برنامج الزيارة أيضاً مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة التنمية الاقتصادية لمقاطعة برنس جورج بولاية ميريلاند، بالإضافة إلى اجتماعات متخصصة مع شركات أمريكية في مجالات حيوية شملت تحلية المياه مع AquaTech، والأمن اللوجستي مع OSI Rapiscan، فضلاً عن لقاءات مع شركات التكنولوجيا المتقدمة مثل ServiceNow، وشركة NVIDIA في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد اكد رئيس المكتب الاقتصادي والتجاري المصري في واشنطن متابعة المكتب لنتائج الزيارة والبناء على الاهتمام الكبير الذي أبدته الشركات الأمريكية لتحويله إلى شراكات واستثمارات فعلية خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا الصدد فقد اشار الوزير المفوض التجاري د. عبد العزيز الشريف – وكيل أول الوزارة رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري ان هذه الزيارة تعكس المستوى المتقدم من التعاون بين التمثيل التجاري المصري والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في الترويج لمصر كوجهة استثمارية جاذبة في واحدة من أهم الممرات البحرية عالمياً.
كما أضاف ان نجاح هذه الجولة في فتح حوار مباشر مع مؤسسات أمريكية كبرى وإبراز الإمكانات التنافسية للمنطقة الاقتصادية، بما يشمل البنية التحتية المتطورة، وسلاسل القيمة الصناعية، والإصلاحات التي اتخذتها الدولة لتحسين مناخ الاستثمار.