موقع 24:
2025-07-01@09:32:15 GMT

معركة النساء في إيران

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

معركة النساء في إيران

بعد مقتل مهسا أميني صار على النظام أن يحتاط من عدو لم يكن قد قدر قوته

بعد كل التظاهرات التي شهدتها المدن الإيرانية احتجاجا على قيام شرطة الأخلاق بقتل الشابة الكردية مهسا أميني عادت السلطات وأصدرت قانونا جديدا للعفة والحجاب، ما يفسح المجال من جديد أمام شرطة الأخلاق للعودة إلى سابق عهدها في مراقبة النساء.


أثناء الاحتجاجات أحرقت النساء أغطية الرأس تعبيرا عن رفضهن للسلطة القمعية التي يمارسها رجال الدين على المجتمع تحت شعار الحفاظ على الأخلاق، وهي نوع من الوصاية التي هي بمثابة حجر على حرية المرأة في اختيار ما تلبسه. ذلك ما ينطوي على التمييز الذي يتعارض مع حقوق الإنسان.

لكن ما تعرفه الإيرانيات وهن يقاومن أن تلك السلطة القمعية لا تعترف أصلا بحقوق الإنسان. وهو ما يعني أن كل ما يُقال في ذلك المجال هو بالنسبة لرجال الدين نوع من الهرطقة التي يجب إزالة كل أثر لها من خلال إسكات الأصوات التي تتداولها. فالنأي بالمرأة من مكانها الحقيقي الذي يجعلها مساوية للرجل هو جزء أساس من التربية المضللة التي تعتبر قاعدة لبناء مجتمع مطيع لتعليمات الولي الفقيه بكل ما تمثله من تخلف.
إيران دولة دينية، لا علاقة لها بالقوانين المدنية التي تحكم الدول الحديثة. هي دولة قديمة تسعى إلى امتلاك أحدث الأجهزة التي تساعدها على تطوير قدراتها النووية. وهو ما يعني أن يقع السلاح النووي في أيدي بشر ينظرون إلى العالم المعاصر المحيط بهم بطريقة عدائية. وهو ما يُخيف من أن تصل إيران إلى مرحلة، تتمكن فيها من صنع سلاحها النووي. سيكون على العالم يومها أن يواجه خطر فنائه. فكل شيء سيء يمكن توقعه من نظام يكره العالم الحديث.
المرأة هي واحدة من أكثر مسائل الدولة الدينية في إيران تعقيدا. يُقال إنها أفضل حالا من المرأة العراقية في ظل هيمنة الميليشيات الإيرانية على الشارع ومن المرأة اللبنانية داخل حدود دويلة حزب الله. ولكنه أمر نسبي والقياس هنا قد لا يكون صحيحا. فليست حرية المرأة إلا جزء من حرية المجتمع المغيبة. وتلك أيضا محاولة لتمييع حضور المرأة باعتبارها عدوا من وجهة نظر النظام الشمولي الذي يتوكأ كذبا على عصا الأخلاق، في الوقت الذي يستعمل فيه تلك العصا لقمع المعارضين.

هناك معارضة نسوية في إيران وهو ما يفتقر إليه العراق ولبنان. بعد مقتل مهسا أميني صار على النظام أن يحتاط من عدو لم يكن قد قدر قوته. كانت الشريعة بالنسبة لأصحاب العمائم كافية لإسكات النساء وإلحاق الهزيمة بهن. وكان النظر إليهن على أنهن الطرف الأضعف في المجتمع سلاحا مقنعا ولا يحتاج إلى بذل جهود كبيرة.

وهنا ينبغي عدم الاستهانة بقوة الدعاية الدينية التي ربطت بين المرأة والأخلاق من غير أن يرد ذكر للرجل الذي يحق له أن يفعل ما يشاء ويكون حرا في ما يرتديه. ليس لمظهر الرجل علاقة بالأخلاق بمفهومها الديني. لقد فُرض الحجاب على المرأة عنوانا للعفة. أما عفة الرجل فقد كانت متحررة من القيود. لعبت تلك الدعاية بعقول نساء كثيرات وصرن يدافعن عما يُسمى بكرامة المرأة التي لا تتحقق إلا من خلال حجابها ونقابها.
لا يمكن والحالة هذه أن نتوقع من النظام الإيراني أن يتراجع قيد أنملة عن مسألة حجاب المرأة. لو فعل ذلك لانهار مشروع الدولة الدينية الذي لا يقيم شأنا للفساد المستشري في مفاصل الدولة بقدر ما يراقب المرأة كما لو أنها العدو الذي يجب استباق خطواته. المرأة هي الخطر الأشد تأثيرا من مجاهدي خلق الذين يقاتلون هم الآخرون بنساء محجبات. وهو ما لا يعرفه الكثيرون ممَن يناصرونهم.
لا أبالغ إذا قلت إن مستقبل إيران مرتبط بحيوية وحراك المرأة داخل إيران وليس خارجها. فالإيرانيات خارج إيران يعشن حياة منفتحة هي أفضل من نساء الجاليات العربية لكن ذلك لا يعني شيئا. لقد فعلت المرأة داخل إيران ما فاجأ رجال الدين بما لم يتوقعوه بعد أن اطمئنوا إلى نجاح خططهم في تضليل النساء تحت مظلة الشريعة.
ستظل الأخلاق حصرا بالنساء إلى أن يسقط نظام الولي الفقيه. هو ما يعني أن معركتهن قد تخطت منطقتها الحقوقية لتكون معركة سياسية. تلك هي معركة الخط الناعم الذي سيكون خشنا في لحظة الصدام. فليس الحجاب سوى سبب للانقضاض على النظام من الداخل وهو ما لا تنفع في إيقافه قوانين العفة والحجاب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إيران وهو ما ی

إقرأ أيضاً:

ترامب يلمح إلى امتلاك إيران منشأة نووية رابعة غير التي دمرتها الضربة الأمريكية

#سواليف

ألمح الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب يوم الأحد إلى احتمال وجود أربعة #منشآت_نووية_إيرانية، بينها واحدة غير رئيسية.

وقال في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “كنا نعلم أن لديهم العديد من المنشآت، ربما ثلاثة زائد واحد، لكن الرائج أن لديهم ثلاث منشآت رئيسية”.

ولم يحدد ترامب أي منشأة رابعة يقصدها بالضبط في #إيران.

مقالات ذات صلة الصين تكشف عن “قنبلة تعتيم” مرعبة قادرة على تعطيل أنظمة الكهرباء بلمح البصر ـ فيديو 2025/06/30

يذكر أن الولايات المتحدة شنت ليلة 22 يونيو ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان. ووفقا لواشنطن، كان الهدف من الهجوم تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • ليبرمان يقدر: هذا هو التاريخ الذي ستندلع فيه الحرب مع إيران مجددا
  • ثلثا الإنفاق العالمي في يد النساء
  • نشرة المرأة والمنوعات.. مبرد المياه خطر يهدد الصحة.. أخطاء تقع فيها النساء أثناء فقدان الوزن.. طرق طبيعية ومجربة لتهوية البيت في الحر
  • إيران تُفشل المخطط الصهيوأمريكي.. واليمن شريك ثابت في معركة المصير
  • ترامب يلمح إلى امتلاك إيران منشأة نووية رابعة غير التي دمرتها الضربة الأمريكية
  • إيران، وإسرائيل وأمريكا: معركة إعادة الاعتبار للحقائق الاستراتيجية
  • الحرب على إيران.. نهاية معركة تمهد لجولة قادمة
  • تقييم المناطق التي دمرها النظام البائد بدير الزور لإعادة إعمارها
  • عراقجي: يجب على الدول التي هاجمت إيران دفع التعويضات عن الأضرار
  • بولتون يكشف "السبب الحقيقي" الذي ضرب ترامب إيران لأجله