إيران تُفشل المخطط الصهيوأمريكي.. واليمن شريك ثابت في معركة المصير
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
الثورة نت/..
أفشلت الجمهورية الإسلامية في إيران، المؤامرة الأمريكية الصهيونية التي حيكت منذ عقود لضرب البلاد، وتدمير قدراتها العسكرية وبنيتها التحتية وتقويض نظامها، تحت ذريعة ما يسمى بـ”النووي الإيراني” كما يزعم المجرم نتنياهو وكبار قادة الكيان الصهيوني.
ورغم الخسائر التي لحقت بإيران، من استشهاد قادة عسكريين وعلماء في المجال النووي، إلا أن الجمهورية الإسلامية واجهت العدوان بثبات، وحولت الضربة إلى فرصة لرد حاسم ومزلزل، استهدف مراكز الأبحاث والصناعات العسكرية في كيان الاحتلال، في مقدمتها “معهد وايزمان للعلوم”، أحد أهم المراكز الداعمة للجيش الإسرائيلي في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الاستخباراتية.
وتوسعت الضربات الإيرانية لتشمل مراكز القيادة والسيطرة في عمق كيان العدو، حيث طال القصف مجمع “الكرياه” العسكري في قلب تل أبيب، الذي يُعد مقر وزارة الدفاع وقيادة أركان جيش الاحتلال، إضافة إلى مركز الاستخبارات العسكرية “أمان” في هرتسيليا، الذراع الأخطر في التخطيط للعمليات وإدارة الحروب والاغتيالات.
هذا الرد الإيراني غير المسبوق، كشف زيف هيبة الكيان الذي طالما تبجح بأنه لا يقهر، وحول إسرائيل من “نمر مفترس” إلى “نمر من ورق”، رغم عقود من الدعم الأمريكي والأوروبي، في إطار ما سُمي بمشروع “إسرائيل الكبرى”.
وما ظهر على شاشات الإعلام ومنصات التواصل، من صور دمار البنية العسكرية الصهيونية، كان كفيلاً بتعرية هشاشة الكيان المؤقت، وكسر هيبة ما يُسمى بالجيش الأقوى في المنطقة، رغم التعتيم الإعلامي الصهيوني الكبير، وهو ما يبعث برسالة حاسمة مفادها أن الحصانة التي تمتعت بها البنية التحتية الإسرائيلية لعقود، قد انتهت، وأصبحت اليوم ضمن بنك الأهداف في أي مواجهة.
في المقابل، لم يحقق الكيان الصهيوني أي اختراق نوعي في استهدافاته لإيران، وفشل في تحقيق أهدافه المعلنة، بل دفع طهران إلى مزيد من التماسك والمضي قدما في برامجها الاستراتيجية، وفي مقدمتها البرنامج النووي السلمي، بما يمثل رفضا قاطعا للخضوع للضغوط الأمريكية والغربية.
يرى خبراء عسكريون واستراتيجيون، أن الضربات الإيرانية الأخيرة تمثل تحولًا استراتيجيًا في طبيعة الردع الإيراني، مؤكدين أن إسرائيل لن تقوى على تحمل ضربات متكررة بهذا الحجم، في ظل فشل منظوماتها الدفاعية في التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وفي خضم هذا المشهد، لم يكن اليمن بمنأى عن الصراع القائم في المنطقة، ولم يتخذ موقف المتفرج كما فعل العديد من الأنظمة، بل كان حاضرا بفاعلية سياسية وإعلامية وعسكرية، في جبهة دعم الجمهورية الإسلامية ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.
يجسد استمرار المواقف الرسمية والشعبية المناهضة للهيمنة الأمريكية والصهيونية، إصرار القيادة الثورية والسياسية في اليمن على المضي في نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والتصدي للأجندة الغربية مهما بلغت التضحيات.
وفي قلب هذه المواجهة الممتدة، تبقى غزة رمزا للمظلومية والصمود، ومحورا رئيسيا في معركة الأمة ضد المشروع الصهيوأمريكي، فبينما تنهال الصواريخ على كيان الاحتلال من أكثر من جبهة، يواصل العدو جرائمه الوحشية في قطاع غزة، مستهدفا مراكز الإغاثة ومناطق تجمع المدنيين، انتقاما لفشله في إعادة أسراه، وعجزه عن كسر إرادة المقاومة، وسعيه المحموم لفرض التهجير وتصفية القضية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الحرب على إيران.. نهاية معركة تمهد لجولة قادمة
بادرت إسرائيل بشنّ حرب على إيران للقضاء على المشروع النووي، فردّت الأخيرة باستهداف منشآت حيوية إسرائيلية، لكن لم تكن إسرائيل قادرة على تنفيذ المهمة بنفسها فاستعانت بالولايات المتحدة التي شنّت ضربة جوية على عدة منشآت نووية إيرانية.
وأخيرا، نجحت الوساطة القطرية في تحقيق وقف هذه الحرب لكن دون تسوية كاملة لأسبابها، مما يرجح استئنافها مجددا في فترات قادمة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف غيّرت حرب غزة مزاج أوروبا تجاه إسرائيل؟list 2 of 2هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟end of listونشر مركز الجزيرة للدراسات "تقدير موقف" بعنوان "الحرب على إيران: نهاية معركة تمهد للجولة القادمة" حاول قراءة هذه الحرب التي لا تشبه أية حرب أخرى سابقة في الشرق الأوسط، وتساءل: لماذا توقفت على هذا التوازن بين الأطراف؟ وهل وضع اتفاق وقف النار نهاية فعلية للحرب، أو مجرد نهاية لمعركة واحدة فقط من حرب قد تستمر بصورة أخرى؟
دخول أميركا.. مفارقة الحرب ونقطة التحوليبدو أن مشاركة الولايات المتحدة المباشرة في الحرب، عبر ضربات مركزة على منشآت نطنز وأصفهان وفوردو النووية الإيرانية في 22 يونيو/حزيران 2025، كانت تهدف إلى ما هو أبعد من مجرد دعم إسرائيل. فالمفارقة أن هذه المشاركة شكلت تمهيدا عمليا نحو وقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن الأميركيين لا يسعون إلى حرب شاملة بل إلى ضبط الإيقاع وفق حسابات تفوق إسرائيل الأمنية، وليس بالضرورة مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران.
ورغم أن العداء بين إيران وأميركا يعود إلى عام 1979 عقب الثورة الإيرانية، فإن هذه الضربات مثلت أول هجوم أميركي مباشر في عمق إيران، دون أن يستند إلى تهديد حقيقي للمصالح الأميركية، بل كانت بمثابة تعويض عن عجز إسرائيلي عسكري عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، ورسالة دعم إستراتيجي لإسرائيل.
رد إيراني محسوب ومخرج مشرفكان الرد الإيراني على قاعدة العديد -التي تشكل أكبر تجمع عسكري أميركي بالشرق الأوسط- رمزيا، إذ جاءت الضربة بعد إخلاء القاعدة بأكثر من أسبوع. ومع نجاح الدفاعات الجوية القطرية في اعتراض معظم الصواريخ، بدت طهران كمن يبحث عن الحفاظ على الكرامة الوطنية، لا التصعيد، والوفاء لشعبها بالرد على الهجوم الأميركي، وفتحت الباب لاتفاق وقف النار في الوقت نفسه.
إعلانورجّحت تحليلات أن تكون المفاوضات حول وقف إطلاق النار قد بدأت بالفعل قبل هذا الرد الإيراني، وأن الضربة كانت "الطلقة الأخيرة" في معركة سمحت لإيران بتأكيد كرامتها، ولواشنطن بالتحرك نحو التهدئة.
حرب "عن بعد"تميزت هذه الحرب عن سابقاتها في الشرق الأوسط بطابعها عن بُعد، واعتمادها على تقنيات متقدمة، ولا سيما في الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة. وقد افتتحت إسرائيل المعركة في 13 يونيو/حزيران بسلسلة ضربات استهدفت قادة الحرس الثوري ومراكز القيادة بطهران، وردّت إيران بصواريخ بعيدة المدى استهدفت مواقع إسرائيلية إستراتيجية.
لكن شيئا فشيئا، ومع انخراط الطرفين في قصف متبادل، بدا أن كفاءة الدفاعات الجوية تتآكل. ففي البداية، تصدت إسرائيل لـ80% من الصواريخ، لكن النسبة انخفضت إلى 50% مع توالي الأيام. وفي المقابل، بدأت إيران تفقد مواقع إطلاقها تدريجيا، مما يشير إلى نية خوض معركة طويلة لا الهجوم الكاسح.
الأهداف المعلنة مقابل النتائجأعلنت إسرائيل -في اليوم الأول من الحرب- أن هدفها تدمير البرنامج النووي الإيراني، وتأخير امتلاك طهران للقنبلة النووية، وربما بشكل غير مباشر إضعاف النظام ذاته. أما الولايات المتحدة، فحددت هدف الضربة التي وجهتها لإيران بتدمير المنشآت النووية الرئيسية الثلاث، وقال المسؤولون الأميركيون صراحة إنهم لا يعملون على إسقاط النظام وإنهم يأملون عودة إيران إلى المفاوضات.
وقد ألحقت الضربات الإسرائيلية، مدعومة بالأميركية، ضررا بالغا ببعض المنشآت والعلماء، ولا سيما في أراك، وربما نطنز وأصفهان. لكن المنشآت المنتشرة الأخرى، والعقول العلمية العاملة بالمئات، لا تزال خارج دائرة الدمار. أما فوردو، فظل مصيره محل تباين بين الروايات الإيرانية والأميركية.
وربما تعود الأسباب خلف ما سمي الإنجازات الإسرائيلية إلى:
النجاح -على مدى أكثر من عقدين- في تجنيد وتنظيم شبكات من العملاء في كافة أنحاء إيران، الذين تعدى قيامهم بتزويد إسرائيل بالمعلومات الضرورية حول المواقع وطبيعتها وحول البشر، بل أيضا تنفيذ عمليات باستخدام الصواريخ والمسيّرات. النجاح -باستخدام وسائل مراقبة مختلفة وبالاعتماد على العملاء وبالتعاون مع وكالات الاستخبارات الغربية- في رسم خارطة دقيقة إلى حدّ كبير، وإن لم تكن شاملة، لمختلف المواقع العسكرية والنووية الإيرانية. التفوق الهائل لسلاح الجو الإسرائيلي.وعلى الجانب الآخر، ورغم أن الرد الإيراني كان أقل دمارا من الهجمات الإسرائيلية، فإنه نجح في شل مؤسسات إسرائيلية حساسة مثل معهد وايزمان، فخر البحث العلمي في إسرائيل منذ عقود، ومعهد الأبحاث البيولوجية، ومصفاة حيفا ومطار بن غوريون. كما تسببت الصواريخ في دمار داخل مربعات سكنية في تل أبيب وحيفا وبئر السبع، وأربكت الاقتصاد الإسرائيلي، وأثارت موجة نزوح خارجي.
ويُعد أحد أبرز الأسباب خلف صعوبة تقدير مدى نجاح وفعالية الرد الإيراني هو التكتم الإسرائيلي البالغ حول طبيعة الأهداف التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية.
خلاصة المعركة: لا منتصر واضحاوتُظهر الوقائع أن كلا الطرفين خرج من الحرب دون تحقيق أهدافه كاملة.
إسرائيل:لم تستطع القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ولا إسقاط النظام، ولا حتى تعطيل قدرات إيران الصاروخية أو المسيّرات بالكامل.
إعلان إيران:لم تمنع الضربات القاصمة، لكنها برهنت على قدرتها على الرد، واستهداف الداخل الإسرائيلي بشكل لم يكن مألوفا من قبل.
أميركا:وجدت نفسها في معادلة دقيقة، حيث نجحت في دعم إسرائيل وفرضت خطوطا حمراء جديدة، لكنها دخلت مواجهة جديدة في الشرق الأوسط وسط معارضة داخلية، خصوصا من أنصار الرئيس دونالد ترامب الذين رفضوا تورطا عسكريا جديدا لحساب حليف لا لأمن قومي.
الهدنة: نهاية مؤقتة أم بداية جولة جديدة؟اتفق على وقف إطلاق النار دون معاهدة مكتوبة، وبدون معالجة أسباب الصراع الأصلية، خاصة البرنامج النووي الإيراني، وما إذا كانت طهران ستوافق على الشروط الأميركية بتسليم اليورانيوم عالي التخصيب أو نقل التخصيب إلى الخارج.
ومن دون ذلك، تبدو العودة إلى المفاوضات بمثابة العودة إلى المربع الأول. ومع كل طرف يراجع ما كسبه وما خسره، ويعيد تقييم أدواته، فإن الجولة التالية، ولو بوسائل مختلفة، قد تكون مسألة وقت لا أكثر.
وفي هذا النزاع، لم تكن المعركة مجرد مواجهة عسكرية، بل تجلّت كحلقة جديدة في حرب طويلة النفس، يجيد فيها الطرفان إدارة الوقت والصبر الإستراتيجي.