مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية في باحاته
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
اقتحم مستوطنون، الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بأن هؤلاء المستوطنين اقتحموا الأقصى عبر مجموعات، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.
والثلاثاء، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، بيانا قالت فيه إن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى 20 مرة، فيما منع جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان بالمسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل 55 مرة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأضافت الوزارة في بيان: "الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 20 مرة، ومنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي (بالخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة) 55 وقتاً (من أوقات الصلوات) خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر".
وأوضحت أن جيش الاحتلال والمستوطنين "صعَّدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، سواءً بعدد الاقتحامات أو بأعداد المقتحمين".
وقالت عن ذلك: "الاقتحامات تضمنت أداء المقتحمين (المستوطنين اليهود) طقوسا دينية تلمودية".
وأما فيما يتعلق بالمسجد الإبراهيمي، قالت الوزارة إن الجيش منع "رفع الأذان 55 مرة خلال الشهر الماضي".
وتابعت: "الاحتلال أغلق المسجد أمام المسلمين، في الوقت الذي شهد فيه اقتحاما للمتطرف (وزير الأمن القومي الإسرائيلي) إيتمار بن غفير برفقة عشرات المستوطنين".
واعتبرت الوزارة هذه الاعتداءات "تحديا خطيرا لمكانة المقدسات الإسلامية"، ودعت "المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية حق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في الأماكن المقدسة".
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
ومنذ 1994 قسمت "إسرائيل" المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن مقتل 29 مصليا فلسطينيا، وفي الجزء المخصص لليهود تقع غرفة الأذان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مستوطنون الأقصى القدس الاقتحامات القدس الأقصى مستوطنون اقتحامات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
كيف تستعد الجماعات المتطرفة لهدم الأقصى وإقامة "الهيكل" مكانه؟
القدس المحتلة - خاص صفا بدءًا من الاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية، مرورًا بزيادة أعداد المقتحمين وإدخال ما يُسمى "الأدوات المقدسة"، والقرابين النباتية ونفخ البوق، وتدريب "الكهنة" على تقديم القرابين الحيوانية، وصولًا إلى التقسيم الزماني والمكاني.. هكذا تستعد "جماعات الهيكل" المتطرفة لإقامة "الهيكل" المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك. وتسعى الجماعات المتطرفة ضمن مخطط متكامل ومتسارع، وبدعم رسمي كبير من حكومة الاحتلال، لهدم المسجد الأقصى وإقامة "الهيكل" المزعوم مكانه، كونها تعتبر هذه الخطوة بمثابة "جوهر الوجود الصهيوني على أرض فلسطين". ويعتقد اليهود أن "هيكل سليمان" كان مبنيًا مكان قبة الصخرة المشرفة، وأن الصخرة التي بُنيت عليها القبة هي أساس الكون وأنها "قدس الأقداس"، لكن علماء آثار إسرائيليين يعتبرون أن المزاعم بوجود "الهيكل" مكان الصخرة "محض افتراء". وتقتضي تعاليم الشريعة اليهودية حرق "البقرة الحمراء" في منطقة جبل الزيتون بطقوس وأدوات معينة ومن ثم نثر رمادها قبالة المسجد الأقصى، إيذانًا ببدء طقوس إقامة "الهيكل الثالث" المزعوم، والتجهيز لاقتحام ملايين اليهود للمسجد. ولم تكتف تلك الجماعات بهذه الإجراءات، بل أقامت ما يعرف بمتحف "الهيكل" عند باب المغاربة المؤدي للأقصى، وجمعت فيه أدوات مذهبة لما يسمونه الطقوس الدينية، ويقولون إنهم يعدونها لنقلها عندما تحين الساعة، ويبنى "الهيكل" مكان قبة الصخرة، حسب زعمهم. ودائمًا ما تُحرض الجماعات المتطرفة على المسجد الأقصى، عبر نشر فيديوهات ولافتات في شوارع القدس ومحيط المسجد تطلق عليه مسمى "جبل الهيكل"، وأخرى تُجسد عملية البناء المزعوم لهيكلهم. مخطط مبرمج الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن "جماعات الهيكل" تمثل الذراع التهويدي، والأداة التنفيذية لحكومة الاحتلال لتغيير الواقع القائم في المسجد الأقصى، وفرض اقع تلمودي يهودي جديد. ويضيف أبو دياب، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن تلك الجماعات تحظى بدعم كامل من الحكومة اليمينية المتطرفة، التي توفر لها كل الميزانيات والدعم المادي والمعنوي، لأجل تنفيذ مخططها بحق الأقصى. ويؤكد أن هذه الجماعات تعمل وفق مخطط مبرمج واستراتيجيات متكاملة على تغيير الوضع القائم بالأقصى وصولًا لهدمه وإقامة "الهيكل الثالث" مكانه، بالتنسيق مع حكومة الاحتلال. وما يدلل على ذلك، تصاعد وتيرة الاقتحامات وأعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد المبارك، فضلًا عن نشر لافتات توعوية لليهود لجعل هدم المسجد وإقامة "الهيكل" موضوع ديني عقائدي. وفق أبو دياب تهيئة الأقصى وحسب الباحث المقدسي، فإن "جماعات الهيكل" بدأت بخطوات عملية لبناء "الهيكل" معنويًا في أذهان اليهود، من خلال فرض كامل الطقوس التلمودية داخل الأقصى. وأبرز هذه الطقوس، وفقًا لأبو دياب، محاولة تقديم القربان، و"السجود الملحمي"، وإحياء "طبقة الكهنة"، وزيادة الاقتحامات، ونفخ البوق، وإدخال أدوات ورموز توراتية داخل المسجد. ويتابع "هذه الخطوات تطوّرت بشكل كبير، بعد أن عملت تلك الجماعات على توعوية المتطرفين بقيمة ما حققته خلال السنوات الأخيرة بشأن المسجد الأقصى". لذلك، "بدأت بمخطط من عدة مراحل لتهيئة الأقصى قبل بناء الهيكل، وذلك من خلال إقامة ما يسمى (مطاهر أو مرافق الهيكل) في محيطه، وتدريب (كهنة المعبد)، وخياطة اللباس الخاص بهم، وإقامة الكنس اليهودية، قبيل البدء بتغيير الواقع داخل المسجد". ومؤخرًا، نشرت مدرسة "يشيفات هارهبايت" فيديوهات توثّق استعداداتها لبناء "الهيكل"، بما في ذلك تدريب "الكهنة" على تقديم "القرابين الحيوانية"، وتصميم مجسمات هندسية تمثل شكل "المعبد" المزعوم، في خطوة خطيرة تهدف إلى تهيئة الرأي العام لتقبل فكرة البناء على أنقاض الأقصى. وأظهرت هذه المقاطع وجود مخططات تفصيلية لـ"لمعبد" الجديد، ما يؤكد أن تلك الجهات المتطرفة تتعامل مع المشروع كحقيقة قيد التنفيذ لا كرمز ديني أو أسطورة تاريخية. ويؤكد أبو دياب أن الجماعات المتطرفة تعمل بخطوات متسارعة وعلنية لبناء "الهيكل" مكان الأقصى، لافتًا إلى أن حكومة الاحتلال بدأت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بتجسيد فكرة تغيير وضع الأقصى على الأرض. ويرى أن اليهود يربطون ما يجري من حفريات وأنفاق أسفل الأقصى ومحيطه، وزرع "القبور الوهمية" في محيطه، بأنها كانت بفترة "الهيكل" أو بالقرب منه، في محاولة لغسل الأدمغة، وترسيخ فكرة "وجود الهيكل". غياب ردة الفعل ويشدد المختص في شؤون القدس على أن الظروف اليوم باتت مهيأة لتحقيق الجماعات المتطرفة وحكومة الاحتلال أطماعها وأحلامها في المسجد الأقصى، في ظل عدم خشيتها من أي ردة فعل عربية وإسلامية. ويقول: "بعد السابع من أكتوبر، أصبح اليهود متيقنين، أنه لو هُدم الأقصى، فإن ذلك لن يُؤثر، ولن تتحرك الأمة العربية والإسلامية، في ظل صمتها على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة في قطاع غزة التي استمرت لمدة عامين". ويوضح أن الجماعات المتطرفة باعتبارها المسيطرة على شرطة الاحتلال، فهي تعمل على تفريغ المسجد الأقصى من المصلين الفلسطينيين والمقدسيين، عبر حملة الإبعادات ومنع الدخول إليه. ويحذر أبو دياب من مخاطر ما تسعى لتحقيقه "جماعات الهيكل" ضد الأقصى، بما فيها فكرة تقسيم المسجد مكانيًا، أو انهيار جزء منه، بفعل الحفريات والأنفاق. وكانت محافظة القدس حذّرت من خطورة تحركات علنية ومتسارعة لجماعات "الهيكل"، والتي باتت تتخذ طابعًا عمليًا ممنهجًا يهدف إلى المساس المباشر بالمسجد الأقصى، وتغيير طابعه التاريخي والديني. وأكدت أن ما يعرض اليوم من تجهيزات وطقوس واستعدادات لم يعد مجرد حلم ديني أو فكرة خرافية، بل أصبح مشروعًا استيطانيًا منظمًا تديره وتدعمه جهات سياسية ودينية داخل منظومة الاحتلال، في مسعى خطير لفرض سيادة تامة على المسجد الأقصى وإحلال "الهيكل" المزعوم مكانه.