نتائج كارثية للأندية والمنتخبات.. أسباب التراجع الكبير للكرة الليبية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تشهد كرة القدم الليبية خلال السنوات الأخيرة حالة من التراجع على صعيد الأندية والمنتخبات وذلك بعد استمرار نتائجها المخيبة وغيابها التام عن المنافسة القارية.
وبعد أن فشل منتخب ليبيا الأول في التأهل لكأس أمم أفريقيا 2025، تلقت كرة القدم في البلاد صدمة جديدة بإخفاق منتخب الشباب (دون 20 عاما) ومنتخب الناشئين (دون 17 عاما) في التأهل لأمم أفريقيا في الفئتين، وخروجهما بنتائج محبطة جدا في بطولتي منتخبات شمال القارة المؤهلة للنهائيات.
ومنذ أكثر من 4 سنوات، سقطت الكرة الليبية في مربع من الأزمات والتخبط في سوء النتائج وذلك بالتوازي مع تردي مستوى الدوري ووجود عوائق تنظيمية ألقت بظلالها على نتائج النوادي في المسابقات القارية.
خيبة مريرة في التصفيات الأفريقيةلم تقتصر مكامن الإخفاق في كرة القدم الليبية على المنتخب الأول، لكن وقعها كان أثقل بكثير بالنظر إلى أن منتخب "فرسان المتوسط" يعتبر الواجهة الأولى لكرة القدم في البلاد التي تعيش منذ أكثر من عقد من الزمن على وقع التوترات السياسية وغياب الاستقرار الأمني والاجتماعي.
وخلال تصفيات أمم أفريقيا 2025، التي أسدل عليها الستار الأسبوع الماضي، أنهى منتخب ليبيا تصفيات المجموعة الرابعة في المركز الأخير برصيد 5 نقاط في المجموعة التي تأهل عنها منتخبا نيجيريا وبنين.
إعلانوخاض منتخب ليبيا مشوارا صاخبا وعسيرا في التصفيات، تخللته عقوبة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بقرار اعتباره خاسرا (0-3) أمام نيجيريا في الجولة الرابعة بعد أحداث استقبال بعثة نيجيريا في مواجهة لم يكتب لها أن تقام، لكن نتيجتها كانت صاعقة لليبيا.
وفشل المنتخب الليبي في التأهل للنهائيات في 5 مناسبات متتالية وذلك في 2013 و2015 و2017 و2019 و2021 و2023 ثم 2025 التي كانت آمال الجماهير الليبية معلقة عليها للعودة من جديد للحضور في المسابقة.
أبرز أسباب تراجع الكرة الليبيةيُرجع العضو السابق للاتحاد الليبي لكرة القدم مجدي شعيب أسباب التراجع المدوي للعبة بعدم استقرار الأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات، مما اضطر المنتخبات والأندية إلى خوض معسكرات وجيزة واستقبال منافسيها على ملاعب محايدة في تونس أو مصر ودول مجاورة.
ويقول مجدي شعيب للجزيرة نت: "غياب الاستقرار الأمني والاجتماعي ألقى بظلاله على الكرة في ليبيا، وتسبب في تشتت مجهودات الاتحاد لإنجاح تنظيم المسابقات المحلية، علاوة على اضطرار الأندية والمنتخبات إلى التنقل خارج البلاد لخوض مباريات تصفيات كأس أمم أفريقيا وكأس العالم".
وأضاف أن "سوء تنظيم مسابقة الدوري أسهم في تراجع نتائج الأندية في المسابقات القارية، وفي خروج أغلبها منذ الأدوار الأولى. لا يوجد أي ناد يمثل ليبيا بدور المجموعات في النسخة الحالية من دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية وهذا مؤشر قوي على أن الأوضاع العامة في البلاد أثرت سلبا على الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص".
ويرى شعيب أن عودة الاستقرار تدريجيا وبناء عدد من الملاعب في بعض المدن الليبية مثل بنغازي والبيضاء وغيرهما سيعود إيجابيا على المشهد الكروي ويسهم في استعادة النوادي والمنتخبات اعتبارها عربيا وقاريا.
وتراجع المنتخب الليبي باستمرار في تصنيف المنتخبات الشهري، الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" باحتلاله المركز 122 عالميا و34 على الصعيد الأفريقي في تصنيف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلال العام 2024، خاض منتخب ليبيا 8 مباريات، خسر 4 منها وتعادل في مناسبتين وفاز في مباراتين، لكن الآمال لا تزال معقودة على التأهل لكأس العالم 2026، إذ يحتل المنتخب المركز الثاني في المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط متأخرا بنقطة واحدة عن الكاميرون المتصدرة.
إعلان خسارة مدوية أمام مصروتواصَل عجز الكرة الليبية على مستوى منتخبات الفئات السنية عندما أخفق منتخب الشباب (دون 20 عاما) في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2025 عندما تذيل ترتيب بطولة منتخبات شمال أفريقيا التي احتضنتها مدينة الإسماعيلية المصرية.
وخسر منتخب ليبيا للشباب مبارياته الأربع في البطولة ضد تونس والجزائر والمغرب ومصر ليخفق في الحصول على أي نقطة علما أن منتخبي المغرب ومصر تأهلا لأمم أفريقيا (دون 20 عاما) التي تقام بجنوب أفريقيا العام المقبل.
ولم يكن حظ منتخب الناشئين أفضل إذ تلقى خسارة ثقيلة أمام نظيره المصري (7 – 1) في آخر مبارياته ضمن بطولة منتخبات شمال أفريقيا المؤهلة لنهائيات 2025 والتي احتضنتها المغرب.
وقبل ذلك خسر منتخب ناشئي ليبيا كل مبارياته أمام تونس والجزائر والمغرب ليخرج دون أي نقطة في البطولة مع اهتزاز شباكه في 14 مناسبة.
نتائج محبطة للأنديةوعلى صعيد النوادي تلقت الكرة الليبية صدمة قوية بإقصاء 4 أندية وهي النصر والأهلي بنغازي من دوري أبطال أفريقيا والأهلي طرابلس والهلال بنغازي من كأس الكونفدرالية، منذ الأدوار الأولى.
وودع النصر دوري الأبطال من الدور التمهيدي عقب الخسارة على يد المريخ السوداني، أما الأهلي بنغازي فقد غادر السباق من نفس الدوري على يدي الهلال السوداني.
كما توقفت مغامرة أهلي طرابلس والهلال بنغازي عند الدور الأول من الكونفدرالية بعد خسارة الأول أمام سيمبا التنزاني والثاني أمام المصري البورسعيدي.
وأثار عدد من الفنيين في الدوري الليبي ملف عدم استقرار نشاط دوري المحترفين كعامل مؤثر في تراجع المستوى وخروج أغلب النوادي مبكرا من المسابقات القارية.
ويرى فتحي جبال مدرب نادي السويحلي أن الغموض الذي يرافق مسابقة الدوري الممتاز وعدم وجود برنامج واضح المعالم للمسابقة كان أحد الأسباب الأولى لتراجع نتائج النوادي أفريقيا.
إعلانوقال جبال للجزيرة نت: "المشكلة تنظيمية وإدارية، جُل الأندية لا تعرف خارطة الطريق الخاصة بالموسم المقبل. الدوري الليبي هو الوحيد في العالم الذي لم ينطلق حتى الآن، هذا واحد من الأسباب التي لا بد من الوقوف عندها ومعالجتها، يجب على الاتحاد الليبي ولجنة المسابقات توضيح الرؤية بخصوص مسابقة الدوري لأن النشاط والمباريات لهما أهمية كبرى في رفعة النسق وتحسن المستوى".
ويؤكد جبال أن "اتحاد الكرة مطالب بترتيب البيت الداخلي، كما أن الأندية مدعوة بدورها إلى مراجعة الكثير من الأمور الإدارية ومعاضدة جهود الاتحاد لتحقيق انطلاقة حقيقية نحو استعادة مكانة الكرة الليبية بداية من موسم 2024 ـ 2025.
يشار إلى أن الدوري الليبي للموسم الجاري لم ينطلق بعد، في حين تؤكد بعض المصادر أن هناك مقترحا لانطلاقه يوم 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري بنظام المجموعتين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات كأس العالم أبطال آسيا أبطال أفريقيا الکرة اللیبیة أمم أفریقیا منتخب لیبیا لکرة القدم فی التأهل کرة القدم فی البلاد
إقرأ أيضاً:
ديمبلي.. لقب كأس العالم للأندية لحسم الكرة الذهبية
يسعى النجم الفرنسي عثمان ديمبلي لإكمال مهمة باريس سان جيرمان بنجاح على تشلسي في نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم ليصعد من جديد على منصة التتويج في موسم مذهل، ليؤكد أنه المرشح الأجدر بالفوز بجائزة الكرة الذهبية المقدمة لأفضل لاعب في العالم.
ويلعب باريس سان جيرمان بطل الدوري الفرنسي غدا الأحد، ضد تشلسي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز من أجل التتويج بالنسخة الافتتاحية للبطولة التي تقام بمشاركة 32 فريقا في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلاتر يدافع عن رئاسته للفيفا ويهاجم إنفانتينوlist 2 of 2تاريخ مواجهات تشلسي وسان جيرمان قبل مواجهتهما بنهائي كأس العالم للأنديةend of listويتطلع ديمبلي لقيادة ناديه لإنجاز غير مسبوق والتتويج بلقب النسخة الموسعة لكأس العالم بعدما ساهم المهاجم الفرنسي في الفوز بدوري أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان نهاية مايو/أيار.
وساهم ديمبلي بأهداف في سبع مباريات من تسع خاضها سان جيرمان في أدوار خروج المغلوب في طريقه للفوز باللقب الأوروبي لأول مرة، ليكون المرشح الأبرز للفوز بجائزة الكرة الذهبية.
لكنه الأبرز وليس الوحيد، إذ يجد منافسة شرسة من ثنائي برشلونة: لامين جمال ورافينيا بعدما لعب جناح إسبانيا الواعد وصانع لعب البرازيل دورا رئيسيا في تتويج الفريق الكتالوني بالثنائية المحلية وبلوغ الدور قبل النهائي في دوري الأبطال.
وبدا أن عرش ديمبلي اهتز بعدما عاد بخفي حنين في خسارة فرنسا أمام إسبانيا في الدور قبل النهائي لدوري الأمم الأوروبية في يونيو/حزيران الماضي، وهي مباراة برع فيها جمال وسجل هدفين ليقود بلاده إلى نهائي البطولة.
لم تكن بدايته لكأس العالم للأندية جيدة، إذ غاب عن مباريات دور المجموعات بسبب الإصابة، قبل المشاركة من على مقاعد البدلاء في الفوز 4-صفر على إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي في دور الستة عشر.
ولم يشارك ديمبلي منذ البداية أمام بايرن ميونخ في دور الثمانية، لكنه سجل هدف ضمان الفوز 2-صفر على الفريق الألماني الذي كان يكافح قرب النهاية بحثا عن التعادل قبل أن يقضي مهاجم بروسيا دورتموند السابق على آماله.
إعلانإلا أنه تألق في الفوز على ريال مدريد وسجل هدفا وقدم تمريرة حاسمة بعد تسع دقائق فقط من البداية ليضمن الفوز لفريق المدرب لويس إنريكي مبكرا في مباراة انتهت 4-صفر.
وبعد ما قدمه أمام عملاقين أوروبيين أصبحت كفته هي المُرجحة في سباق الأفضل، لكنه يسعى إلى حسم الأمور بتكرار مستواه المميز في المباريات النهائية هذا الموسم.
وعلى الرغم من أنه لم يسجل أمام إنتر، فإنه قدم تمريرتين حاسمتين في الفوز 5-صفر في النهائي الذي أقيم في ملعب أليانز أرينا في ميونخ.
وسبق لديمبلي مواجهة تشلسي مرة واحدة فقط، كانت مع برشلونة في موسم 2017-2018 وسجل هدفا خلال 67 دقيقة خاضها في مباراة الدور الثاني لدور الستة عشر وقتها.
ويأمل ديمبلي أن يحسم اللقب ليقترب أكثر من حسم الكرة الذهبية أيضا التي تمنح على أساس مستوى اللاعب بين أغسطس/آب 2024 و31 يوليو/تموز الحالي، وفقا للوائح الجديدة للجائزة سعيا لأن يصبح أول فرنسي يحققها بعد كريم بنزيمة عام 2022.