بوابة الوفد:
2025-06-17@21:41:38 GMT

سوريا إلى أين؟

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

يقترب تقسيم سوريا يومًا بعد يوم، وإن لم يكن اليوم فغدا، فى ضوء تسارع وتيرة الأحداث وصراع الأطماع والنفوذ، وترهل القوات العسكرية السورية وفشلها سنوات فى التخلص من كابوس الجماعات المسلحة بمناطق النزاع بين الفصائل المسلحة المناهضة للرئيس السورى بشار الأسد، سواء قوات تحرير الشام الموالية لتركيا، أو «قسد» وحدات حماية الشعب الكردى الموالية لأمريكا، والمناوئة للأتراك وتحرير الشام.

عاش الرئيس السورى فترة استرخاء نسبى مع قواته بعد استعادة الأراضى المسلوبة عام 2016، وكان لروسيا التى استنجدت بها إيران الدور الفّعال بفضل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى وقتها قاسم سليمانى الذى استعان بالروس لإنقاذ النظام السورى. وأقامت روسيا قاعدة «حميميم» الجوية باللاذقية ولعبت الدور الأبرز فى الضربات الجوية وقصف الطيران المكثف مناطق ثكنات ومعسكرات الفصائل المسلحة، بينما اعتمد دور الميليشيات الإيرانية على الزحف بقوات المشاة ضد ثورة الشعب عام 2015.

وروسيا اليوم، ليست روسيا 2015 و2016 حيث لم تكن مشغولة بحرب مع أوكرانيا التى أنهكتها، وتحتاج اليوم لكل دعم عسكرى من أجل الحفاظ على ما تبقى تحت يدها من أراضٍ أوكرانية.

والميليشيات الإيرانية وحزب الله، أحد طرفى مقص إنقاذ بشار ضعفت وتراجعت بقوة بسبب الضربات الإسرائيلية لها والقضاء على قادة ميدانيين، اضطرت معها طهران لسحب قواتها من مواقع عدة، ولم تجد قوات تحرير الشام الأكثر تسليحا وتكتيكا صعوبة فى الاستيلاء على إدلب وحلب والتقدم حتى حماة وريفها فى سيناريو يشبه فرار الجيش العراقى من الموصل أمام فلول داعش فى عام 2014.

ويخشى النظام السورى من ضياع «حماة» وسيطرت تحرير الشام وباقى الفصائل الموالية لها نظرا لما تتمتع به من نفوذ علوى موالٍ للنظام، ومساحتها تزيد على 9 آلاف كم، وسيطرة الفصائل المسلحة على حماة يعنى صعوبة استرداد أراضيها، لضعف الإمداد اللوجستى فى ظل المسافة الكبيرة بين حماة وحلب والتى تصل إلى 150 كم، كما أن حماة تمثل رمانة ميزان قابعة وسط البلاد ذات الموقع الاستراتيجى.

ومخاوف الحكومة السورية من سيطرة الفصائل على حماة وفتح الطريق نحو المناطق والمدن الساحلية العلوية ومنها تبقى الخطوة النهائية فى الوصول إلى العاصمة السورية دمشق.

النظام السورى أخطأ مرات برهانه على غيره دون الاعتماد على جيشه وتعزيز قدراته، والتخفيف من حدة الطائفية وخطورتها، مستنجدا بإيران لخدمة أغراضه وحماية عرشه، ومنذ أن وطأت ميليشياتها الأراضى السورية خططت لإضعاف الجيش السورى وباتت المسيطرة وصاحبة القرار العسكرى والسياسى والاقتصادى، مع تغيير ديموغرافى واستبدال سكان المناطق السنية وحلت محلها «شيعة» فزادت العصبية والطائفية واشتعلت جذوة ثورة الغضب والانتظار لساعة التخلص.

وأبقى الأسد على الميليشيات الإيرانية التى لعبت بورقة الديون المالية، وفاتورة الحرب المكلفة حيث نظرت إيران لسوريا باعتبارها محافظة إيرانية بعد أن أنفقت خلال الحرب ما يزيد على 50 مليار دولار.

وبسبب سياسات خاطئة باتت سوريا ميدانا لتصفية الحسابات لبعض القوى الكبرى والإقليمية، وكعكة يتصارع على أكلها الإيرانيون والروس والأمريكان والأتراك، وضاع شعبها الطيب بين التشريد والجوع والتقسيم والتدمير!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل سوريا إلى أين تقسيم سوريا

إقرأ أيضاً:

صوت الواقعية في زمن القنابل..الانتخابات على الأبواب والمدافع خلف الجدار

17 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: يتشبث العراق بخيط دقيق من التوازن وسط عاصفة إقليمية لا تهدأ، ويقف على حافة نار مشتعلة بين إيران وإسرائيل، فيما تسابق حكومته الزمن لنزع فتيل تصعيد يبدو أنه لم يعد احتمالاً، بل مساراً محتوماً ما لم تتغير المعادلات الكبرى.

وتتوالى التحذيرات من داخل أروقة القرار العراقي ومن أطراف إقليمية ودولية، وسط تقارير عن تحليق طائرات حربية ومسيّرات من الجانبين فوق أراضيه، في تجاوز صريح لسيادته، يعيد إلى الأذهان لحظات مصيرية من تاريخ قريب حين وقعت بغداد بين كماشة محورين متصارعين.

وقال رئيس ائتلاف «قوى الدولة الوطنية» وتيار «الحكمة» عمار الحكيم، إن العراق غير مهيّأ لخوض حربٍ إقليمية شاملة، مشدداً على أهمية التركيز على الدعم السياسي والإعلامي والإغاثي.

ويُظهر هذا التصريح قدراً من الواقعية الإيجابية، إذ يعكس وعياً دقيقاً بحدود القدرات العراقية في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية الراهنة.

ويدعو التصريح إلى تبنّي أدوار غير عسكرية أكثر نضجاً، تُحاكي الموقع العراقي الوسيط.

ويأتي هذا الخطاب المتّزن ليضع مسافة بين الانفعال الشعبي والقرار السياسي، في لحظة تتطلب حكمة وتبصّراً.

واستعادت الذاكرة العراقية شبح عام 2020، حين اخترقت مسيّرة أميركية سماء العاصمة وقتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني وقائد “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، فاندلعت من بعدها سلسلة مواجهات غير معلنة أفضت إلى مقتل وإصابة العشرات، وتسببت بإغلاق جزئي للسفارة الأميركية في بغداد لأشهر.

وتمضي اليوم مخاوف تصاعدية في ظل تورط متصاعد بين تل أبيب وطهران، إثر القصف الإسرائيلي الذي طال منشآت نووية إيرانية فجر الجمعة الماضية، وردّت عليه طهران بسرب من المسيّرات والصواريخ.

وبدأت الفصائل العراقية المتحالفة مع  إيران برفع نبرة التهديد ضد المصالح الأميركية، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر عنفاً داخل العراق.

وأكدت “كتائب حزب الله” في بيانها الأخير أن اليد على الزناد، وقالت “إننا نراقب عن قرب تحركات العدو الأميركي، وإذا تدخلت واشنطن عسكرياً فسيكون الرد في عمق قواعدها دون تردد”. وسبق أن شنت هذه الفصائل أكثر من ١٠٠ هجوم صاروخي وطائرات مسيرة على مواقع أميركية منذ أكتوبر ٢٠٢٣، بحسب إحصاءات القيادة المركزية الأميركية.

وعبّر مسؤولون أميركيون عن قلق متزايد من احتمال انزلاق العراق إلى فوضى جديدة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في نهاية هذا العام، والتي تحفّز الأحزاب السياسية، لا سيما تلك المرتبطة بفصائل مسلحة، على الحفاظ على مستوى من الاستقرار لكسب الشارع.

وتكررت ظاهرة الفصائل المسلحة التي تخوض السياسة وتستعد للمعركة في ذات الوقت، كما جرى بعد انسحاب القوات الأميركية عام 2011، حين اندمجت جماعات مثل “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله” في العملية السياسية، قبل أن تنفجر مواجهات دامية من جديد إثر صعود تنظيم داعش عام 2014.

ويسود القلق من أن تسعى بعض القوى لجرّ العراق إلى مستنقع صراع بالوكالة، في وقت يعيش فيه أزمة طاقة خانقة، حيث يستورد من إيران نحو 40% من حاجته للغاز لتشغيل محطات الكهرباء، وفق آخر بيانات وزارة الكهرباء العراقية في مايو 2025، ما يضعه في قبضة “الجار الغاضب” كلما توترت العلاقات.

ويسود اعتقاد بين محللين بأن إيران تُبقي حلفاءها العراقيين في حالة “تأهب صامت”، على أن يكون تحركهم مشروطاً بتوسع الضربات أو تدخل أميركي مباشر. وقال تامر بدوي إن “القرار الأخير سيكون بيد طهران، لكنها حتماً لن تفرّط بورقة بغداد بسهولة”.

وتقف الحكومة العراقية في موقع صعب، إذ تسعى لطمأنة واشنطن بضمان أمن بعثاتها، دون استفزاز الفصائل التي تملك نفوذاً سياسياً وعسكرياً واسعاً.

وقال مسؤول أمني عراقي إن جميع الفصائل “تتعاون حالياً مع الدولة لمنع أي انجرار للصراع”، لكنه لم يخفِ خشيته من “تصرف فردي” قد يشعل الفتيل. يمية مختلفة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • النجم السورى اسماعيل تمر يبدأ تحضيراته الخاصة لأعمال ستكون "قنبلة الموسم"
  • صوت الواقعية في زمن القنابل..الانتخابات على الأبواب والمدافع خلف الجدار
  • آثاره مدمرة للدول.. جفاف تاريخي غير مسبوق في العراق وبلاد الشام
  • استئناف إعادة تأهيل جسم سد الرستن جراء الأضرار بفعل قصف النظام البائد
  • هكذا عقبت الفصائل على المجزرة الإسرائيلية في خان يونس اليوم
  • سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
  • عودة دفعة من العائلات السورية من تركيا إلى ريف دير الزور الشرقي بعد تهجير قسري دام 14 عاماً
  • بريطانيا تشدد على منع الفصائل من جر العراق إلى الصراع الإيراني - الاسرائيلي
  • بيان مُزلزل للقوات المسلحة الإيرانية: رد ساحق ورادع ومؤلم يشمل كل أنحاء إسرائيل
  • مبادرة مجتمعية لتأمين مستلزمات وأجور نقل الطلاب خلال فترة الامتحانات في بصرى الشام بدرعا