تشهد الأراضي السورية تصعيدًا ملحوظًا في وتيرة المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة المحلية، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد، إذ بعد أن تم إعلان سيطرة فصائل مسلحة على محافظة درعا، جاء نفي الجيش السوري لتلك الادعاءات، مؤكدًا قيامه بإعادة تموضع قواته في المنطقة، هذا التصعيد الأمني في الجنوب يعكس تصاعد العنف في مختلف المناطق السورية، مع تداعيات على الأمن الإقليمي، خاصة بعد الهجوم المباغت الذي شنته الفصائل المسلحة على نقاط الجيش في حلب وحماة.

تفاصيل الوضع العسكري في سوريا

في تطور لافت، أعلن الجيش السوري في 7 ديسمبر 2024 أنه نفذ عملية "إعادة تموضع" في محافظتي درعا والسويداء، مشيرًا إلى أنه قام بترتيب قواته وتشكيل "طوق دفاعي" على خلفية الهجمات التي تعرضت لها بعض نقاطه العسكرية في المنطقة.

وكانت الفصائل المسلحة قد سيطرت على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ما أدى إلى إغلاق الحدود من قبل السلطات الأردنية.

فيما تواصل الفصائل المسلحة تقدمها في المناطق المجاورة، مثل السويداء التي شهدت نشاطًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة على صعيد الاحتجاجات الشعبية ضد الأوضاع الاقتصادية، حيث استولت جماعات مسلحة على عدة مواقع حكومية، بما في ذلك مركز قيادة الشرطة.

كما أظهرت مقاطع الفيديو انتشار المدنيين في الشوارع وهم يزيلون صور الرئيس السوري بشار الأسد، مما يعكس تحولات في المزاج الشعبي.

التصعيد العسكري في الشمال والوسط

في الشمال، خاصة في حلب وحماة، تقدم فصائل مسلحة من إدلب نحو المناطق الاستراتيجية، حيث سيطرت مؤخرًا على حماة قبل أن تتقدم نحو مدينة حمص.

ووفقًا للتقارير، أسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 800 شخص، بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من مناطق الاشتباكات.

هذا التصعيد يعكس فشل النظام السوري في استعادة السيطرة بشكل كامل على الأراضي التي كانت تعتبر من أبرز معاقله في المرحلة السابقة.

تداعيات الوضع على الأمن الإقليمي

تتسارع الأحداث في سوريا على خلفية حالة من عدم الاستقرار الأمني، ما يؤثر بشكل كبير على دول الجوار مثل الأردن ولبنان.

ففي ظل تزايد السيطرة العسكرية للفصائل المسلحة، تزداد المخاوف من تفشي الفوضى الإقليمية، خاصة في ظل التدخلات الخارجية من قبل دول مثل روسيا وإيران، التي تدعم حكومة الأسد.

وفي الوقت نفسه، تبدو العلاقة بين روسيا وحكومة دمشق في مرحلة من التوتر، إذ يثار سؤال عن مدى قدرة موسكو على الاستمرار في دعم الحكومة السورية في ظل المتغيرات الميدانية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احتجاجات استقرار إستعادة ادعاءات اشتباكات الاحتجاجات الشعبية الاحتجاجات الأراضي السورية الاشتباكات الاوضاع في سوريا الأمن الإقليمي

إقرأ أيضاً:

تقدم الجيش ومعاناة المواطنين.. آخر تطورات الأوضاع في السودان

 

في ظل تعثر مساعي التهدئة واستمرار النزاع المسلح، يدخل السودان مرحلة جديدة من الانهيار الميداني والإنساني، حيث تتسع رقعة الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ويتفاقم معها الوضع الإنساني ليبلغ مستويات غير مسبوقة. وبينما يحاول المجتمع الدولي إطلاق مبادرات سلام متعثرة، تزداد معاناة المدنيين في ولايات دارفور وكردفان، وسط نزوح جماعي وانهيار للخدمات الأساسية.
هذا المشهد المعقّد يضع البلاد أمام مفترق طرق خطير، يعكس فشلًا سياسيًا وإقليميًا في احتواء الأزمة، ويهدد بجعل السودان نموذجًا لكارثة ممتدة في قلب القارة.

 

التصعيد الميداني: معارك شرسة وتقدم محدود للجيش

رغم مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لا تزال المعارك مستمرة، خاصة في ولايات دارفور وكردفان، وسط تدهور أمني متصاعد.
وقد أعلن الجيش السوداني تحقيق تقدم استراتيجي في ولاية شمال كردفان بسيطرته على منطقة كازجيل، التي تمثل نقطة وصل حيوية بين شمال وجنوب البلاد. في المقابل، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على مناطق مدنية في دارفور، حيث تعرض مخيما زمزم وأبو شوك خلال الأشهر الماضية لهجمات دامية، أسفرت عن سقوط مئات القتلى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وعمال إغاثة.

وفي مدينة الفاشر، لا يزال القصف العشوائي يلقي بظلاله على الأحياء السكنية والمنشآت الطبية والتعليمية، رغم إعلان الجيش قبوله بهدنة مؤقتة لمدة أسبوع، بوساطة من الأمم المتحدة، لتأمين وصول المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، يبقى الوضع الأمني هشًا للغاية، ما يهدد بانهيار الهدنة في أي لحظة.

 

كارثة إنسانية غير مسبوقة: أرقام صادمة ونداءات استغاثة

تصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في السودان بأنها "الأسوأ في العالم حاليًا"، مع وجود أكثر من 30 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات.
وتشير التقارير إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل السودان، بالإضافة إلى 3.5 ملايين لاجئ عبروا الحدود إلى دول الجوار، في أكبر موجة لجوء ونزوح يشهدها العالم في عام 2025.

في دارفور، تتفاقم أزمة الغذاء بشكل خطير، حيث يعاني 40% من الأطفال دون سن الخامسة في مدينة الفاشر من سوء تغذية حاد، وتصل نسبة الحالات الشديدة إلى 11%، وفق تقارير أممية.
كما أكدت منظمات إغاثة دولية مثل "أطباء بلا حدود" و"إنقاذ الطفولة" توقف 70% من المرافق الطبية عن العمل، وسجلت 933 حالة وفاة داخل المستشفيات خلال النصف الأول من هذا العام نتيجة انعدام الرعاية الصحية.

وفي تطور مقلق، حذّر برنامج الغذاء العالمي من توقف وشيك لمساعداته المقدمة للاجئين السودانيين في تشاد ومصر بسبب نقص التمويل، مما ينذر بأزمة إنسانية إقليمية متصاعدة.


 

جمود سياسي ومبادرات وطنية في ظل الغياب الدولي

رغم النداءات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، لا تزال مساعي الوساطة تصطدم بتباعد المواقف بين طرفي النزاع، وغياب الإرادة السياسية الحقيقية للتوصل إلى تسوية شاملة. وقد وصفت الأمم المتحدة الوضع السياسي في السودان بـ "المنهار"، داعية المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لإنهاء الحرب وإنقاذ المدنيين.

في السياق السياسي الداخلي، التقى رئيس الوزراء د. كامل إدريس بوفد من حزب الأمة القومي، داعيًا إلى إطلاق عملية تشاور وطني موسّعة مع القوى السياسية والمدنية، للبحث عن مخرج سياسي شامل يضع حدًا لحالة الانهيار ويؤسس لمرحلة انتقالية مستقرة.

 

عوائق إضافية: العواصف الترابية تعطل الإغاثة والطيران

في خضم هذه الأزمات، ضربت عاصفة ترابية كثيفة مدينة بورتسودان، ما أدى إلى تعطيل عدد من الرحلات الجوية من وإلى مطار بورتسودان الدولي، وهو ما زاد من تعقيد حركة الإغاثة والطيران المدني، في وقت تُعد فيه المدينة نقطة الارتكاز الوحيدة المتبقية للتواصل مع الخارج.

 


المشهد العام: أزمة مركبة واستقرار مؤجل

يقف السودان اليوم على حافة الانهيار التام، إذ تتداخل المعاناة الإنسانية مع الانسداد السياسي، وتغيب حلول السلام الشامل وسط استمرار القتال وتراجع الدعم الدولي. ورغم وجود مبادرات داخلية محدودة للتهدئة، فإن غياب الثقة والإرادة السياسية، واستمرار الأعمال العسكرية، يجعل الوصول إلى تسوية شاملة أمرًا بعيد المنال في الوقت الراهن.

مقالات مشابهة

  • إنْ كان الجيش تحت سيطرة الكيزان، فالمفاوضة معه تعني – ضمناً – اعتراف القحاتة بحق الكيزان في المشاركة
  • اليمنيون يجددون ثبات موقفهم مع غزة  واستعدادهم لمواجهة أي تصعيد
  • مسيرات جماهيرية حاشدة في الضالع تأكيداً على الاستمرار في إسناد غزة ومواجهة أي تصعيد صهيوني
  • لافروف يشير إلى تزايد المخاطر التي تهدد احتمالات إقامة الدولة الفلسطينية
  • الأمن العام يصدر 6 إرشادات وقائية للأردنيين ضمن حملة “صيف آمن”
  • عاجل | الأمن العام يطلق حملة “صيف آمن” للوقاية والسلامة في الصيف
  • سوريا تكافح نيران اللاذقية.. سيطرة شبه كاملة على الحرائق وتعاون إقليمي مكثف لإنقاذ الجبال الملتهبة
  • سوريا.. سيطرة شبه كاملة على حرائق اللاذقية
  • الفرقة 70 في الجيش العربي السوري تنهي عمليات التمشيط التي بدأت قبل أيام في مواقع تلال الصفا بريف دمشق الشرقي
  • تقدم الجيش ومعاناة المواطنين.. آخر تطورات الأوضاع في السودان