الجزيرة:
2025-05-28@12:43:14 GMT

كيف يؤثر سقوط الأسد على حزب الله ولبنان؟

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

كيف يؤثر سقوط الأسد على حزب الله ولبنان؟

بيروت- أصبحت التطورات السياسية والأمنية المتسارعة في سوريا وصولا إلى سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على دمشق، قضية ملحة على جدول اهتمامات المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية بمختلف توجهاتهم.

يأتي ذلك في ظل ترقب واسع لما قد تحمله هذه التحولات من تداعيات على لبنان، خصوصا في المناطق الشمالية وعلى امتداد الحدود البقاعية، خاصة في ظل الحضور العسكري والسياسي لحزب الله في بعض المناطق السورية، مثل العاصمة دمشق وضواحي مدينة حمص ومنطقة القصير.

وتشير المعلومات الأخيرة إلى انسحاب حزب الله من مدينة القصير الواقعة على الحدود اللبنانية، قبل أن تسيطر عليها الفصائل المسلحة، وكشف مصدران أمنيان لبنانيان لوكالة رويترز، اليوم الأحد، أن "جماعة حزب الله قامت بسحب جميع قواتها من سوريا يوم السبت الماضي، بالتزامن مع اقتراب قوات المعارضة السورية المسلحة من العاصمة دمشق".

وقبل أيام من هذه التطورات، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم خلال كلمة ألقاها موقف الحزب الثابت والداعم لسوريا في مواجهة ما وصفه بـ"العدوان الذي يهدف إلى زعزعة استقرارها"، وأوضح قاسم أن "الحزب سيعمل على إحباط أهداف هذا الهجوم بما نتمكن منه"، موجها أصابع الاتهام للولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء ما يحدث.

إعلان

وعلى صعيد متصل، شدد الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية الاحترازية على طول الحدود وعزز انتشاره، تنفيذا لقرارات حكومة تصريف الأعمال.

أسئلة صعبة

المحلل السياسي جورج علم، يرى أن هذه التطورات تمثل بداية فصل جديد في تاريخ سوريا، وسيكون لها تداعيات كبيرة على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، خصوصا على لبنان والعراق، إضافة إلى تأثيرات محتملة على إيران.

وأشار علم، في تصريحات للجزيرة نت، إلى أن مستقبل العلاقة بين طهران ودمشق سيكون مرتبطا بقدرة المعارضة السورية على توحيد صفوفها واستلام مقاليد الحكم، وإذا نجحت المعارضة في ذلك فسيؤثر هذا التحول بشكل كبير على دور حزب الله في لبنان.

وأوضح أن الوضع السياسي لحزب الله في لبنان يتداخل بشكل وثيق مع التحولات الإقليمية الراهنة، خاصة مع الأوضاع المتقلبة في سوريا والعراق.

وطرح العلم 3 أسئلة محورية تشكل مفتاحا لفهم تطورات الوضع في المنطقة وهي:

وحدة المعارضة السورية: هل ستظل المعارضة السورية موحدة أم ستعود إلى الصراعات الداخلية والتصفيات؟ معتبرا أن هذا السؤال يبقى دون إجابة حتى الآن. المستقبل السياسي لسوريا: هل سيكون هناك تشكيل لحكومة ثلاثية تضم كلا من المعارضة، والأمم المتحدة، والنظام السابق الذي لا يزال يتمتع ببعض الشعبية؟ مضيفا أن هذه القضية أيضا لا يزال مصيرها غير محسوم، "لكن ما هو مؤكد أن مستقبل سوريا بات في يد القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران والدول العربية، خاصة الخليجية" حسب تعبيره. دور حزب الله في لبنان: هل سيستمر حزب الله في حمل السلاح، أم سيتجه لتسليمه للجيش اللبناني؟ معتبرا أن هذا السؤال لا يزال مفتوحا، وهو ما يثير تساؤلات حول الدور المقبل للحزب.

وعن رأيه بمحور الممانعة والضغط عليه قال علم، إن المحور "تلقى ضربات مؤلمة من غزة إلى لبنان، وصولًا إلى سوريا، وربما يتوسع التأثير ليشمل العراق في المستقبل"، ورجح المحلل السياسي أن حزب الله سيتجه في النهاية نحو ممارسة دور سياسي أكثر من كونه قوة عسكرية.

إعلان تداعيات سوريا

انهيار النظام السوري سيكون له تأثير حتمي على حزب الله، بحسب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن هشام جابر، الذي يؤكد أن خروج إيران من سوريا بشكل دراماتيكي سيؤثر بشكل كبير على الحزب "إذ تعتبر سوريا الرئة التي يتنفس منها حزب الله، كونها تمثل القناة الأساسية التي يصل من خلالها الدعم الإيراني إليه".

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن أي تغيير جذري في الوضع السوري سينعكس حتما على الحزب، لا سيما على المدى البعيد، سواء من حيث تأمين العتاد العسكري أو على مستوى تأثيره السياسي داخل لبنان.

ويتوقع العميد جابر أن يستمر حزب الله بالاحتفاظ بسلاحه كجزء أساسي من إستراتيجيته الدفاعية، مستبعدا أن يسلم سلاحه في الوقت الحالي، وأضاف أن "الحزب سيعمل على تعزيز حضوره السياسي في لبنان بالتوازي مع الاحتفاظ بخط عسكري قوي، حيث سيظل السلاح أداة للحفاظ على نفوذه في القرارات المصيرية".

وحول التصورات المستقبلية للإستراتيجية الدفاعية، أوضح جابر أنه قد يتم تنظيم السلاح الثقيل في مواقع محددة تحت إشراف الجيش اللبناني أو المجلس الأعلى للدفاع، بينما يبقى السلاح الخفيف مع الأفراد لممارسة حياتهم المدنية، وعند الحاجة للدفاع عن البلاد، يتدخل الجيش بمساندة القوى الأخرى، وليس حزب الله وحده.

وأكد العميد جابر أن هناك مقترحات لتدريب مختلف الفئات اللبنانية ضمن قوات شبه عسكرية، على غرار الحرس الوطني الأميركي أو الجيش السويسري، لضمان جاهزية الجميع للدفاع عن الوطن، وشدد على ضرورة أن يكون قرار السلم والحرب حصرا بيد الدولة اللبنانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المعارضة السوریة حزب الله فی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

لبنان بين رحيل نصرالله وترتيبات ما بعد الحرب: من يمسك اليد الأولى؟

من رحم حربٍ أهلية مدمّرة، خرج حزب الله، لا كتنظيم سياسي تقليدي، بل ككيان شبه دولتي، مسلح بعقيدة دينية وبدعم إقليمي من طهران، ليعيد صياغة ميزان القوى في لبنان لعقود.لم يكن ظهوره وليد لحظة طائفية فقط، بل نتيجة طبيعية لتفكك الدولة اللبنانية بعد الحرب، وتغوّل الاحتلال الإسرائيلي جنوبًا، وفشل الدولة المركزية في حماية حدودها ومواطنيها.

في لحظة تاريخية حرجة، تقاطع فيها الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 مع الفراغ السيادي للدولة، بدأ الحزب يتمدد لا بوصفه مقاومة فحسب، بل كلاعب داخلي يمسك بخيوط الاقتصاد والسياسة وحتى الإعلام. وتعمق هذا الحضور بعد حرب تموز 2006، حين برز نصرالله كـ"رمز مقاومة" لدى شريحة واسعة من العرب، وكرمز هيمنة لدى خصومه اللبنانيين.

نصرالله: صعود شاب من الهامش إلى رأس الجغرافيا السياسية

لم يكن حسن نصرالله مجرد زعيم ميليشيا، بل صانع سردية كاملة لبنية "المقاومة" في زمن التحلل العربي. شاب خرج من أحياء الكادحين، فجعل من حزبه قوة إقليمية، تخترق الحدود وتُرهب العواصم. ومع كل حرب، كانت صورته ترتفع، ومع كل أزمة لبنانية كانت اليد السياسية لحزبه تتغلغل أكثر في مفاصل الدولة.

ومع تحولات الإقليم، خاصة بعد اندلاع الحرب السورية، تحول الحزب إلى قوة عابرة للحدود، تقاتل على عدة جبهات، وتعيد تموضعها ضمن محور أوسع يمتد من بيروت إلى بغداد، ومن صنعاء إلى دمشق. لكن مع هذا التمدد، بدأ الحزب يخسر شيئًا فشيئًا شرعية الداخل، لصالح وظيفة إقليمية تفوق قدرات لبنان واحتياجاته.

الجيوسياسية الإقليمية: بين المحاور والتسويات

لا يمكن فهم مصير حزب الله خارج السياق الجيوسياسي الذي أعاد تشكيل الشرق الأوسط بعد الثورات العربية والحروب بالوكالة. لقد بات الحزب جزءًا من "محور المقاومة"، الذي شكّل منذ سنوات ثِقلاً في معادلات الإقليم، لكنه اليوم يواجه تحولات عميقة: تطبيع خليجي ـ إسرائيلي، تقارب سعودي ـ إيراني برعاية صينية، انسحاب أمريكي تدريجي، وأزمات داخلية في إيران وسوريا. هذه التحولات تفرض على لبنان ـ شاء أم أبى ـ أن يعيد تعريف موقعه، ليس فقط كبلد ممزق داخليًا، بل كواجهة صراع إقليمي يتغير وجهه باستمرار.

الخيانة العظمى: من الداخل أم من الخارج؟

ثمة أسئلة تُطرح اليوم في بيروت والضاحية والجنوب: هل لا يزال الحزب يعبّر عن نبض الناس، أم أنه بات فوقهم؟ هل تحولت المقاومة إلى عبء؟

الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة، وانفجار المرفأ، والشلل السياسي، وسقوط الطبقة الوسطى، جميعها دفعت بقطاعات من اللبنانيين ـ بمن فيهم جزء من بيئة الحزب ـ إلى مراجعة موقع الحزب في المعادلة. في المقابل، تتربص قوى إقليمية ودولية بكل فرصة لتقليم أظافر الحزب، وتفكيك ما تبقى من نفوذه، ولو عبر خريطة تسويات لا تخلو من الابتزاز.

إن "الخيانة" ـ كما تُوصف في خطاب نصرالله ـ قد تأتي من شقوق الداخل، ومن رهانات الخارج معًا، في لحظة تبدل فيها موازين القوة. فبعد الاتفاق السعودي ـ الإيراني، وتراجع شهية واشنطن في الانخراط المباشر، بات لبنان مسرحًا مفتوحًا لإعادة توزيع الأوراق.

هل يعود لبنان دولة؟ أم يظل خيالًا سياسيًا؟

رحل نصرالله، لكن غيابه وحده لا يكفي لإعادة لبنان إلى حظيرة الدول. فالدولة ليست مجرد غياب رجل، بل بناء مؤسسات، وتوافق داخلي، وتحرر من التبعية الخارجية. ما بعد نصرالله سيشهد صراعًا محمومًا بين قوى داخلية وخارجية للسيطرة على فراغ الزعامة والقرار.

ولعل النموذج العراقي حاضر في الأذهان: حيث غاب نجم كبير، لكن بقيت المنظومة، وتحولت السلطة إلى لعبة مصالح وتجاذبات. فهل يشبه ما ينتظر لبنان ذلك السيناريو؟ أم أن هناك خصوصية لبنانية، قادرة على إنتاج توافق جديد ضمن صيغة "لا غالب ولا مغلوب" كما اعتاد اللبنانيون؟

لمن ستكون اليد الأولى؟

السؤال المحوري الآن: من سيمسك اليد الأولى بعد نصرالله؟ إيران، عبر وكلاء جدد؟ أم واشنطن، عبر إعادة تعويم الدولة المركزية؟ أم تلعب فرنسا دور "القابلة السياسية" لميلاد جمهورية ثالثة؟

ربما يتقدم الجيش، وربما تعود قوى 14 آذار بشكل جديد، وربما تتشكل بنية حكم توافقية جديدة برعاية فرنسية ـ سعودية ـ أمريكية، كما جرى في الدوحة 2008 ولكن بأدوات جديدة.

لكن الأهم، أن يعود اللبنانيون إلى مفهوم الدولة، لا الطائفة، وأن تُكسر هيمنة السلاح غير الشرعي على الحياة السياسية. دون ذلك، سيظل لبنان مجرد خيال سياسي، محكومًا بمناخ إقليمي لا يعترف إلا بالقوة وأدوات السيطرة.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • أساطير انتشار الكنوز تقود إلى رواج البحث عن الذهب في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • سوريا ولبنان يفتحان الملفات الشائكة ويعيدان صياغة علاقاتهما
  • الحزب الحاكم في فنزويلا يحتفظ بالسيطرة على البرلمان وسط انقسام المعارضة
  • سابقة…الحكومة تتفاعل بقبول مقترح التناوب بين الأغلبية والمعارضة لمناقشة قضايا طارئة
  • في طرابلس... مؤتمر عن دور المغتربين في النهضة الاقتصادية
  • قاسم بين إنجازات 2000 وتحديات 2025: هل انتهى عصر المقاومة؟
  • باسيل يعيد تموضعه السياسي
  • لبنان بين رحيل نصرالله وترتيبات ما بعد الحرب: من يمسك اليد الأولى؟
  • عادل أيت بوعزة يكتب :” ملتمس رقابة !”