السودان.. أوضاع إنسانية استثنائية في نيالا تزامنا مع انسداد آفاق التفاوض بين الجيش والدعم السريع
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
السودان – تشهد مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور أوضاعا إنسانية استثنائية، تزامنا مع انسداد آفاق التفاوض بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وتواصل الاشتباكات في الخرطوم وأم درمان.
وأفاد مراسل RT في السودان بتصاعد أعمدة الدخان، صباح اليوم الخميس، قرب وسط العاصمة الخرطوم، مع احتدام الاشتباكات بمختلف الأسلحة في وسط مدينة أم درمان بين الجيش والدعم السريع.
وأشار إلى أن طيران الجيش السوداني قصف مواقع للدعم السريع في أرض المعسكرات والمدينة الرياضية ومحيط سلاح المدرعات ومنطقة بري شرقي الخرطوم. وارتفعت أعمدة الدخان في عدد من المناطق، كما سمع دوي انفجارات قوية وسط الخرطوم، مع تحليق مكثف للطيران الحربي وطائرات الاستطلاع.
وتجددت المواجهات العنيفة في عاصمة ولاية جنوب دارفور وسط أوضاع إنسانية استثنائية بالغة التعقيد، يواجهها المدنيون من خوف وتشريد وترقب ونزوح نحو مناطق مستقرة، بعيدا عن مناطق الاشتباكات.
ونقل مراسلنا عن مصادر محلية قولهم إن 43 شخصا لقوا حتفهم جراء الاشتباكات العنيفة في نيالا عاصمة جنوب دارفور منذ 8 أيام، فيما أصيب 123 شخصا ونزح المئات نحو شمالي المدينة.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية مستقلة بمقتل 30 مدنيا وإصابة أكثر من 100 جراء المعارك المحتدمة بالقرب من المناطق والأحياء المكتظة بالسكان.
في غضون ذلك، اتهم الجيش السوداني في بيان قوات الدعم السريع بالقصف العشوائي على منطقة شمبات، مما تسبب بمقتل وإصابة عدد من المدنيين، ودفع سكان حي المواليد بأم درمان لإخلاء منازلهم بالقوة، ونهب محتوياتها.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، إن القوات المسلحة تصدت لمحاولة هجوم وصفها بالفاشلة، من قبل قوات الحركة الشعبية، على مدينة كادوقلي في جنوب كردفان، مضيفا أن قواته كبدتهم خسائر كبيرة تمثلت في تدمير دبابتين وعدد من العربات القتالية وإستلام دبابتين وقتل 40 متمردا على حد تعبيره.
وأوضح عبدالله أن قوات الجيش تصدت لمجموعة من الدعم السريع حاولت التسلل على متن 8 عربات مقاتلة، إلى بعض المواقع الدفاعية في محيط منطقة بحري العسكرية، مشيرا لقتل 5 أشخاص ومصادرة عدد من الأسلحة التابعة لهم.
بالمقابل، رفضت قوات الدعم السريع القبول بأي خارطة طريق صادرة عن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، لأنهم لا يعترفون بشرعيته على حد تعبيرهم.
وأعلنت الدعم السريع استعدادها التعاطي مع منبر جدة التفاوضي فقط، وما تطرحه المبادرة الأمريكية السعودية هو محل ترحيب لوقف إطلاق النار، مع الموافقة على شرط تغيير قيادة الجيش السوداني الحالية لبدء ترتيبات فعلية يتم بموجبها وقف القتال.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجیش السودانی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
79 ضحية بالسودان.. الخرطوم تدين هجوم الدعم السريع على كلوقي جنوب كردفان
أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان، والذي أسفر عن مقتل 79 شخصًا، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا العمل العنيف.
الدعم السريع يشن هجومًا.. 79 ضحية وإدانة رسمية
وفي تقرير عرضته فضائية “العربية”، يأتي هذا الهجوم وسط استنكار محلي ودولي، فيما طالب المتضرّرون بحماية المدنيين وضمان الأمن في المناطق المتأزمة.
وقالت الخارجية السودانية في بيان رسمي إن هذا الهجوم "يدين بأشد العبارات" ويعد "انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان"، محمّلة القيادة العسكرية المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا التصعيد.
وأضاف البيان أن الخرطوم ستتخذ الخطوات الدبلوماسية اللازمة وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل من أجل حماية المدنيين.
أول تعليق لـ الدعم السريع على حادث معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد
أصدرت ميليشيا الدعم السريع في السودان، بيانًا الجمعة، تزعم فيه إدانتها لما وصفته بـ «الهجوم» على معبر أدري الحدودي مع تشاد، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل «تهديدًا مباشرًا» لقدرة المنظمات الإنسانية والجهات الإغاثية على إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة إنسانية حادة.
وأكدت قوات الدعم السريع أن المعبر خاضع لسيطرتها منذ بداية الحرب، وأنها ملتزمة بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية عبره، معتبرة أن أي محاولة لاستهدافه أو تعطيل عمله «تضرّ بالمواطنين المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق النزاع».
أهمية معبر "أدري"معبر أدري يُعد أحد الممرات الحيوية لوصول المساعدات الإنسانية إلى إقليم غرب دارفور والمناطق المجاورة، ويُستخدم بشكل دوري من قبل وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة لنقل الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية إلى المدنيين النازحين والمتضررين.
وكانت الحكومة السودانية مدّدت فتح المعبر حتى نهاية العام 2025 من أجل تسهيل مرور قوافل المساعدات عبره.
لكنّ هذا الدور الإغاثي بات معرضًا للخطر نتيجة «استهداف» المعبر، على حد قول الدعم السريع، وهو ما قد يمنع المنظمات من أداء مهامها في توفير الغذاء والدواء والحماية للمدنيين — خاصة في ظل النزوح الجماعي وتدهور الأوضاع في دارفور.
تشير تقديرات عديدة إلى أنّ الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 2023 أدّت إلى نزوح ملايين الأشخاص داخل السودان وإلى دول الجوار، مع تدهور حاد في الأمن الغذائي وانتشار الفقر والجوع.
ومع تعطّل استخدام معبر مثل أدري — الذي كان شريانًا حيويًا لتدفق المساعدات — تتفاقم احتمالات انهيار الأوضاع الإنسانية في ظل انعدام الإمدادات الأساسية، ما قد يقود إلى كارثة إنسانية واسعة.
تبعات عرقلة عمل الإغاثةمنظمات دولية كانت قد دعت مرارًا إلى إبقاء معابر مثل أدري مفتوحة، وحذرت من مغبة حرمان النازحين والمجتمعات الهشة من الغذاء والدواء.
وبحسب الدعم السريع، فإن أي «استهداف» للمعبر يُعد «خيانة لروح العمل الإنساني» ويُحمّل المسؤولية الكاملة للجهة المنفذة، محذّرة من أن تعطيل المعبر سيُفاقم معاناة المدنيين ويضعف من فرصهم في النجاة من النزاع.
يأتي هذا التحذير من قوات الدعم السريع في خضم تصاعد الأزمة الإنسانية في مناطق النزاع داخل السودان، حيث تعتمد آلاف العائلات النازحة على قوافل الإغاثة العابرة لمعبر أدري لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات. إن تعطيل هذا المعبر — أو تفكيك أدواره الإنسانية — يضع آلاف المدنيين في دائرة الخطر، ويعمّق من مأساة النزوح والجوع، ويجعل من مهام المنظمات الإنسانية أكثر صعوبة وربما استحالة في بعض المناطق.