سودانايل:
2025-06-02@14:41:08 GMT

معركة الحق والباطل: مَنْ يكسب..؟!

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

نحن بإزاء (ترسانة من الضلال) شيدتها الإنقاذ ورعاها الكيزان..! وهم يغدقون عليها اليوم المال الغزير ويستقطبون لها (بالشراء والإغراء) الجمع الغفير..ويتاجرون من أجلها بالدين ويستخدمون فيها أعتى أسلحة الكذب والإفك والتزوير والتشهير والبهتان..!
ومع هذا الحال لا مجال لتمييع هذه المعركة المحتدمة؛ فهي من اظهر سنن الله في كونه.

.بل أن دمغ الباطل هو من اوجب واجبات الدين والإنسانية والوطنية...فلا تتركوا لأهل الباطل جنباً يتكئون عليه أو غفوة يرتاحون إليها آمنين من المساءلة..!
وما أقبح شأن الذين يناصرون الباطل بالتغاضي عنه وتجاهل وقائعه المشهودة والصمت عن جرائمه الدموية (بالكلام الملولو الخائب) في حين يموت السودانيون بالمئات بين كلمة وكلمة ولحظة وأخرى..ويتمزق الوطن ويتشرد الناس هائمين على وجوههم هم وأطفالهم بغير غذاء ولا دواء ولا كساء نتيجة هذا التزوير والتحوير..!
ومن نماذج هذا الباطل بعض رعاة الشر والفساد الذي يعتمرون بزي الدين..وعبد الحي يوسف من هؤلاء الأدعياء..فهو يفتي بقتل ثلثي الشعب السوداني من اجل استمرار حكم الفساد والطغيان..فهل يمكن التغاضي عن ذلك....؟! وهل هناك فتوى أمعن في الباطل وأفظع في المآلات من هذه الفتوى..؟!
أليس لهذه الفتوى (شق من المسؤولية) عن كل الدماء التي وقعت في السودان قبل ثورة ديسمبر وحتى يومنا هذا..؟! خاصة وان هذا الداعية الكذوب اتبعها بفتوى أخرى عن جواز قتل الأبرياء بالقصف وإعدام المدنيين بغير محاكمة ومساءلة بحجة دعمهم لمليشيا الدعم السريع..!
ظن عبد الحي نفسه عالماً واختلق سؤالاً ثم أجاب عليه..! والسؤال الذي ابتكره "من عندياته" ونشره في صفحته الرسمية على فيسبوك هو: (كيف يكفّر الإنسان عن ذكر احد العلماء بالسوء)..وهو طبعاً يقصد نفسه..!! ثم أجاب على السؤال الذي وجهه لنفسه بالقول: (عليه أن يتوب إلى الله ويُذكر هذا العالم بالخير في المواطن التي ذكره بالسوء فيها)..!
لنفترض إن هذا الرجل من العلماء...وهو ليس بعالم..والصلة الوحيدة التي تربطه بالعلم هو بحث قدمه لمؤسسة علمية وقد تم نقض أطروحته وهدم بنيانها من أهل العلم، حيث أبانوا بالأدلة القاطعة تهافتها ومفارقتها الفادحة لأسس البحث العلمي وكل ما يمت إليه بسبب أو نسب أو صلة..!
ولكن لنفترض أنه عالم..وان احد الناس يريد أن يكفّر عن تعرّضه له؛ ويريد أن يذكره بالخير في كل المواطن التي ذكره فيها بغير ذلك...فما هي المواطن التي يقترحها عبد الحي يوسف..؟
هل هو الموطن الذي التقي فيه بالمخلوع قبيل خلعه وأفتى له بقتل ثلثي الشعب للحفاظ على سلطته..؟
هل هو اليوم الذي قال فيه إن فض الاعتصام (بمذبحته المروّعة) قد أثلجت صدره (وصدور قوم مؤمنين)..؟!
هل هو اليوم والمكان الذي استلم فيه ( 5 مليون دولار) من مال الدولة خفية وبعيداً عن الرقابة وبغير حق قانوني ولا إيصالات ولا توقيع..وهي جريمة اقل توصيف لها (استلام المال المسروق)..ثم لم يعترف به حتى بعد أن اقر رئيسه المخلوع أمام القضاء بتسليمه المبلغ كاملاً..؟!
هل هو اليوم الذي أفتي فيه بجواز قتل المدنيين الأبرياء بالقصف الجوي لأن طبيعة القصف الجوي كما قال (لا تسمح بنجاة المدنيين الأبرياء)..؟
هل هو موقع فتواه بقتل المدنيين بغير محاكمة بحجة دعمهم لمليشيا الدعم السريع..؟!
أليس لهذا الرجل مسؤولية (ولو أخلاقياً) ولا نقول دينياً أو جنائياً..عن جميع ضحايا وقتلى القصف الجوى ومقتلة ميدان الاعتصام حرقاً وغرقاً..علاوة على المصابين والمفقودين..؟!
لقد ورد ذكر مفردة الباطل في القرآن الكريم 20 مرّة..وفي كل المواطن يأتي التحذير من مناصرة الباطل..وضرورة دمغه والحض على عدم إلباس الحق بالباطل..وحُرمة أكل أموال الناس بالباطل ومنها قوله تعالى: (إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل)..وجاء في شرح الآية (ذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين)..!
ومنها الدعوة إلى قذف الباطل بالحق لإزهاقه..ثم التنويه بمصائر السوء الذي تنتظر من يجادلون بالباطل (ليدحضوا به الحق فأخذتُهم فكيف كان عقاب)..!
لا مجال لتمييع هذه المعركة الحاضرة لتي يبذل الكيزان لكسبها (مال قارون وكرتي وبنوك جزر كايمان) عن طريق مناهضة الحق وهزيمته.,..وهيهات...الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

معركة الوعي والتعبير بين هارفارد وأخواتها

التعليم عنصر رئيس ومبتغى حيوي للمؤسسات الحكومية والخاصة، العالمية والمحلية، وحتى الأفراد حين يتصاعد الحديث حول تشكيل الوعي أو توجيهه في بلاد ما، أو حتى في العالم أجمع، لا سيما مع ما يعيش العالم اليوم من انفتاح وتسارع يجعل مهمة تشكيل الوعي مهمة مفتوحة تفاعلية بين الأنا والآخر.

ومع التركيز على التعليم كانت مؤسسات التعليم العالي هدفا للتأثير والتأثر بين ما لا يمكن تجاهله، وما لا ينبغي تداوله، لكن السؤال اليوم هو ذاته سؤال الدوائر المغلقة قديما عن مجتمعات معزولة، أو جماعات متفرقة، فهل يمكن عزل المؤسسة الأكاديمية -خاصة الجامعات- عما يحدث سياسيا أو اقتصاديا أو حتى مجتمعيا؟ ثم هل هذا العزل والإقصاء في مصلحة الجامعات ومنتسبيها؟ ليس هذا الطرح بالمبحث الجديد؛ فطالما تدخلت الجامعات بأساتذتها وطلابها لتغيير مجرى الأحداث الكبرى مجتمعيا بتشكيل جبهة لصنع الرأي، وتجييش الجهود وصولا لهدف أراده الساعون مرآة لمستوى وعي المنتسبين لهذه الجامعات.

وما هذا السجال بين الجامعات الغربية، وحكوماتها اليوم إلا انعكاس لضفتي التأثير والتأثر بين جامعات متحققة واثقة بمستوى الوعي، والقدرة على التأثير والتغيير معا، وحكومات همها تنفيذ أجنداتها السياسية والاقتصادية دون تشويش الجامعات ومنتسبيها على هذه الخطط، وكأنها تضع الجامعات في مربع التلقي والتلقين وحسب، بعيدا عن خطابات التعبير عن الرأي، أو قرارات المؤسسة التعليمية التي قد تتعارض والسياسات الحكومية. ولو كان نقاشا حول جامعات غير معروفة لكان الأمر هينا مسكوتا عنه، لكن كيف لجامعة لها ثقلها في التصنيف العالمي الركون للصمت، والاستسلام للدعة، بل واختيار التعامي عما يحدث من كوارث وحروب صنعتها حكومات يحركها النزاع على السلطة والتوسع والاحتكار؟!

منذ بدأت أحداث غزة الأخيرة وبعض الجامعات الغربية تنهض بدورها في احترام حرية الرأي والتعبير، فيما استسلم بعضها الآخر لضغوطات التهديد بوقف الدعم وتقليص الإنفاق، وبين هذه وتلك دفع الكثير من منتسبي الجامعات ضريبة رأيهم السلبي أو الإيجابي بين استهجان العامة والمقاطعة المجتمعية، أو تحمل العقوبات الإدارية من تقييد أنشطة وتهميش، وحتى الفصل وإنهاء الخدمات. لكن المؤسسة ذاتها تعرضت للأمرين بين نشاط بلغ الإصرار على الضغط على الجامعات وشركائها لقطع علاقاتها مع إسرائيل، وردود فعل حكومية بلغت قطع أو تقليص ميزانية هذه الجامعات؛ عقابا على موقفها المخالف للحكومة.

وخلال هذه الأيام تعود هذه المواجهة بين الطرفين؛ إذ توافد -على مدار 24 ساعة متواصلة -عشرات من الطلاب والأكاديميين والنشطاء إلى ساحة جامعة هارفارد الأمريكية في وقفة حداد قرأوا خلالها أسماء قرابة 12 ألف طفل فلسطيني قتلتهم القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، في مشهد مهيب يعكس فداحة المأساة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من 600 يوم من الحرب والحصار، بالتزامن مع إعلان منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أن نحو 50 ألف طفل فلسطيني استشهدوا أو جُرحوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن القطاع أصبح «أخطر مكان في العالم على الأطفال».

أتت هذه الوقفة بعد إعلان السلطات الأمريكية إعادة النظر في التمويل الممنوح لجامعة هارفارد البالغ 9 مليارات دولارعلى خلفية اتهامات بـ«معاداة السامية» في الحرم الجامعي، وذلك بعد سحب ملايين الدولارات من جامعة كولومبيا التي شهدت احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتجريد هذه الجامعات من التمويل الفيدرالي لموقفها من حرب إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر 2023. كما طلب من مسؤولي الهجرة ترحيل الطلاب الأجانب المتظاهرين لاسيما حاملي بطاقات الإقامة. وسينظر المسؤولون في عقود بقيمة 255.6 مليون دولار بين هارفارد والحكومة بالإضافة إلى 8.7 مليار دولار من التزامات المنح متعددة السنوات للمؤسسة المرموقة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». ويرى منتقدون أن حملة إدارة ترامب انتقامية، وسيكون لها تأثير مخيف على حرية التعبير، بينما يصر مؤيدوها على أنها ضرورية لإرساء النظام في الجامعات، وحماية الطلاب اليهود.

ثم تأتي مواجهة جديدة للتصعيد بعد صخب الحرب الاقتصادية بين حكومة ترامب والصين؛ فقد أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستبدأ إلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين ضمن حملة أوسع تستهدف الطلاب الأجانب في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن القرار لا يقتصر على هارفارد وحدها؛ إلا أنه يزيد من حالة القلق وعدم اليقين في الحرم الجامعي، كما يقول أستاذ العلوم الحكومية في هارفارد ستيف ليفيتسكي: «إن اتهامات الإدارة ما هي إلا مبررات سياسية، ما نشهده هو محاولة منهجية لإضعاف استقلال التعليم الأكاديمي.

تتجاوز هذه التداعيات حدود حرم الجامعة في هارفارد»؛ إذ يُسهم الطلاب الأجانب بما يُقدّر بــ 40 مليار دولار سنويا في الاقتصاد الأمريكي، وفي الجامعة يشكلون حوالي 25 بالمائة من إجمالي الطلاب، وتزيد النسبة في بعض البرامج الدراسية العليا. كما أشار إلى أن الأمر لا يتعلق بهارفارد فقط، بل بمستقبل التعليم والديمقراطية في أمريكا محذرا من أن السماح للحكومة بمعاقبة الجامعات لأسباب سياسية يعد سابقة خطيرة.

ختاما؛ جدير بالمتعلمين والمثقفين اختيار الحق خيارا أبديا، فلا يمكن لمراكز التعليم والتعلم إلا تصدر صناعة الوعي، ونشر القيم في احترام الأرض والإنسان، والسعي لسلام العالم، وتنمية المجتمعات، وأمان مواطنيها. وما هذه المعارك التصادمية، وهذه المواجهات المفصلية إلا اختبار ثباتها في تأسيس المعارف، ونشر العلوم، وقياس قدرتها ومنتسبيها على تمثل الوعي سبيلا لخدمة الإنسان وتنمية الأوطان. وفي هذه المعارك تبقى الكلمة الفصل للوعي الحقيقي، والقيم النبيلة ثوابت لا تتغير، ويبقى الساسة وسباقاتهم ومصالحهم متغيرات يبدلها الوقت، وتغيرها المراحل.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • آي صاغة: الذهب يكسب 75 جنيهًا.. وتوقعات خفض الفائدة تعزز الصعود
  • نظام المعاملات المدنية: لا تعويض عند استعمال الحق المشروع
  • فوز أهلي حلب على الجيش في الجولة الأولى للدور ربع النهائي من دوري كرة السلة للرجال، وذلك في المباراة التي جمعتهما اليوم في صالة الفيحاء بدمشق
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • معركة الوعي والتعبير بين هارفارد وأخواتها
  • في اليوم الذي يسمونه يوم القدس
  • عصابات تطوّق الضاحية.. معركة إنهائها مطروحة!
  • رفقًا بالأردن… صوت الحق في زمن الصمت
  • هزة أرضية وألسنة نار وعنف مفاجئ.. أبرز الأحداث العالمية التي تصدرت العناوين اليوم!
  • المليشيا علي الباطل وأهل السودان علي الحق