نظم المتحف الوطني اليوم حفل تدشين النسخة الإنجليزية من كتاب "رحلتي في ظل سلاطين الحكمة" لمؤلفه الراحل محمد غلام محي الدين بن عبد العزيز، تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال بن حمد البوسعيدي، محافظ مسقط، بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي.

وفي كلمة ألقاها الدكتور طارق محي الدين محمد غلام، ابن المؤلف الراحل قال: "بدأت فكرة الكتاب في عام (2016م) حيث جاءت فكرته اقتراحًا من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق (حفظه الله) على والدنا رحمة الله عليه بهدف توثيق حقبة حرجة من تاريخ عُمان.

ومنذ ذلك الحين، كرّس والدنا وقته للبحث والتأليف والكتابة، حتى إنه تعلم استخدام الحاسوب ليكتب نصوص الكتاب بنفسه. وفي أواخر عام (2019م)، راجع جلالة السلطان هيثم المسودة الأولى شخصيًّا، وقدم ملاحظات وإرشادات قيّمة أثرت العمل".

وأضاف: "أن أعظم ما قام به والدنا تجاه هذا الكتاب كان رؤيتَه كجسر يوصل الأجيال الشابة إلى حجم التحديات التي واجهها قادة عُمان وأهلها خلال فترة مفصلية من تاريخها. لقد دُوّنت تلك اللحظات الآن في هذا الكتاب، على أمل أن تكون مصدر إلهامِ الأجيال القادمة".

وتخلل الحفلَ عرض مرئي يُسلط الضوء على محتويات الكتاب، الذي يوثق مذكرات المؤلف الشخصية خلال فترة عمله الممتدة من خمسينيات إلى تسعينيات القرن العشرين، متناولًا أبرز التحولات في تاريخ سلطنة عُمان، وإسهاماته الدبلوماسية خلال عمله في وزارة الخارجية.

يُعد الكتاب مذكرات توثق تاريخ سلطنة عُمان الحديث، حيث ينقلنا المؤلف في رحلة زمنية تبدأ من خمسينيات القرن العشرين وصولًا إلى السبعينيات، ليسرد حياة شخصيات بارزة وتفاصيل حياة مسقط القديمة، فضلًا عن تحليل الأحداث التاريخية الكبرى التي شكّلت عهدي السلطان سعيد بن تيمور والسلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراهما-، ورغم اختلاف الظروف الاقتصادية في فترتَيْ حكم الأب والابن، إلا أن الحكمة والصلابة والرؤية السلمية للعلاقات الدولية كانت سمات حكمهما البارزة.

تجدر الاشارة إلى أن محمد غلام محي الدين بن عبد العزيز عمل لـ 35 عامًا، حيث بدأ كاتبًا في إدارة الشؤون الخارجية في عام (1959م)، وترقى مستشارًا في وزارة الخارجية في عام (1994م)، خلال هذه المدة، حظي بفرصة العمل تحت قيادة ثلاثة سلاطين لعُمان وهم: السلطان سعيد بن تيمور والسلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراهما) والسلطان هيثم بن طارق المعظم (حفظه الله ورعاه). وشغل منصب الإشراف المستقل على الشؤون الخارجية (من 1968م إلى 1971م)، ومثل سلطنة عُمان في أهم الفعاليات الدبلوماسية الدولية خلال إدارته علاقات سلطنة عُمان مع الأمم المتحدة، وأسهم في مجال القانون الدولي الإنساني وقانون البحار.

وتهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على إسهامات المؤلف وتوثيق تاريخ سلطنة عُمان الثقافي والفكري، وإبراز دوره في تعزيز العلاقات الدولية خلال فترة مليئة بالتحولات التاريخية.

الجدير بالذكر أن هذا الكتاب يُعد وثيقة قيّمة تُبرز ملامح الحكمة والصلابة في قيادة سلطنة عُمان عبر مختلف العهود، ويمثل إضافة نوعية إلى المكتبة الثقافية العُمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بفضل صفقة رأس الحكمة.. الاستثمارات العربية في مصر تحقق أرقاما غير مسبوقة

مصر – حققت مصر طفرة غير مسبوقة في العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية خلال عام 2024 وارتفع حجم التبادل التجاري بنسبة 16% ليصل إلى 30.5 مليار دولار مقارنة بـ 26 مليارا في عام 2023

وكشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن إنجاز استثنائي حيث تضاعفت استثمارات الدول العربية في مصر أكثر من خمس مرات خلال العام المالي 2023/2024، لتبلغ 41.5 مليار دولار، مقارنة بـ 7.3 مليار دولار في العام المالي السابق، مدفوعة بشكل رئيسي بصفقة رأس الحكمة التاريخية.

ووفقاً لتقرير الجهاز المركزي ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى الدول العربية بنسبة 18% خلال 2024 مسجلة 16.2 مليار دولار مقارنة بـ 13.6 مليار دولار في 2023، وتصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول العربية المستوردة من مصر بقيمة 2.7 مليار دولار، تلتها الإمارات العربية المتحدة بـ 2.2 مليار دولار ثم ليبيا بـ 1.8 مليار دولار والسودان بـ 984.4 مليون دولار والجزائر بـ 850.3 مليون دولار.

على صعيد الواردات استحوذت السعودية على حصة الأسد من الصادرات العربية إلى مصر بقيمة 5.2 مليار دولار تلتها الكويت بـ 2.7 مليار دولار والإمارات بـ 2.1 مليار دولار، ويعكس هذا الارتفاع في التبادل التجاري تعزيز الشراكات الاقتصادية بين مصر وجيرانها العرب، مدعومة باتفاقيات التجارة الحرة مثل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.

أما على صعيد الاستثمارات فقد شهد العام المالي 2023/2024 قفزة استثنائية بفضل صفقة رأس الحكمة التي وقّعتها مصر مع شركة أبوظبي التنموية القابضة في فبراير 2024 بقيمة 35 مليار دولار لتطوير المنطقة الساحلية.

وساهمت الصفقة إلى جانب استثمارات أخرى من دول مثل السعودية والكويت وقطر، في رفع إجمالي استثمارات الدول العربية إلى 41.5 مليار دولار، مقارنة بـ 7.3 مليار دولار في العام المالي السابق.

ويُعد هذا الإنجاز مؤشراً على نجاح الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها مصر بما في ذلك توحيد سعر الصرف في مارس 2024، وتوسيع برنامج الطروحات الحكومية وتحسين بيئة الأعمال، كما عززت صفقة رأس الحكمة ثقة المستثمرين، وساهمت في زيادة احتياطيات النقد الأجنبي إلى 32.1 مليار دولار بنهاية أبريل 2024.

ومع ذلك تواجه مصر تحديات مثل استمرار الضغوط التضخمية وانخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 57% في الربع الأول من 2024 بسبب التوترات في البحر الأحمر، مما يتطلب تعزيز التنويع الاقتصادي وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وتشهد مصر منذ 2016 سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية بدعم من برامج صندوق النقد الدولي، بما في ذلك برنامج التسهيل الممدد بقيمة 8 مليارات دولار الموقّع في 2024، وتضمنت هذه الإصلاحات تعويم الجنيه المصري، تقليص الدعم على الوقود، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، مما ساهم في استقرار الاقتصاد الكلي واستعادة ثقة المستثمرين.

وتُعد الدول العربية شريكاً تجارياً رئيسياً لمصر، حيث تستحوذ على حوالي 30% من إجمالي التجارة الخارجية المصرية، وتُسهم اتفاقيات مثل GAFTA في تقليل الحواجز الجمركية، مما يعزز تصدير المنتجات المصرية الزراعية والصناعية، كما تُعد السعودية والإمارات من أكبر الأسواق للصادرات المصرية بينما تستورد مصر منهما الوقود والبتروكيماويات، والآلات.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • معرض “معتقلون ومغيبون” في المتحف الوطني يوثّق الألم السوري من الاعتقال الأول إلى إسقاط الديكتاتور
  • المغرب بعيون إسكندرانية.. رحلتي في بلد عرفته قبل أن أراه
  • رئيس مصر للطيران يعلن نقل أكثر من 60 ألف حاج على متن الناقل الوطني هذا العام
  • بفضل صفقة رأس الحكمة.. الاستثمارات العربية في مصر تحقق أرقاما غير مسبوقة
  • المتحف الوطني يستحضر الإرث المعماري الإسلامي بدمشق
  • وزير الثقافة: المتحف الوطني بداية لثراء المتاحف اللبنانية
  • أنشطة ترفيهية وثقافية للأطفال في المتحف الوطني بدمشق
  • «متحف زايد الوطني».. منارة تاريخية تحتفي بتاريخ دولتنا الغني ويكرم إرث الوالد المؤسس
  • قرار لوزير الثقافة بإعفاء زوار المتحف الوطني ومتاحف وقصر بيت الدين من رسم الدخول ليوم غدّ
  • الملك تشارلز: أنا في الجانب الأفضل من رحلتي مع السرطان