◄ 412.5 مليون ريال حجم التبادل التجاري

◄ ارتفاع الاستثمار الأمريكي المباشر في عُمان بنسبة 36.3%

مسؤول أمريكي يحث الشركات الأمريكية للاستثمار في عُمان

◄ جيمجي: الاتفاقية وفرت بيئة خصبة للمستثمرين الأمريكيين في عُمان

◄ الروّاس: الأسواق المفتوحة والتنافسية تعتبر محركا أساسيا للكفاءة الاقتصادية

الرؤية- ريم الحامدية

تصوير/ راشد الكندي

نظمت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، الإثنين، احتفالية بمناسبة مرور 15 عامًا على توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالتعاون مع السفارة الأمريكية في سلطنة عُمان والخارجية الأمريكية وغرفة تجارة وصناعة عُمان ومركز الأعمال الأمريكي العُماني.

وتأتي هذه المناسبة احتفاءً بما حققته الاتفاقية من نجاحات في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتسليط الضوء على الفرص الواعدة لتعظيم الاستفادة منها، ورفع مستوى الوعي لدى مجتمع الأعمال والجهات الحكومية بأهميتها.

وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الخامسة في الصادرات العمانية (غير النفطية) حتى مايو 2024م، وفي المرتبة التاسعة في الواردات إلى سلطنة عُمان حتى سبتمبر من العام 2024م، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية حتى مايو من العام الجاري 412,575,423 ريالا، وبلغت قيمة الصادرات العمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية 197,634,685 ريالا، بزيادة 14.6% عن 2023م، كما بلغ إجمالي واردات سلطنة عُمان من الولايات المتحدة الأمريكية حتى مايو من العام 2024م 197,489,444 ريالا.

وخلال الاحتفالية، قال سعادة بانكاج جيمجي مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إن الاتفاقية ساهمت في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون المتبادل في مختلف المجالات، كما أنها وفرت بيئة مواتية للمستثمرين الأمريكيين في سلطنة عُمان في قطاعات الطاقة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية مما عزز الاستثمار الأجنبي المباشر.

وأوضحت سعادة آنا إسكروهيما سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة لدى سلطنة عُمان، أن الاتفاقية عمّقت العلاقات التجارية عامًا بعد عام حيث ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر للولايات المتحدة في سلطنة عمان في نهاية العام 2023م بنسبة 36.3%، مبينة: "هذا الأمر يعزز مكانتنا كثاني أكبر مستثمر أجنبي في سلطنة عُمان ويخلق فرصًا للأمريكيين والعمانيين على حد سواء".

وقالت سعادة السفيرة: "منذ بداية مهمتي كسفير، لاحظت اهتمام الشركات الأمريكية المتزايد بالاستثمار في سلطنة عمان في الآونة الأخيرة، واستضفنا وفدًا من شركات الفضاء، برفقة ممثلين من وكالة ناسا وبنك التصدير والاستيراد الأمريكي، الذين اجتمعوا مع القطاعين الحكومي والخاص في سلطنة عمان لاستكشاف الشراكات وزيادة التعاون".

وفي السياق، قال سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، إن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية فتحت آفاقاً من التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين وعززت الشراكات التجارية والتي انعكست إيجاباً على بيئة الإنتاج والاستثمار في سلطنة عُمان، مؤكدا أن الاتفاقية تعد من الاتفاقيات المتفردة والتي جاءت من منطلق الأواصر المتينة للصداقة العُمانية الأمريكية، حيث أن البلدين يدركان بأن الأسواق المفتوحة والتنافسية تعتبر محركا أساسيا للكفاءة الاقتصادية والإبداع والابتكار.

بدوره، ذكر سعادة خوسيه دبليو فرنانديز وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، أنه منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، نمت التجارة الثنائية بين البلدين لتتجاوز 3 مليارات دولار سنويًا منذ عام 2021، وساهمت في توفير فرص عمل في البلدين، وبلغت استثمارات الولايات المتحدة في سلطنة عُمان 13 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2024، مع التركيز على البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا.

وقال إن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين يمنح الشركات العُمانية ونظيراتها الأمريكية مزايا كبيرة، تتمثل في توسيع نطاق الوصول إلى الأسواق وإلغاء التعريفات الجمركية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تستفيد من هذه الاتفاقية في مجال الطاقة والخدمات، في حين يحظى قطاع المنسوجات والمنتجات البتروكيماوية باهتمام كبير من الجانب العُماني.

وبيّن سعادته أن قطاع الطاقة هو أكبر المجالات التي حظيت بالاستفادة من مزايا اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين ويأتي بعدها مجال التكنولوجيا والخدمات وقطاع الآلات والمعدات، مبينا أن بلاده تسعى لبحث طرق جذب إنتاج الهيدروجين الأخضر في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعاون في مجالات التجارة الرقمية، والاقتصاد الرقمي، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف أن المرحلة القادمة تتطلب تفعيل الشراكة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة في مجالات الطاقة المتجددة، والاقتصاد الرقمي، والهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية، مشيرًا في هذا الصدد إلى علاقة الشراكة التي تم تأسيسها مؤخرًا بين ميناء الدقم وميناء جنوب لويزيانا في الولايات المتحدة.

وحث سعادته الشركات الأمريكية للاستثمار في سلطنة عُمان التي تتمتع ببيئة ترحيبية مستقرة للشركات الأميركية، مؤكدًا على أهمية أن تكون عُمان جزءًا مهمًّا من وجهات التجارة الأمريكية في إطار اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين.

وخلال الحفل، تم استعراض أبرز الإنجازات التي حققتها الاتفاقية منذ دخولها حيز التنفيذ في عام 2009، كما تضمن الحفل عروضًا مرئية سلطت الضوء على التطور الذي شهدته العلاقات التجارية بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى حلقات نقاشية تناولت الفرص المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين وأيضا استعراض قصص نجاح بعض الشركات في الاستفادة من هذه الاتفاقية من الجانبين.

حضر الحفل معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة خوسيه دبليو فرنانديز وكيل وزارة الاقتصاد الأمريكية للنمو والطاقة والبيئة، وسعادة آنا إسكروهيما سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة لدى سلطنة عُمان، وسعادة بانكاج جيمجي مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، وبمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين ورجال الأعمال من الجانبين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: التجارة والصناعة وترویج الاستثمار الولایات المتحدة الأمریکیة اتفاقیة التجارة الحرة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

أوروبا والولايات المتحدة وسؤال القِيَم

في مناسبتين مختلفتين خلال الأسابيع القليلة الماضية سمعتُ مسؤولين كبار سابقين في إدارة بايدن وهم يوجهون نداء مفاجئا لأوروبا جاء فيه «أمريكا في محنة وجاء دورك للدفاع عن الديمقراطية».

يقينا سيكون ذلك عين الإنصاف على الرغم من أن ثمة مفارقة في رغبة الأمريكيين في مساعدة خارجية بدلا من تنظيم مقاومة في الداخل. فالحزب الديمقراطي ليس ميتا أو محظورا بموجب القانون.

لكن ربما ستجد أوروبا صعوبة في المسارعة إلى النجدة نظرا إلى أنها هي نفسها هدفٌ لهجوم دونالد ترامب على الديمقراطية الليبرالية كما اتضح في الحملات الانتخابية الأخيرة في رومانيا وبولندا.

قبل ثلاثة أسابيع أو نحو ذلك من انعقاد قمة الناتو لعام 2025 تنطلق كل الأحاديث التي تدور وسط المسؤولين الأوروبيين من هاجس الخوف من فك أمريكا ارتباطها بالقارة. ويطرح هؤلاء المسؤولون أسئلة من شاكلة هل يسحب ترامب الجنود الأمريكيين من أوروبا؟ وكم سيكون عددهم؟ ومتى؟ ومن أي بلد؟ وهل تعهُّدُ الدولِ الأعضاء بإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع (والذي من الواضح أنه سيفيد صناعة الأسلحة الأمريكية) سيُرضِي هذه القوة المهيمنة ويُبقي التحالف عبر الأطلنطي (الناتو) على قيد الحياة؟

هذه الأسئلة مشروعة على خلفية حرب أوكرانيا. لكنها تخطئ المسألة الحقيقية. فالتهديد الأكبر الذي يشكله رئيس الولايات المتحدة على أوروبا ليس سحبَ الجنود أو المعدات. إنه تغيير الأنظمة، ترامب لن يتخلى عن حلف الناتو، بل المحصلة المعقولة هي تفكيكه والقضاء عليه بسلسلة من الإجراءات المؤلمة، حسب مسؤول دبلوماسي أمريكي سابق.

ما يفعله الرئيس ترامب وأتباعُه للديمقراطية الأمريكية من تقويض لمؤسساتها وتطبيعٍ للفساد وبث للخوف في نفوس النخب الفكرية ومطاردة للمهاجرين وتهديد للقضاة والإساءة إلى القادة الأجانب في المكتب البيضاوي أخطر بكثير. وكما تقول عالمة السياسة الإيطالية ناتالي توتشِّي «الصدمة الترامبية الحقيقية ليست التخلي (عن أوروبا). إنها الخيانة».

من المفترض أن يكون التحالف عبر الأطلسي مرتكزا على قيم مشتركة.

وإذا أعادت أمريكا تعريف هذه القيم ووجهتها ضد حلفائها فمن الحتمي أن يشعروا بالخيانة. هذا ما حدث عندما اتهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس أوروبا في فبراير بالتراجع «عن أهم قيمها الأساسية» بما في ذلك حرية الكلام، وألقى مواعظ على قادتها عن هذا «التهديد من الداخل».

هذا أيضا ما حدث في الأسبوع الماضي (تاريخ المقال 5 يونيو) عندما نشرت وزارة الخارجية التي يقودها ماركو روبيو ورقةً تحت عنوان «الحاجة إلى حلفاء حضاريين في أوروبا» عبر مكتبها المسؤول عن شؤون الديمقراطية. (يقصد بحلفاء حضاريين حلفاء يشاطرون الولايات المتحدة قيمها وهويتها الحضارية- المترجم).

حذرت الورقة من أن «التقهقر الديمقراطي لأوروبا ... يؤثر باطراد على الأمن الأمريكي»، وجاء فيها أيضا «على كلا جانبي المحيط الأطلسي، يجب علينا الحفاظ على قِيَم ثقافتنا المشتركة وضمان بقاء الحضارة الغربية مصدرا للفضيلة والحرية وازدهار البشر».

وهكذا فجأة صارت للمبادئ التي ترتكز عليها الحضارة الغربية معانٍ ودلالات مختلفة في أمريكا وأوروبا. فما يدعوه روبيو «طغيانا مستترا» هو في نظر الحكومة الألمانية «ديمقراطية» خالصة. وفي حين يرى فانس «تهديدا من الداخل» يرى العديد من قادة أوروبا تهديدا من الولايات المتحدة. هذه مشكلة في «تحالف يرتكز على قيم».

قد يشير المؤرخون إلى أن الأوروبيين والأمريكيين كانت لديهم خلافات حول القيم من قبل. وما هو مختلف هذه المرة ليس فقط المدى الذي تسعى إدارة ترامب في الذهاب إليه لتغيير النظام السياسي الأمريكي ولكن أيضا حقيقة أن فريق ترامب وتحديدا نائبه فانس يريد من أوروبا اتباع نفس المسار.

يُشَن هذا الهجوم في وقت تشعر فيه حكومات عديدة في أوروبا بضعف وضعها بسبب صعود أحزاب أقصى اليمين. ويعد هذا الصعود التهديدَ الذي تتعرض له «من الداخل» في حين يمثل لأعوان ترامب أداة قوية للدفع بأجندة ماغا (شعار لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) في أوروبا.

يقول مسؤول إسباني متحسرا: « الآن زعيم هذه الحركة يوجد في البيت الأبيض. بالنسبة لنا هذا عامل مغيّر لقواعد اللعبة».

في بولندا شاهدت حكومةُ يمين الوسط في أسى واشنطن وهي تولي اهتماما شديدا لانتخاباتها. فقد استضاف ترامب المرشح القومي للرئاسة كارول ناوروتسكي في المكتب البيضاوي قبل أسبوعين من الجولة الأولى للانتخابات في الشهر الماضي. ثم قبل خمسة أيام فقط من الجولة الثانية وبعدما أوضحت استطلاعات الرأي أن المنافسة ستكون حامية الوطيس حضرت كريستي نويم وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية فعالية في بولندا لدعم ناوروسكي الذي فاز بفارق ضئيل يوم الأحد 1 يونيو.

لكن النجاح غير مضمون. ففي رومانيا فشل المرشح الذي يؤيده ترامب في الفوز بالانتخابات الشهر الماضي، ويشعر بعض الساسة الأوروبيين من أقصى اليمين بعدم الارتياح من ربطهم برئيس أمريكي غير محبوب.

لدى الديمقراطيين الأوروبيين المحاصرين بالمشاكل الكثير الذي ينبغي لهم عمله، نعم أمريكا في محنة، لكن قبل أن يكون بمقدورهم المساعدة عليهم إصلاح حالهم أولا.

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد يلتقي وزير التجارة الأمريكي ويبحثان تعزيز تعاون وشراكة البلدين
  • عبدالله بن زايد ووزير التجارة الأمريكي يبحثان تعزيز تعاون وشراكة البلدين
  • عبدالله بن زايد يلتقي وزير التجارة الأميركي ويبحثان تعزيز تعاون وشراكة البلدين
  • رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سيحضر مواجهة الاهلي وانتر ميامي
  • سلطنة عُمان تشارك في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بنيويورك
  • أوروبا والولايات المتحدة وسؤال القِيَم
  • الأردن يوقع ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية اتفاقًا لتحديث اتفاقية التجارة الحرة
  • ما مستقبل التجارة بين باكستان والهند في ظل التوترات بين البلدين؟
  • التوصل إلى “هدنة تجارية” بين الصين وأمريكا وتخفيف الرسوم المتبادلة
  • الولايات المتحدة والصين تواصلان مباحثاتهما التجارية لليوم الثاني