تايمز: مقابر جماعية ومصير غامض لأكثر من 105 آلاف سوري مختف
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
قالت صحيفة التايمز إن مسؤولين سوريين ذكروا أن الآلاف دُفنوا سرا أثناء حكم نظام بشار الأسد في أحد المواقع الواقعة على بُعد حوالي 50 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق، وذلك في الوقت الذي تبحث فيه أسر 100 ألف سوري عن أقاربهم المفقودين.
ويعتقد سكان المدن والضواحي في جميع أنحاء البلاد -بحسب التايمز- أنهم يعرفون مكان هؤلاء المختفين في الحقول، حيث شوهد الجنود وهم يحفرون، أو توقفت شاحنات الخضار دون سبب واضح.
وقال عبد بوجهاد (42 عاما)، وهو حفار قبور بالقرب من بلدة عقربا، جنوب شرق دمشق إن الشاحنات "جاءت في الليل"، وأضاف "كانت الدماء تسيل من قاع الشاحنات، وكنا نرى الدماء لا تزال على الطريق في اليوم التالي".
أسوأ رائحةوتُظهر صور للأقمار الصناعية التي حللتها الصحيفة، أن هناك جدارا كبيرا يحيط بأبراج مراقبة في موقع يضم إلى جانب صفوف من القبور المميزة، سلسلة من الخنادق، وقد كان قبل عام 2011 مجرد مقبرة عادية، ويبدو أنه تحول إلى مقبرة جماعية منذ عام 2012 بعد اندلاع الحرب.
وذكّرت الصحيفة بأن أرقاما ضخمة لعدد الأشخاص الذين اعتقلهم النظام وقتلهم ظلت متداولة منذ بدء الثورة في 2011، من بينها قائمة لدى المراقبين تضم 136 ألف شخص مفقود، أطلق سراح نحو 31 ألفا منهم، مما يعني أن ما لا يقل عن 105 آلاف شخص يفترض أنهم ماتوا.
إعلانوهناك أدلة متزايدة -حسب الصحيفة- تشير إلى أن العديد من المعتقلين السابقين دُفنوا في مقابر جماعية في مواقع بالقرب من القطيفة على بُعد حوالي 50 كيلومترا شمال شرق دمشق.
ويقول المسؤولون المحليون هناك إن آلافا دُفنوا سرا بين عامي 2013 و2015، ولكن قطعة الأرض تلك تم تجريفها قبل عامين وأصبحت موقعا لقاعدة لحزب الله اللبناني، وتوجد فيها الآن مركبات عسكرية مهجورة ومعدات اتصال.
ويتذكر محمد أبو البهاء (40 عاما)، وهو مدرس من القطيفة كان يؤدي خدمته العسكرية في البلدة أنه رأى جنودا يحفرون خنادق بطول 50 مترا، وبعد بضعة أسابيع واجه "أسوأ رائحة يمكن أن تشتمها على الإطلاق" وعندما سأل الجنود قيل له إنها "من الجثث".
وعلى مدى الأشهر التالية، شاهد محمد أبو البهاء جنودا يضعون الجثث في الخنادق، وقال "كنت أمر بهذه المقبرة فأرى شاحنات مبردة مليئة بالجثث"، موضحا أن معظم الجثث كانت في أكياس بلاستيكية كبيرة وأن بعضها كان مكشوفا، وقد تم تفريغها من شاحنات نقل الفاكهة والخضروات وتكديسها في الخنادق "واحدة فوق الأخرى"، وقدر أن "ما لا يقل عن 2000 جثة" دُفنت هناك.
صيدناياوأشارت الصحيفة إلى أن صور الأقمار الصناعية للقطيفة تتفق مع شهادة بهاء، وقد قال محمد أبو عبد الله رئيس البلدة، إن القبر تم إنشاؤه بعد معارضة محلية لوضع جثث السجناء في حفر غير مميزة في المقبرة المدنية بوسط البلدة.
وأضاف "في ذلك الوقت كان الدم رخيصا للغاية، كان من الممكن قتل أي شخص لأدنى سبب أو أي اتهام. اختفى العديد من الشباب مع أو دون اتهامات. بمجرد نقلهم إلى فرع الأمن الإقليمي، إما أعدموا أو ماتوا من الجوع والمرض والقذارة والتعذيب".
وقال دياب سرية، الذي يعمل في جمعية المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا، وهي المجموعة التي حددت الموقع سابقا "هذا هو المكان الذي اعتادوا إرسال الأشخاص الذين قُتلوا في مراكز الاحتجاز وعلى نقاط التفتيش إليه".
إعلانوقال عماد الجام (40 عاما) إنه شاهد خلال فترة عقوبته في صيدنايا مجموعات من 50 إلى 400 سجين يتم نقلهم إلى القبو وإعدامهم، وأضاف أنه قبل عام 2022، كانت عمليات الإعدام هذه تحدث كل شهر أو شهرين، لكنها أصبحت نادرة، مؤكدا أنه "لم يبق في السجن أحد تم اعتقاله قبل عام 2017".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات قبل عام
إقرأ أيضاً:
وسط ترجيحات بمقتله.. مصير غامض يكتنف حياة الداعية "صالح حنتوس" في ريمة
لا يزال الغموض يكتنف مصير الشيخ الداعية صالح حنتوس، عقب تعرض منزله لهجوم عنيف وعمليات قصف من قبل جماعة الحوثي بمحافظة ريمة شمال غرب اليمن.
وقالت مصادر متطابقة، إن مصير الشيخ الداعية صالح حنتوس 72 عاما، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في اليمن، لا يزال غامضا، بالرغم من الترجيحات بمقتله إثر إصابته البالغة.
وأشارت المصادر إلى أن تواصل الأقارب مع الشيخ وزوجته انقطع مساء الثلاثاء، عقب استهداف منزله من قبل الحوثيين، وتحصنه فيه ورفضه الحضور لسلطات الحوثيين التي كانت تعتزم اختطافه مع عدد من أقاربه بتهم "ملفقة".
وتحدثت مصادر أخرى، عن مقتل الشيخ حنتوس متأثرا بإصابته نتيجة استهدافه برصاص قناص حوثي أثناء صعوده لسطح منزله، في مديرية السلفية بمحافظة ريمة.
المصادر قالت إن زوجة الشيخ حنتوس ووالدتها لا تزالان مصابتان في المنزل الذي تعرض للقصف العنيف من قبل الحوثيين، في ظل رفض الحوثيين السماح للأهالي للتدخل وإسعافهما منذ صبيحة يوم أمس الثلاثاء.
وبحسب المصادر، فقد رفض الشيخ الحضور لإدراكه المسبق بتبعات الحضور لسلطات الحوثيين التي كانت تتهمه بأنه "عميل" ويعمل لصالح "العدوان" وغيرها من التهم التي دأبت عليها الجماعة مع مخالفيها أو ممن تريد التخلص منهم.
وأفادت المصادر بمقاومة الشيخ حنتوس لحملة حوثية وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الجماعة لم تعرف أعدادهم، لافتة إلى أن الحوثيين ردوا بعنف مفرط على منزل الشيخ حنتوس.
وأكدت المصادر إصابة زوجة حنتوس في القصف مع والدتها، بالإضافة لإصابة خطرة تعرض لها الشيخ حنتوس، وسط حصار مطبق على المنزل.
وأشارت المصادر إلى أن سلطات الحوثيين رفضت الدخول إلى المنزل الذي تعرض للقصف، خشية من تعرضها لكمين أو استهداف من قبل مقربين من أسرة حنتوس، غير أنها واصلت الحصار حتى يتوفى الشيخ حنتوس متأثرا بإصابته وبقائه داخل المنزل دون أي تدخل طبي لإنقاذ حياته مع زوجته وبقية أفراد أسرته.