ديسمبر 16, 2024آخر تحديث: ديسمبر 16, 2024

المستقلة/- في خطوة فاجأت الكثير من المراقبين، كشف تقرير إعلامي عبري عن مضمون الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية بينهما يوم الأحد. فبينما كانت التوقعات تشير إلى دعم مستمر من واشنطن لخطة الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية، جاء رد ترامب ليُثير الجدل والقلق في الأوساط الإسرائيلية.

“سأتناول الملف النووي الإيراني، لكن الضم ليس أولوية”

الرسالة التي حملها ترامب لنتنياهو، وفقًا للتقرير العبري، كانت واضحة ومباشرة: “سأتناول الملف النووي الإيراني، لكنني لست مهتمًا بضم الأراضي في الضفة الغربية”. هذا التصريح أثار تساؤلات حادة حول ما إذا كان ترامب، الذي يُعرف بتأييده القوي لإسرائيل، يبتعد عن بعض القضايا الجوهرية التي لطالما كانت محل دعم كامل من إدارة سلفه، الرئيس دونالد ترامب.

هل يعتزم ترامب تغيير سياسة أمريكا تجاه إسرائيل؟

هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، بعد أن أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن عام 2025 سيكون عام الضم، مما يجعل هذا التصريح من ترامب بمثابة نذير محتمل لتغيير في مسار السياسة الأمريكية تجاه النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تتوقع أن تحظى بتأييد كامل من الإدارة الأمريكية في تنفيذ خطة الضم، يبدو أن ترامب قد قرر أن يكون أكثر تحفظًا على هذا الملف.

“الضم سيُسبب الأضرار فقط”: ماذا يعني ذلك؟

بالنسبة لنتنياهو، الذي يُعتبر من أكبر المدافعين عن سياسة الضم، قد يكون هذا التصريح بمثابة ضربة غير متوقعة لمخططاته المستقبلية. ترامب، الذي كان يُنظر إليه على أنه حليف قوي لإسرائيل في ملفات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يبدو الآن وكأنه يبتعد عن هذه القضية التي طالما كانت شائكة بالنسبة للعديد من الدول في المنطقة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن ترامب أشار إلى اهتمامه البالغ بملف النووي الإيراني، الذي يُعد من أولويات إسرائيل. هذا قد يعني أن إسرائيل قد تجد في هذه الرسالة دعمًا قويًا لمواجهة التهديد الإيراني، بينما قد يكون ضم الأراضي خطوة تثير المزيد من الانقسام الإقليمي والدولي.

صفقة الأسرى: هل هي بداية تحولات أخرى في السياسة الأمريكية؟

موازاة مع هذا التغيير المحتمل في سياسة الضم، ظهر الحديث عن صفقة الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، حيث يتم التفاوض على تبادل الأسرى في ظل تسارع الأحداث في غزة. من المتوقع أن تلعب الإدارة الأمريكية القادمة دورًا محوريًا في هذه المفاوضات، وقد يكون ذلك بداية لفصل جديد في العلاقة بين إسرائيل وحماس، وأيضًا في كيفية تعامل أمريكا مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

الزيارة المنتظرة لبوهلر: هل هي مؤشر على صفقة جديدة؟

فيما يتعلق بصفقة الأسرى، يُنتظر أن يزور مستشار ترامب لشؤون الأسرى والمفقودين، آدم بوهلر، إسرائيل هذا الأسبوع. هذه الزيارة قد تكون مؤشرًا على اقتراب صفقة كبيرة قد تشمل تسوية طويلة الأمد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وفي حال تم تنفيذ هذه الصفقة على مراحل كما تتوقع التقارير، سيكون هذا بمثابة تحول في أسلوب الإدارة الأمريكية في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

الخلاصة: هل بدأ ترامب فعلاً في الابتعاد عن السياسة التقليدية؟

هذه التصريحات من ترامب تطرح سؤالًا جادًا حول مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. هل بدأ ترامب فعلاً في الابتعاد عن دعم خطط الضم الإسرائيلي؟ وهل يمكن أن تفتح هذه الرسالة الطريق لتحولات استراتيجية أوسع في سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط؟ ما يبدو واضحًا أن ترامب يعتزم التركيز على الملف الإيراني، ولكن التغيير في مسار السياسة تجاه إسرائيل قد يؤدي إلى مزيد من الجدل والمفاوضات في الأيام القادمة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: التحذير المصري من الاستيطان بالضفة يكشف خطر الضم الفعلي

قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، إن التحذير الذي وجهته القاهرة مؤخرًا بشأن خطط التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية جاء في وقته ويحمل أهمية بالغة، خاصة بعد إعلان وزارة المالية الإسرائيلية والوزير بتسلئيل سموتريتش عن إنشاء مجمع استيطاني جديد يضم نحو 3,400 وحدة سكنية.

السلطة الفلسطينية تدين مخططًا استيطانيًا جديدًا في الضفة الغربية| تفاصيلالسلطة الفلسطينية تدين مخطط الاحتلال لمصادقة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةالمفوضية الأوروبية: ضم إسرائيل أراضي الضفة الغربية غير قانوني ونعارضهمصر تدين بشدة الإعلان عن خطة لبناء 3400 وحدة سكنية في الضفة الغربية

وأوضح حسين، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن خطورة المشروع تكمن في موقعه الجغرافي الذي يفصل محافظة رام الله عن بيت لحم ويقطع التواصل الجغرافي بين مناطق الضفة الغربية، معتبرًا أن ذلك بمثابة "إعلان غير رسمي بضم الضفة الغربية"، وتطبيق عملي لخطة الضم التي يتبناها اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وأشار إلى أن تنفيذ هذا المشروع كان أحد الشروط التي أصر عليها سموتريتش للبقاء في الحكومة الإسرائيلية، داعيًا إلى جهد عربي أوسع لدعم الموقف المصري والعربي في مواجهة هذا المخطط، حتى لا تجد المنطقة نفسها أمام واقع جديد يبتلع الضفة بالكامل.

ولفت حسين إلى أن انشغال الإعلام العربي والدولي بأحداث غزة، رغم مشروعيته، لا يجب أن يحجب الأنظار عن المجزرة الاستيطانية الجارية في الضفة، مؤكدًا أن مصر تواجه هذه السياسات الإسرائيلية في مختلف المحافل عبر بيانات وزارة الخارجية وجهود دبلوماسية متواصلة.

واعتبر أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض المسؤولين، تعكس تبنيهم لفكرة "إسرائيل الكبرى" التي لا تقتصر على غزة، بل تمتد إلى سياسات توسعية في جنوب لبنان وسوريا والجولان المحتل، إضافة إلى تدخلات في ملفات إيران واليمن، داعيًا الدول العربية إلى التكاتف مع مصر لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الجميع.
 

طباعة شارك عماد الدين حسين اخبار التوك شو غزة قطاع غزة مصر

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهتز باحتجاجات واسعة تطالب بعودة الرهائن وسط انتقادات لنتنياهو | صور
  • تسجيلات حاليفا تهز إسرائيل.. اتهامات مباشرة لنتنياهو وتحذيرات من فشل الحكومة
  • بوتين: المحادثات مع ترامب كانت صادقة وجوهرية
  • ترامب يرسل دعوة إلى قادة أوروبا وزيلينسكي لاجتماع في واشنطن
  • رسالة من الأمريكية {جانيت ميغيلJanet McElliott} إلي أبطال فاشر السلطان
  • مصر وألمانيا: رفضٌ مشترك للتصعيد الإسرائيلي وتأكيد على أولوية الحلول السلمية بالمنطقة
  • بوتين: أوكرانيا كانت إحدى القضايا الرئيسة في محادثاتي مع ترامب
  • ترامب: الاجتماع مع بوتين كان ناجحًا والعقوبات ليست أولوية
  • كاتب صحفي: التحذير المصري من الاستيطان بالضفة يكشف خطر الضم الفعلي
  • رايتس ووتش: غارات إسرائيل على سجن إيفين الإيراني جريمة حرب